أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مرح البقاعي - أطوار بهجت والملك














المزيد.....

أطوار بهجت والملك


مرح البقاعي

الحوار المتمدن-العدد: 3224 - 2010 / 12 / 23 - 08:02
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


حدث في الولايات المتحدة

في 16 كانون الأول/ديسمبر2010، تاريخ بث الحلقة الأخيرة من برنامج "لاري كينغ مباشر" على شاشة قناة سي إن إن الأميركية، الحلقة التي خُصصت لإعلان اعتزال مقدم البرنامج الحواري الأشهر وأحد عمالقة الإعلام الأميركي الذي حملت سيرة عمله التلفزيوني سمة اسمه الأخير:King، أي الملك، تقاطر في مجريات الحلقة ـ التي نقلت مباشرة من استوديوهات لوس أنجلوس ـ الرؤساء والإعلاميون ورجال الفكر والأعمال لأحياء ليلة الوداع هذه، والتي أرادوها ليلية احتفالية وتكريمية لعطاء كينغ الإعلامي والصحافي على مدى الـ 25 عاما الفائتة، منذ تاريخ بث الحلقة الأولى من برنامجه الحواري المفتوح في العام 1985.

الساعة التلفزيونية تلك شهدت مجموعة من المفاجآت التي أراد أصدقاء الملك أن يقدموها له تذكارا معنويا لظهوره الأخير على الشاشة كمقدّم ومحاور في برنامجه اليومي الأكثر شهرة في العالم. وكانت فاتحة المفاجآت ظهور نجم أفلام المغامرة الأسبق، وحاكم ولاية كاليفورنيا الحالي، أرنولد شويرزنيغر، ليهنئ كينغ على رحلته التلفزيونية التي دامت ربع قرن، وليعلن يوم 16 كانون الأول يوما وطنياً لولاية كاليفورنيا مسقط رأس لاري كينغ. وتلا ذلك ظهور الرئيس الأميركي باراك أوباما في فيديو مسجل خصيصا لكينغ، حيث قال أوباما "إنه واحد من ملايين المعجبين والمتابعين لبرنامجه منذ ظهوره الأول، مضيفا "أن أسلوب كينغ المتفرّد في توجيه الأسئلة القصيرة والمفتاحية إلى ضيوفه، والإصغاء الذكي لهم، شكّل باستمرار حافزا لهم لتقديم إجابات مسهبة وتفصيلية من موقعهم، إجابات تعلّم منها الشعب الأميركي الكثير، وأفاد من العبر والتجارب للشخصيات العالمية التي تناوبت على برنامجه، ما ساعد في تشكيل الفكر الجمعي الأميركي في العديد من القضايا اللصيقة بقضاياه الملحّة واليومية أحيانا، والمصيرية حينا". ثم انتقلت الشاشة إلى ولاية أركنسا حيث استقبل البرنامج، مباشرة على الهواء، الرئيس الأميركي الأسبق بيل كلينتون، ليودّع كينغ ويعرب عن امتنانه وسعادته لأنه كان ضيف البرنامج في 28 ظهورا متتابعا!

وحين سُئل كينغ ضمن مجريات الحلقة عن سؤاله المفضّل الذي طالما توجّه به إلى ضيوفه، أجاب كينغ دونما تردّد: "لماذا". وتابع:
"سؤال لماذا هو ملك الأسئلة لأنه ببساطة من الغير ممكن على الإطلاق الإجابة عليه بكلمة نعم أو لا وحسب. إنه يتطلّب ردّا تفصيليا مسهبا ما يحفّز العقل على البحث الكثيف والتفكير المعمّق نبشا عن الإجابة الموازية لاستفزازية السؤال.

حدث في العراق

في 22 شباط/فبراير2006، ظهرت الصحافية العراقية أطوار بهجت للمرة الآخرة على شاشة تلفزيون العربية في تغطية حيّة وجريئة لعملية تفجير مرقد الإمام العسكري في مسقط رأسها مدينة سامرّاء. أما تكريمها من قبل مواطنيها لظهورها الأخير كمراسلة تلفزيونية لقناة العربية فكان من نوع آخر تماما!

مشهد 1
اقترب رجلان من حشد من الناس وسألوا عن أطوار بهجت، وسرعان ما عثرا عليها مع المصوّر وفني الإضاءة يتابعون التغطية التلفزيونية للحدث، بما تيسّر لهم من الوقت وحيّز للتحرّك، إثر تطويق مدينة سامراء بعد تفجير المرقد المقدّس. جرّ أحد الرجلين أطوار من ذراعها، بدأت تستغيث .. ما من مجيب!
مشهد 2
أطوار بين يدي رجلين ضخمين يرتديان لباسا عسكريا، يداها أُوثقتا خلف ظهرها، تجمّد الدم في وجهها رعبا، عُصبت عيناها بربطة بيضاء، الدم كان ينزف من جرح مفتوح في رأسها.
مشهد 3
يقترب رجل ضخم بلباس عسكري وجزمة وقبعة من أطوار من الظهر ويكمّم فمها بيده اليسرى، الرجل يمسك بيده اليمنى سكينا ضخمة بمقبض أسود وشفرة مطوّلة، الرجل يبدأ بذبح أطوار من الوريد إلى الوريد، ترتفع صرخات أطوار متعالية على صيحاتهم: "الله أكبر".
مشهد 4
يتقدّم رجل ثالث يرتدي قميصا أسود، يضع جزمته اليمنى على بطن أطوار ويدفع بقوة، ثماني دفعات متتالية، يتدفق الدم من جروحها، تُحرك أطوار رأسها يمينا ويسارا متناهية، يعود ذبّاحها ليكمل مهمته، يجزّ عنق أطوار، يلقي برأسها المثقوب إلى أرض مسقطه: مدينة سامرّاء!

المشاهد الأربعة السابقة ليست فصلا من فيلم رعب هوليودي مُتخيّل، بل هي صور حقيقية من شريط حصلت عليه جريدة صنداي تايمز اللندنية اُلتقط بكاميرا هاتف نقال لإحدى أعضاء فرق الموت التي نفّذت حفل القتل والتمثيل اللاآدمي بجثة الإعلامية والشاعرة أطوار بهجت مكافأة لها على مهنيتها المتجاوِزة!

تفاصيل أخرى لم يلتقطها الفيلم لكن احتفظ بها أحد أصدقاء أطوار في ذاكرته المفجوعة بظروف مقتلها المرهب، متحدثا عن تسعة ثقوب وجدت في يدها اليمنى، وعشرة في اليسرى، وثقوب في رجليها وسرّتها وعينها اليمنى! حتى جنازتها لم تنج من الاعتداء حيث تعرض موكب تشييعها لهجومين متعاقبين قتل جراءهما ثلاثة أشخاص.

الحدثان أعلاه، على تناقضهما التراجيدي، جرفاني بإمعان إلى فخ سؤال لاري كينغ الأصعب: لماذا!



#مرح_البقاعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كلينتون تشنّ السلام على الصين
- باتْ مانْ مسِْلماً
- أنا الموت.. إنّي مدمِّر العالم
- الطريق إلى القدس يمرّ عبر بغداد-
- حزب الشاي
- فن تدوير العنف
- مرح البقاعي تحاور زبينغو بريجنسكي في قضايا الأمن الإقليمي وا ...
- ريحانيّات واشنطن
- نساء ضد المرأة!
- وماذا عن سجينات سوريا يا سيّدة كلينتون!
- البرادعي لرئاسة الولايات المتّحدة
- جرائم الياقة البيضاء
- عزيزي فوكوياما
- وصايا عشر إلى -الإدارة- السوريّة
- Iranophobia
- -الحُرّة- الأميركية تبثّ بالألوان!
- Persona non grata
- ماليزيا.. ليه؟
- إسلاميون أم مسلمون؟
- مضاد حيويّ للاستبداد


المزيد.....




- لم يسعفها صراخها وبكاؤها.. شاهد لحظة اختطاف رجل لفتاة من أما ...
- الملك عبدالله الثاني يمنح أمير الكويت قلادة الحسين بن علي أر ...
- مصر: خلاف تجاري يتسبب في نقص لبن الأطفال.. ومسؤولان يكشفان ل ...
- مأساة تهز إيطاليا.. رضيع عمره سنة يلقى حتفه على يد كلبين بين ...
- تعويضات بالملايين لرياضيات ضحايا اعتداء جنسي بأمريكا
- البيت الأبيض: تطورات الأوضاع الميدانية ليست لصالح أوكرانيا
- مدفيديف: مواجهة العدوان الخارجي أولوية لروسيا
- أولى من نوعها.. مدمن يشكو تاجر مخدرات أمام الشرطة الكويتية
- أوكرانيا: مساعدة واشنطن وتأهب موسكو
- مجلس الشيوخ الأمريكي يوافق على حزمة من مشاريع القوانين لتقدي ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مرح البقاعي - أطوار بهجت والملك