أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فلورنس غزلان - غصون الميلاد














المزيد.....

غصون الميلاد


فلورنس غزلان

الحوار المتمدن-العدد: 3220 - 2010 / 12 / 19 - 15:42
المحور: الادب والفن
    


غصون الميلاد
عيد سعيد وميلاد مجيد
روح الأعياد وثلجها القطني يشدنا نحو إرهاق الحياة خلال عام وإرهاصات عشناها، ومحطات عبرناها واقفين على أبواب الحروب ، الحكومي منها والأهلي كما العدائي وجميعهم يحمل الكراهية سيفاً والحقد حقيبة تسافر بين البلدان وتزرع الذعر بدلا من المحبة والتسامح.
أستل روحي من نعشها ومن منعطفات تاريخ قضيناه والأمل رفيق دربنا فيما ينام العصر في حضن الطغاة، ويترنم على أنغام نعالهم تدوس أعناق الأبرياء، محاولة إحكام الطوق على رقاب الشعوب زارعة الذعر في القلوب قاطعة كل جسور المحبة والتواصل، لكنها رغم كل الإجحاف لن تستطيع قتل أغنية الحرية في قلوب الظامئين إليها ولن تستطيع إقفال طرق الكلام وقهر دهر الموت المتمركز في خريطة ديارنا، ولن تتمكن مهما أراقت من أنهار دماء منتحلة ثياب الوحي أو المهدي القائم من تابوت (دراكولا ).
هنا تسمى الأرض وتنطق بالعربية، هنا زرعنا اللغة ونشرنا الفرح..فكيف انقلبنا على أنفسنا؟ كيف انسلخنا عن جلودنا " كنعانية ، سومرية، آشورية ، آرامية ، فينيقية، فرعونية، أم ابنة الضاد والفصاحة"لماذا نسلك طريق الصمت على وعورتها وخطورتها منشارية الأسنان؟ لماذا نقترف الاجرام بحق أبنائنا ونرتكب المعاصي بحق بلادنا؟ هل نعجز اليوم عن إنقاذ اللغة من مختزليها؟ هل نعجز اليوم عن تحويل البكاء عند الثكالى إلى فرح وعرس جماعي؟ هل أُصبنا بسكتة قلبية ستدوم طويلا في غرفة الإنعاش؟ لماذا نغطي رؤوسنا بعباءات الأسلاف ونرفع أيدينا لسماء هجرتنا منذ زمن وتركتنا لأقدار نصنعها...لكن صانعي بؤسنا سلبوا العقل وتركوه يتأرجح بين الأقبية وخلف الأقفاص وفي كهوف الظلام وقبور تأمل بجنات الخلد وقداسة للموت بدلا من حب للحياة.
في خضم هجمة الأعياد يلوح الحلم بعيداً ، تختفي نجومه حيناً وتظهر بعض الأحيان، كلما أراد أن يخرج من ضباب المرحلة مرَّ به لغم موتور مُهدِد متوعد،لم يقوَ على الجموح في عصر ألغام حرثت الأرض نقطة بعد نقطة، تباهت في ارتداء ثياب العفة طوراً وثياب العلمانية أطواراً، لتغلق الطريق أمام محاولات الطَرق المستمر على باب السماء والمتعاقبة على أبواب أرض أُحكمت بأقفال نصوص إلهية أو أحلاماً صبيانية غزت واستقرت في قاع المحيط وفي حقول كانت يوماً معقل الاخضرار ومرتعاً للفراشات الملونة تتقافز فوق براعم الزهور والياسمين، مال خلالها ميزان التاريخ وانحدر نحو هوة تزداد عمقاً ربما تحرق بنيران حممها كل ماتبقى من جذوة يمكنها أن تفتح ضميرأمة تنام في معظم الفصول ، ولا تستيقظ إلا عندما تقترب سكين الذبح من أعناق السلاطين.
هل من شرفة تستطيع أن تفتح ذراعيها وتستقبل خناجر قطاع الطرق، وتغلق وللأبد منافذ الأرض أمام انحلال الخلق والمواطنة،وتفتح صدرها لاستقبال أنبياء الحق المُدرَجين على لائحة الموت خلف قضبان الطغاة؟،هل يمكن لنافذة أن تفعل المستحيل؟ أن تقتلع أشجار لبلاب عرشت في بساتين الشام وأطرافه ؟هل يمكن لمن يقف على النافذة أن يطل بنظره ويمسح الأرض برائحة المحبة ويُحَّمِل الرياح رسالته في عيد الغصون الميلادية؟ عيد النوارس تطرق الشواطيء بحثاً عن لقمة صيد اقتنصتها أيدي الفساد وخبأتها في غرف النوم وحجرات الأوطان الغريبة، كي تحرم الموانيء والملاحين من بركات الأرض وخمرة البحار كما غزارة أحداق السماء حين تتعطف على مساكين هُجِّروا من ديارهم في كل الاتجاهات.
هل يمر البرق من هنا فوق تراب تَحَوَل من طمي إلى صحراء؟ هل يَمرُ الثلج من دروب هجرتها الحرية..وتركت جسدها عارياً أمام غزوات المرتزقة؟هل يعود الماء ليصب مدراراً في نهر تحول لمزرعة للذباب؟ هل ستعود المناجل إلى أيدي حصادين زرعوا القمح ممهوراً بمحبة الأرض وإخائها تحت سقف وطن يجمع كل الأصناف ويشكل قاربه من كل الألوان ثم يعبر بردى من منبعه إلى مصبه..حاملا روح الحرية...منقذاً الأجيال القادمة من حزن استمر عقوداً أربع وآن له أن يرحل بفعل معاول الحق والمواطنة؟.
ــ باريس 19/12/2010



#فلورنس_غزلان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بين الإعلان العالمي لحقوق الإنسان والحوار المتمدن همزة وصل
- الطفولة الضائعة بين الوهم والواقع
- التصحر وفوضى التخطيط يعيد تشكيل المدن السورية
- اللعنة السورية
- ممَ نخاف وعلى ماذا؟!
- أوركيسترا عربية تغني الموت أو السجن
- ( المسلمون يقتلون أبناءهم، الذين من صلبهم)!
- ماذا يقول الجيل الثاني في المنفى؟!
- من حديقة - مارون الراس- إلى - حديقة إيران - دُر.
- حرية الفرد( المواطن السوري)!.
- قناديل طل الملوحي ومعاول البعض
- الحكاية ، حكاية صراع وجود وبقاء
- سيدا- آيدز- أو - نقص المناعة- الوطنية السورية
- الحب = العهر = الموت !
- الوجوه المتعددة لانتصارات الإسلام الاجتماعي والسياسي الجديد!
- هل يمكن الغفران؟
- اعتراف واعتراض موجه للمعارضةالسورية
- حساسية
- حجاب، نقاب، جلباب، تشادور، برقع، بوركة، قناع، ملاية...!
- مَن سيدفع ثمن الحرب القادمة، وأين ستقع؟


المزيد.....




- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فلورنس غزلان - غصون الميلاد