أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم حبيب - ما الجريمة التي ارتكبها جوليان أسانج في عرف العالم -المتحضر!- ؟















المزيد.....

ما الجريمة التي ارتكبها جوليان أسانج في عرف العالم -المتحضر!- ؟


كاظم حبيب
(Kadhim Habib)


الحوار المتمدن-العدد: 3217 - 2010 / 12 / 16 - 20:55
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ثورة المعلومات (الإنفوميديا), والحاسبة الإلكترونية والإنترنيت كلها تشكل أجزاء من عملية موضوعية واسعة جارية في العالم الرأسمالي الواحد, رغم انقسامه إلى عالم متقدم وآخر متخلف, عالم غني وآخر فقير, عالم يملك العلم والتقنيات والإنتاج, وعالم يفتقدها معاً ويمتلك في بعضه الكثير من المواد الأولية المهمة ويفتقد العلم والتقنيات ومستهلك لما ينتج في العالم المتقدم.
هذه الثورة المعلوماتية في ظل العولمة, بجانبها الإيجابي المهم, ولها سلبياتها طبعا وخاصة سياسات العولمة التي تمارسها الدول الرأسمالية المتقدمة, هي التي سمحت للعالم كله, للشعوب في الدول النامية والمتقدمة على السواء, أن تطلع على ما يجري بين الدول والحكومات أو في داخل كل منها أو ما تمارس من سياسات وراء الكواليس, في حين كانت الكثير من المعلومات تبقى فيما مضى غائبة عن أنظار الشعوب ولا ينشر إلا بعد مرور ربع قرن أو يزيد.
إن متابعة السياسات الدولية والحروب الإقليمية والخسائر البشرية الكبيرة واستغلال الشعوب والضحك على ذقونها من قبل حكومات الكثير من دول العالم, كبيرها وصغيرها, دفع مجموعة من الشباب في العالم الغربي إلى السعي لفضح سياسات هذه الدول من خلال الوصول إلى وثائق وتقارير سرية من داخل مؤسسات تلك الدول ونشرها عبر الإنترنيت وعلى نطاق واسع. فظهرت لهذا الغرض منظمة ويكيليكس الإعلامية إلى الوجود وراحت تمارس نشاطها بحيوية وجرأة نادرتين, ومؤسسو هذا الموقع يقولون عن أنفسهم ما يلي:
"وكيليكس هي مؤسسة اعلامية لا تهدف تحقيق الربح. هدفنا جلب الأخبار والمعلومات الهامة للجمهور. نحن نقدم طريقة مبتكرة وآمنة ومن مصادر غير معروفة لدينا يتم تسريب تلك المعلومات إلى الصحفيين. واحدة من أهم أنشطتنا نشر المواد الأصلية من مصدرها جنبا إلى جنب مع نشر القصص الإخبارية للقراء والمؤرخين على حد سواء, ننشرها حين يمكن أن نرى فيها دليلا على الحقيقة. نحن منظمة شباب نمت بسرعة كبيرة ، وتعتمد على شبكة من المتطوعين المتفانين في جميع أنحاء العالم. منذ عام 2007 ، عندما أنطلقت المنظمة رسميا، عملت وكيليكس على تقديم التقارير ونشر المعلومات الهامة. ونحن نقوم بتطوير وتكييف التكنولوجيات لدعم هذه الأنشطة أيضاً."
إن هذا يعني أن مجموعات شابة من مختلف بقاع العالم تعاونت في ما بينها للوصول إلى تلك التقاري والوثائق وعمدت إلى نشرها, وهي تكشف عن جوهر السياسات التي تمارسها الدول من خلال وثائقها وتقاريرها بالذات للشعوب. وقد تمكنت منذ بدء نشاطها إلى إعطاء الانطباع بدقة ما تنشره من معلومات, وبالتالي رفعت من مصداقيتها في نظر الشعوب. وزاد الأمر حيوية حين أعلنت الحكومات العديدة وخاصة الولايات المتحدة الأمريكية, عن غضبها من نشر تلك المعلومات والتقارير والوثائق, إذ أنها شكلت إحراجاً كبيراً لها وسارعت إلى تكذيبها مرة, أو التشكيك بصحتها مرة أخرى, أو التقليل من أهميتها مرة ثالثة, أو أخيراً مارست التهديد بملاحقة صاحب الموقع السيد جوليات أسانج, وهو ما فعلته فعلاً. ويبدو أن هناك تعاوناً دولياً للإيقاع بالموقع وصاحبه السيد جوليان اسانج
لقد استطاع موقع ويكيليكس أن يصل إلى تقارير ووثائق سرية هائلة خاصة بسياسات ومواقف الولايات المتحدة الأمركية حول الحرب في افغانستان ومن ثم حول العراق وحول وجود هذه القوات ونشاطها ودورها وعلاقاتها بحكومتي البلدين ودور الحكومتين وقوى أخرى في ما جرى في هذين البلدين خلال الأعوام المنصرمة منذ الحربين.
إن الثورة المعلوماتية, وبعيداً عن رغبة الحكومات, كانت سبباً في حصول ممارسة ديمقراطية كبيرة, في حصول مجاهرة مع المجتمع بالرغم من إرادة ورغبات الحكام, حين نشر السيد جوليان أسانج في موقعه ويكيليكس حوالي 200000 وثيقة وتقرير عن الحرب في افغانستان, وما يقرب من 400000 وثيقة وتقرير عن حرب الخليج الثالثة في العراق وعن الكثير من سياسات ومواقف وإجراءات وتدخلات الولايات المتحدة الأمريكية والدول العربية وإيران في العراق, إضافة إلى دور الكثير من القوى الحاكمة وغير الحاكمة في ما جري في العراق لحد نهاية 2009 والقتلى الذين سقطوا والجحى والمعوقين والخسائر المادية ...الخ..
وإذ كان المفوض في حكوة الولايات المتحدة الأمريكية وغيرها تقديم الُشكر الجزيل للسيد جوليان اسانج على جرأته وصراحته في نشر لتلك التقارير والوثائق من جهة, وتقديم الاعتذار لشعوب البلاد التي مستها تلك التقارير والوثائق والأحداث بسبب تلك الممارسات إضافة إلى إخفاء الحقائق عنها وممارسة سياسات تتسم بالمخاتلة والتآمر والصيد بالماء العكر وسقوط المزيد من الضحايا من جهة ثانية, نراها عمدت بشكل غير عقلاني إلى تلفيق التهم ضد السيد اسانج والعمل على اعتقاله عبر الأنتروبول ولحجب ما نشر ومنع نشر المزيد من تلك التقارير والوثائق. لقد كانت تلك السياسات والإجراءات سبباً في موت الكثير من البشر وخسائر فادحة بالأموال وتعطل لعملية التنمية في بلدان عديدة, وخاصة في العراق.
وحين سلم اسانج نفسه للشرطة البريطانية, بعد أن راح الانتربول الدولي يطالب باعتقاله, زج بالسجن ورفض القضاء البريطاني إطلاق سراحه بكفالة, ولكنه وافق أخيراً بكفالة قدرها 200000 جنيه استرليني وفرض إقامة أجبارية عليه وشروط كثيرة أخرى. وحين تمت الموافقة على إطلاق سراحه بكفالة, رفع القضاء السويدي استئنافاً ضد القرار, ولكن لم يوفق ورفض الاستئناف وأطلق سراحه بكفالة, وهو يعيش اليوم في بيت في ريف بريطاني لا يجوز له السكن في المدينة أو ترك بريطانيا.
إن المعايير والقيم الأخلاقية في "العالم الحر" الذي نعيش فيه مختلة جداً, وتتحكم فيه الدول الأقوى, وحين تكشف الحقائق عن سياسات ومواقف الحكومات والقوى, لا تعتذر للناس, بل تواجه العالم بحملة هجومية شرسة لكسر شوكة من تحدى هذا العالم وجملة من حكوماته وكشف بعض اسرارها وبعض أوراقها الفاسدة وسلوكياتها المرضية.
إن من واجب شعوبنا أن تقف إلى جانب ويكيليكس ودعم جوليان سانج , من أجل تعزيز موقفه ودوره في كشف الحقائق أمام أنظار شعوب العالم كلها وإدانة تلك السياسات التي لا تخدم الشعوب بل تثير البغضاء بينهم.
تحية إلى جوليان سانج وإلى موقعه ومن يعمل معهم في مختلف بقاع العالم, فهم قد لعبوا دوراً مهماً في رفع بعض الغشاوة عن عيون الكثير من الناس الذين كانوا يثقون بقوة ويدافعون عن سياسات دول معينة, في وقت كانت الكثير من الدلائل تؤكد عكس ذلك.
لقد طالبنا مراراً بتشكيل لجنة تحقيقة دولية محايدة تدرس كل الوثائق الخاصة بالعراق وتقدم تقريراً شافياً ووافياً عن مدى سلامة وصحة تلك التقارير والوثائق لكي يتسنى للشعب العراقي أن يتخذ الإجراء المناسب في هذا الصدد, رغم الصعوبات التي تعترض طريق اتخاذ إجراءات ضد المشاركين في الأحداث الكارثية في العراق بعد سقوط الدكتاتورية البعثية الصدامية الغاشمة.
16/12/2010 كاظم حبيب



#كاظم_حبيب (هاشتاغ)       Kadhim_Habib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل يمكن الجمع بين احترام الكرامة والضمير والترحم على نظام ال ...
- بدء نشاط قوى التيار الديمقراطي العراقي في المانيا الاتحادية
- تصريحات مهمة للأستاذ حميد مجيد موسى في الموقف من التيار الدي ...
- رسالة تحية مفتوحة إلى المؤتمر الثالث عشر للحزب الديمقراطي ال ...
- هل من سبيل لبناء عراق ديمقراطي اتحادي آمن؟ وما الدور الذي يم ...
- فقيدنا الفنان المبدع منذر حلمي !
- والآن العراق ..... إلى أين؟
- الاختلاف في الرأي حول أهمية الوثائق السرية الأمريكية عن العر ...
- مقتل شاب عراقي في لأيبزك/ألمانيأ: هل هو أول الثمار المرة لنه ...
- نداء عاجل وملح إلى جميع منظمات المجتمع المدني في العراق
- ألا تثير الوثائق السرية الفزع والقلق بسبب سلوكيات العنف والق ...
- أين هي حرية النشر ورقابة السلطة الرابعة في مقاضاة جريدة العا ...
- من أجل تشكيل لجنة تحقيق عراقية-دولية بشأن التهم الواردة في و ...
- لنعمل معاً من أجل استعادة الكرد الفيلية لحقوقهم المشروعة في ...
- حزب الدعوة ومفهوم ممارسته للديمقراطية في العراق
- النهايات المنطقية لسيادة البيروقراطية والفساد في النظم السيا ...
- الحكام الأوباش والرجم بالحجارة حتى الموت!
- مناقشة بعض ملاحظات وأفكار الصديق الصحفي حمدي فؤاد العاني - ج ...
- رسالة تحية وتهنئة للحوار المتمدن ومؤسسة ابن رشد للفكر الحر
- هل يتحرك الإرهابيون من المسلمين في العالم دون دعم عربي وإسلا ...


المزيد.....




- الجيش الإسرائيلي: دخول أول شحنة مساعدات إلى غزة بعد وصولها م ...
- -نيويورك تايمز-: إسرائيل أغضبت الولايات المتحدة لعدم تحذيرها ...
- عبد اللهيان يكشف تفاصيل المراسلات بين طهران وواشنطن قبل وبعد ...
- زلزال قوي يضرب غرب اليابان وهيئة التنظيم النووي تصدر بيانا
- -مشاورات إضافية لكن النتيجة محسومة-.. مجلس الأمن يبحث اليوم ...
- بعد رد طهران على تل أبيب.. الاتحاد الأوروبي يقرر فرض عقوبات ...
- تصويت مجلس الأمن على عضوية فلسطين قد يتأجل للجمعة
- صور.. ثوران بركاني في إندونيسيا يطلق الحمم والرماد للغلاف ال ...
- مشروع قانون دعم إسرائيل وأوكرانيا أمام مجلس النواب الأميركي ...
- بسبب إيران.. أميركا تسعى لاستخدام منظومة ليزر مضادة للدرون


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم حبيب - ما الجريمة التي ارتكبها جوليان أسانج في عرف العالم -المتحضر!- ؟