أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - دانيال بايبس - سكب الماء البارد على ويكيليكس














المزيد.....

سكب الماء البارد على ويكيليكس


دانيال بايبس

الحوار المتمدن-العدد: 3219 - 2010 / 12 / 18 - 01:49
المحور: كتابات ساخرة
    


من أكثر ما كشفته تسريبات ويكيليكس إثارة أن البعض من قادة العرب حرضوا الحكومة الأمريكية على مهاجمة منشئات إيران النووية، وأكثرها غرابة أن الملك عبد الله أشار إلى واشنطن بقطع رأس الأفعى، وإتفق الجميع أن هذه التصريحات تكشف النقاب عن سياسة ونوايا ساسة السعودية والعرب. هل هذا صحيحاً؟. هناك عاملان يثيران بعض التساؤلات:

أولاً، و كما يشير لي سميث، أن العرب يقولون لأمريكا ما تود أمريكا نفسها أن تسمعه مشيراً: " نحن على علم بما يقوله العرب لرجال الدبلوماسية و الصحافة بشأن إيران، لكننا لا نعلم ما هو تفكيرهم بالضبط بشأن الجار الفارسي". ربما تكون أقاويلهم جزء من عملية دبلوماسية تعكس خوف حلفائهم و رغباتهم، لكنها تصاغ كأنها مخاوف ورغبات الأنظمة والشعوب العربية. عندما تقول السعودية أن الإيرانيين هم عدوهم الأبدي، فإن أمريكا ستتقبل ذلك بدون نقاش بالنظر للمصالح المشتركة بين البلدين. يضيف سميث قائلاً: " إن كلمات السعوديين لرجال الدبلوماسية الأمريكية لا توفر الشفافية الكافية ولا النافذة التي من خلالها نعلم ما هي الأفكار في الذهن الملكي، ولكن غايتها في نهاية المطاف التأثير علينا لخدمة البيت الملكي السعودي". علينا أن لا نجزم بأن الحقيقة تقال لمجرد التفوه بها.

ثانياً، كيف يمكن الحكم على التناقض الظاهر بين ما يلقيه قادة العرب على مسامع الدبلوماسيين، وبين ما يهتفون به قبال جماهيرهم. أشرت في العام 1993 أن الهمسات أقل أهمية من الهتافات: " إن التصريحات علناً أهم بكثير من تصريحات خاصة في الخفاء، لأن من طبع رجال السياسة الكذب علناً وخفيةً، و لكن الأول أكثر دلالة على الفعل في نهاية المطاف".

خذ مثلاً الصراع العربي الإسرائيلي الذي كان يمكن أن ينتهي من زمن طويل لو صدقنا ما كان يقال خفية لرجال الغرب. فرجل مصر القوي عبد الناصر بدون منازع، من العام 1952 إلى العام 1970، رفع إسرائيل إلى درجة وسواس سياسة الشرق الأوسط.

استناداً إلى ما ذكره رجل المخابرات الأمريكية، مايلز كوبلاند، في كتابه الموسوم (( لعبة الأمم ))، فإن عبد الناصر لم يكن يعير فلسطين أهمية، ولكن الرجل لم يتردد في دفع جدول العداء للصهيونية على رأس جدول إعماله، ومن خلال ذلك أصبح القائد العربي بدون منازع في زمانه. بتعبير آخر، إن ما قاله خفية لم يكن سوى تمويه لا أكثر.

على المنوال نفسه يمكننا تفحص بعض الأساليب التالية: كان عبد الناصر يؤكد لدبلوماسيي الغرب استعداده للتباحث مع إسرائيل، ولكنه كان يعلن على الملأ كله رفضه القاطع لوجود الدولة اليهودية. بعد حرب 1967 أشار عبد الناصر سراً إلى أمريكا قبوله توقيع معاهدة عدم تعرض مع إسرائيل رغم ما يتضمنه ذلك من عواقب، ولكنه علناً كان يرفض التفاوض معها مصراً بأن ما أخذ بالقوة لا يمكن إسترجاعه إلا بالقوة. وكما هو مألوف ما صرح به علنا عرف واقع سياسته.
لكن صراخ عبد الناصر كان الدليل الدقيق على أفعاله أكثر من همساته. إعترف عبد الناصر إلى جون كندي " البعض من قادة العرب يطلقون التصريحات القاسية بشأن فلسطين، وفي عين الوقت يهمسون لأمريكا بأن ما يقولونه علناً هو للإستهلاك المحلي العربي فقط". صراحةً، إن عبد الناصر وصف بدقة ما كان يفعله هو بحد ذاته.

على النقيض من ذلك ترى القادة العرب عندما يتكلمون بعضهم لبعض خفية، وليس إلى رجال الغرب، يكشفون عن صدق نواياهم. فهاهو عرفات بعد ما وقع على اتفاق أوسلو في 1993 معترفاً بإسرائيل ، يناشد بعض المسلمين في جامع بجنوب إفريقيا بالقدوم إلى فلسطين والجهاد لتحرير القدس.

إن من البديهية الجزم بأن ما يقال خفية أكثر مصداقية من القول علناً، ولكن سياسات الشرق الأوسط علمتنا مراراً بأن من الأحوط الاستناد إلى التصريحات الصحفية والخطابات دون الاتصالات اللاسلكية بين رجال الدبلوماسية. ربما تكون مقالة الخفاء أكثر توجهاً إلى القلب ، ولكن مقولة داليا مسا كي، في مؤسسة راند في واشنطن، فيها الكثير من المصداقية : " لا يمكن أن نتتبع مقولة قادة العرب لأمريكا و مقولة بعضهم البعض. الجماهير تستمع إلى سياسات قيادتها، والغرب يستمع إلى إغرائهم".

إن هذه القاعدة تفسر لنا ما يمكن ملاحظته من بعد، وما يفشل رجال الصحافة والدبلوماسية من الانتباه إليه عن قرب. لذلك ترى لماذا تُلقى الشكوك حول ما كشفته الويكيليكس. في نهاية المطاف فان ما تم كشفه قد يضللنا دون أن يوضح لنا السياسة العربية.

http://ar.danielpipes.org/article/9199
المصنف الإنجليزي الأصلي: Pouring Cold Water on WikiLeaks
ترجمة: د. سداد جواد التميمي



#دانيال_بايبس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إيران العلمانية وتركيا الإسلامية
- حزب الحرية الألماني يدخل حلبة الشجار
- صحوة أمريكا أمام الحركة الإسلامية
- آخر الصادرات البريطانية: الإرهاب الإسلامي
- تركيا في قبرص مقابل إسرائيل في غزة
- الإمبراطورية عدو اليسار الجديد
- هيمنة الإسلاميين على الإسلام الأوربي
- العلمانية التركية في مأزق
- لم الوقوف بجانب وايلدرز
- الإقتصاد الإسلامي: ما الذي يعنيه؟


المزيد.....




- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...
- مظفر النَّواب.. الذَّوبان بجُهيمان وخمينيّ
- روسيا.. إقامة معرض لمسرح عرائس مذهل من إندونيسيا
- “بتخلي العيال تنعنش وتفرفش” .. تردد قناة وناسة كيدز وكيفية ا ...
- خرائط وأطالس.. الرحالة أوليا جلبي والتأليف العثماني في الجغر ...
- الإعلان الثاني جديد.. مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 الموسم ا ...
- الرئيس الايراني يصل إلي العاصمة الثقافية الباكستانية -لاهور- ...
- الإسكندرية تستعيد مجدها التليد
- على الهواء.. فنانة مصرية شهيرة توجه نداء استغاثة لرئاسة مجلس ...
- الشاعر ومترجمه.. من يعبر عن ذات الآخر؟


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - دانيال بايبس - سكب الماء البارد على ويكيليكس