أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - واصف شنون - المآساة المستمرة *














المزيد.....

المآساة المستمرة *


واصف شنون

الحوار المتمدن-العدد: 3223 - 2010 / 12 / 22 - 16:56
المحور: المجتمع المدني
    


المآساة المستمرة *
بقلم:واصف شنون

مرة اخرى تتصدر مآساة العراقيين نشرات الأخبار الأسترالية والعالمية وعناوين الصحف الكبرى في كافة الولايات الأسترالية ودول العالم ، والمآساة هذه المرة لم يقم بها ارهابيون او قتلة مأجورون وسط الأسواق والشوارع ودور العبادة والمدارس ، بل مآساة ارتكبها البحر الهائج راح ضحيتها أطفالا ونساء مغلوبين على امرهم لاقرار لهم في إختيار ركوب اعالي البحار المظلمة في قوارب خشبية غير صالحة للإبحار يقودها مهربون متمرسون لايعرفون اية قيمة للحياة البشرية ،فمن بين أول الناجين من تلك الكارثة كان ثلاثة اندونيسيين هم قادة المركب المنكوب بينما أول الأرواح التي حصدت غرقاً كانت من الأطفال والنساء والضعفاء ،وهذه هي الكوارث المصنوعة بيد البشر او الطبيعة الهائجة تحصد أول ما تحصد الضعفاء من الأطفال والنساء والرجال .
منذ بزوغ الديكتاتورية الدموية في العراق عام 1979 وهجرات العراقيين لم تنقطع ،وقد شكل نزوح العراقيين من الجنوب وكوردستان عام 1991 بعد حرب تحرير الكويت اكبر نزوحاً لهم في التاريخ المنظور ، فهم لم يعرفوا الهجرة الواسعة ،وكان من المعروف ان العراقي متمسك بوطنه لايغادره ، بل لايغادر قريته او مدينته إلا اضطرارا .
وحين ولى عهد الديكتاتورية وسقط الصنم عام 2003 ،استبشر العراقيون والعالم معهم بحقبة جديدة تمسح آلام الماضي الأسود الكئيب وتعيد للإنسان العراقي كرامته وصيرورته ويتم فيها بناء حاضره وتخطيط مستقبله ومستقبل اطفاله مع دعم امبراطوري اميركي كامل،ومساعدة ومساندة عالمية من كافة الدول عدا بعض الدول المجاورة المارقة لحقوق الإنسان.ولكن ولعدة عوامل واسباب استمر الهلع والرعب والتخلف في العراق بشكل اشد وأعنف وأوسخ من ذي قبل ،وها نحن والعالم يشهد معنا اسوء حقبة تاريخية سوداء يمر بها العراق والشعب العراقي المغلوب على أمره ،فبزغت للأسف احزاب الإسلام السياسي الطائفية الفاسدة التي لاتطيق المستقبل والتطور والإنفتاح والمدنية بل على العكس جعلت المواطن العراقي يعيش في ماضي حزين ، مواطن بلا عمل ولا تفكير ولا مدارس ولا معامل ولا حقول ولا فرح ولا ابتهاج ولاحرية شخصية ،احزاب متناحرة ومنتخبة بشكل اعتباطي غير واعي ،ليس لها أجندات سياسية واضحة المعالم والرؤى والمشاريع ،احزاب تحث ُ على الفوضى وتشجع عليها وتسخر كل طاقات الدولة لخدمة تلك الفوضى العارمة ، احزاب دينية اختارت العالم الآخر للإستقرار وليس عالمنا الذي نعيش فيه ، فكيف للمواطن أن يستقر ويحلم بوطن له مثل باقي الأوطان والأمم .
حين نتطلع الى كارثة القارب المنكوب نتمنى من كل قلوبنا ان تكون تلك الكارثة هي الأخيرة ، ولكن بكل اسف مادام المواطن في كل من العراق وجيرانه ايران لايشعر بأهميته ويحس بكرامته ويتلمس مستقبل اولاده ، فأن الهجرة والمآساة سوف تستمران الى ما شاء الله.

((فجاوبتني ودمع العين يسبقها من يركب البحر لا يخشى من الغرق))...

*افتتاحية صحيفة الفرات الصادرة في سيدني ليوم الخميس المصادف 23 كانون الأول / ديسمبر الجاري 2010



#واصف_شنون (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إرهاب العمائم في فضيحة – بول الأدباء - !!
- العراق : مجتمع محافظ متدين أم خربان منحطّ ..؟
- معمّمون لكن متمردون
- الخوف من ( السعلوّة ) ...*
- تشيلي تهزم الموت 33 مقابل صفر *
- الشعور بالخجل العام !!
- مَنْ يُدخل البعير في خرم إبرة؟؟
- إنسانية غير معقولة
- ثقافة سياحية
- كريستيانا كينالي : الفشل المحتوم
- أكو -لو- ماكو *-ستيفن هواكينغ ونفيه لخالق الكون-
- الدين والدم والدموع
- شجاعة العراقي جمال ايليشع
- تلك البلاد...
- الوعي الإنتخابي في استراليا
- الفقدان مرة أخرى: عبور ليلى محمد
- غير معقول..!
- من هو اكثر تقدما ً العراق أم الصومال !!؟؟
- بلد الشهداء : شهداء الكهرباء ...أخيرا
- الحكومة (.....) والمعارضة (طاهرة)...


المزيد.....




-  البيت الأبيض: بايدن يدعم حرية التعبير في الجامعات الأميركية ...
- احتجاجات أمام مقر إقامة نتنياهو.. وبن غفير يهرب من سخط المطا ...
- الخارجية الروسية: واشنطن ترفض منح تأشيرات دخول لمقر الأمم ال ...
- إسرائيل.. الأسرى وفشل القضاء على حماس
- الحكم على مغني إيراني بالإعدام على خلفية احتجاجات مهسا
- -نقاش سري في تل أبيب-.. تخوف إسرائيلي من صدور أوامر اعتقال ب ...
- العفو الدولية: إسرائيل ترتكب جرائم حرب في غزة بذخائر أمريكية ...
- إسرائيل: قرار إلمانيا باستئناف تمويل أونروا مؤسف ومخيب للآما ...
- انتشال 14 جثة لمهاجرين غرقى جنوب تونس
- خفر السواحل التونسي ينتشل 19 جثة تعود لمهاجرين حاولوا العبور ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - واصف شنون - المآساة المستمرة *