أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - غسان المفلح - المسلمون العرب للتيه والإسلام للإصلاح.















المزيد.....

المسلمون العرب للتيه والإسلام للإصلاح.


غسان المفلح

الحوار المتمدن-العدد: 3220 - 2010 / 12 / 19 - 09:15
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



وأي تيه هذا الذي فقد تواصله مع العالم، جراء ما تراكم من هذا العالم بين المسلم وبين فرديته، تائه في عالم يوتره بشكل يومي، فيهرب من مصير يعيشه، إلى تيه بلا نهاية، ونحو عودة لن تأتي أبدا.
التيه، الانفصال عن التاريخ اليومي لفرديته، فردية تنتهكها تفاصيل القوة المنتشرة في تضاريس جسده وعقله وروحه ومحيطه، قالوا له انصدم بالحداثة، وانصدم المسلم الفرد بالحداثة، وبدأ يقيم طقوس انصدامه هذا، ملبسه مأكله وممارسة غرائزه، نمطوه داخل تلك الصدمة الحداثية بأن لا يلحق بها وهو فيها وفي قلبها كي يستمر نبضا.
عندما شاركت الامبراطورية العثمانية في الحرب العالمية الأولى حليفة لألمانيا، شاركت بوصفها دولة من دول العالم آنذاك، ودون أي صفة أخرى. كان الإسلام خارج خارطة مشاركتها، والمسلم العربي وغير العربي جندي لا أكثر ولا أقل. لم يكن يجد أي مشكلة في مشاركته بين أناه وبين إسلامها.
تأويل الإسلام أولوية أم سياق القوة المعممة؟ لن نهرب من القول" أن كل قراءة لنص ما هي تأويل له" من يقرأ النص الإسلامي هو مؤول.
تأويل الإسلام كدين من أجل إصلاحه، فالمؤمن يقرأ والملحد يقرأ والنص مشاع، النص الشيعي أقام كهنوته ومؤسسة لهذا الكهنوت، الولي الفقيه سواء كان يحكم" النموذج الإيراني" أو لا يحكم النموذج العراقي سابقا، واللبناني بين بين، لهذا يمكن أن يكون النص الشيعي اقرب للإصلاح وفق دعاته من خلال إصلاح مؤسسته الكهنوتية على غرار ما جرى في أوروبا. أما النص السني فلا بواكي له، كل واحد يجتهد ويقرأ ويطرح قراءته في إعلان" الصح أو الحق" مشايخ بلا مؤسسات، وبمؤسسات، تنظيمات دعوية سياسية ك"الإخوان المسلمين" وغير سياسية كاتحاد علماء المسلمين!
تنظيمات إرهابية صار لها مشايخها الفقراء معرفة، ويضاف إلى هذا الركام، من يتبنون الأيديولوجيات الكبرى، كالماركسية والليبرالية والقومية، يدلون بدلوهم، من أجل إصلاح الإسلام عموما والسني خصوصا. لم توجد قراءة إلحادية بالمعنى الفعلي للعبارة، بينما توجد قراءات استئصالية للمسلم تحت يافطة الإلحادية.
لماذا يريدون إصلاح هذا الإسلام بالذات؟ هل هي غيرة على الإسلام؟ أم يراد من هذه الدعوة إنهاء حامليه من الوجود؟
لكل مرحلة إسلامها. مرحلتنا الآن تتمحور حول" الجهاد من جهة والمرأة من جهة أخرى" أما ما تبقى فتاريخ الإسلام السني لم يكن لديه مشكلة مع الحكم.
كان هناك تصالح دائم بين السلطة وبين الإسلام السني في تاريخه. لم تخرج جماهير إسلامية على أي سلطة بوصفها ملحدة, أوعلمانية, كبقية الحضارات مرت حضارة الإسلام بذروة ثم انهارت، لماذا انهارت الحضارة اليونانية والرومانية والشيوعية؟
هناك عسف وتلاعب حداثوي على حساب المواطن القاطن فيما تسمى زورا الآن الدول الإسلامية" ما كان يناسب هذا سوى الجهاد، والجهاد ظاهرة سياسية. آليات الشحن الديني منذ ولادة الأديان وهي تستخدم من أجل أهداف لادينية.
ماذا تستخدم النخب الإسرائيلية الآن من أجل التجييش اليهودي لدولة إسرائيل؟ وهذا التلاعب الجهادي- الحداثوي، كتبت عنه من قبل مرات...الحداثة الرأسمالية هل تريد تبريرا دينيا لنموذجها ومعاييرها، ولما تقوم به في بلدان الثروات النفطية وغيرها؟ والمصادفة التاريخية أنها كانت بأغلبها إسلامية!
المرأة في الإسلام حجة الحجج ...المرأة مهما حاول بعضنا تمرير مقولة الحاجة للإصلاح من أجل رفع الضيم عن المرأة فإن الموضوع في النهاية، المرأة مواطن، الدولة تحمي حقوقها ومساواتها الإنسانية مع الرجل، وهذه قضية لها بحث آخر! مساواتها مع الرجل، هي قضية ملحقة بكونها قضية مواطنة، وليس العكس وهنا تكمن خطورة هذه الحجج! زحزحة المفاهيم بلزوجة ناعمة، تدفع المرأة نفسها ثمنها، لا أعتقد أن حركات الحرية كانت تهدف إلى تلك المساواة ذات الطابع الذكوري، بل تهدف إلى ترسيخ مفهوم الوطن والمواطن تحت سيادة دولة القانون والحقوق، عندما تكون هناك مواطنة للفرد، تكون المساواة القانونية تحصيل حاصل، لا العكس. إذا كانت دولنا لا تعترف بمفهوم المواطن هل ستعترف بالمرأة كمواطن؟ وهي لا تعترف ليس لكونها دولا إسلامية، بل هي دول أنشاتها الحداثة الرأسمالية نفسها وفق مقاسات خاصة بكل دولة على حدة. والدليل أن هناك دولا أصبحت فيها الأولوية لمفهوم المواطنة، كتونس مثلا والجزائر والكويت نسبيا الآن.
المواطن هو الهيئة الاعتبارية الفردية، وهذه الهيئة لا تهتم بجنس حاملها أو دينه أو طائفته أو قوميته, بل تهتم بحضوره القانوني، بوصفها مادة قانونية وذو صفة تمثيلية, وتهتم باستثمار المجتمع لها لصالح جمعيته المتعاقدة، تهتم بحقوقها وواجباتها. لهذا وضعية المرأة لا ترتبط بإصلاح الإسلام، بل بإصلاح الدولة من خلال تخليصها من براثن السلطات، لتقوم بدورها الطبيعي، تعبيرا عن الهيئة التعاقدية المجتمعية التي تحدثنا عنها. هذه الهيئة التعاقدية تكون بين مواطنين أحرار، سواء بقيت هذه المرأة مسلمة محافظة أو منفتحة.
الإسلام السني لكونه بلا مؤسسة كهنوتية، يصبح أيضا أكثر قابلية للتسييس المتعدد، وهذه نقطة رغم ما يمكن لبعضنا أن يراها، حاجزا بوجه دولة المواطنة، نراها بالعكس تماما. لكن أين هي دولة المواطنة، التي تبعد سياسة السلطات الاستثنائية عن التلاعب بالدين والطائفة والمرأة؟
في الدول ذات السلطات الاستثنائية مسموح لك أن ترمي يوميا كتابا في السوق عن الإصلاح الديني للإسلام! لكن ممنوع عليك ان ترمي منشورا يطالب بتحويل السلطة الفردية إلى سلطة تمثيلية، كبقية خلق الله.
بل تتفاخر بعض السلطات الفردية، بحجم المسموح من هذه الكتب، وتقيم الندوات والكرنفالات للمفكرين الذين طبعوا على صدورهم أنهم أصحاب مشاريع فكرية للإصلاح الديني الإسلامي، بينما تغطي رقاباتهم الاستخبارية وجوه كل من يعمل إلى إعادة الاعتبار لمفهوم الوطن والمواطن ودولة القانون، أو كما يقال من يريد إعادة السياسة للمجتمع، ولهيئاته الاعتبارية التي تحدثنا عنها.
مسموح أن تتحدث عن جرائم الشرف لكن ممنوع أن تتحدث عن جرائم الزنازين والفساد بأسمائه البراقة.
بل يمكن لك أن تسمي القاتل في جريمة الشرف وتهاجمه وتهاجم دينه وملته وطائفته...الخ لكن ممنوع عليك أن تقارب رمزا فاسدا. النائب السابق ومعتقل الرأي السابق رياض سيف وقضية الخليوي، والصحافي معن عاقل وقضية صناعة الدواء في سورية، أو رغدة الحسن حيث ذكرت منظمة العفو الدولية في بيان لها; إنها اطلعت على وثائق رسمية للمدعي العسكري تظهر أن التهم تتعلق بدراسة مسحية زُعم أن رغدة حسن قد أجرتها حول قضايا حقوق الإنسان والفساد والديمقراطية في سورية. "وبناء على هذه المعلومات الجديدة، يبدو جلياً أن رغدة حسن تعتبر سجينة رأي، اعتُقلت وتحُاكم لا لسبب سوى أنها مارست حقها المشروع في حرية التعبير" حسب تأكيد المنظمة. واعتقلت رغدة الحسن (39 عاماً) في 10 الماضي ولازالت معتقلة.
المسلم العربي الذي بات فوق تيهه تيها آخر، وهو يرى أسباب فقره وتخلفه أمام ناظريه، ويأتي من يقول له أن سبب تخلفك وفقرك هو دينك أو طائفتك أو قوميتك! لا يمكن أن يهضمها وإن تظاهر بذلك.
نحن لسنا ضد إغناء الثقافة العربية بمشروع إصلاحي للدين كل يوم، ولكن علينا أن نرى السياق الذي تحمل عليه هذه المشاريع، وآليات تسويقها في عالمنا العربي



#غسان_المفلح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مصريون أم عرب مع عدالة النقد.
- عن الإعلان وأشياء أخرى.
- إيران والمحكمة الدولية.
- السلطة فاعلة أم منفعلة؟
- الإخوان المسلمون والإرهاب والإسلام السياسي.
- مركزة السلطة انتقاص للحقوق الاقتصادية.
- إعلان دمشق في مشهد المعارضة السورية.
- مؤتمر البعث القادم في دمشق.
- صدام حسين والإسلام فوبيا.
- السجن السياسي سلعة أم قداسة؟
- حول ما حدث في مجلس إعلان دمشق في المهجر.الانصاف ميزان النقد.
- إعلان دمشق في الخارج.
- المزايدات العقلانية في الإسلاموفوبيا.
- ضرورة القانون المدني وظاهرة الدعارة في سورية.
- جريمة الشرف أم شرف الجريمة؟
- التنوير والمعيار التنويري.
- سورية بين التمثيل الديني والتمثيل السياسي.
- غياب الدولة الأمة، الطائفية السياسة برانية.
- المثقف ورجل السلطة تبادل شخصاني.
- مساهمة في الحوار بين إبراهامي وكيلة-أية أمة يهودية وأية مارك ...


المزيد.....




- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- أول رد من سيف الإسلام القذافي على بيان الزنتان حول ترشحه لرئ ...
- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- صالة رياضية -وفق الشريعة- في بريطانيا.. القصة الحقيقية
- تمهيدا لبناء الهيكل المزعوم.. خطة إسرائيلية لتغيير الواقع با ...
- السلطات الفرنسية تتعهد بالتصدي للحروب الدينية في المدارس
- -الإسلام انتشر في روسيا بجهود الصحابة-.. معرض روسي مصري في د ...
- منظمة يهودية تستخدم تصنيف -معاداة السامية- للضغط على الجامعا ...
- بسبب التحيز لإسرائيل.. محرر يهودي يستقيل من عمله في الإذاعة ...
- بسبب التحيز لإسرائيل.. محرر يهودي يستقيل من عمله في الإذاعة ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - غسان المفلح - المسلمون العرب للتيه والإسلام للإصلاح.