أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - محمد المستاري - تقرير عن: اليوم الدراسي حول: -التنمية في المغرب بين المحلي الجهوي، والوطني-















المزيد.....


تقرير عن: اليوم الدراسي حول: -التنمية في المغرب بين المحلي الجهوي، والوطني-


محمد المستاري

الحوار المتمدن-العدد: 3220 - 2010 / 12 / 19 - 06:15
المحور: الصحافة والاعلام
    


تقـريـر عــن:
اليـوم الدراسي حول: "التنمية في المغـرب بين المحلي الجهوي، والوطني"
(يـــوم الخميـس 13 مــاي 2010 / اللجنـة الثقـافيـة لطلبـة مسلـك علـم الإجتمـاع)
بجامعة ابن طفيل
كلية الآداب والعلوم الإنسانية
القنيطرة

بقلم: محمد المستاري
طالب باحث في علم الإجتماع
________________________________________
برنامج اليوم الدراسي

جامعة ابن طفيل
كلية الآداب والعلوم الإنسانية
القنيطرة


ينظم
مسلك علم الإجتماع
اللجنة الثقافية لطلبة علم الإجتماع
يوما دراسيا حول موضوع:

التنميـة في المغـرب بين المحلـي الجهـوي، والوطنـي

يـوم الخميـس 13 مــاي 2010
مـدرج (ب)

البرنــــــــــامج:
:09:10 – 09:00 إستقبال الضيوف والأساتذة.
:09:20 – 09:10 إفتتـــــاح اللـــــــقاء:
–كلمة السيد رئيس جامعة ابن طفيل: محمد الساوري.
–كلمة السيد عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية: عبد العزيز عينوز.
– كلمة السيد رئيس مسلك علم الإجتماع: عبد الله محسن.
–كلمة اللجنة المنظمة.


الجلسة الصباحية:

- رئيـس الجلســة: ذ. عمــار حمــداش
- مقــرر الجلســة: الطالب: محمد المستاري
:10:20 – 10:00 - المداخلة الأولى: د. سعيـد السعـدي:
"النخب الإقتصادية ودورها في التنمية"
:10:40 – 10:20 - المداخلة الثانية: د. محمـد دحمــان:
"التنمية والتنمية الجهوية في الأقاليم الجنوبية"
:11:00 – 10:20 - المداخلة الثالثة: د. رحـال بوبريك:
"السوسيولوجيا وقضايا المجتمع"
:11:30 – 11:00 - المداخلة الرابعة: د. محمـد سلمـي:
"مساهمة عمل المرأة القروية في التنمية"
- مناقشـــــة عامــــــــــة

***** ***** ***** ***** *****


الجلسة المسائية:

- رئيس الجلســة: د. محمـد دحمـان
- مقـرر الجلســة: الطالب: فؤاد الشراج
:15:20 – 15:00 - المداخلة الأولى: ذ. عبد الرحيم العطري:
"التنمية القروية في المغرب"
:15:40 – 15:20 - المداخلة الثانية: ذ. محمد المرجان:
"التحولات الحضرية والتنمية"
:16:00 – 15:40 - المداخلة الثالثة: ذ. الرحالي الزاوي عبد الإله:
"التنمية والجهوية الموسعة"
:16:20 – 16:00 - المداخلة الرابعة: د. مصطفى محسن:
"مدرسة المستقبل والتنمية البشرية"
- مناقشـــــــة عامـــــــــة

***** ***** ***** ***** *****

17:00: حفــل ختـامــي مـن إبـداع الطلبـة
توقيع كتب الضيوف والأساتذة
وأخــذ صــور تذكـاريـة مـع الضــيوف
- 1 -

نظم طلبة مسلك علم الإجتماع بجامعة ابن طفيل كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالقنيطرة يوم الخميس 13 ماي 2010 يوما دراسيا حول موضوع: "التنمية في المغرب بين المحلي الجهوي، والوطني"، وهو اليوم الدراسي الذي تابعه ثلة من أساتذة وأطر وطلبة الجامعة من مختلف المشارب والتخصصات.
كانت البداية بتلاوة آيات بينات من القرآن الكريم، ثم بعدها تقدم أحد الطلبة المنظمين بإلقاء سطور على المفكر المغربي الراحل محمد عابد الجابري ترحما على روحه الطاهرة بعد وقفة وإلقاء دقيقة صمت.
ثم بعدها ألقى السيد عبد الله محسن رئيس مسلك علم الإجتماع كلمة ترحيبية رحب فيها بالحضور ومعبرًا فيها عن إمتنانه وشكره للجميع، ثم بعدها تحدث عن أهمية اليوم الدراسي الذي يهدف إلى مقاربة الموضوع مقاربة سوسيولوجية شمولية منفتحة ومتعددة الأبعاد، يمكن إعتمادها كأرضية لحوار إجتماعي موسع يروم التحليل والمعالجة لمفاهيم وقضايا التنمية والجهة ولإتجاهات دراستهما وسبل تحقيقهما أو كأرضية لسياسة عمومية تروم وضع إستراتيجية لتحقيق التنمية.
تلتها كلمة اللجنة المنظمة التي تم فيها شكر جميع الأساتذة والمحاضرين بصفة عامة، والخبير الإقتصادي الدكتور سعيد السعدي بصفة خاصة. كما تم شكر جميع الأساتذة والطلبة الحاضرين على تلبيتهم للدعوة متمنيين لهم الإستفادة من هذا اليوم الدراسي، مع الإشارة إلى دواعي إختيار الموضوع وما أصبح يمثله من أهمية بالغة في ظل الظروف الراهنة.
ثم أخذ الكلمة الأستاذ عمار حمداش الذي ترأس الجلسة الصباحية، شكر فيها جميع الحضور من الأساتذة وكذا اللجنة التنظيمية ومنوها لأهمية تنظيم اليوم الدراسي.
- 2 -
وبعدها قام بتقديم المداخلة الأولى التي قدمها الخبير الإقتصادي ووزير حكومة التناوب السابق الحاصل على جائزة الكتاب الكبرى 1994 د. سعيد السعدي الذي قدم ورقته حـول: "النخب الإقتصادية ودورها في التنمية"، حيث عرض في بدايتها تعريفا لعلم الإقتصاد مؤكدا في ذلك على إرتباط روافده بالمقاربات الإجتماعية كعلم الإجتماع والتاريخ والجغرافيا والأنثروبولوجيا وغيرها.
معتبرا بأن علم الإقتصاد لايفهم بمعناه الكمي، ولكن بمعناه الكيفي، وذلك من خلال توضيحه بأن لعلم الإقتصاد مقاربة خاصة وهي المقاربة الأرثودوكسية التي لا تمشي في إتجاه الفكر الواحد، منتقلا للحديث عن النخب الإقتصادية التي قدم لها تصنيفا بين "النخب" و"النخبة"، حيث إعتبرهما بحكم مايتوفران عليه يؤثرون في السلوكيات وفي المجتمع، وخاصة توضيحه للنخب الجديدة في المغرب التي إعتبرها تتعدى جانب الربح والكساد.
ثم أبدى الدكتور سعيد السعدي رأيه حول النخب الإقتصادية في المغرب معتبرا إياها لا تلعب دورها في مجال التنمية. إنطلاقا من زاوية تناولها في إطار التطور التاريخي وذكر مميزاتها، خاصة فيما يخص التنمية والتحول الإجتماعي من خلال نموذجية اليابان كقوة إقتصادية كبرى في مجال التنوير وبدل الوقت وإحترام الزمن والتقدم التكنولوجي.
كما إعتبر بأن النخبة الإقتصادية في المغرب لم تتطور بالشكل الكافي وإلى غاية فجر الإستقلال ولم يكن لها أي ثقل وذلك منذ عهد الحماية، وخاصة بعد الحرب العالمية الثانية في مجالات مختلفة، وذلك ما أرجعه سعيد السعدي إلى الإستعمار الذي لم يترك لها مجالا للتطور، إلى جانب التوجه الجديد للدولة التي راهنت على فئة قليلة من المقاولين الذين شكلوا القاطر، كما إعتبر أن أهم ماساهم في بناء هذه الفئة هي "المغربة" التي ظهرت سنة 1975، حيث كانت غير رسمية وشكلية في بداية الستينيات، فبالتالي أثناءها تم توسيع البناء الإقتصادي، حيث تمت مغربة بنك مغربي إنطلاقا من 1968 قبل "المغربة"، وإعتبر أن دعم الدولة والتشابك بين المجالين السياسي والإقتصادي هو من بين أهم ما ساهم في بروز النخب الإقتصادية في المغرب، ثم إنتقل حينها للحديث عن بوادر الإهتمام بالتجارة بعد الإستقلال، وعن أجيال محمد برادة وزير الإقتصاد الذي كان في التسعينيات خرج بنظرية جديدة، والذي إعتبر بأن لنا أجيال يبشرون بالنفع وبالقوى الإقتصادية والأوصاف التي لا توجد إلا في الغالب..
كما أشار إلى مفهوم الحضارة والإصلاحات الإقتصادية النيوليبيرالية التي كانت تخدم مصالح الرأسمالية، منتقلا بعدها لعرض مجموعة من الأسباب التي بينت كيف تطورت النخبة وكيف ساهمت في تطوير مجموعة من القطاعات كتطوير الألبسة والنسيج من طرف المقاولين، لكن فما فتئ إلا أن تراجعت مصالحهم، الشئ الذي أعاد إلى الجمود وعدم إبتكار بعدها حتى وجدوا النسيج والقطاع الإقتصادي في أزمة. إثر مجموعة من العوامل والتي على رأسها عامل القرب بالإضافة إلى عوامل أخرى.
ويذكر سعيد السعدي أيضا أنه بعد حكومة التناوب والإصلاحات بالمفهوم الليبيرالي هي التي جعلت الحديث عن الجيل الجديد من النخب الإقتصادية الذين قدم لهم تعريفا بأنهم نخب متزوجون إعتمدوا في إحداث مقاولاتهم على التجديد، وكان هدفهم من خلق السوق هو الحرية وروح المخاطرة والرهان، وهم مقاولون يعتبرون الريع والرشوة من العوائق الأساسية للتنمية وتعطيل إنتاج الخيرات، إلا أنهم لا يلتزمون سياسيا ولكن يعتقدون بأن لهم دور مجتمعي وسلوك مواطن، محددًا لموقعهم الذي يتواجد بالخصوص في قطاع الخدمات، وفي قطاع العقار، والمعلوميات، والتعليم، والنشر، والتواصل، والفلاحة.
ثم أضاف د. سعيد السعدي أن من مميزات النخبة المغربية أيضا وجود التباينات التي تبقى أنها تجسد نوع من التركيز المالي وتركيز الثروة بين أيدي فئة قليلة من المجتمع، وهو الجانب الذي إعتبره لا تتحدث عنه الصحف التي تهتم بقضايا الإقتصاد. إلى جانب أنه في المغرب تفاوت طبقي مهول ومن بين مؤشرات هذه العوامل لوجود هذه النخبة المتلبدة قليلة العدد لها وضع عائلي في كثير من الأحياء وتقوم بنوع من التركيز المالي لصالحها ولا تعتمد دائما على روح الإبتكار والمخاطرة وإعطاء الخطية الإنتاجية وإعادة رسكنة الأرباح لتوسيع المنشأة وخلق تراكم رأسمالي، وخلق ترشف في القطاعات المنتجة، وهذا الذي إعتبره بأنه ليس من أولوياتها، ثم إقتصاد الريع والإقتصاد المرتبط بالإحتكار في العديد من القطاعات الإقتصادية، وبالتالي غياب المنافسة وتداخل الإقتصادي بالسياسي والسيطرة على القطاع المالي والبنكي.
ثم إنتهى الأستاذ السعدي مداخلته بالوقوف على مجموعة من النقاط التي إعتبرها تعطل مسار التنمية من الناحية الإقتصادية: كتهميش الصناعة الذي إعتبره المدخل الأساسي لفشل التنمية، مؤكدا على ذلك بقوله: لا تنمية حقيقية بدون تصنيع، حيث إعتباره بأن التنمية هي توسيع القطاعات الصناعية. إلى جانب إشكال المخططات التي تراهن على الإنتاح الأجنبي، وتبيانه في مداخلته للإعفاءات الضريبية التي بين بأنها ليست إيجابية. بإعتبارها تكرس قطاع الريع الموجه للتصدير.
-3-
بعد ذلك قدم المداخلة الثانية الأستاذ محمد دحمان، وهي بعنوان: "التنمية والتنمية الجهوية في الأقاليم الجنوبية" وهي المداخلة التي تحدث فيها الأستاذ دحمان الذي يعد من الباحثين المتميزين وخبيرا ومستشارا في قضايا الصحراء عن النخبة من مفهوم الجهوية.
في بداية مداخلته أشار الأستاد دحمان إلى الغياب التام لقضية الجهوية عدا في بعض المقالات النادرة، ثم إنتقل موضحا بأنه لا يمكن فهم تنمية محلية إلا في إطارها المحلي، بحيث لا نستطيع فهم التنمية إلا في إطارها الإفريقي، بعدها إنتقل للحديث عن محددات التنمية في إطارها العام، مضيفا إليها البعد السوسيولوجي والأنثروبولوجي في مقارباته الذي يتحدث عن التنمية من الناحية المقارباتية.
ثم إعتبر بأن الجهوية في المغرب وفي موريطانيا لها مميزات خاصة كونها ليست مستقرا حيث لها تحولات ليست لها علاقة بالمدن أو الإستقرار، وإنما الجماعات البشرية فيها تتميز بكونها متنقلة ورُحل، ولا تنتمي إلى المجالات الكبرى، حيث تعرف تنقلا من هنا إلى هناك، مضيفا إليه أيضا بأن الجماعات البشرية في الأقاليم الجنوبية تتميز بعدم تواجد علاقات خاصة وعدم وجود حدود في هذا الإطار، وهو ما أوضحه من خلال إنتساب الأشخاص فيها إلى العائلة أنه فلان بن فلان وليس الإنتساب إلى المنطقة وهو مايبين بأن هذه المناطق تعرف اللاإستقرار.
ثم أشار الأستاذ دحمان على أن الجماعات البشرية في المناطق الجنوبية تحضر فيها بشكل كبير مؤسسة الجماعة، حيث كونها من تدبر المهام ومن تعطي المناصب وبأنها في حد ذاتها وسلطتها من يعطي معنى للجماعات البشرية بالأقاليم الجنوبية، كما أشار إلى التدبير الجديد الذي أعده المغرب في التدبير الإداري الذي جاء بمشروع الجهوية والجهوية الموسعة التي إعتبر بأن لها دور أساسي في المجتمع بحكم مراعاتها لخصوصيات المنطقة، فالنخب إعتبرها ظهرت منذ التسعينيات لكن ظهورها مرتبط بالريع والرشوة معتبرا بأن الإدارة هي من ساهم في إنشائها وكذا البعد الذي يرافق الجهاز الإداري، كما أشار الأستاذ دحمان إلى عدم وجود تواصل بين الجيل القديم والجيل الحالي وإنعكاسه على المقاولة في حد ذاتها، وبهذا تأتي الجهوية التي هي جهوية تمكن الناس من تدبير مهامهم كمشروع آت من الدولة أي من المركز ليثبت الإنتقال من التمركز إلى الجهوية وهذا ما دفع الإنتقال النخب من هنا إلى هناك.
ثم أوضح الأستاذ دحمان بأن مشروع الجهوية التي أساسها المشاركة والإنصات والتأهيل ومعرفة المؤهلات نجد هناك هوة بين النظام والنظام المقترح حيث هناك إشكال في النخبة فما تكون أثناء النخب هو عبارة عن زمرة إلى جانب المهارات واللغات التي أكد على أهميتها ثم أوضح الأستاذ دحمان مشكل النخبة في الجهوية الذي يستثني دحمان فئات يشتغل هناك ثم بعدها على الإنتخابات ثم بعده إلى السجن.
ثم اقترح الأستاذ مجموعة من السمات التي يجب أن تتسم بها الجهوية كمشروع حيث يفترض فيها وجود التنافسية وليس كتواجد النخب المسكوكة حاليا التي لا تدري حتى حدود تمكنها، ثم بعدها قدم الأستاد دحمان مشروع الجهوية في أبعاده بالنسبة للمجتمعات حديثة التغير التي لها مميزات خاصة. كما تطرق في آخر مداخلته إلى التغيير الذي نريده والنقاط التي نود مواكبتها من أجل نجاح مشروع الجهوية. كما بين الأستاد عدم صحة الأقوال القائمة على ان الصحراء منذ 1975 كلفت المغرب وكانت عالة عليه...
- 4 -
وقدم المداخلة الثالثة: د. رحال بوبريك بعنوان: "السوسيولوجيا وقضايا المجتمع" التي أشار من خلالها بأن مداخلته كانت ستكون حول التنمية فنظرا لتعدداتها بين ذ. إختياره للمداخلة التي تبين بأن للسوسيولوجي مساهمته كفاعل إجتماعي، وموقعة المعرفة السوسيولوجيا في قضايا المجتمع، وكيف يمكنها أن تساهم في التنمية.
كانت بداية مداخلة الأستاذ عبارة عن عرض بدأ بطرح مجموعة من التساؤولات التي أجاب عنها بعدا بالتفصيل، حيث بين من خلالها بأن للسوسيولوجي مساهمته كفاعل إجتماعي لخدمة المجتمع من خلال عرضه لمنجز الباحث الإجتماعي بيير بورديو الذي كان له حضور قوي ومعلن ومتميز ولم يكن مجرد عابر ومنتصر للعطالة السوسيولوجيا، وذلك ما أوضحه الأستاذ بوبريك من خلال عرضه لمشروع بيير بورديو السوسيولوجي والنضالي الكبير، وتجربته العلمية وسجلاته الفكرية التي فعلا ساهمت في تنمية المجتمع بالاجتهادات القيمة التي بصمت مسار البحث السوسيولوجي.
ثم بين الأستاذ بوبريك بأن إنطلاقة الباحث السوسيولوجي بيير بورديو كانت من الجزائر حيث بين إنتماءه إلى السوسيولوجيا القروية، وإنشغالاته وإهتماماته وإسهاماته المتعددة التي تنوعت بين السوسيولوجيا القروية، ودراسة مسألة المصاهرة والزواج، حين عودته من الجزائر إلى فرنسا، وإسهاماته في نظرية العنف الرمزي، ودراسته للحركات الإجتماعية مشيرا إلى ذلك تأثر بورديو الكبير في بداية مساره بروح ماركس لكنه فيما بعده تجاوزه..
منتقلا بعدها ليؤكد على مسار بيير بورديو وإنجازاته التي ساهمت في بناء الكثير من التحققات ونتائجه النضالية التي جاءت لتثبت أثر اللا مساواة وأسطورتها، موضحا ذلك بمشاركة بيير بورديو في مظاهرات 1995 إلى جانب العمال التي كانت تشمل كل المجتمع بل كانت تدافع عن كل العمال.. فهذه الأخيرة كان يعتبرها بورديو نتائجا لليبيرالية.
كما اوضح الأستاذ السوسيولوجيا بالنسبة للباحث الإجتماعي بيير بورديو هي العلم الذي يزعج لأنها تفضح وتكشف عن الحقائق لذلك نلاحظ بأنهم يرون في السوسيولوجي ذلك الذي يكشف ويزعج وخاصة يزعج الصحفيين والسياسيين الذين يحتكرون السلطة، فبهذا يتبين أن من أهم أولويات السوسيولوجيا معاودة الكشف عن المفترض، كما على السوسيولوجيا القيام برفع الخطابات عن الدعايات التي تصدرها الخطابات الإعلامية ومحاربة سلطتها على الناس. بحيث أوضح بأن بيير بورديو في أحد مقالته يفسر حيث واجه هؤلاء السياسيون والساسة الذين كانوا يحتكرون السلطة...
بعدها أكد الأستاذ رحال بوبريك مدى أهمية المثقف العضوي كما يسر على ذلك بيير بورديو الذي يعتبر المثقف العضوي هو ذاك المثقف الملتزم الذي يبدع ويضع بين مهامه مواجهة الهيمنة ونشر وتعميم الوعي، حيث يشير إلى أنه في أوربا لا يمكن أن تكون فائدة مالم يكن النقد والحركات الإجتماعية، فإكتشاف آليات الهيمنة كما يسر على ذلك بورديو تتمثل في عدة إختيارات، ثم إنتقل الأستاذ بوبريك موضحا مشروع الباحث الإجتماعي بيير بورديو النضالي الذي يهدف إلى تحرير العمل السياسي.
وبذلك إعتبر الأستاذ بوبريك بأنه يمكن للمعرفة السوسيولوجيا أن تساهم في النضال بحكم كونها معرفة نضالية نقدية تهدف إلى جعل الفرد واحد في مواجهة الهيمنة والوعي ليس ضد الآخر، ولكن ضد أولئك الذين يحتكرون السلطة، فبيير بورديو إعتبر كل الإكراهات المالية والرمزية والحتمية لا تعني بـأن الفرد لا وجود له من فاعلية، كما أشار الأستاذ بوبريك إلى الإنتقادات التي وجهت لبيير بورديو وكذا الكلمات التي قيلت في حقه بعد وفاته حيث كتب عنه أحد الصحفيين مات الرجل الذي يزعج...
بعدها ترك ورقة نشيطة بطرح مجموعة من التساؤولات عن كيفية إستيعاب وفهم المعرفة السوسيولوجيا مالم يتم إستقطابها من جهازه المفاهيمي علما بأن بيير بورديو كان صعبا من ناحية مفاهيمه..لينتهي الأستاذ مداخلته في كلمة ختامية أكد من خلالها على ضرورة التمكن من الأدوات المنهجية الرصينة والمختلفة بالنسبة للباحث السوسيولوجي كفاعل في التنمية.
- 5-
وقدم في المداخلة الرابعة والأخيرة من الجلسة الصباحية الأستاذ محمد سلمي مداخلته حول موضوع: "مساهمة عمل المرأة القروية في التنمية" وهو الموضوع الذي كان بمثابة تقديمه لدبلوم الدراسات العليا. كانت بداية محمد سلمي ما من صغيرة ولا كبيرة إلا وينجح في التنمية ما إذ تم فهمه والرجوع إليه. حيث إعتبر أنه من العيوب في التنمية وحتى الإستقلال مغربيا هي أننا نعيش فقط نسخة ثانية من الإستعمار بفعل الحضور القوي للثقافة الغربية التي ذكر من خلالها مقولة ابن خلدون الشهيرة: المغلوب مولع بإمتحان محنة الغالب، وهي المقولة التي إنطلق منها الأستاذ سلمي في تبيان التبعية التي تعرفها البلدان النامية عامة، حيث بين من خلالها بأننا في واقعنا نعيش دائما محاولة عدم فهمنا للميكانيزمات ليس إلا. موضحا ذلك بموضوع المرأة وموضوع التنمية الذي لا يزال معطلا. إذ يعرف سيرا لايزال غير معروف فكم هي بعيدة الطريق التي يمشي فيها المغرب والتي لم يصل بعدها. معبرا عنها بأن النامية مع النائمة، ثم بعدها إنتقل الأستاذ سلمي بإستحضار نماذج بالعراق بينت مساهمة عمل المرأة فعلا على الرغم من محدودية التنمية بالبلد، وبعدها بين مساهمة عمل المرأة في التنمية حيث إعتبرها مجال فسيح للكلام والأخذ والرد والعطاء لكن ما توقف عنه سلمي هو عدم إشراكها والإعتراف بدورها في مجال التنمية، وبعدها ذكر الأستاذ نماذج عن مساهمة المرأة في التنمية، وذكر كذلك مشيرا إلى التقسيمات التي وجهت إلى المغرب بين النافع وغير النافع..ودورها في تعثر التنمية مغربيا.
كما أشار السلمي بأن الحضور للمرأة كان حاضرا لمدة سنوات موضحا ذلك بحضورها الدائم إلى جانب الرجل في المناطق الرجة والمختلطة حيث اعتبر أن هناك العديد من المجالات التي يمكن للمرأة أن تساهم فيها كفاعلة كالمجال الإجتماعي والمجال الإقتصادي والسياسي، كما تحدث كدلك عن هجرة الأدمغة ولم يقتصر عليهم فحسب وإنما أيضا على الشباب الذين أجسامهم هنا وعقولهم هناك، ثم تحدث كذلك عن الإستفادة غير الواسعة في مجال الثروة التي هي محدودة وغير موسعة..
فالإدارة الإستعمارية وظفت مجالس ومراكز مختلفة. لكن مشكلة الإعتراف هي مختلفة. فالمرأة كانت مقسية حينها حيث كانت لا ترث في مجموعة من المناطق..على الرغم أن المرأة مساهمة حاضرة مشاركة في الماضي والحاضر، ولعل حضورها في الواجهة حاليا يبقى نسبيا لكن مجهودها ودورها يبقى أساسيا فيما يتعلق بوضع المرأة في جميع الجوانب، كما عرض الأستاذ أنه في كثير من المناطق كانت قد تطرقت لمشاركة المرأة في التنمية قد أبرزت مدى أهمية نسبة مشاركتها كعنصر فعال في التنمية على الرغم من وجود إختلاف حيث رجوعه إلى معايير من النساء قد يكون غير مصرح بينهن حسب مهنة العمل المعترف به...
***************
تجدر الإشارة أخيرا إلى أن هذا اليوم الدراسي تابعه جمهور غفير ملأ جنبات المدرج من طلبة السوسيولوجيا، ومجموعة من الطلبة من مسالك أخرى كطلبة الدراسات العربية وطلبة الجغرافيا والفلسفة وغيرهم، فضلا عن عدد من أساتذة مسلك علم الاجتماع بالكلية كالأستاذ نبيل عبد الصمد والأستاذ محمد مومن والأستاذ عبد الله الحوزي، وغيرهم من أساتذة الجامعة بمسالك أخرى، إشارة إلى عدد كبير من الضيوف.






















































































































#محمد_المستاري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإعلام كمؤسسة تنشئوية مدعمة ومنافسة لدور الأسرة في التنشئة ...
- المؤسسات المدعمة والمنافسة لدور الأسرة في التنشئة الإجتماعية
- أي سر وراء أزمة القراءة بالمغرب؟ أزمة في عدم القراءة، أم أزم ...
- التلفاز المغربي، إنتاج للعطب
- حضورية الأنترنيت في المجتمع المغربي، إيجاب أم سلب؟؟
- التراتب الإجتماعي وعلاقته بإشكالية السلطة، والتغير الإجتماعي ...
- علاقة التأثير الإجتماعي بوسائل الإتصال الجماهيري
- عرض حول: عالم الإجتماع الفرنسي ألان تورين Alain Touraine
- المغرب والتنمية، أية علاقة؟


المزيد.....




- جملة قالها أبو عبيدة متحدث القسام تشعل تفاعلا والجيش الإسرائ ...
- الإمارات.. صور فضائية من فيضانات دبي وأبوظبي قبل وبعد
- وحدة SLIM القمرية تخرج من وضعية السكون
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /25.04.2024/ ...
- غالانت: إسرائيل تنفذ -عملية هجومية- على جنوب لبنان
- رئيس وزراء إسبانيا يدرس -الاستقالة- بعد التحقيق مع زوجته
- أكسيوس: قطر سلمت تسجيل الأسير غولدبيرغ لواشنطن قبل بثه
- شهيد برصاص الاحتلال في رام الله واقتحامات بنابلس وقلقيلية
- ما هو -الدوكسنغ-؟ وكيف تحمي نفسك من مخاطره؟
- بلومبرغ: قطر تستضيف اجتماعا لبحث وجهة النظر الأوكرانية لإنها ...


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - محمد المستاري - تقرير عن: اليوم الدراسي حول: -التنمية في المغرب بين المحلي الجهوي، والوطني-