أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صاحب الربيعي - أنماط التداخل والحدود بين الثقافة والسياسة














المزيد.....

أنماط التداخل والحدود بين الثقافة والسياسة


صاحب الربيعي

الحوار المتمدن-العدد: 966 - 2004 / 9 / 24 - 10:39
المحور: الادب والفن
    


ليس هناك حدوداً بين الثقافة والسياسة، فالثقافة هي مجموعة من أنماط التوجه لتخصصات محددة ومنها التوجه نحو العمل السياسي. والثقافة موقف لمذهب سياسي أو أدبي محدد الاتجاه والفكر ضد أو مع مجموعة تتبنى منظومة فكرية تعبر عن خصوصيتها.
ويجد ((برهان غليون)) بأن الثقافة عبارة عن أنماط متميزة من الوعي والسلوك ومنظومات من القيم والقواعد الاجتماعية وعقلية مرتبطة بالحقيقة والبيئة والظروف العامة.
لذا لا يمكن الفصل أو وضع حدود ما للثقافة عن السياسة، بل يمكن القول هناك تداخل وتشابك في بعض أنماط التوجه الثقافي-السياسي. لذلك يسعى السياسيون من خلال هذه الأنماط للتدخل (بشكل فظ) بشؤون المثقفين بحًّجة عدم وجود حدود ما!.
والحقيقة أن مسعى السياسي للتدخل في الشأن الثقافي، لا يعود إلى طبيعة هذا التداخل وعدم وجود حدود ما وأنما هو مسعى لغرض تحقيق الهيمنة والتسلط على المثقف من أجل تجييره لخدمة مصالحه. ومطالبة المثقف للسياسي بعدم التدخل في الشأن الثقافي، هو في حقيقته رفض لممارسة الهيمنة والتسلط المعتمدة من السياسي في الوسط الثقافي خاصة أن أغلب القيادات السياسية تعاني من نقص في ثقافتها بشؤون السياسة والمجتمع.
ويجد المثقف من هذا التحكم للسياسي في الشأن الثقافي بمثابة تدخل مجموعة من الجهلة والأميين للهيمنة على الوسط الثقافي مستمدين سطوتهم من الحزب أو العصابة أو السلطة!. إضافة إلى وجود بعض المثقفين الحزبين ممن تقوده هواجسه الحزبية نحو استخدام الوسط الثقافي غير الحزبي لخدمة توجهاته الحزبية، وبهذا يحصل التعارض بين المثقف الحزبي والمثقف غير الحزبي الرافض لاستخدامه كمطية لتحقيق أغراض حزبية.
كما أن هذا التعارض يتسبب في أطلاء الثقافة بلون واحد، بل هو مسعى نحو فرض موقف واحد على المثقفين في الشأن الاجتماعي يخدم أهداف الجهة الحزبية، ويتعارض ومهام المثقف كونه معبراً عن أنماط متعددة للمجتمع.
وقد تسبب ذلك في افتعال معارك جانبية بين المثقفين أنفسهم، يقودها السياسيون لخدمة أهدافهم الحزبية ويدفع المثقفون ثمن ذاك الصراع المفتعل. والمطالبة بعدم تدخل السياسي في الشأن الثقافي، لا يعني وضع الحدود بين الثقافة والسياسية وأنما رفض هيمنة السياسي على الشأن الثقافي.
ويرى ((ليسلي جوبليب)) أن التسوق هو أمر سياسي، فشراء منتج ما يعني التصويت اقتصادياً لمصلحة الشركة المنتجة.
تختلف مهام المثقف عن مهام السياسي، ويقع على كاهل المثقف مهمتان أساسيتان هما: النهوض بالمستوى الثقافي وتهيئة الظرف السياسي اللازم لتحقيق شروط العمل السياسي، في حين أن مهمة السياسي تقتصر على العمل السياسي.
والدافع الأساس للمثقف لممارسة الفعل السياسي ينطلق من إيمانه بالقيم الميتافيزيقية (الخير؛ والمساواة؛ والعدالة؛ والحرية؛ والديمقراطية..) في حين ينطلق السياسي من مصالحه الذاتية للخوض في العمل السياسي.
ويجد ((آلن تورين)) أنه لا ينبغي القول بأن القوى الثقافية أقل تعبئة من القوى الاجتماعية أو المؤسيسة هي وحدها القادرة على الصمود في وجه الأنظمة الشمولية وتشكل أساساً لديمقراطية ممكنة. المثقفون السوفيت والطلاب والمثقفون الصينيون منذ جدار الديمقراطية وحتى أحداث ساحة (تيان آن مان) يمثلون نماذج لمقاومة أكثر منها اجتماعية، تتحدث باسم القيم أكثر من المصالح.
أن تهيئة الظروف والشروط للعمل السياسي وتفعيل طاقات المجتمع لمواجهة الأنظمة الاستبدادية هي من مهام المثقف، ودور السياسي يقتصر على إدارة الصراع بين المجتمع والأنظمة المستبدة. وعند استيلاءه على السلطة يجد من أوليات مهامه اضطهاد المثقف كونه أداة التحريك والتفعيل لشروط الثورة والعمل السياسي.
ويعتقد ((آلن تورين)) لا يلعب المثقفون دوراً هاماً في عملية إرساء الديمقراطية بعد إزاحة النظم الديكتاتورية، بالرغم من أنهم كانوا في مقدمة المناضلين لإسقاطها.
يسعى السياسي المعارض لاستمالة المثقف بشتى الوسائل لتجييره لخدمة أهدافه الحزبية، وبمجرد حصوله على السلطة يعمل على تهميش المثقف وإقصاءه عن ساحة العمل السياسي. ولنا في التجربة العراقية خير دليل بعد إزاحة النظام الديكتاتوري، حيث تقاسمت الأحزاب مقاعد السلطة السياسية فيما بينها، وتم تهمش وإقصاء الألوف من الأكاديميين والمثقفين وأصحاب الاختصاص مقابل إعطاء دور أكبر حتى في الشأن العلمي للحزبين غير الأكفاء لقيادة الدولة والمجتمع وما الفوضى والفشل التي منيت بها سياسية تلك على الأحزاب إلا دليل على هذا التوجه الخاطئ!.
المسعى الرئيس للسياسي تحقيق مصالحه الذاتية وعلى حساب المجتمع، وموقف أي سياسي بشأن قضية ما مرتبط بمصالحه الذاتية فأن تحققت تغير موقفه لصالحها. كما أنه يمتلك القدرة على المناورة لفصل أواصر الربط بين المتلازمات (الحرية والديمقراطية؛ وحرية الرأي والرأي الأخر؛ والإيديولوجية والحرية...) وإعادة ربط الأواصر للمتناقضات (القمع مع الحرية؛ والخير مع الشر؛ والدكتاتورية مع الديمقراطية...)!.
ويرى ((بول كيندي)) كشفت أحداث ساحة (تيان آن مان) على أن القيادة الصينية، تعتقد أن باستطاعتها الاحتفاظ بأحد النقيضين (الاقتصاد العالمي) دون الآخر (الحرية السياسية) وتتجاهل سياسات بكين أصل المشكلة: أن رفض الشعب لانتهاك حريته يعني وجود شعور طاغ لديه بأنه قد تمت خيانته وما الخوف والاضطهاد الفكري للنخبة المثقفة والسكان إلا دليل على هذا التجاهل للمشكلة الحقيقية.
الخلاصة أن عملية الفصل والحدود بين الثقافة والسياسة، أنما تعني فصل المهام لكل منها ورفض الهيمنة والتسلط للسياسي على الشأن الثقافي وإعادة صياغة العلاقة بينهما من خلال اعتراف السياسي بحق سلطة المثقف (السلطة الرابعة) لممارسة مهامها في الرقابة على الأداء السياسي في قيادة السلطة.



#صاحب_الربيعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- توظيف التاريخ والأعراف الاجتماعية لخدمة العملية الديمقراطية
- معوقات التغير والتحديث في المجتمع
- المنظومات الشمولية والديمقراطية واللبيرالية بين الممارسة وال ...
- الديمقراطية تعبير عن الذات والحب
- السلطة الديمقراطية والمجتمع
- الأهداف والتوجهات في الفكر الشمولي والديمقراطي
- المواطنة والديمقراطية في الوطن العربي
- المبادئ الجديدة للإصلاح في النظام الديمقراطي
- شرعية الأنا ومقومات الذات
- المنظومات الشمولية والذات الإنسانية
- *مناقشة وتحليل للنظام الشرق أوسطي 3-3
- *مناقشة وتحليل للنظام الشرق أوسطي 2-3
- *مناقشة وتحليل للنظام الشرق أوسطي 1-3
- *مواقف دول الشرق الأوسط من النظام الشرق أوسطي 2-2
- *مواقف دول الشرق الأوسط من النظام الشرق أوسطي 1 -2
- نصائح مهمة للكاتب للتعامل مع دور الطباعة والنشر في الوطن الع ...
- محنة الكاتب والقارئ العربي
- محنة الكاتب مع أجهزة الرقابة الحكومية والسلفية على الثقافة
- أساليب الغش والخداع التي تمارسها دور الطباعة والنشر مع الكات ...
- محنة الكاتب مع دور النشر في الوطن العربي


المزيد.....




- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...
- حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال ...
- الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول
- الأسبوع المقبل.. الجامعة العربية تستضيف الجلسة الافتتاحية لم ...
- الأربعاء الأحمر -عودة الروح وبث الحياة
- أرقامًا قياسية.. فيلم شباب البومب يحقق أقوى إفتتاحية لـ فيلم ...
- -جوابي متوقع-.. -المنتدى- يسأل جمال سليمان رأيه في اللهجة ال ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صاحب الربيعي - أنماط التداخل والحدود بين الثقافة والسياسة