أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - محمد البلطي - من يقف خلف ويكيليكس















المزيد.....



من يقف خلف ويكيليكس


محمد البلطي

الحوار المتمدن-العدد: 3217 - 2010 / 12 / 16 - 19:37
المحور: الصحافة والاعلام
    



مايكل تشسّودفسكي

"ان اصحاب البنوك الدوليين ان هم نزعوا بعض الروافع البسيطة التي تتحكم في التدفقات المالية يمكنهم صنع او تحطيم الاقتصادات.ويمكنهم من خلال تحكمهم في السريبات الصحفية المتعلقة بالاستراتيجيات الاقتصادية التي تشكل الاتجاهات الوطنية ليس فقط تدعيم سيطرتهم على البنى الاقتصادية لبلد ما بل كذلك مد تلك السيطرة الى العالم كله.ان ألائك الذين يمتلكون مثل تلك السلطة من المنطقي ان يرغبوا في البقاء خلف الستار غير مرئيين للناس العاديين"(ألدوس هوكسال).
ينظر الى ويكيليس على انه اختراق في ميدان المعركة ضد التزييف الاعلامي واكاذيب الحكومة الامريكية.
بدون شك تشكل الوثائق المسربة بنك معطيات ذات قيمة لا تقدر.ومنذ بداية مشروع ويكيليكس تستعمل تلك الوثائق من طرف الباحثين النقديين.وقد ركزت التسريبات الاولى ليوكيليكس على جرائم الولايات المتحدة في حرب افغانسان(جويلية 2010) كما على مواضيع تتعلق بالحريات المدنية و"عسكرة الداخل" (انظر توم بوغهاردت عسكرة "الهوم لاند" كرد فعل على الازمة الاقتصادية والسياسية. غلوبل ريسارتش اكتوبر 11-2008).
في اكتوبر 2010 تم الاعلان عن ان ويكليس قام بتسيرب حوالي 400.000 وثيقة سرية تتعلق بحرب العراق وتغطي احداث من 2004 الى 2009(توم بوغهاردت : تسريبات ويكيليكس: كشف تواطيء الولايات المتحدة والتعذيب السري. غلوبل ريساترتش 24 اكتوبر 2010).ان الاكتشافات المتضمنة في وثائق ويكيليكس حول حرب العراق تقدم" المزيد من الادلة حول الدور المنهجي للبنتاغون في تعذيب المواطنين العراقيين من طرف النظام الذي اقامه الامريكان بعد اسقاط صدام حسين".(نفس المرجع السابق).
لقد اثنت التنظيمات التقدمية على شجاعة ويكيليكس.كما ان موقعنا "غلوبل ريسارتش" قد قام بتغطية موسعة لمشروع ويكيليكس.وتم وصف التسريبات على انها انتصار غير مسبوق على رقابة وسائل الاعلام المهيمن.لكن هناك المزيد مما يمكن ان تراه العين.
لقد قامت وسائل الاعلام المهيمن بالاتصال بويكيليكس حتى قبل انطلاق المشروع.كما هناك تقارير ماخوذة عن مراسلات الكترونية منشورة تؤكد ان ويكيليكس دخل في مفاوضات مع العديد من المنظمات المرتبطة بالشركات من اجل تمويله.(ويكيليكس .بريد الكتروني متبادل. جانفي 2007).
ان عقدة شبكة ويكيليكس المالية هي المنظمة الالمانية "وو هولندا"...."نحن مسجلون كمكتبة في استراليا’ نحن مسجلون كجعمية في فرنسا’نحن مسجلون كجريدة في السويد" قال السيد آسانج.ويملك ويكيليكس في الولايات المتحدة اعفائين جبائيين كمنظمة خيرية يعرفان كـ501سي3اس التي "تعمل كواجهة" للموقع الالكتورني" كان قد قال كذلك.وقد رفض اعطاء اسميهما قائلا ان ذلك يمكن "ان يتسبب في خسارة اموالهما المضمونة بسبب حساسيات سياسية".
وقد قال اليسد أسانج ان ويكيليكس يحصل على حوالي نصف امواله من تبرعات المتواضعة تتم من خلال موقعه الالكتروني والنصف الاخر من "معارف شخصية"’" تشمل اشخاض يملكون المليارات ويتصلون بنا..."(ويكيليكس يحافض على سرية تمويله. دابل يو اس جي.كوم. 23 اوت. 2010).
عند انطلاقه وفي بداية 2007 اعترف ويكيليكس انه تم "تمويله من طرف منشقين صينيين ومختصين في الرياضيات ومختصين في التكنولوجيا من الولايات المتحدو وتايوان واوروبا واوستراليا وجنوب افريقيا...(كما ان هيئة مستشاريه) تتضمن كتاب روس وممثلين عن لجان مهاجري التيبت ومراسلين ومحلل مخابرات سابق امريكي ومختصين في التشفير".(ويكيليكس بريد الكتروني متبادل .جانفي 2007).
ان ويكليكس يعلن عن مهمته على موقعه الالكتروني على النحو التالي:(ويكيليكس سيكون) نسخة غير مراقبة من ويكيبيديا من اجل الوثائق المسربة والتحاليل.ان اهتماماتنا الاساسية ستكون انظمة الاضطهاد في آسيا وكتلة الاتحاد السوفياتي السابق وافريقيا جنوب الصحراء والشرق الاوسط’لكننا سنكون كذلك في مساعدة ألائك الذين في الغرب يرغبون في كشف السلوكات الغير اخلافية لحكوماتهم وشركاتهم’"(سي بي اس نيوز.11 جانفي 2007).
ولقد تم تاكيد هذه المهمة من طرف جوليان أسانج في جوان 2010 في استجواب له في جريدة "ذي نيو يوركر":
ان اهدافنا الاولى هي تلك الانظمة القائمة على الاضطهاد في الصين وروسيا ووسط أوراسيا لكننا كذلك ننتظر ان نكون في مساعدة ألائك الذين في الغرب يرغبون في كشف السلوكات الغير اخلاقية والغير قانونية داخل حكوماتهم وشركاتهم.(ذي نيو يوركر 7 جوان 2010)
كما يقر أسانج ان "كشف الاسرار" يمكن ان يطيح بالحكومات التي تخفي الواقع بما في ذلك الادارة الامريكية.(نفس المرجع السابق).
ان نقطة التركيز الجيو-ساسية لويكليكس ومنذ البداية على انظمة الاضطهاد في أوراسيا وفي الشرق الاوسط كانت "نداءا" للنخب الامريكية.فمن الظاهر انها تتماشي مع الاهداف المعلنة لسياسة الولايات المتحدة الخارجية.بل اكثر من ذلك ان تركيبة فريق ويكيليس(الذي يتضمن منشقين صينيين) وبدون ذكر منهج"عرض الاسرار" الخاصة بالحكومات الاجنبية ان تلك التركيبة في توافق مع ممارسات الولايات المتحدة للعمليات السرية بهدف تنظيم "تغيير النظام" وتشجيع" الثورات الملونة" في مناطق مختلفة من العالم.
دور الاعلام المهيمن:الدور المركزي لنيو يورك تايمز
ان ويكيليكس لا يشكل مبادرة نموذجية في الاعلام البديل.ان النيو يورك تايمز و ذي غاردين ودير شبيغل تشارك بصفة مباشرة في تحريرواختيار الوثائق المسربة.كما لعبت اللندينة ذي ايكونوميست كذلك دور هام في ذلك.
وفي حين ان المشروع والمشرف عليه جوليان اسانج يظهران انشغالهما بصدد الحقيقة في وسائل الاعلام فان تسريبات ويكيليكس الاخيرة المتعلقة بمراسلات السفارات قد تم" تحريرها" بحرص من وسائل الاعلام المهيمن بالارتباط مع الحكومة الامريكية.(انظر حوار مع دافيد سانجر.فراش آر.ب بي اس. 8 ديسمبر.2010).
ان هذا التعاون بين ويكيليكس ووسائل الاعلام المهيمن ليس عبثيا لقد كان جزءا من الاتفاق بين اهم الجرائد الامريكية والاوروبية ورئيس تحرير ويكيليكس جوليان أسانج.
ان السؤال الاهم هو من يتحكم في ويراقب اختيار وتوزيع وتحرير الوثائق المطلقة للجمهور الواسع؟.
ماهي اهداف السياسية الخارجية الامريكية التي تتم خدمتها من خلا لسيرورة التحرير تلك"
هل ان ويكيليكس هو جزء من صحوة للراي العام’من معركة ضد الاكاذيب والاختلاقات التي تظهر يوميا في الصحافة المكتوبة وشبكات التلفزيون؟
واذا كان الامر كذلك كيف يمكن لهذه المعركة ضد التزييف الاعلامي ان تخاض بمشاركة وبالتعاون مع مهندسي التزييف الاعلامي؟
ان ويكيليكس يشرك مهندسي التزييف الاعلامي في مقاومة التزييف الاعلامي:تمشي غريب وانهزامي.
ان الاعلام الامريكي المهيمن وخاصة منه النيو يورك تايمز هو جزء من المؤسسة الاقتصادية وله ارتباطات مع وول ستريت و"الثينك تانك" في واشنطن ومع مجلس العلاقات الخارجية.
اكثر من ذلك فقد بنى الاعلام المهيمن في الولايات المتحدة ومنذ مدة طويلة علاقات مع اجهزة المخابرات ويعود الامر الى الوراء الى "عملية الطائر الساخر" وهي مبادرة لمكتب المشاريع الخاصة التابع لوكالة المخابرات المركزية الذي بعث في بداية الخمسينات.
لقد كانت وسائل الاعلام المهيمن متواطئة حتى قبل ان يتحول مشروع ويكيليكس الى واقع.لقد تم تحديد دور لذلك الاعلام والتوافق حوله ليس فقط في التسريب بل كذلك في اختيار وتحرير التسريبات.وفي مفارقة مرة كان "الاعلام المهني"’حتى نستعمل كلمات أسانج نفسه في حوار له مع "ذي ايكونوميست"’ شريكا لمشروع ويكيليكس منذ البداية.
بل اكثر من ذلك هناك صحافيين هامين لهم ارتباطات بالمؤسسة الاستخابراية للسياسة الخارجية الامريكية عملوا مع ويكيليكس من قريب جدا في توزيع وتعميم الوثائق المسربة.
وفي مفارقة عجيبة يتم اتهمام النيو يورك تايمز التي لعبت دورا هاما في التزييف الاعلامي وشريكة ويكيليكس بالتآمر.من أجل ماذا؟ من اجل كشف الحقيقة؟او من اجل التلاعب بالحقيقة؟ وحسب كلمات السينتاتور جوزيف ليبرمان:
"من الاكيد اعتقد ان ويكيليكس قد تجاوز قانون التجسس لكن بعد ذلك ماذا عن المؤسسات الاعلامية بما في ذلك ذي تايمز التي قبلت بذلك وقامت بنشره؟" ويظيف السيد ليبرمان:"بالنسبة لي لقد اتت ذي نيو يورك تايمز على الاقل فعلا مخالفا للمواطنة الجيدة وبصدد ارتكابها لجريمة ام لا فاعتقد ان ذلك يستدعي تحقيقا معمقا من قبل وزارة العدل."( موقع نيو يورك تايمز .7 ديسمبر 2010).
ان هذا الدور "التحريري" للنيو يورك تايمز يتم الاعتراف به وبشكل صريح من قبل دفيد سانجر اهم مراسل للنيو يورك تايمز في واشنطن:
"لقد تعامل"نا"مع" الوثائق" بحرص شديد من اجل محاولة تحرير المادة التي اعتقدانا انها يمكن ان تكون ضارة لاشخاص او تعطل عمليات جارية.والى جانب ذلك اتخذنا الخطوة غير المسبوقة بعرض الـ100 وثيقة او اكثر التي كنا بصدد كتابتها على حكومة الولايات المتحدة سائلينها ان كان لها اي تغييرات تقترحها على ما تم تحريره."(انظر ب بي اس حوار.تحرير واختيار وثائق ويكيليكس من قبل الاعلام المهيمن.ب بي اس حوار على فراس أر مع تيري غروس. 8ديسمبر 2010).
لكن سانجر قال لاحقا في نفس الحوار:
"انها مسؤولية الصحافة الامريكية ان تتحرك وتصارع اصعب قضايا الساعة وان تفعل ذلك بشكل مستقل عن الحكومة انه تقليد ويعود الى زمن تاسيس هذا البلد."(نفس المرجع السابق)
"فعل ذلك بشكل مستقل عن الحكومة" في حين وفي نفس الوقت "يطلب منها(الحكومة الامريكية) ان كان لها اقتراحات في علاقة بما تم تحريره"؟
ودفيد سانجر هذا لا يمكن اعتباره نموذج الصحافي المستقل.فهو عضو في مجلس السياسات الخارجية ومعهد اسبن للاستراتيجيا الذي يجمع امثال مادلين البرايت وكندوليزا رايس ونائب وزير الدفاع السابق ويليام بيري والرئيس السباق للسي اي اي جوت دوتش ورئيس البنك الدولي روبار زوليك وفليب زيليكوف المدير التنفيذي للجنة 11/9 من بين اخرين من الوجوه المعروفة للازتابليشمنت.
ومن الجدير بالملاحظة ان العديد من الصحفين الامريكيين الاعضاء في مجلس السياسات الخارجية قد قاموا بمحاورة ويكيليكس بما في ذلك الصحفي بتايم مغازين ريتشارد ستيغال(30 نوفمبر 2010)والصحفي بذي نيو يوركر رافي كاتشودريان.( 11 جوان 2007).
وبحسب التاريخ قامت ذي نيو يورك تايمز بخدمة مصالح عائلة روكفلير في سياق علاقة طويلة.والرئيس الحالي لنيو يورك تايمز ارتور سولزبرغر الابن هو عضو في مجلس السياسات الخارجية وابن اوتش سولزبرغر وحفيد ارتور سولزبرغر وهايز سولزبرغر الذين عملوا ككاتمي اسرار لمؤسسة روكفلر.واثان برونّر نائب رئيس تحرير في النيو يورك تايمز كما توماس فريدمان من بين اخرين هم كذلك اعضاء في مجلس السياسات الخارجية.
وفي المقابل فان عائلة روكفلر تملك قسم هام من اسهم العديد من وسائل الاعلام المهيمنة.
مراسلات السفارة ووزارة الخارجية
ولا يجب اعتبار ذلك مفاجئة ان يكون دفييد سانجر وزملائه في النيو يورك تايمز قد ركزوا اهتمامهم على نشر شديد الانتقائية لوثائق ويكيليكس مركزين على مناطق يمكن ان تساعد في خدمة مصالح السياسة الخارجية الامريكية:البرنامج النووي الايراني وكويا الشمالية والعربية السعودية ودعم باكسان للقاعدة وعلاقات الصين مع كوريا الشمالية...الخ.ان تلك التسريبات شكلت المادة الاولية لمقالات النيو يورك تايمز وللتعليق.
ان مراسلات السفارة ووزارة الخارجية التي قام ويكيليكس بتسريبها قد تمت اعادة صياغتها وتنقيتها.لقد تم استعمالها من اجل اهداف دعائية(بوباغندا).انها لاتشكل وثائق كاملة ولا تواصل فيها.
ومن بين مراسلت منتقات فان التسريبات يتم استعمالها لتبرير اجندا سياسية.ومن اهم الحالات البرنامج النووي الايراني المزعوم وهو موضوع العديد من مذكرات وزارة الخارجية الى جانب دعم العربية السعودية للارهاب الاسلامي.
البرنامج النووي الايراني
ان الوثائق المسربة يتم استعمالها في حملة من التزييف الاعلامي حول اسلحة الدمار الشامل الايرانية.وفي حين توصف الوثائق المسربة على انها حجة على كون ايران تشكل تهديدا فان اكاذيب واختلاقات الاعلام المهيمن حول برنامح ايران النووي لم تتم الاشارة اليها كما لا وجود لاي اشارة اليها في الوثائق المسربة.
ان تلك الوثائق التي تم تحريرها وصياغتها من طرف النيو يورك تايمز وبعد تسريبها ونشرها في شبكات الاعلام المهيمن تخدم وبدون اي شك مصالح السياسة الخارجية الامريكية بما في ذلك التحضير للحرب ضد ايران من طرف امريكا والحلف الاطلسي واسرائيل.
وفي علاقة بالمعلومات الاستخبارية المسرّبة وتغطية البرنامج النووي الايراني المزعوم لعب دفيد سانجر دورا حيويا.ففي نوفمبر 2005 نشرت النيو يورك تايمز تقريرا بعنوان "بالاعتماد على حاسوب’ الولايات المتحدة تحاول اثبات الاهداف النووية الايراني" اشترك في تاليفه كل من دفيد سانجر وويليام بروود.
ويشير ذلك التقرير الى وثائق غامضة على حاسوب ايراني محمول مسروق تضمن"مجموعة من التصاميم لصواريخ" يمكنها ان تتوافق مع السلاح النووي الايراني المفترض:
"في منتصف شهر جويلية قام مسؤولي مخابرات امريكيين من رتب عليا باستدعاء قادة المنظمة العالمية للطاقة الذرية الى اعلى ناطحة سحاب تشرف الى نهر الدانوب في فينا وكشفوا محتويات ما قالوا انه حاسوب محمول ايراني مسروق.
عرض الامريكان على شاشة ونشرواعلى طاولة ندوات مختارات من ضمن اكثر من ألف صفحة لتجارب ايرانية على الحاسوب وملخصات تجارب قائلين ان كل ذلك يكشف جهد متواصل لتصميم راس حربي وذلك حسب اكثر من نصف دزينة من المشاركين الاوروبيين والامريكان.
ويعترف الامريكان من الاول ان تلك الوثائق لا تثبت ان ايران تمتلك قنبلة نووية.وقدموا تلك الوثائق على انها اقوى حجة الى حد الان تثبت ان ايران تحاول تطوير راس حربي صغير يمكن ان يوضع على صاروخها شهاب الذي يمكن ان يصل الى اسرائيل وبلدان اخرى في الشرق الاوسط كل ذلك رغم تاكيد ايران المتواصل على سلمية برنامجها النووي"(ويليام بروود و دفيد اسانج- نيويروك تايمز.13 نوفمبر.2005)
وبعد ذلك قامت وزارة الخارجية الامريكية بارسال تلك "الوثائق السرية" الى وكالة الطاقة الذرية الدولية وذلك بهدف بيان ان ايران تقوم بتطوير برنامج نووي عسكري.كما تم استعمال تلك الوثائق كتعلة من اجل تدعيم العقوبات الاقتصادية ضد ايران التي صادق عليها مجلس امن الامم المتحدة.
وفي حين كانت صدقية وثائق الحاسوب المحمول موضع شك قام في المدة الاخيرة كاتب التحقيقات غاريث بورتر وبشكل لا لبس فيه بتاكيد انها كانت مزيفة.(انظر غاريث بورتر. تقرير استثنائي: ادلة البرنامج النووي الايراني يمكن ان تكون مزيفة.غلوبل ريساتش.18 نوفمبر 2010).
ان التصامين المتضمنة في الوثائق التي قام بتسريبها ويليام بروود وديفيد سانجار لا تتناسب مع صاروخ شهاب بل مع نظام صاروخي كوري شمالي قديم تخلت عنه ايران منذ منتصف التسعينات.ان الوثائق المقدمة من طرف مسؤولي وزارة الخارجية تتعلق"بالراس الحربي الصاروخي الخاطيء":
"في جويلية 2005...قام روبار جوزاف مساعد وزير الخارجية المكلف بمراقبة الاسلحة والامن الدولي بتقديم عرض رسمي للوثائق المتعلقة بالرنامج النووي الايراني المزعوم امام كبار موظفي الوكالة في فينا.وقد قام جوزاف بعرض مقتطفات من الوثائق على الشاشة مؤكدا خاصة على مجموعة من التصاميم او "المخططات" التقنية التي تبرز 18 طريقة لتركيب شحنة غير محددة على او راس حربية على الصاروخ الايراني شيهاب 3.وعندما سمح لمحللي الوكالة الدولية للطاقة الذرية بدراسة الوثائق اكتشفوا ان ما عرض عليهم منها يتعلق ببرنامج يعرفون ان ايران كانت قد تخلت عنه لفائدة تصاميم جديدة اكثر تطورا.ان الراس الحربي الذي يظهر في التصاميم له نفس شكل الصاروخ الكوري الشمالي نوو دونغ الذي حصلت عليه ايران في منتصف التسعينات...لقد قامت وثائق الحاسوب المحمول بتصوير الراس الخطأ وهو بصدد اعادة الرسم. ...(غاريث بورتر المرجع السابق).
لقد كان ديفيد سانجر الذي عمل مع ويكيليكس بكل حرص تحت لافتة الحقيقة والشفافية كذلك وسيلة في النيويورك تايمز لما وصفه غاريث بورتر بالمعلومات المخابراتية الخاطئة.(المرجع السابق).
وفي حين لم تلقى تلك المعلومات المخابراتية الخاطئة اي طغتية اعلامية فانها اعتمدت لاصباغ الصلوحية على ادعاءات واشنطن حول الاسلحة النووية الايرانية المزعومة.وهو ما يشكك في شرعية نظام العقوبات التي فرضها مجلس امن الامم المتحدة على ايران.
اكثر من ذلك وفي مفارقة مرّة فان التحرير الانتقائي من طرف النيو يورك تايمز للمراسلات الديبلوماسية التي نشرها ويكيليكس قد تم استعماله ليس فقط من اجل تعمية الموضوع الاساسي المتعلق بالمعلومات المخابراتية الخاطئة بل استعمل كذلك من خلال التزييف الاعلامي لتدعيم ادعاءات واشنطن حول تطوير ايران للاسلحة النووية.وكمثال صارخ على ذلك المقال الذي اشترك في كتابته ديفيد سانجار في نوفمبر 2010 والذي ينقل عن تسريبات ويكيليكس كمصدر:
"حصلت ايران على 19 صاروخ من كوريا الشمالية حسب احدى المراسلات(ويكيليكس) المؤرخة في 24 فيفر هذه السنة...(ارشيف ويكيليكس-كوريا الشمالية تقوم بتسليح ايران- موقع نيويورك تايمز على النات 28 نوفمبر 2010).
ويقال ان هذه الصواريخ تمتلك "القدرة على الوصول الى عواصم اوروبا الغربية او من السهل ان تطال موسكو ويحذر الرسميون الامريكان من ان قدوة دفع تلك الصواريخ من الممكن ان تسرّع تطوير ايران للصواريخ الباليستية العابرة للقارات".(نفس المرجع السابق)
ويكيليكس وايران والعالم العربي
ان وثائق ويكيليكس يتم استعمالها كذلك لخلق الانقسامات بين ايران من جهة والعربية السعودية ودول الخليج من الجهة الاخرى:
"بعد ادعاء ويكيليكس ان بعض البلدان العربية عبرت عن قلقها بصدد البرنامج النووي الايراني وشجعت الولايات المتحدة على القيام بعمل(عسكري) لتحجيم ايران بعد ذلك استغلت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينوتون الفرصة لتقول ان المراسلات المسربة تبرز ان القلق الامريكي بصدد البرنامج النووي الايراني تشترك فيه الاسرة الدولية."(طهران تايمز: ويكيليكس ينشر الايرانوفوبيا.5 ديسمبر 2010)
لقد استغل الاعلام الغربي الفرصة وناقلا عن وثائق وزارة الخارجية التي نشرها ويكيليكس بشكل يصور ايران على انها تمثل تهديدا للامن العالمي الى جانب زرع الشقاق بين ايران والعالم العربي.
الحرب العالمية على الارهاب""
وتكشف الوثائق التي تنقل عنها وسائل الاعلام الغربية دعم دول الخليج والعربية السعودية للعديد من التنظيمات الاسلامية الارهابية وهو واقع معروف وموثق بشكل جيد.
وما تفشل التقارير في ذكره وهو شيء اساسي من اجل فهم"الحرب العالمية ضد الارهاب"هو ان المخابرات الامريكية كانت تاريخيا تقدم دعمها للنظيمات الارهابية بواسطة باكستان والعربية السعودية.(انظر مايكل تشسودفسكي.حرب امريكا على الارهاب.غلوبل ريشرتش.مونريال.2005).تلك هي العمليات السرية المخابراتية الامريكية التي تستعمل السعوديين والباكستانيين كوسطاء.
ومن وجهة النظر هذه فان استعمال الوثائق المسربة من قبل وسائل الاعلام تتجه الى تدعيم وهم ان وكالة المخابرات المركزية لا علاقة لها بشبكة الارهاب وان السعودية ودول الخليخ هي التي تقدم سهم الاسد من تمويلات القاعدة وطالبان ولشقر طيبة من بين اخرين في حين انه في الواقع تقدم تلك التمويلات بالارتباط والتشاور مع زملائهم في المخابرات الامريكية:
"لقد اصبحت المعلومات علنية من خلال الدورة الاخيرة من الوثائق المسربة من طرف ويكيليكس.في مراسلاها لوزارة الخارجية تصف السفارات الامريكية في العربية السعودية وفي دول الخليج وضعية حيث المتبرعين الاثريات الخواص وفي اغلب الاحيان بشكل علني يقدمون دعمهم السخي لنفس المجموعات التي تدعي العربية السعودية مقاتلتها"(ويكيليكس:السعودية ودول الخليج الداعمين الكبار لمجموعات الارهاب-دفاع/الشرق الاوسط-اسرائيل نيوز- اسرائيل ناشيونال نيوز)
نفس الشيء فيما يتعلق بباكستان:
"ان المراسلات الي حصل عليها ويكيليكس واتيحت للعديد من اجهزة الاعلام تكشف بشكل واضح انه تحت الهدوؤ الظاهر تكمن صراعات(بين الولايات المتحدة وباكستان) بصدد اهداف استراتيجية تتعلق بمواضيع مثل دعم باكستان لطالبان افغانسان والتسامح مع القاعدة’..."(رقصة حربية مع باكستان في عالم نووي.نيويورك تايمز.1 ديسمبر 2010).
ان تقارير من هذا النوع تعطي الشرعية للهجمات الامريكية بواسطة طائرات بدون طيار على اهداف ارهابية مزعومة داخل باكستان.
ان استعمال الاعلام المهيمن لتسريبات ويكيليكس وتاويله لها قد وظّف في تدعيم اسطورتان مترابطتان:
1)- ايران تملك برنامجا نوويا وتشكل تهديدا للامن العالمي.
2)-العربية السعودية وباكستان هما دولاتان داعمتان للقاعدة.انهما تمويلان التنظيمات الارهابية التي تخطط لمهاجمة الولايات المتحدة وحلفائها الاطلسيين.
وكالة المخابرات المركزية والاعلام المهيمن
ان علاقات السي اي اي مع وسائل الاعلام الامريكية موثقة بشكل جيد جدا.وتواصل النيويورك تامز اقامة علاقات وطيدة ليس مع المخابرات الامريكية فقط بل كذلك مع البانتغون وبشكل احدث مع وزارة الامن الداخلي.
"عملية الطائر الساخر"هي مبادرة لمكتب المشاريع الخاصة التابع للسي اي اي والذي تاسس في بداية الخمسينات ويهدف الى التاثر في وسائل الاعلام الامريكية كما على الاجنبية.ومنذ بداية الخمسنات تقوم السي اي اي بوضع قوائم باسماء الصحيفيين.وقد تم وصف الآليات الداخلية لاشتغال علاقات السي اي اي بوسائل الاعلام الامريكية منذ 1977 في مقال كارل برنشتاين:السي اي اي ووسائل الاعلام في "الرولينغ ستون:
".اكثر من 400 من الصحفيين الامريكيين الذين قامو بمهام سرية لفائدة وكالة المخابرات المركزية حسب وثائق في ملفات السي اي اي في مقرها المركزي.(1950-1977) علاقات بعض هؤلاء الصحفيين بالوكالة كانت خفية وبعضهم الاخر كانت علاقاتهم مكشوفة...المراسلون يتقاسمون دفاترهم مع السي اي اي.والناشرين يتقاسمون معها "بضاعتهم".وقد كان من بين "حصفيي" الوكالة من هو متحصل على جائزة بوليتزر...’واغلبهم كان اقل اهمية: مراسلون اجانب يجدون في ارتباطهم بالوكالة فائدة لعملهم...
ومن بين التنفيذيين الذين قدموا خدماتهم للوكالة نجد ويليام بالي من كولمبيا برودكاستنغ سيتام وهنري لوس من تايني انترناشيونال وارتور هايس سولزبرغر من نيويورك تايمزوباري بنغهام الاب من لويس فيل كوريي-جورنال وجيمس كوبلاي من ذي كوبلاي نيوز سيفرس.ومن المؤسسات الاعلامية الاخرى التي تعاونت مع السي اي اي نجد ذي امريكان برودكاستنغ كومبني وذي ناشيونال برودكاستنغ مونبني و ذي اشوسيتد براس ويونيتد براس انترناشيونال ورويترز وهيرست نيوزبيبر وسكرابس هووارد ونيوزويك مغازين وذي موتيال برودكاستنغ سيستام وذي ميامي هيرالد وذي أولد ساتورداي ايفنينغ بوست ونيويورك هيرالد-تريبيون.(السي اي اي والاعلام. كارل برنشتاين).
وفي ما يتعلق بذلك يقول برنشتاين"ان توظيف السي اي اي لوسائل الاعلام الامريكية كان اوسع مما اعترف به موظفوا الوكالة بشكل علني او في جلسات مغلقة مع اعضاء من الكونغرس"(المرجع السابق)
وفي السنوات الاخيرة اصبحت علاقة السي اي اي بوسائل الاعلام شديدة التركيب والتعقيد اننا نتعامل مع شبكة دعاية خرافية تتداخل فيها العديد من الوكالات الحكومية.
لقد تمت مأسست التزييف الاعلامي والاكاذيب والاختلاقات اصبحت اكثر وقاحة مقارنة بالسبعينات.و اصبحت وسائل الاعلام هي الناطق باسم السياسة الخارجية للولايات المتحدة.والاكاذيب يتم زرعها من طرف اعوان السي اي اي و بشكل روتيني في غرف اخبار اهم اليوميات والمجلات وشبكات التلفزيون:عدد قليل نسبيا من المراسلين المحترفين يقدمون السبق الصحفي الذي تتم تغطيته من عدد قليل نسبيا من شبكات مصادر الاخبار حيث يتم تشغيل مقياس المشاهدة وتوضع"الحقيقة الرسمية" على راس اهم الاخبار في في سلسلة الاخبار."(تشايم كوبفيربرغ.تحضير دعاية 9/11.غلوبل ريشارتش.19 سبتمبر 2002).
ومنذ 2001 لعبت وسائل الاعلام الامريكية دورا جديدا في دعم"الحرب العالمية ضد الارهاب" وفي اخفاء جرائم الحرب المدعومة من الولايات المتحدة.ومباشرة بعد9/11 اسس دوناد رامسفيلد وزير الدفاع مكتب التاثير الاستراتيجي او "مكتب التزييف الاعلامي" كما سماه نقاده:"لقد قالت وزارة الدفاع في حاجة الى القيام بذلك وانهم يسقومون بزرع قصص مغلوطة في البلدان الاجنبية...كمجهود يهدف الى التاثير في الراي العام في مختلف مناطق العالم."(حوار مع ستيف أدوباتو.فوكس نيوز.26 ديسمبر 2002.انظر كذلك مايكل تشسودفسكي. حرب الدعاية.غلوبل ريشرتش.3 جافي2003).
ان وسائل الاعلام المهمن اليوم هي سلاح في حرب الدعاية مما يستدعي طرح السؤال التالي:لماذا وبشكل مفاجي وغير متوقع تعمل النيويورك تايمز على نشر الشفافية والحقيقة في الاعلام من خلال مساعدتها لويكيليكس على "التبشير",الى جانب ذلك أليس على الناس في مختلف مناطق العالم ان يتوقفوا لبرهة ويساءلون اسس هذه العلاقة المشبوهة .
على السطح لا شيء يثبت ان ويكيليكس هو عملية سريّة للسي اي اي.لكن واذا اخذنا بعين الاعتبار عمق علاقة الاعلام المهيمن بالمخابرات الامريكية ومأسستها وذلك دون ذكر علاقات الصحافيين كافراد بالمؤسسة الامنيةو العسكرية القومية فان موضوع كون الامر يتعلق بعملية نفسية تحت اشراف السي اي اي يجب ان يؤخذ بعين الاعتبار وبشكل جدي.
المحيط الاجتماعي والاقتصادي لويكيليكس
لقد دخل كل من ويكيليكس وذي ايكونوميست كذلك في علاقات من الظاهر انها متناقضة.وقد حصل مؤسس ورئيس تحرير ويكيليكس جوليان أسانج سنة 2008 على جائزة ذي ايكونوميست للاعلام الجديد.
الايكونومسيت تربطها علاقات قوية بالنخبة المالية البريطانية.فهي قناة اعلامية رسمية قامت وعن دراية ومعرفة بدعم مشاركة بريطانيا في حرب العراق.انها تحمل بصمات عائلة روتشيلد فالسيد افلين روبارت دي روتشيلد كان رئيس ذي ايكونوميست من 1972 الى1989 وزوجته لين فوراستر دي روتشيلد هي الان احد اعضاء الفريق المسير لذي ايكونوميست التي تمتلك عائلة روتشيلد قسما هاما من اسهما.
ان السؤال الاهم هو لماذا كان على جوليان اسانج ان يقبل الدعم من اكثر وسائل الاعلام البريطانية الرسمية مساهمة في التزييف الاعلامي؟
ألسنا في مواجهة حالة من حالات"صنع المنشقين" وهو ما يعني ان الدعم والجوائز المقدمة لويكيليكس لشجاعته تتحول الى وسيلة للتحكم في مشروع ويكيليكس وتوجيه وفي نفس الوقت تحويله الى جزء من الاعلام المهيمن.
ويجدر التنبيه الى رابط اخر هام حيث ان محامي جوليان اسانج مارك ستيفنس من شركة"فينرز ستيفنس اينوسانت" احدى اهم الشركات القانونية في لندن يحدث انه هو نفسه المستشار القانوني لـ"وادسن تروست" التي تعود ملكيتها الى أل روتشيلد.ورغم ان ذلك لا يثب اي شيء الا انه من الواجب التعاطي معه في سياق المحيط الاجتماعي والاقتصادي الاوسع لويكيليكس: نيويروك تايمز ومجلس السياسات الخارجية وذي ايكونومسيت وتايم مغازين وفوربس وفاينز ستيفنسن اينوسونت...الخ.
صناعة المنشقين
في ويكيليكس نجد الخصائص الاساسية لمسار "المنشق الاصطناعي".فهو يحاول كشف الاكاذيب الحكومية وقام بتسريب معلومات هامة عن جرائم الحرب الامريكية لكن ومنذ ان يصبح المشروع مقدودا في قالب الاعلام المهيمن فانه يتم استعماله من اجل التزييف الاعلامي:
"انه من مصلحة النخب الاقتصادية ان تقبل المنشقين والمعارضين كجزء من النظام لكن الى الحد الذي لا يهددون فيه النظام الاجتماعي القائم.ان الهدف ليس قمع المنشقين بل بالعكس تشكيل وقولبة حركة المعارضة من اجل تحديد الخطوط الحمر لها.فمن اجل المحافظة على شرعيتها تقوم النخب الاقتصادية بتشجيع اشكال معارضة محدودة ومتحكم فيها...وحتى يكون فعالا فان مسار"صناعة المنشق" يجب ان يكون متحكما فيه ومراقبا من قبل ألائك الذين يصنعون حركة المعارضة"(انظر مايكل تشسودفسكي. "صناعة المنشق":الحركة المضادة للعولمة يتم تمويلها من طرف النخب الاقتصادية.سبتمبر 2010)
ان ما نخرج به كذلك من فحص مشروع ويكيليكس هو ان آليات الدعاية الخاصة بالنظام العالمي الجديد قد اصبحت شديدة التعقيد خاصة من وجهة نظر اجندته العسكرية.
فلم يعد الامر يتعلق بالاخفاء المفضوح للوقائع المتعلقة بجرائم الحرب الامريكية الاطلسية ولا بالمحافظة على هيبة السياسين الرسميين من اعلى مستوى بما في ذلك الوزير.ان سياسي النظام العاليمي الجديد هم بمعنى ما"منتوج وحيد الاستعمال" حيث يمكن تعويضهم.فما يجب حمايته ودعمه هو مصالح النخب الاقتصادية التي تتحكم في الجهاز السياسي من خلف الستار.
وفي حالة ويكيليكس نجد الوقائع متضمنة في بنك المعطيات والعديد منها خاصة المتعلقة بحكومات اجنبية تخدم مصالح السياسة الخارجية الامريكية ومن جهة اخرى نجد غيرها من الوقائع التي تهدف الى تشويه الادارة الامريكية.وفي ما يتعلق بالمعلومات المالية فان تسريب ويكيليكس لمعطيات تتعلق ببنك محدد كان قد حصل عليها من بنك منافس يمكن ان يستعمل لستريع انهيار او افلاس المؤسسة المالية المستهدفة.
ان كل وقائع ويكيليكس قد تم تحريرها بطريقة انتقائية ثم يتم "تحليلها" من طرف اعلام في خدمة النخب الاقتصادية.
وفي حين ان المعلومات المتضمنة في بنك معطيات ويكيليكس يمكن الوصول لها فان الجمهور الواسع من الطبيعي ان لا يزعج نفسه بمشقة الاطلاع عليها ومسحها من خلال بنك معطيات ويكيليكس.فذلك الجمهور سيقوم بقراءة الاختيارات التي تم تحريرها وتاويلها والمقدمة من اهم وسائل الاعلام التجارية.
ان ما يتم تقديمه هو صورة منقوصة ومشوهة والرواية التي تم تحريرها تقبل من الراي العام لانها تنبني على ما يصور كـ"مصدر موثوق" في حين انه وفي الواقع ما يقدم على صفحات اهم الجرائد وشبكات التلفزيون هو طبخة شديدة التعقيد للتلاعب بالحقيقة.
ففي حين يتم التسامح مع اشكال من الحوار النقدي و"الشفافية" فاننا نجد ان هناك تدعيم لقبول جمهور متسع للمباديء الاساسية للسياسة الخارجية الامريكية بما في ذلك"حربها العالمية ضد الارهاب".وفي علاقة بقسم كبير من الحركة الامركية المعارضة للحرب يظهر ان هذه الاستراتيجيا قد نجحت بشكل جيد:"نحن ضد الحرب لكننا ندعم الحرب ضد الارهاب ".
ما يعنيه كل ذلك هو ان الحقيقة في الاعلام لا يمكن الوصول اليها الا من خلال تفكيك جهاز الدعاية ونزع شرعية الاعلام المهيمن الذي يخدم المصالح الاوسع للنخب الاقتصادية كما المخططات العسكرية الامريكية العالمية.
وفي مقابل ذلك علينا ان نضمن ان لا يتم استعمال الحملة ضد ويكيليكس على اساس قانون التجسس الصادر سنة 1917 كتعلة من اجل حملة للتحكم في الانترنات.ومن وجهة النظر هذه علينا ان نقف وبكل قوة ضد تتبع جوليان اسانج في الولايات المتحدة.
يوجد اصل النص الانقليزي على هذا الرابط:
http://www.globalresearch.ca/index.php?context=va&aid=22389
ترجمة:
محمد البلطي
16 ديسمبر 2010



#محمد_البلطي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الباتسي كمفتاح لفهم آليات عمل التنظيمات التي توظف السماء في ...
- حول دور الدولة في ظل الرأسمالية
- هيمنة الأنشطة المالية


المزيد.....




- فيديو كلاب ضالة في مدرج مطار.. الجزائر أم العراق؟
- الناتو يقرر تزويد أوكرانيا بمزيد من أنظمة الدفاع الجوي
- طهران: لا أضرار عقب الهجوم الإسرائيلي
- آبل تسحب تطبيقات من متجرها الافتراضي بناء على طلب من السلطات ...
- RT ترصد الدمار الذي طال مستشفى الأمل
- نجم فرنسا يأفل في إفريقيا
- البيت الأبيض: توريدات الأسلحة لأوكرانيا ستستأنف فورا بعد مصا ...
- إشكال كبير بين لبنانيين وسوريين في بيروت والجيش اللبناني يتد ...
- تونس.. الزيارة السنوية لكنيس الغريبة في جربة ستكون محدودة بس ...
- مصر.. شقيقتان تحتالان على 1000 فتاة والمبالغ تصل إلى 300 ملي ...


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - محمد البلطي - من يقف خلف ويكيليكس