أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - بابكر عباس الأمين - الصادق المهدي: تزوير التاريخ المعاصر والتهديد باعتزال السياسة














المزيد.....

الصادق المهدي: تزوير التاريخ المعاصر والتهديد باعتزال السياسة


بابكر عباس الأمين

الحوار المتمدن-العدد: 3222 - 2010 / 12 / 21 - 07:24
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    



هدَّد الصادق المهدي - أطال الله عمره - باعتزال السياسة أو الانضمام للمعسكر الرامي للاطاحة بالنظام - في حالة عدم الاستجابة لمطالبه. وفي رأينا أن هذا الإعلان يحمل في طياته أم المتناقضات لأنه وضع الأمر بين الشيء ونقيضه بدلاً عن خيارين. فهو كمن يقول بأنني إما أن أمتطي سفينة نوح أو أن آوي إلي الجبل مع كنعان, ابن نوح الغريق. فإن كان يود تغيير النظام - كما يُفهم من الثانية - فلماذا وكيف اعتزال السياسة وهي الوسيلة لتغيير النظام؟ وبإعلانه هذا فإن مسألة الاطاحة بالنظام أضحت غير واردة, لأنها فقدت عنصر المفاجأة لنظام استفاد أمنياً من آخطاء الآخرين, عكس الصادق. وإطلاق الشعارات والتصريحات دون أن يصحبها وزن عملي من خصائص المهدي, كما اتضح من إعلانه (الجهاد المدني) كمشروعه لإزالة النظام والذي لم تصحبه مثقال ذرة من عمل.

أما عن الأولي, فإن المهدي - بنرجسيته - لا يطيق البقاء بعيداً عن السياسة وخارج دائرة الضوء والرئاسات. وماكان الخلاف الذي قاده مع عمه الإمام الهادي - بورعه ومكانته حتي خارج نظاق الأنصار - وشق الحزب إلا من أجل السلطة. حدثني أحد الذين كانوا مقربين من الشهيد الشريف حسين الهندي أثناء معارضة نظام نميري, أنه سأل الهندي, لماذا سمح للصادق أن يرأس الجبهة الوطنية المعارضة وهو الأجدر بها بما يتمتع من كاريزما وعلاقات دولية. فأجابه الهندي عطَّر الله ثراه: إن الصادق يحب الرئاسات وأن يكون محور إهتمام فهو إن سار في شارع فيه زفة عرس لتمني أن يكون هو العريس, ولو سار في الشارع الذي يليه ووجد فيه مسيرة جنازة لتمني أن يكون هو الميت!

ولو صدر تهديد باعتزال السياسة من المهاتما غاندي في الهند, أو نيلسون مانديلا في جنوب أفريقيا, لكان للأمر صدي واسع بحيث يؤدي لخروج عشرات أو مئات الآلاف في تظاهرات احتجاج من جماهير تري فيهما قدوة ومثلاً أعلي, وتطالب بعودتهما لقيادتها. وذلك لأن المهاتما ومانديلا قائدين مُلهمين فجَّرا طاقات شعبيهما وقاداهما في ظروف حالكة وتحملا تضحيات جسام بكل تجرد, ودون أن يتوقعا جزاءً ولا شكورا من سلطةٍ أو منصب. بيد أن الصادق لم يقدم لهذا الوطن أي انجاز بحيث أن تركه للسياسة سيمر كخبر عادي حتي علي بعض منتسبي حزب الأمة والأنصار. لقد كانت حكومته الأخيرة ملأي بالمخازي والفوضي من فساد ومحسوبية وانتهاك حقوق إنسان (قتلي المظاهرات) واستبداد الأغلبية ومسخاً مشوهاً للديمقراطية بحيث أن العديد من الليبراليين والديمقراطيين والجيل الجديد - الذي لم يعرف عن الديمقراطية إلا تلك الممارسة الشائهة - قد كفروا بها كفر أبا لهب بالإسلام.

إن تهديد الصادق بالاعتزال لا يُؤخذ بمحمل الجد لأن لديه المقدرة علي قول الشيء والتحول عنه مئة وثمانين درجة. فقد سبق أن أعلن عام 2009: (إن تسليم رأس الدولة سينجم عنه اضراب شديد واستقطاب حاد). ولما دنا موعد الانتخابات, رفع قميص عثمان (الجنائية) ليس حباً في عثمان (دارفور), إنما من أجل السلطة, تماماً كابن هند. كما أنه قد أعلن في تصريح له قبل الانتخابات الأخيرة بأنه لا يود (تقلد منصب تنفيذي لا الآن ولا في المستقبل) ثم ترشَّح للرئاسة وقال أنه المرشح الوحيد الذي بسسبه سينظر المجتمع الدولي لتلك الانتخابات بجدية. وما كان انسحابه إلا لسبب واحد هو أنه تأكد من سقوطه في تلك الانتخابات. وكان الصادق معجب بالنظام الرئاسي لأنه يشبع شهوة الدكتاتورية المدنية العارمة عنده. إن خدمة هذا الوطن لا تنحصر في تقلًد المرء لرئاسة الدولة أو الوزراء. لقد كان بامكان الإمام الصادق بناء مستشفي أو جامعة بدلاً عن التنظير الأجوف بعدم إسلامية الحجاب والدعوة لتدريس التربية الجنسية في المدارس.

أما عن تزوير التاريخ المعاصر, فقد ظهر في الحوار الذي أجرته معه نادية عثمان مختار (سودانايل 16-12-2010). في عدم أمانة للتاريخ, أخرج نفسه خروج القشة من العجين من المسؤولية في عدم إلغاء قوانين بدرية الانقلابية لسبتمبر 1983 التي رفض إلغاؤها إرضاءً لصهره. وبعد أن انقلب عليه وأشبعه إساءةً ومصادرةً هرول يلتقيه في جنيف ويعقد معه اتفاقاً من ظهر التجمع. صحيح أن هذا النظام قد أنجز مشروع انفصال الوطن بيد أن الصادق قد وضع له الأساس برفض اتفاقية الميرغني لمجرد الغيرة السياسية.



#بابكر_عباس_الأمين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- موسم تفجيرات دور العبادة وإضطهاد الأقليات الدينية في العالم ...
- النظام السوداني: حكومة رزق اليوم باليوم
- نسخ نظام الحكم المصري في السودان
- الاستهداف الصهيوغربي للعراق
- تناقض تصريحات نائب الرئيس السوداني في واشنطن
- نزع حكومة السودان لأراضي شرق النيل
- (جحود وتطاول) السودان علي ليبيا
- عن فتوي رضاعة الكبير
- الحل لمِحنة مسلمي أوربا
- شعب عِملاق يتقدَّمه أقزام
- النفوذ السياسي للشركات متعددة الجنسيات
- نقد ثورة يوليو المصرية
- الصادق المهدي يكرر آراءه العنصرية
- الصادق المهدي يؤجج النعرات العنصرية والدينية في السودان
- عن إنسحاب مرشح الحزب الإتحادي لصالح مرشح الحزب الحاكم في الس ...
- غطرسة إسرائيلية مع غطاء أمريكي
- الرئيس السوداني يحمِّل الأحزاب مسؤولية تعطيل الديمقراطية 20 ...
- هيروشيما ونجازاكي
- الآثار الصحية الضارة لختان الإناث
- إنحطاط القاموس السياسي لإسلاميي السودان


المزيد.....




- الطلاب الأمريكيون.. مع فلسطين ضد إسرائيل
- لماذا اتشحت مدينة أثينا اليونانية باللون البرتقالي؟
- مسؤول في وزارة الدفاع الإسرائيلية: الجيش الإسرائيلي ينتظر ال ...
- في أول ضربات من نوعها ضد القوات الروسية أوكرانيا تستخدم صوار ...
- الجامعة العربية تعقد اجتماعًا طارئًا بشأن غزة
- وفد من جامعة روسية يزور الجزائر لتعزيز التعاون بين الجامعات ...
- لحظة قنص ضابط إسرائيلي شمال غزة (فيديو)
- البيت الأبيض: نعول على أن تكفي الموارد المخصصة لمساعدة أوكرا ...
- المرصد الأورومتوسطي يطالب بتحرك دولي عاجل بعد كشفه تفاصيل -م ...
- تأكيد إدانة رئيس وزراء فرنسا الأسبق فرانسو فيون بقضية الوظائ ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - بابكر عباس الأمين - الصادق المهدي: تزوير التاريخ المعاصر والتهديد باعتزال السياسة