أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - تقنية المعلمومات و الكومبيوتر - أنور نجم الدين - الإدارة الذاتية في ضوء تكنولوجيا المعلومات















المزيد.....

الإدارة الذاتية في ضوء تكنولوجيا المعلومات


أنور نجم الدين

الحوار المتمدن-العدد: 3223 - 2010 / 12 / 22 - 10:16
المحور: تقنية المعلمومات و الكومبيوتر
    


(الإدارة الذاتية – Self-management) عنوان دراسة أكاديمية، قدمتها في عام 2002 في شكل (Research Paper) للحصول على (دبلوم دكتوراه PhD Diploma ) في جامعة ستوكهولم في السويد.


الإدارة الذاتية في ضوء تكنولوجيا المعلومات:

في العالم المعاصر، تشير (الإدارة الذاتية – Self-management) إلى الأساليب التي يمكن للأفراد بواسطتها تفعيل الأعمال وتحقيق الأغراض بصورة منهجية وهادفة.

في الواقع إن الإدارة الذاتية صفة إنسانية، ولكن لم يصبح الحديث عنها بصورة شاملة إلا بعد تطور الكومبيوتر والاتصالات الحديثة، أي تطور تكنولوجيا المعلومات والاتصالات المعاصرة، فإدارة عمليات أنظمة الكمبيوتر الذاتية، ونقل المعلومات دون تدخل بشري -من قبل تقنيات الحديثة للاتصالات- جعلت من ذاتية الإدارة واقعةً تاريخية، ومفهومًا شائعًا في كافة المستويات الإدارية في الدول الصناعية بالذات في العقدين الأخيرين.

إن الإدارة الذاتية في الوقت الحاضر تشير إلى ذاتية الإدارة للعاملين في الشركات والمؤسسات، الأهلية كالحكومية، فبفضل التكنولوجيا الحديثة، يقوم العاملون بتنظيم أعمالهم اليومية بأنفسهم، وبتخطيط الأهداف المستقبلية للإنتاج أو التسويق أو البيع أو خدمات الزبائن، ثم الجدولة، وتقسيم العمل، وصنع القرارات دون انتظار الأوامر والقرارات الفوقانية، أو المركزية. فبدل الإشراف التقليدي، يقوم العاملون في كل المستويات بما عليهم القيام به.

وهكذا، فالهرم الاجتماعي للإدارة -أي المركزية- يفقد أهميته في الكثير من الشركات، وخاصة الإلكترونية منها، فالعاملون هم الذين يقومون بتنظيم أعمالهم اليومية وأوقات العمل، والسماح، والراحة .. إلخ، الأمر الذي يؤدي إلى إزالة القواعد البيروقراطية في تنفيذ الأعمال.

وهكذا، ففي الشركات التجارية، لم تبق الأعمال الإدارية والقيادية متروكة للمدراء فقط، فالمبدأ الاجتماعي للإدارة الذاتية، أصبح شكلا واقعيًّا للعمل في الشركات الكبيرة والصغيرة، فحين ينظم العاملون أعمالهم من خلال إدارة الذات ستزيد الفعالية الإنتاجية لصالح أصحاب العمل وبالتالي ستزيد أرباحهم من خلال استخدام الموارد البشرية بصورة أكثر فعالية. ويشترط تحقيق هذا الهدف كفاءات العاملين في إنجاز مهمات مختلفة وأعمال متنوعة بشكل سريع، الأمر الذي سيقضي أخيرًا على التقسيم الاجتماعي للعمل داخل المؤسسات، فالكفاءات المهنية المختلفة للعاملين إذًا سَتُوجِد أرضية تاريخية لمحو التقسيم العمل، واستخدام الكمبيوتر سيفرض الانضباط الذاتي، والمسؤولية الذاتية، والخيارات المختلفة في العمل، وقدرًا أكبر من الحرية في تنفيذ الأعمال، والتدريب الذاتي، وتكوين فرق العمل دون ضرورة تواجد أفراد الفرق في مكان واحد، فالأول يمكن أن يسكن في نيورك، بينما الثاني في لندن، والثالث في الجزائر، والرابع في قرية من قرى الهند يعملون معًا ويتخذون القرارات المشتركة دون أي حاجز جغرافي، فتتدفق المعلومات بفضل النظم المعلوماتية للمؤسسات، النظم التي قد طورت شكلا جديدًا من العلاقات خلف علاقات الوجه لوجه (Face to face communication)، وهي علاقات فعالة ضمن شبكة إلكترونية عالمية، قادرة على توصيل أعضاء الفرق ببعضهم وبغيرهم من العاملين من خلال ربط أنظمة معلوماتية -نظم المعلومات الإدارية أو التسويقية أو المحاسبة- بشبكات إلكترونية لا حدود لها في توسعها، ولا هرم لها في استخدامها.

نظم المعلومات الإدارية:

نظم المعلومات الإدارية –Management Information Systems (MIS)- تتكون من سجلات وبيانات وعمليات إلكترونية متداخلة ضمن النظم تتعاون بعضها مع بعض لجمع، ومعالجة، وتخزين، وتوزيع المعلومات المتوفرة عبر المؤسسة، وتساعد في التخطيط لأهداف قريبة الأمد أو بعيدة المدى، وتطوير المؤسسات، والتنظيم المؤسسي والمكتبي، والتحكم، والتغلب على السلبيات والروتينيات الإدارية، ودعم اتخاذ القرارات بصورة منهجية، ثم الزيادة من القدرة التنافسية في السوق، وكل هذا بفضل تطور تكنولوجيا المعلومات والاتصالات.

تكنولوجيا المعلومات والاتصالات:

إن الأهمية العظمى لاستخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات – Information & Communication Technology (ICT)- بالنسبة لأصحاب العمل، هي التحليل، والتصميم، وبرمجة الأعمال الروتينية، وتحويل المركزية من خلالها إلى ما يسمى بقواعد البيانات المركزية، التي تصبح أمنية المعلومات جزءًا أعظم من ضرورتها.
ولكن لا يمكن بالتأكيد أن يُحَقَّقَ الهدفُ أعلاه، دون ترسيخ قاعدة فعلية للاعتماد الذاتي للعاملين المنخرطين في العمل في المؤسسة المعنية، فالأمر إذًا يتعلق بفرصة استخدام التكنولوجيا الحديثة من قبل العاملين في المؤسسات الأهلية كالحكومية، ثم في الإنتاج كالإدارة، وفي التخطيط كالمتابعة، وفي التنظيم كالرقابة، وفي التصنيف كالنقل، وفي إدارة المصانع كالمحركات.

فما الإدارة الذاتية؟

إن الإدارة الذاتية ليست ظاهرة جديدة، بل إنها تعود إلى تاريخ النشاط البشري، وهو مزيج من النشاطات التقنية والاجتماعية (ٍSocio-technical) التي تظهر كنتيجة طبيعية لعمل الإنسان.

أما اليوم فتستخدم الشركات الإدارة الذاتية لتحسين الأداء البشري -تفعيل الموارد البشرية Human Resources (HR)- في أماكن العمل. وإنها تحولات ناتجة من استخدام التكنولوجيا الحديثة في العمل، فالإدارة الذاتية للتكنولوجيا هي التي جعلت من إدارة الذات في العمل أمرًا واقعًا، فللكمبيوتر وبرامجه القدرة التامة في تكوين الذات كنظام التوصيل والتشغيل مثلا، وللكمبيوتر إمكانية توفير نظام الحماية الذاتية ضد المحاولات غير المصرح بها، وللكمبيوترالقدرة في الاسترداد التلقائي للبيانات ... إلخ.
وكل هذه العمليات التقنية الأوتوماتيكية، أصبحت قاعدة فعلية للصراع بين النمطين الموجودين من أنماط الإدارة: المركزية واللامركزية!
واليوم يعطي نظام دعم القرارات –Decision Support System (DSS)- للمؤسسات المواد الضرورية لاتخاذ القرارات في كافة المستويات، من المدراء، إلى الموظفين، وفرق العمل. الأمر الذي سيجعل من الصراع المذكور أعلاه صراعًا أكثر حدة.

وبشأن التعريف المعاصر للإدارة الذاتية، قد عثرت على ثلاثة استشهادات متميزة تحت العناوين الآتية:

1. تقوم الإدارة الذاتية على النماذج التي تنظم الحياة الواقعية (Pepe A, 2002).
2. الإدارة الذاتية هي مصطلح نفسي يستخدم لوصف عملية تحقيق الاستقلالية الذاتية (Stephen M. Edelson, 2002).
3. الإدارة الذاتية هو البرنامج الذي يمكن استخدامه كوسيلة لتقليل عناصر الاجهاد والإرهاق (Experience The Spirit of Success, 2002).

أما دراستنا فمحاولة لتقديم تعريف جديد للإدارة الذاتية، من خلال التحقق من عناصرها في بيئة إلكترونية.
والغرض من هذه الدراسة هو التحقق من دور تكنولوجيا المعلومات في خلق التناقض بين الإدارة المركزية والإدارة الذاتية.

إن الشروط العامة المسبقة للإدارة الذاتية هي نفس اللحظات المجردة التي تشكل من خلالها تنظيم الحياة. أما المؤسسات التجارية فتستفيد من الإدارة الذاتية بوصفها استباقية طبيعية من القوة في حياتها التنافسية. لذلك فسؤال المؤسسات ينطلق من كيفية تنظيم العاملين لتحقيق هدف المؤسسة -الأرباح.
بينما سؤالنا ينطلق من الآتي: هل تخلق تقنية المعلومات والاتصالات أرضية فعلية لاحلال الإدارة الذاتية محل الإدارة المركزية؟
وجوابنا هو: الإدارة الذاتية الناتجة من تطور التكنولوجيا مدخل إلى عالم جديد، يخضع فيه العمل للإدارة الجماعية المشتركة لمنظمي العمل أنفسهم، فذاتية الإدارة هي الصورة المستقبلية للإدارة بصورة عامة.
Email: [email protected]



#أنور_نجم_الدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الكومونة والسوفييتات -10: الفترة الانتقالية
- الكومونة والسوفييتات -9: الجنة الموعودة
- الكومونة والسوفييتات -8: ثورة السوفييتات عام 1917
- الكومونة والسوفييتات -7 : ثورتي البرجوازية والبروليتارية الر ...
- بولندة عام 1980: ثورة الكومونة من جديد!
- الكومونة والسوفييتات -6
- ثورة السوفييتات الهنغارية عام 1956
- الكومونة والسوفييتات -5
- الكومونة والسوفييتات -4
- الكومونة والسوفييتات -3
- الكومونة والسوفييتات -2
- الكومونة والسوفييتات -1
- جاسم محمد كاظم وفؤاد النمري: 3) خرافات جديدة في الاقتصاد الس ...
- جاسم محمد كاظم وفؤاد النمري: 2) خرافة انهيار الاشتراكية
- جاسم محمد كاظم وفؤاد النمري: 1) خرافة عودة لينين
- نظام لينين نظام العمل المأجور: 3- التخطيط الشيوعي للإنتاج
- نظام لينين نظام العمل المأجور: 2- كيف يجري التوزيع في الإنتا ...
- نظام لينين نظام العمل المأجور: 1- طبيعة الاقتصاد السُّوفيتي
- لينين: تراجيديا السوفيتية!
- نظام لينين نظام تايلوري -2


المزيد.....




- “أمتع قنوات الطبيعة“ تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك 2024 نايل ...
- روسيا تمنع تمرير مشروع قرار أمريكي حول عدم نشر الأسلحة النوو ...
- موسكو: رفضنا المشروع الأمريكي حول منع نشر أسلحة الدمار الشام ...
- موسكو: نريد فرض حظر شامل على نشر الأسلحة في الفضاء
- روسيا تمنع تمرير مشروع قرار أمريكي في مجلس الأمن الدولي حول ...
- الديوان الملكي يُعلن مغادرة الملك سلمان المستشفى بعد إكمال ا ...
- طريقة عمل الآيس كريم في المنزل مثلجات صيفية بمذاق الفاكهة ال ...
- واتساب تختبر خاصية لنقل الملفات دون الحاجة إلى اتصال بالإنتر ...
- العلاج بالكتابة يساعد مرضى السرطان على مواجهة مخاوفهم
- الاتحاد الأوروبي يفتح تحقيقا حول سوق الأجهزة الطبية الصينية ...


المزيد.....

- التصدي للاستبداد الرقمي / مرزوق الحلالي
- الغبار الذكي: نظرة عامة كاملة وآثاره المستقبلية / محمد عبد الكريم يوسف
- تقنية النانو والهندسة الإلكترونية / زهير الخويلدي
- تطورات الذكاء الاصطناعي / زهير الخويلدي
- تطور الذكاء الاصطناعي بين الرمزي والعرفاني والعصبي / زهير الخويلدي
- اهلا بالعالم .. من وحي البرمجة / ياسر بامطرف
- مهارات الانترنت / حسن هادي الزيادي
- أدوات وممارسات للأمان الرقمي / الاشتراكيون الثوريون
- الانترنت منظومة عصبية لكوكب الارض / هشام محمد الحرك
- ذاكرة الكمبيوتر / معتز عمر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - تقنية المعلمومات و الكومبيوتر - أنور نجم الدين - الإدارة الذاتية في ضوء تكنولوجيا المعلومات