أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - صباح مطر - بين الحرية والديمقراطية















المزيد.....

بين الحرية والديمقراطية


صباح مطر

الحوار المتمدن-العدد: 3222 - 2010 / 12 / 21 - 07:25
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


ظهر اللبس عند الكثيرين مع بدء التغيير من خلال الخلط بين مفهومي الحرية والديمقراطية ولربما كانوا محقين بسبب سوداوية الفترة السابقة وظلاميتها . وكم أجهد بعض المخلصين المتنورين أنفسهم لتوضيح المفهومين على أن الحرية هي انعدام القسر على أفعال الإنسان شريطة أن تسير تلك الأفعال وفق رؤى واضحة لا تتعارض مع رغبات الآخرين المشروعة ولا تلحق الضرر بهم . والديمقراطية هي حكم الشعب ومن أهم آلياتها الترشيح والانتخاب الحر عبر صناديق الاقتراع وهي في أساسها ثقافة وسلوك عقلائي نابع من إيمان فردي وجمعي على إنها ( أي الديمقراطية ) بصيغها الحالية هي أفضل الحلول الممكنة لحلحلة إشكالية الحكم وتداولية السلطة إلى أن تتفتق عقلية البشر عن صيغ جديدة أو متطورة عن الصيغ الحالية إن كانت هناك إمكانية لذلك ثم تركت الأمور لمقبلات الأيام لتجيب على التساؤلات حينما تتحول المفاهيم إلى سلوك وممارسات يومية تتجذر مع الوقت لتصبح جزءً من ثقافة المجتمع ..... كانت ثقة مبالغ فيها أوليناها للقائمين على العملية السياسية وبمن أسميناهم النخب في حينها ومعظمهم من المعارضين للنظام السابق قدم أغلبهم من دول تنهج المنهج الديمقراطي وتؤمن بالحريات العامة والخاصة وتتكفل حمايتها . تصورنا عدائهم للدكتاتورية ومعارضتهم لها وإطلاعهم على تجارب العالم الديمقراطية ستجعلهم جادين في تأصيل المفاهيم المطروحة والعمل عليها وتحويلها إلى واقع ملموس في إدارة الدولة بكل مفاصلها مع العمل على تأهيل الإنسان العراقي الخارج تواً من كابوس الحكم الشمولي التعسفي بما يجعله يتواءم مع المبرزات الجديدة ويتقبل الأفكار ويعمل بموجبها وفق سلم تطوري مدروس يرتقي بالواقع ويركز على الجانب الثقافي منه بشكل خاص بما يؤمن تكوين وعي مجتمعي يتقبل التغيير ويعمل على دفع عجلته إلى أمام . بعد هذا العدد من السنين والذي اخذ يقترب من الثمان أصبح واضحاً إن الثقة لم تكن مبالغ فيها فحسب وإنما قد تكون في غير محلها أيضاً وأننا كنا مستغرقين في التفاؤل ، حالمين نتمنى ونفكر على ضوء الأماني فهاهو الآن قد نزل بساحتنا الإحباط وأخذت تتكشف أمام أنظارنا السوءات ، كانت عين الرجاء والأمل كليلة عن رؤية الأشياء كما هي حينما كنا نحمل القائمين عليها على سبعين محمل وأحيانا ننبه عن مكامن الخلل على استحياء ونبحث عن أعذار للقصور الواضح في الأداء على أمل أن يتحسن مع الوقت ظناً منا أن النوايا حسنة وجادة لولا الظروف القاهرة التي تحيط بأصحابها . والآن لم نرى زوالاً للبس الذي تحدثنا عنه بعد هذا الشوط الذي قطعناه إذ لم يفهم من الحرية إلا إنها فوضى عارمة في بداية الأمر واستباحة لكل شيء ثم مع الأيام تحولت إلى إكراه وضغوطات كان أخرها إغلاق النوادي الاجتماعية والثقافية وإلغاء مهرجان بابل إضافة إلى تعطيل الحراك الفني وشل أنشطته فلا سينما ولا مسرح باستثناء محاولات خجولة هنا وهناك وإهمال الفلكلور تحت ذرائع شتى يلصق معظمها بالدين مع ازدياد التوجس مما قد تأتي به قادمات الأيام والتي تنبأ بمزيد من التضييق ، فمتى يحل اللبس ويفهم معنى الحرية وتتحول إلى ممارسة حقيقة والأمر يسير متهاوياً في طريق الانحدار لتتحول الحرية مع الأيام إلى يافطة تخفي وراءها كل ما يتنافى مع مضمونها على أيدي القائمين على الأمر والمنطلقين أساسا من أحزاب وتيارات لا تتبنى مشروعاً حداثوياً يؤمن بعصرنة الحياة ومواءمة التطور النوعي الذي يجري بقفزات متسارعة في عالم اليوم بل تتبنى في معظمها أفكاراً ماضوية تدور في دائرة المقدس ويعتبر الخروج عليها مروقاً وأمراً لا يمكن السماح به أو إدخاله في فضاء التفكير كونه يمس ثوابتاً لا يجوز الاقتراب منها .... وبذلك ظهر التباين بين المتبنيات والواقع العصري المعاش لتكون النتيجة تضاداً وتعارضاً وبالتالي مصادرة للحريات باستخدام الخطاب الديني تارة وأخرى بإصلات سيف الأعراف القائمة على سلفية اجتماعية عفا عليها الزمن إلا إن سوء الحظ جعلها تزدهر عندنا بسبب الإرباكات المستمرة وشبه المزمنة التي لا زالت تعصف بمجتمعنا تغذيها جهات متنفذة تستفيد من هذا الواقع لإدامة مصالحها الخاصة. وكذلك هو حال الديمقراطية فإنها تعاني من نفس السهام المرسلة صوب صنوها وشقيقتها الحرية كون الإرادات التي تعمل على تعطيل الحريات هي ذاتها التي تتبنى المشروع الديمقراطي مستفيدة من أدواته في تسلق السلطة دون الأخذ بمفاهيمه والعمل على نشرها وترسيخها مما تسبب في ولادات مشوهة أنجبتها الديمقراطية المفرغة من المفاهيم متمثلة بطبقة أصبحت تمتلك المقومات القانونية لإدارة البلاد كونها منتخبة وفق الآليات الديمقراطية وليست وفق مفاهيمها التي يجب أن يكون في المقدمة منها تغليب المصلحة الوطنية العليا على كل المصالح الفئوية والحزبية والشخصية ، وكان الثمن باهضاً دفعنا فواتيره دماً غزيراً ومالاً وفيراً وشللاً أصاب كل مفاصل الدولة وعطل أنشطتها وفساداً جعلنا نتنافس مع الصومال ومانيمار للاستقرار في قعر حضيضه!!! والفائزون وفق نظام القائمة المفتوحة لا زالوا يتصارعون على المناصب واقتسام الوزارات رغم مرور ثلاثة أرباع العام على إجراء الانتخابات . كان إحباطا شديد الوطأة أتت به الأيام التي علقنا عليها بعض آمالنا عسى أن تترسخ فيها المفاهيم الديمقراطية لدى الناس بالاستفادة مما تفيض به روحيات وعقول القائمين على التجربة والذين أظهرت الوقائع أنهم هم أنفسهم بحاجة إلى تأهيل ولعل الأفضل القول أنهم بحاجة إلى تبديل نظراً للقصور الواضح في أدائهم إضافة إلى المآرب النفعية التي لا تلامس الهم الوطني ولا تراعي المصلحة العامة والظاهرة جلياً لكل مراقب ومتابع فموازنة العام ( 2011 ) سيذهب ما يقرب من (80%) منها ميزانية تشغيلية مخصص قسم كبير منها طبعاً لتغطية رواتب وامتيازات القادة الديمقراطيين الذين سيزيدون عدد الوزارات إلى أكثر من (40) وزارة تأخذ نفقاتها من الميزانية التشغيلية كي يرضوا نهمهم إلى المناصب العليا والدرجات الخاصة على حساب المال العام والهيكلية المقبولة للدولة ولم يبقوا للاستثمار إلا جزء يسير لا يفي بالغرض وعليه سنبقى ننتظر جولات التراخيص ونسمع عن حقول جديدة للنفط ولكن الكمية المصدرة هي نفسها دون زيادة بحجة عدم وجود منافذ والأصح إننا سننتظر أربع سنوات مستنسخات عن الأربع الماضيات بنفس الفساد والهدر وبنفس التعطيل لكل مفاصل الإنتاج في الدولة لأن الوجوه نفسها والروحية نفسها والمحاصصة نفسها رغم تغير اسمها إلى شراكة مثلما تغير التكليف ليصبح تشريفاً والسعي إلى المنصب والتمسك به صار ديمقراطية ! .



#صباح_مطر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رواية نصف جسد وتجسيد الهم العراقي
- الفضاء الثقافي المفتوح
- حديث الاكف تحفيز للذاكرة
- حماية المنجز الديمقراطي
- لكل ضعف ولكن لاتعلمون
- بين الحقيقة والزيف
- أور زقورة وشواهد تاريخية
- وجهة نظر في المصالحة
- القائمة المغلقة والمفتوحة
- بين الانا وبريق المنصب
- ديمقراطية اللاديمقراطيين
- من نحن؟
- وضوح الرؤيا والدور الايراني الخطير
- العلمانية والدين
- في ذكرى الرحيل
- معركة ستالينغراد...جنون وبطولات
- لا أقليّة مع المواطنة
- حصارالجغرافية
- الهوية الوطنية قاسم مشترك انتمائي
- من اجل دولة القانون


المزيد.....




- أجبرهم على النزوح.. أندونيسيا تصدر تحذيرا من حدوث تسونامي بع ...
- التغير المناخي وراء -موجة الحر الاستثنائية- التي شهدتها منطق ...
- مصر.. رجل أعمال يلقى حتفه داخل مصعد
- بوركينا فاسو تطرد ثلاثة دبلوماسيين فرنسيين
- أسباب تفوّق دبابة -تي – 90 إم- الروسية على دبابتي -أبرامز- و ...
- اكتشاف -أضخم ثقب أسود نجمي- في مجرتنا
- روسيا تختبر محركا جديدا لصواريخ -Angara-A5M- الثقيلة
- طريقة بسيطة ومثبتة علميا لكشف الكذب
- توجه أوروبي لإقامة علاقات متبادلة المنفعة مع تركيا
- كولومبيا تعرب عن رغبتها في الانضمام إلى -بريكس- في أقرب وقت ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - صباح مطر - بين الحرية والديمقراطية