أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - كاظم حبيب - متى تكف الذكورية في الدولة والحكومة والأحزاب عن تهميش المرأة في العراق؟














المزيد.....

متى تكف الذكورية في الدولة والحكومة والأحزاب عن تهميش المرأة في العراق؟


كاظم حبيب
(Kadhim Habib)


الحوار المتمدن-العدد: 3223 - 2010 / 12 / 22 - 21:39
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


الدولة والحكومة والأحزاب الفائزة في الانتخابات الأخيرة بالعراق كلها تتحدث بأصوات مرتفعة وملء الفم عن حقوق المرأة وعن أهمية وضرورة وأحقية مشاركتها في قضايا الدولة والمجتمع وفي المسائل السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية وفي بقية المجالات. وتعقد الندوات السياسية التي يتحدث فيها ممثلو الأحزاب عن حقوق المرأة وعن دورها في المجتمع.
الدولة والحكومة والأحزاب السياسية الفائزة في الانتخابات الأخيرة كلها تعلن عن تمسكها بالدستور العراقي وتدعو الجميع للالتزام به وبالقوانين السائدة.
والدستور العراقي الجديد ينص على نسبة تبلغ 25% لصالح وجود المرأة في مجلس النواب ومجلس الوزراء وفي مجالات أخرى.
وولكن الواقع القائم في العراق إن هؤلاء المؤسسات الحكومية والأحزاب السياسية الفائزة في الانتخابات جميعاً ودون استثناء يتجاوزون على الدستور ويتخلون عن كل الوعود والالتزامات والتصريحات حول حقوق المرأة وحصتها في مجلس الوزراء. الكل يدير ظهره للمرأة العراقية ولحقوقها ومصالحها. فهم أول من ادعى الالتزام بها وأول من خالف ذلك, فهل يمكن منح الثقة لدولة وحكومة وأحزاب سياسية تبدأ أعمالها بمخالفة نصوص دستورية صريحة حول حقوق المرأة. إنها مخالفة وخرق فظ للمواد 14 و 16 و 20 من الدستور.
أما السيد رئيس الوزراء فقد أشار عند تقديمه القائمة التي تتضمن أسماء الوزراء إلى أنه جمد مجموعة من وزارات دولة ويتطلع أن يرشح لها نساء, أي حقائب ثانوية وكأن المرأة غير قادرة على تحمل مسؤولياتها في كل الوزارات التي أعلن عنها. وبالتالي يبرئ ذمته من مسؤولية عدم وجود نساء في وزارته الجديدة, في ما عدا وزارة يتيمة, في حين كان عليه ان يرفض أساساً تسلم تلك القوائم من الأحزاب السياسية التي لا تتضمن النسبة المقررة للمرأة في مجلس الوزراء على وفق عدد الحقائب الممنوحة لهم.
إن محنة المرأة العراقية كبيرة في مجتمع ذكوري يستند إلى التقاليد والعادات والقيم العشائرية البالية التي يمجدها رئيس الوزراء ويسعى إلى تكريسها التي لم تعد صالحة لدولة يراد لها أن تستند إلى مبادئ الحرية والديمقراطية وبناء المجتمع المدني الديمقراطي الذي يتعارض تماماً مع مفهوم العشائرية. إن رئيس حكومة يعتبر العشيرة هي الأساس الذي يحافظ على النسيج الاجتماعي للمجتمع العراقي وللدولة العراقية يتحرى عن "رعية" وليس عن الالتزام المبدئي والمركزي بمفهوم المواطنة الحرة والمتساوية لكل المواطنات والمواطنين, لا يمكنه بأي حال أن يبني دولة حرة وديمقراطية. إن حكومة يقرر وزير التعليم العالي السابق تحريم تدريس الموسيقى والرقص والغناء والنحت, ... والحبل على الجرار, ويراد تدمير التماثيل الموجودة في أكاديمية الفنون الجميلة, لا يمكنها أن تكرس مبادئ الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان. إن هذه السياسات وهذه المواقف مناهضة للحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان وحقوق المرأة ولا يجوز القبول بها أو السكوت عنها. ومن المؤلم حقاً أن ترى قوى كانت حتى الأمس القريب تتحدث عن الحرية الفردية وعن الحريات الالديمقراطية وتسجل ذلك في نظمها الداخلية وبرامجها السياسية, تتنكر لها اليون من خلال سكوتها عما يجري في العراق من مناهضة فعلية للثقافة الديمقراطية وتجاوز فظ على الحياة الثقافية واتهام أثيم للمثقفات وللمثقفين الذين تظاهروا في شارع المتنبي بأنهم (مأجورون!), أو الحديث بشكل وقح وصلف بأن المثقفين حين يسكرون يبول بعضهم على البعض الآخر, وكأنه كان بينهم وتلقى شيئاً من ذلك!
إنه البؤس الفكري والسياسي حقاً أن تتشكل حكومة وتبدأ عملها بالتجاوز على نص دستوري ومن كافة القوى والأحزاب المشاركة بالحكومة الجديدة. إنها أول إساءة للدستور ولكنها ليست الأخيرة, كما يبدو لي, رغم تأكيدات البرنامج الحكومي على الالتزام بالدستور. وكما يقول المثل الشعبي "من أول غزاته, انكسرت عصاته".
أدعو النساء العراقيات, أدعوهن في الداخل والخارج إلى الاحتجاج ضد موقف الأحزاب والحكومة والدولة من المرأة ومن حقها الدستوري في المشاركة بربع مقاعد مجلس الوزراء, أدعو المرأة إلى التظاهر السلمي والضغط على كل القوى السياسية الفائزة في الانتخابات من أجل تغيير موقفها من المرأة بدلاً من الادعاء بمبادئ معينة ومخالفتها مباشرة, أدعوها لرفض التهميش الذي يراد تكريسه في الحياة العامة في العراق.
لا يمكن تأمين حقوق الإنسان, ومنها وبشكل خاص حقوق المرأة, دون خوض نضال عنيد ودءوب ومتصاعد من جانب المرأة ومعها كل القوى الديمقراطية التي تدرك الأضرار التي تلحق بالمجتمع من جراء تهميش المرأة في الحياة العامة, في الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية, وتقريم حقوقها المثبتة في الدستور العراقي الراهن.
22/12/2010 كاظم حبيب



#كاظم_حبيب (هاشتاغ)       Kadhim_Habib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاختلاف في فهم معاني استشهاد الحسين بين الموروث الشعبي والف ...
- ضحايا نظام البعث كثيرون, ولكن الكرد الفيلية في المقدمة منهم!
- مثقفو إقليم كردستان العراق وموقفهم النبيل إزاء الحملة الجائر ...
- رسالة مفتوحة إلى السيد رئيس قائمة التحالف الكردستاني في إقلي ...
- عادت حليمة إلى عادتها القديمة, عادت والعود أقبح!!
- ما الجريمة التي ارتكبها جوليان أسانج في عرف العالم -المتحضر! ...
- هل يمكن الجمع بين احترام الكرامة والضمير والترحم على نظام ال ...
- بدء نشاط قوى التيار الديمقراطي العراقي في المانيا الاتحادية
- تصريحات مهمة للأستاذ حميد مجيد موسى في الموقف من التيار الدي ...
- رسالة تحية مفتوحة إلى المؤتمر الثالث عشر للحزب الديمقراطي ال ...
- هل من سبيل لبناء عراق ديمقراطي اتحادي آمن؟ وما الدور الذي يم ...
- فقيدنا الفنان المبدع منذر حلمي !
- والآن العراق ..... إلى أين؟
- الاختلاف في الرأي حول أهمية الوثائق السرية الأمريكية عن العر ...
- مقتل شاب عراقي في لأيبزك/ألمانيأ: هل هو أول الثمار المرة لنه ...
- نداء عاجل وملح إلى جميع منظمات المجتمع المدني في العراق
- ألا تثير الوثائق السرية الفزع والقلق بسبب سلوكيات العنف والق ...
- أين هي حرية النشر ورقابة السلطة الرابعة في مقاضاة جريدة العا ...
- من أجل تشكيل لجنة تحقيق عراقية-دولية بشأن التهم الواردة في و ...
- لنعمل معاً من أجل استعادة الكرد الفيلية لحقوقهم المشروعة في ...


المزيد.....




- تدريب 2 “سياسات الحماية من أجل بيئة عمل آمنة للنساء في المجت ...
- الطفلة جانيت.. اغتصاب وقتل رضيعة سودانية يهز الشارع المصري
- -اغتصاب الرجال والنساء-.. ناشطون يكشفون ما يحدث بسجون إيران ...
- ?حركة طالبان تمنع التعليم للفتيات فوق الصف السادس
- -حرب شاملة- على النساء.. ماذا يحدث في إيران؟
- الشرطة الإيرانية متورطة في تعذيب واغتصاب محتجزات/ين من الأقل ...
- “بدون تشويش أو انقطاع” تردد قنوات الاطفال الجديدة 2024 القمر ...
- ناشطة إيرانية تدعو النساء إلى استخدام -سلاح الإنستغرام-
- شوفوا الفيديو على قناتنا وقولولنا رأيكم/ن
- دراسة تكتشف سببا غير متوقع وراء الرغبة الشديدة في تناول السك ...


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - كاظم حبيب - متى تكف الذكورية في الدولة والحكومة والأحزاب عن تهميش المرأة في العراق؟