أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عامر أوسي - حدثَ سابقاﹰ ولا يزال .... ( قصة قصيرة )















المزيد.....

حدثَ سابقاﹰ ولا يزال .... ( قصة قصيرة )


عامر أوسي

الحوار المتمدن-العدد: 3220 - 2010 / 12 / 19 - 21:40
المحور: الادب والفن
    



الأهداء


الى كل من يريد ان يبني الوطن على اساس محبة ألآخر ( الانسان )









المقدمة

أنها قصة حدثت سابقآ زمانها بعيد لكن حدوثها هو دائمي وواقع يعيش فيه شعبي و ابنــــــــاء

وطني بغض النظر عن كل ما يجري اليوم من حالات لاانسانية بعيدة كل البعد عن العاصفـــــة

التي لا زالت تذيب و تصهر بمسيرها كل ما هو اخضر و جميل في بلدي لكنها لا تقدر أن تزيل

الجذور الانسانية بين مكوناته و طبقاته و ضحكات الاطفال و النظرات المشرقة في عيـــــــــون

شباب وطني .




عامر أوسي













( 1 )


الزمان بعيد قريب و المكان معلوم مجهول , كانت ارض معركة و ابن عمه يشاركه بالمصيـــــر لأنه كان معه في نفس الفرقة المقاتلة . اتفق معه على أن يكون كل واحد سند للآخر و خاصـــة عند اصابة أحدهم , فالمصير مجهول و العدو مجهول تستعمل فيه كل الاسلحة الثقيلــــــــــــة و الخفيفة عدا الاسناد الجوي لعدم وجوده أو الاعتماد عليه , كانت الدقائق طويلة كلهم في حالـــة حذر و ترقب و انتظار ساعة الصفر الغير معلومة و ألغير محددة من ذلك اليوم . السيجــــــارة كانت الفاكهة و الخوف كان سيد الموقف ذلك الجبار المتقلد سلاح الرهبة و الرعب له عيــــون تنظر الى اللانهاية و صوت ممزوج بأنين الموت و الزوال .

- انطلاق .... تقدم .... ارمي .... هاجم .... قاتل

أوامر كثيرة صدرت بصوت عالي مزّق ذلك الحجاب من الخوف من الموت و الاصرار علــــــى الحياة التي كانت في تلك اللحظة قد لبست أجمل ثيابها و تعطرت بعطر الجمال و الحب و التحـد من أجل البقاء . كانت لحظات سريعة لم يقدر الزمن مجاراتها و السيطرة على عقارب الساعة , لم يشعر بعدم وجود ابن عمه معه فكان الدخان و اصوات الانفجارات هـــــــي غلاف الأرض و الصرخات العالية و الخروج من الزمن و الذوبان في اللاواقع الغير مرئي و اللاشعور بالجســد و التعب و الارهاق , حتى عندما وصلوا الى الهدف كان للزمن لا وجود له الى أن تحقق مــــــن وجوده عندما نظر الى ساعته الرقمية فعاد الى ألواقع و كان أول ما تسائل عن ابن عمه فتبيـن بأنه كان قد أخلّ بالوعد الذي قطعه مع ابن عمه و أن ابن عمه قد أصبح بالمجهول .

* * * * * * * * * *

( 2 )


أصبح الان في دوامة من الحيرة و التفكير بحصول أمر خطير بفقدان أبن عمه و الاحســــــاس بألخطأ جراء عدم التزامه بالوعد ألذي قطعه معه , مرت لحظات قصيرة و كأنها دهر من زمان مفقود لا يمكن تعويضه , فجأة سمع صوت لزميل آخر يصرخ في وجهه :

- اسمع لقد رأيت بعيني ابن عمك جريحآ و قد نقلوه باحدى عجلات مستشفى الميدان الى مركز المدينة و لا أعلم بحالته ألصحية .... اني متأكد مما أقول .

استمرت هذه الكلمات تدور حوله كالطائر يعيدها مع نفسه و لعدة مرات حتى تأكد من انــــه كان صاحيآ و أن كل ما قاله زميله هو واقعيآ و ليس من صنع خياله , في هذا ألوقت أصبح مرتاحآ شيئآ ما و أنه عاد الى واقعه و أصبح يتحرك طبيعيآ كأي مقاتل خرج مـــــــن أرض ألمعركة و يبدأ باعادة وضعه ألطبيعي ضمن فرقته ألمقاتلة , كان يعلم بأن هذا الوقت هــــو ليس وقت الاجازات أو الاستراحة و لهذا بدأ ينتظر الفرصة السانحة ليأخذ له اجـــــازة أو استراحة زمنية ليتمكن من الذهاب الى مركز المدينة ليطمئن على ابن عمه و يعـــــــــــرف مصيره بعد تلك المعركة المشؤومة .

مرّت ايام ليست بكثيرة لكنها طويلة فالوقت لا يمر بسرعة و الامور لم تكن طبيعية و الوطن كلّه كان يمر في محنة مصيرية و المقاتل كان عليه ان يكون مستعدآ لتنفيذ الاوامر و التأهب للقتال في اي لحظة , كان ايضآ يعلم بأنه يبتعد عن ابن عمّه يومآ بعد يوم لعدم توفر اي معلومات عنه مطلقآ و ما هو مصيره و مدى خطورة اصابته حتى تلك اللحظة من ذلك اليوم الذي أستأذن فيه للدخول الى غرفة الضابط المسؤول ليشرح له كلّ ما جرى لأبن عمه , كانت احاسيسه و مشاعره نحو ابن عمّه واضحة جدآ مما جعل الضابط المسؤول ان يوافق على منحه اجازة ليوم واحد فقط للذهاب الى مركز المدينة والى المستشفى بشكل خاص للسؤال على ابن عمّه و الاطمئنان عليه , و بطريقة لاأرادية مدّ الضابط المسؤول يده ليسحب درج المكتب ويسحبها بعد ذلك رافعآ يده و هو يمسك بأوراق نقدية و أعطاها له لكي يسلّمها الى ابن عمه في حالة اللقاء به لمساعدته في محنته ومن خلالها يؤكد له بأن كتيبته المقاتلة لن تنساه ابدآ لأنه من مقاتليها الابطال .
كان هذا الموقف من الضابط المسؤول موقفآ رجوليآ و بطوليآ مما جعله ان يحس بأن هذا القائد هو حقآ الاب و الاخ في وقت الشدائد و المصاعب و بأنه الراعي الصالح لرجاله عندما يحتاجون اليه في افراحهم و احزانهم .

* * * * * * * * * *

( 3 )


وصل الى كراج المدينة في اليوم التالي من منحه الاجازة و سأل عن المستشفى العسكري الذي يعالج المرضى و الجرحى من المقاتلين المتواجدين في ارض المعارك , بعد ان علم بأن المستشفى قريب من الكراج كانت اقدامه هي الوسيلة المفضلة للوصول الى هدفه و لشق طريقه بين الحشود و الطرق المزدحمة بالمركبات .
كانت المستشفى مليئة بالمراجعين و الزائرين مع ضوضاء عالية ممزوجة باصوات مخلوطة بالكلام و الصراخ و الانين جراء آلام بعض المقاتلين الموجودين في باحة المدخل و اصوات العربات التي تنقل المرضى و الجرحى الى داخل المستشفى , كان اول ردّ فعل منه اتّجه نحو الموظف الموجود في استعلامات المستشفى ليسأله عن ابن عمّه بعد ان اعلمه بأسمه و تاريخ اصابته و رقم وحدته المقاتلة , اجابه الموظف بأن اغلبية الجرحى يأتون من ارض المعركة بحالة خطيرة و مزرية فلا يمكن معرفة اسمائهم و حصرها ألا بعد ان تصبح حالتهم مستقرة و ان يكونوا قادرين على اعطاء معلومات كاملة عن سيرتهم الذاتية مما يمكننا ان نعرف اسمائهم و ارقام وحداتهم و لهذا فأن اسم ابن عمك غير موجود في السجل لكن هناك الكثيرين من الجرحى داخل المستشفى لا نعرف اسمائهم و وحداتهم و بأمكانك ان تدخل و تبحث عنه بين الردهات و لا يمكنني ان اساعدك بأكثر من هذا ....
انهى الموظف كلامه و لم يرد على أي سؤال طرحه عليه بعد ذلك فما كان منه الا ان يتبع نصيحة الموظف المرهق ( كان الله في عونه ) و يدخل الى داخل المستشفى و يبدأ بجولة مكوكية بين ردهاتها المليئة بالضجيج الممزوج بأنين الجرحى و حركة غير اعتيادية من الاطباء و الممرضين الذين كانوا يتحركون بسرعة بوجوه غاضبة و متعبة , كان عليهم ان يجارون المرضى في الامهم و يجيبون على اسئلة أقاربهم و اصدقائهم , كان قد احسّ بهم مما جعله عدم التفكير في مواجهتهم او طلب مساعدتهم و بأحساس مرير استمر في بحثه على ابن عمه بين تلك المساحات من الجدران و الاصوات و انين الالم و الموت .
( 4 )



كانت لحظة صمت طويلة جدآ توقف فيها فجأة , كان متفاجئآ و مصدومآ لدرجة لم ينتبه الى كل تلك الاصوات و الحركات داخل الردهة التي كانت في نهاية الممر الذي كان آخر فرصة له في صولة البحث للوصول لهدف كان قد اصبح في دائرة اليأس , لقد كان متأكدآ بأن النائم على السرير امامه مباشرة هو ابن عمه وانه كان بحالة صعبة جدآ فقد كان ملفوفآ بالضمادات الطبية في كل انحاء جسمه عدا وجهه الذي كان واضحآ مما جعله ان يكون متأكدآ بأنه هو ... ابن عمه !! .
من هول الصدمة لم ينتبه الى وجود شخص آخر جالس بجانب السرير , كانت امرأة في خريف العمر ملتفّة بعباءة سوداء منحنية رأسها كان يبدو عليها و كأنها في غفوة غير منتبهة على وجوده , بعد فترة غير قصيرة رفعت رأسها نحوه لتراه واقفآ امام السرير متفاجئآ و مصدومآ في حالة صمت غارق في ارهاق و تعب الذي كان نتيجة البحث عن الهدف , بصوت ريفي و لكنة جنوبية وجهّت حديثها له قائلة :
- بني .. هل انت احد اقاربه ؟ .. هل تعّرفت عليه ؟ .. قل لي بالله عليك .
أجابها و هو في حيرة تامة من هذه المرأة التي لم تفارق علامات الطيبة و الشجاعة ملامح وجهها قائلآ :
- نعم أمي ... انا ابن عمه و قد كنا سوية اثناء المعركة و قد جاؤوا به الى هنا بعد سقوطه جريحآ .. لكن لماذا انت هنا يا امي؟ ... و ما علاقتك انت بوضعه ؟ و لم انت مهتمة بشأن ابن عمي ؟ هل انت مشتبهة به ام ماذا ؟ .
رفعت رأسها لتوجه نظرها نحوه , كانت امرأة ذات وجه يتسامى متشامخآ مرت عليه الكثير من زوابع الحياة , اجابته بصوت و كأنه تحرر من رقود الأزمنة مخترقآ الشقوق الموجودة في نفس البشر لعلها تسطيع ان تشفي ما في داخل نفس بحاجة الى راحة لاطفاء موقد اسئلته المتأجج :
- ولدي..... جئت هنا مع أهلي للبحث على ولدي الجريح , رأينا ولدي هنا في هذه الردهة , كان في حالة خطيرة و حرجة , كان مصابآ بعدة جروح و قد جلبوه من أرض المعركة موضوعآ في سيارة حمل صغيرة , لما رأيته لم اكن أصدق ابدآ بأنه سيعيش , لكن و الفضل لله و للأطباء الذين قاموا بالمعجزات في هذاالمشفى , بالحقيقة كانوا هؤلاء الاطباء يتمثلون في القدرة على الرحمة و على الفهم بمستوى عالي لمغزى الاخلاق الذي عكس جوهرهم الطيب و الانساني.
توقفت قليلآ ... لعلها قد خرجت من الواقع لتدخل في ذكريات وكأنها تريد منه أن ينتظر قليلآ لأن الذي ستقوله بعد قليل هو نابع من الحب و الحنان القابع في أعماقها كأم رأت من عذابات ولدها أيامآ و ليالي مؤرقة و معذبة بدون راحة , كانت تنتظر كل ليلة لفجر جديد و نهار جديد لتقضيه في عالم زمنه مسروق و كل لحظة فيه تبدو لها الحياة مبددة في التعاسة راصدة أيقاع أنفاسها التي كانت تمتلئ من رائحة الادوية و المعقمات و رائحة الدماء و الموت حتى ذلك اليوم الذي طمئنها الاطباء على حالة ولدها و بشّروها خيرآ بأنه سيخرج من المشفى بأقرب وقت .
عادت من ذكرياتها الى واقع تلك اللحظة التي تركت فيها ذلك الشاب حائرآ ينتظر منها سماع ما هو وراء تلك المرايا التي في وجهها عاكسة فسيفساء ذكرياتها ليبلغ الى ذروة معرفة ما جرى لأبن عمه منذ وصوله الى المشفى , غادرت صمتها لتكمل حديثها :
- في أحد الايام جاؤوا بهذا الشاب الذي لا أعرف أسمه أو كنيته و حتى أهله الى هنا فاقدآ الوعي , كانوا قد أجروا له الاطباء عدة عمليات جراحية صعبة , بقي فاقدآ لوعيه عدة أيام , كان غذاؤه الوحيد هو ذلك السائل الموجود في تلك العلبة البلاستيكية و الذي يسمونه بالمغذّي , لاحظت عدم وجود أحد بالقرب منه لا من أقاربه ولا من أصدقائه , بدأت أنقل اهتمامي اليه يومآ بعد يوم و خاصة بعد أن زال الخطر عن ولدي المصاب و أصبح بحالة جيدة, و في ليلة مؤرقة بجنون الوحدة و من خلال تنهدات الجرحى في هذه الردهة الذي كان الالم سيّدها سمعت صوتآ متألمآ خافتآ بدى لي صراخآ من داخل نفس أشتاقت الى ذلك الحب الذي أعطى مسار الحياة و نشوة الحب الألهي , كانت كلمة واحدة تتردد خارجة من شفاه هذا الشاب و بلا توقف ....... أمي .
هنا توقفت فجأة و قد سالت دموع من عينيها غاسلة وجهها الملئ بتجاعيد الزمن , و لم يكن من ذلك الشاب الا أن يقترب منها و يسجد على ركبتيه بجانب الكرسي و يضع يديه على كفّيها ليبدأ بالسباحة في بحر ذلك الحنان و الحب السرمدي الذي أنعكس من قطرات الدمع المتأجج ليكتشف نقاوة و عظمة عبقها الجنوبي ذو الاصالة و التأريخ القادر على بسط حبه و جوهره الطيب و رحمته النابعة من أخلاق و مواقف بطولية في وطن جريح نهشته مخالب قوى و أفكار غريبة لتجعله فريسة لكل طامع و غادر و خائن , أدارت وجهها نحوه مكملة حديثها بصوت كصوت النسيم في ليلة هادئة :
- كأم ... أحسست بقلبي يؤلمني حنانآ , كان صدى صوته في حركة دائرية حولي يحاصرني و كأنه اغنية للحنين الالهي تحت النجوم في ليلة دافئة , اقتربت منه و هو في وعي غير مستقر , كنت متأكدة بأنه يسمعني حين همست له : (( ولدي .. لا تخف , أنا هنا )) , قلتها له بصوت خافت كحفيف أوراق الاشجار لأبعد الشك عنه و لو لفترة قصيرة , انقطع من مناداته لتلك العبارة الالهية و كأنه ارتاح لوجودها , كان ينام لساعات طويلة دون ان يرى وجهي , كان نائمآ في تلك اللحظة الذي جاء فيها الطبيب المختص ليبلغني بأمكان اخراج ولدي من المستشفى , كنت في حالة حرجة في ذلك اليوم لأنني لم اكن مستعدة لترك هذا الشاب وحده هنا , كان علي البقاء حتى وصول احد أقاربه أو حتى أحد اصدقائه , طلبت من عائلتي مرافقة ولدي و اخراجه من المشفى و الذهاب الى دارنا في جنوب الوطن , لم يكن صعبآ عليّ لتبرير موقفي لعائلتي لأنهم كانوا مستعدين للتضحية بالبقاء مع هذا الشاب لغاية وصول أي أحد من معارفه , ذهبوا جميعآ الا واحدآ من أبناء عمومة ولدي , كان يقوم دائمآ بتلبية طلباتي و كل ما احتاج اليه من النداء على الاطباء و جلبهم عندما كان يشتد عليه الالم و يبدأ بالتوجع .
توقفت قليلآ لتمسح وجهها من تلك الدموع التي سالت و ازداد الهدوء في نبرة صوتها لتستمر قائلة :
- في صباح البارحة تحرك في سريره لأول مرة و فتح عينيه متسائلآ : أين أنا ؟ ماذا جرى لي ؟ من أنتم ؟ أين ... أمي ؟ , أمسكت بيده قائلة له : الحمد لله على سلامتك يا ولدي , لقد شفيت من جروحك من جراء المعركة , نقلوك الى هنا و كنت فاقدآ الوعي بعد أن اجروا الاطباء لك عدة عمليات , نحن هنا معك ... لا تخف , أهلك سيأتون , نحن أيضآ أهلك ... مثل أهلك .. أطمئن أنا مثل أمك ... أعتبرني مثل أمك لغاية مجيئها أنشاء الله , كل ما تطلبه أو تشتهيه سننفذه لك ... أنت بطل يا بني و لن نتركك أبدآ حتى مجئ أهلك و أمك , أستمريت أهدئ روحه التي كانت غارقة في صمت ليتيه في نشوة الانتظار لوصول أغلى انسان له ... أمه , اشكر الرب لأستجابته لدعائي و صلاتي كي يصل أي أحد من الذين يعرفونه , لم أنتظر كثيرآ و الحمد لله ... ها أنك قد أتيت , أشكرك كثيرآ على مجيئك , بحضورك اثبت وفاؤك و أخلاصك لأبن عمك , أرجو أن تسمح لي بالمغادرة و الذهاب الى دياري لأنني فد أنهيت واجبي و اطمئنّ قلبي على ولدي هذا و أنه لم و لن يبقى وحيدآ هنا حتى مغادرته لهذا المشفى , أرجو أيصال سلامي و تقديري الى أمه و أهله حين وصولهم , مع السلامة ... أودعناكم .
نهضت من الكرسي و طبعت قبلة حنونة على جبين أبن عمه , صافحته ثم رافقت ذلك الشاب الذي كان برفقتها , بخطوات رزينة و صلبة شقّت طريقها بين تلك الجموع و الاصوات لتغادر تلك الردهة و تختفي , لم تذكر أسمها بل تركت ذكرى لأغنية تتغنى بالحب و الحنين و الحفاظ على التأريخ بين أبناء الوطن الواحد جاعلة من رائحة التراب الرطب بعد هطول الامطار ليكون بداية خير و بركة لأبناء وطن جعلوا من الأم رمزآ للوحدة و الحب و ميراثآ لرعاية الاجيال القادمة .



انتهت

* * * * * * * * * * * * *



#عامر_أوسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سراب
- عبادة وثنية
- الحوار المتمدن ... مرفأ لبداية البحث عن الانسان الجديد
- الغريب ( قصة قصيرة )
- الانتظار
- الهارب


المزيد.....




- شاهد: فيل هارب من السيرك يعرقل حركة المرور في ولاية مونتانا ...
- تردد القنوات الناقلة لمسلسل قيامة عثمان الحلقة 156 Kurulus O ...
- مايكل دوغلاس يطلب قتله في فيلم -الرجل النملة والدبور: كوانتم ...
- تسارع وتيرة محاكمة ترمب في قضية -الممثلة الإباحية-
- فيديو يحبس الأنفاس لفيل ضخم هارب من السيرك يتجول بشوارع إحدى ...
- بعد تكذيب الرواية الإسرائيلية.. ماذا نعرف عن الطفلة الفلسطين ...
- ترامب يثير جدلا بطلب غير عادى في قضية الممثلة الإباحية
- فنان مصري مشهور ينفعل على شخص في عزاء شيرين سيف النصر
- أفلام فلسطينية ومصرية ولبنانية تنافس في -نصف شهر المخرجين- ب ...
- -يونيسكو-ضيفة شرف المعرض  الدولي للنشر والكتاب بالرباط


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عامر أوسي - حدثَ سابقاﹰ ولا يزال .... ( قصة قصيرة )