أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - الاء حامد - الهوية الوطنية ( الحلقة الثانية )














المزيد.....

الهوية الوطنية ( الحلقة الثانية )


الاء حامد

الحوار المتمدن-العدد: 3222 - 2010 / 12 / 21 - 21:45
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


عندما عرفنا في الحلقة السابقة (الأولى) من موضوعنا الذي حمل عنوان ( الهوية الوطنية ) بأن الهوية الوطنية هي عقد بين فرد ودولة يحددها قانون تلك الدولة , فعلينا هنا إن نعرف المبادئ التي تقوم عليه مفهوم تلك الهوية فنعتقد أنها تقوم على مبدأين أساسيين : الأول هو الانتماء , حيث يجب إن يكون هنالك شعور بالانتماء إلى شيء ما ,أو إلى المجتمع تحميه دولة ما , فمتى ما تحقق لنا هذا الانتماء تحقق لنا البعد الثاني للهوية الوطنية , إلا وهو الولاء , حيث تشعر انك تنتمي إلى المجتمع كان من الواجب والمفترض عنده إن تمنح ولاءك له , وعليه لا حديث عن الهوية الوطنية من دون الحديث عن هذين المبدأين المتوافقين والمتكاملين معا , ولا يكفي الانتماء وحدة لتشكل الهوية , لان الكثيرين من الإفراد ينتمون أو يحملون هوية دولة ما , ولكنهم لا يدينون بالولاء لهذه الدولة.

والحقيقة ان سؤال الهوية الوطنية في العراق لم يستكمل جوانبه لأسباب عديدة ومعروفة وسبق وان نقلنا جز منها في تعليقات لنا سابقة في الحلقة الأولى من الموضوع ولا ضير في إعادتها لاستبيان الأسباب التي وقفت وراء ذلك.
قد يكون هنالك منشأ إيديولوجي أحاط بالحالة دون إن تكون هنالك هوية, وقد قلنا إن الدولة العراقية الحديثة التي تأسست عام 1921 دخلت في إشكالية حينما وجه الملك فيصل الأول عام 1931 رسالة إلى الحكومة العراقية , استغرب فيها عدم وجود شعب اسمه الشعب العراقي ,, وان ألولاءات الضيقة الفرعية هي الغالبة , حيث تعلو قوة العشائر على قوة الدولة , هذا بالتأكيد مبررا يدفعنا لتساؤل عن أسباب انتكاسة الهوية الوطنية وعدم اكتمالها؟ ,,

فبتقديرنا من قراءة تاريخ ومحصلة الدولة العراقية ونحن نتحدث عن أكثر من 80 عاما منذ تأسيس هذه الدولة , نلاحظ إن هناك أسبابا كثيرة تقف وراء أزمة الهوية الوطنية العراقية , منها كما نقلنا في الحلقة السابقة ما هو ذو منشأ إيديولوجي والمدارس الإيديولوجية لم تعمل على صناعة هوية وطنية عراقية , بل إن كلا منها حاول إن يمارس عملية شد الهوية الوطنية إلى النسق الايدولوجي الذي يحمله , بدليل أم المدارس الإيديولوجية التي هيمنت أو تحكمت بتاريخ العراق ثلاثة. (1)

1- المدرسة اليسارية أو المدرسة الاشتراكية, وهذه كانت قد ارتكبت خطأ حين حاولت إن تأتي بهوية مستوردة من الخارج, وبالتالي تسقط نمطا من الفكر والممارسة كان بعيدا عن الأنساق الاجتماعية العراقية, أو خارج الفضاءات الفكرية لهذه الأنساق.
2- المدرسة أو المدارس الإسلامية, وهذه أيضا حاولت أن تأتي بخطاب لم تراع فيه مسألة التجديد ومسألة التطور حيث كنا نبحث في إطار سياقات فكرية بعيدة عن مواكبة التطور النسبي الذي شهده المجتمع العراقي , ولم يكن خطابها يرقى إلى مستوى حالة الثقافة المتحركة في الشارع العراقي.
3- المدرسة القومية , وهذه ربما كان لها النصيب الأكبر والمساحة الأوسع بما لحق بالعراق , أو لنقل أنها السبب الأهم في غياب أو عدم تشكل هوية وطنية عراقية واحدة , فقد حاولت الاتجاهات القومية إن تفرض إيديولوجيتها وأنساقها الفكرية بالقوة, وكانت النتيجة انتقالنا من مفهوم الولاء للوطن , وهو ما كنا نبحث عنه إلى الولاء للحزب الواحد بحيث تتماهى مفهوم الدولة بمفهوم السلطة ولأول مرة يتم ربط المؤسسات الأمنية والمؤسسات العسكرية بالمؤسسة القرابية ( العائلة ) وهذه بحد ذاتها تشكل خرقا كبيرا لمفهوم الهوية الوطنية , ولم يتوقف الأمر عند ذلك وحسب , بل تجاوز مفهوم الولاء للعائلة والعشيرة إلى مفهوم الولاء للفرد الواحد وتحديدا في عقد التسعينات.

ولو عدنا إلى الوراء ليقودنا سؤال هنا يفرض نفسه فيها" هل تشكلت الهوية العراقية قبل ذلك ؟ فمنطقيا إن الجواب يكون في عهد الملكية لم تشكل هوية وطنية وفق رؤية محددة , وإنما تأسست على تركيبة طائفية مجحفة, مما شكل أساسا في العرقية والترابط بين الدولة والخارج, وإذا سألنا سؤالا أخر: من كان العامل المؤثر في تأسيس هذه الدولة؟ الداخل أم الخارج ؟ فأن الجواب بالتأكيد هو إن الإرادة البريطانية التي تعبر عن الخارج كانت الأكبر والأقوى والأكثر تأثيرا. ولو استعرضنا تاريخ العراق الملكي في ذلك الوقت , سنلاحظ إن تمذهب السلطة كان واضحا, وبالتأكيد ان هذا التمذهب اثر بشكل أساسي وكبير على مفهوم الهوية الوطنية العراقية, لكن ذلك ومع حالة التقدم الاجتماعي في عقدي الأربعينيات والخمسينيات مع تشكل طبقة وسطى تمثل الحاضن وتمثل الأساس في مسألة الهوية الوطنية أولا وفي إطار الأساس الديمقراطي ثانيا, نلاحظ انه بدأت تتشكل لدينا بوادر طبقة وسطى وهذه لا غنى عنها في الحديث عن الهوية الوطنية لان الطبقة الوسطى هي الرافعة الأمتن في هذا الإطار.

لما تقدم أعلاه برز معطى إن السلطة في العراق تم استيرادها , وبالتالي حملت إشكالات للهوية برزت لاحقا, فهل يمكن استيراد الهوية؟ أليست الهوية واقعا اجتماعيا داخليا ينبغي إن تفرزه إرهاصات المجتمع ؟ هل كان استيراد السلطة سببا في الخلل الذي وقع فيه العراق لاحقا؟ ومن هي الطبقة التي تحتضن الهوية وتبلورها؟ كل تلك الأسئلة سنناقشها في الحلقة القادمة قريبا. تحياتي


الإحالات
1- د حميد فاضل في محاور



#الاء_حامد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الهوية الوطنية - الحلقة الاولى
- الطائفية وثقافة الاستئصال في الإسلام ج5
- الطائفية وثقافة الاستئصال في الإسلام ج4
- الطائفية وثقافة الاستئصال في الاسلام ج3
- الطائفية وثقافة الاستئصال في الاسلام ج2
- ( الطائفية وثقافة الاستئصال في عالم الإسلامي )ج1
- أوراق مهربه ( ضحايا حسن النية ) ج7 لأبو غريب حكاية-
- أوراق مهربة ( ضحايا حسن النية ) ج6
- أوراق مهربة ( ضحايا حسن النية ) ج5 جهنم التعليمات
- أوراق مهربة ( ضحايا حسن النية ) ج4 الطريق إلى جهنم
- أوراق مهربة ( ضحايا حسن النية ) الجز الثالث
- أوراق مهربة ( ضحايا حسن النية ) الجزء الثاني
- أوراق مهربة (( ضحايا حسن النية )) ج الأول
- وزارة النفط الارهابية
- المرأة في زمن الكيكية!!!
- عيني على ابن الكوت وشرطيه!!


المزيد.....




- من أجل صورة -سيلفي-.. فيديو يظهر تصرفا خطيرا لأشخاص قرب مجمو ...
- من بينها الإمارات ومصر والأردن.. بيانات من 4 دول عربية وتركي ...
- لافروف: روسيا والصين تعملان على إنشاء طائرات حديثة
- بيسكوف حول هجوم إسرائيل على إيران: ندعو الجميع إلى ضبط النفس ...
- بوتين يمنح يلينا غاغارينا وسام الاستحقاق من الدرجة الثالثة
- ماذا نعرف عن هجوم أصفهان المنسوب لإسرائيل؟
- إزالة الحواجز.. الاتحاد الأوروبي يقترح اتفاقية لتنقل الشباب ...
- الرد والرد المضاد ـ كيف تلعب إيران وإسرائيل بأعصاب العالم؟
- -بيلد-: إسرائيل نسقت هجومها على إيران مع الولايات المتحدة
- لحظة تحطم طائرة -تو-22- الحربية في إقليم ستافروبول الروسي


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - الاء حامد - الهوية الوطنية ( الحلقة الثانية )