أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سامان كريم - ستبقى الموسيقى والمسرح والتماثيل و شارع أبي نؤاس رغم أنف القرارات الرجعية!















المزيد.....

ستبقى الموسيقى والمسرح والتماثيل و شارع أبي نؤاس رغم أنف القرارات الرجعية!


سامان كريم

الحوار المتمدن-العدد: 3217 - 2010 / 12 / 16 - 14:55
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


القرار الذي صدر من وزارة التربية في بغداد، هو فعلا قرار متخذ وليس كما يدعي الناطق الرسمي في الوزارة بأنه لا نية للوزارة بإصدر هكذا قرار. لكن الوزارة تعرف ان المجتمع في العراق لا يقبل بهذا القرار، وعليه فقد قذفت الوزارة بحجر كبير الى حوض المجتمع حتى تعرف مدى التموجات التي ينتجها الحجر على سطح الماء. اي ان قرار إلغاء مادتي الموسيقى والمسرح و أزالة التمائيل من امام مبنى معهد الفنون الجميلة والقرارات المتزامنة من محافظة بغداد لمنع النوادي الليلية في بغداد التي تزين ابى نؤاس و باقى شوارع بغداد... فعلا قرار متخذ ولكن في البداية تهدف الى تجربته في المجتمع. هل المجتمع يمانع هذه القرارات او يستقبلها؟! هذا هو السؤال الذي يثيره هذا القرار.

القرارات هي سياسية لفرض عادات وتقاليد إسلامية

بما أن كل قوانين العالم ومنذ اول قانون شرع على الارض هو سياسي ، عليه ان هذا القانون هو سياسي لصالح حركة سياسية اجتماعية وفي هذه المرحلة لصالح حركة برجوازية اسلامية وبالتحديد الاسلام السياسي الشيعي التي لديها الحكومة بما فيها وزراة التربية. ان هذا القرار هو سياسي بإمتياز وفي مرحلة حساسة تمر بها الاوضاع السياسية في العراق، في المرحلة التي طرحت فيها قضية حسم الدولة وطبعها بطابع احد الحركات السياسية.
الاسلام السياسي الشيعي كحركة سياسية تتحرك على اتجاهات عدة لبناء دولتها، فهي تقود من جانب صراعا مريرا مع الحركة القومية العربية على كرسي رئاسة الوزراء الذي حسم لصالح المالكي للمرة الثانية وبدعم مباشر من محور ايران و حلفائها في المنطقة. لكن هذه هي خطوة مهمة فقط وليس كل الخطوات التي تضمن بقاء هذه الحركة في السلطة، أي في قيادة البلد وتبعد الاخرين من حسم بناء الدولة، وبالنتيجة طبع الدولة العراقية بطابع اسلامي صرف وخصوصا من ناحية التقاليد والايديولوجيا والاخلاقيات الاجتماعية. إذن هي كحركة تحاول الاستفادة من موقعها في رئاسة الحكم لفرض اجندتها السياسية و الايديولوجية التي تشكل الاخلاقيات و الايديولوجيا جزءاً مهما من بنيانها. وهي في قيادتها العراق في هذه المرحلة تحاول إبعاد كل الحركات الاجتماعية الاخرى، بما فيها الحركة القومية العربية و الحركة العمالية و الجماهير المحتجة. إن خطوة كسب رئاسة الحكومة هي ناقصة بدون بناء ايديولوجي واخلاقي محدد لصالح برنامج و سياسيات وتقاليد هذه الحركة.. اي بدون هذه التقاليد و ترسيخها خلال السنوات الاربعة القادمة من حكم المالكي( إذا ما استمر في الحكم) وخطوات اخرى في ميادين مختلفة ومنها تغير قوانين الاحوال الشخصية، و قانون العقوبات، وخطوات اخرى سياسية لبناء مركز قوي للدولة ... ليس بامكان هذه الحركة البقاء في السلطة لفترات متتالية، وطبع الدولة بطابعها. عليه ان الاسلام السياسي الشيعي يعي هذه المسائل جيدا. من هنا تبدا قيادة هذه الحركة واحزابها المختلفة لملمة صفوفها موحدة بإتجاهين بإتجاه تشكيل الحكومة و بإتجاه فرض هذه التقاليد و الاخلاقيات الرجعية كانها قانون طبيعي للمجتمع العراقي. حيث توحدت كل اطراف التحالف الوطني على رغم الاختلافات الموجودة في ما بنيها حول هذه الهجمة.

يجب ان تواجه هذه القرارات بالتظاهرات و الاضرابات المستمرة لحين إلغائها فعليا

ان هذه الهجمة هي هجمة ضد التمدن، ضد كل ماهو تقدمي و حضاري في تاريخ المجتمع في العراق، ضد كل الميول و الاخلاقيات و الممارسات اليومية للأكثرية القصوى من افراد مجتمعنا، انها ضربة قوية لأماني و طموحات وذكريات اجيال واجيال من المجتمع في العراق وتاريخه و معرفته بالعلوم و الفن والادب حيث كانت بغداد مدينة للثقافة وللكتب و للمسرح و الفنون والموسيقى... ومدينة تقدمية بمعنى الكلمة حتى منتصف الثمانينيات حيث اشتدت الحرب بين العراق والإيران وبعدها الحملات الرجعية الإسلامية مثل " الحملة الإيمانية" و تشريع "جرائم الشرف"...و الخ، ناهيك عن انها هجمة شرسة ضد الحريات المدنية والفردية و الاجتماعية وخصوصاَ ضد حقوق المراة وتطلعاتها و امالها..لذا يجب درء هذا الخطر...

لكن بما ان هذه القرارات قرارات ضد المجتمع بإسره فان المواجهة ايضا مواجهة اجتماعية شاملة. بما انها سلب لحقوق الأغلبية الكبرى من المجتمع، فأنها توجه حركة اجتماعية عامة... ولكن في صميم هذه الحركة العامة والمتضرر الاكبر هي الطبقة العاملة و حركتها. انها هجمة و ضربة للمجتمع بأكمله و لكن في الوقت نفسه ضربة للحركة العمالية وقادتها...يجب على الشيوعين العماليين وقادة العماليين و كل من يدق قلبه للإشتراكية ان تعي بدقة ان مشاركتها في هذه الحركات ان تكون لصالح قضيتها. لان الحركات المشاركة ضد هذه الهجمة بما فيها الحركات البرجوازية المقتدرة ، لها مصلحة في درء هذا الخطر ولكن بنسب متفاوتة جدا...

الحركة القومية العربية تحاول ان تقود هذه التظاهرات او الاحتجاجات الجماهيرية لصالحها ولضرب الاسلام السياسي المنافس لها ولكن مع هذا فهي اقرب الى الاسلام السياسي مقارنة بطموحات واهداف و مطالب الطبقة العاملة و تطلعاتها. أنها ضد الغاء مادتي الموسيقى والمسرح وغلق النوادي ولكن مع سياسة التمويل الذاتي وخصم الاجور، انها توافق على حريات اكثر للنساء ولكن ليس مع المساواة التامة مع الرجل ، انها تحاول درء هذه الخطر ايضا و لكن لا تهدف الى إخراج قيادة الحركات الإحتجاجية من اطار سياساتها، إنها موافقة لبعض الحريات الفردية مثلا الذهاب الى النوادي و لكن متفقة مائة بالمائة مع المالكي لمنع حق التظاهر و الاضراب للعمال...
الحركة القومية الكردية تحاول ايضا وبدأت فعلا ان تظهر نفسها بمظهر المحتج على هذه القرارات تحت شعار الدفاع عن "جمال الفن" ولكن ايضا تحاول ان تكسب هذا الصراع لصالحها، اولا من خلال الضغط على حكومة المالكي و كسب نقاط تفاوضية لصالحها في هذه المرحلة، مرحلة تشكيل الحكومة وثانيا لغلق الأبواب امام اية تحركات اسلامية في كردستان العراق وخصوصا ان هناك الكثير من الاستثمارات الأجنبية فيها. إنها حركة تعمل لصالح برنامجها وسياساتها ولكن لها محاور مشتركة مع الاسلام السياسي الشيعي اكثر بكثير من هذه "الفقاعات الاعتراضية" التي تحاول ان تبرز نفسها بها. حيث ان احزاب وقيادة هذه الحركة تغلق في الشهر رمضان كافة النوادي، وقد تم قتل اكثر من عشرة آلاف امرأة خلال حكمها بحجة "غسل العار" و ما زال المجرمون يتجولون بحرية وغالباً ما يتم العفو عنهم.

الطرف الوحيد الباقي الذي ليس له مصلحة خاصة هو الطبقة العاملة وحركتها و حزبها الشيوعي العمالي العراقي لدرء هذا الخطر وهذه الهجمة الشرسة على كل شئ لها صلة بالتمدن و الحريات. إذن الطبقة العاملة وقيادة حركتها تبتغي وهي فعلا تهدف الى قلب موازين القوى لصالحها، فهذا معترك مهم لإبراز نفسها و ظهورها كقوة لديها اجندتها السياسية الخاصة بها منفصلة عن كافة الحركات البرجوازية القومية والاسلامية، و المثقفين الليبراليين والمؤسسات الإعلامية التي لكل واحدة منها أجندتها الخاصة بها. وعليه فإن مشاركة العمال وحزبهم يجب ان تكون واضحة ومختلفة بشعاراتها و هتفاتها و مطالبها...



#سامان_كريم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الصراع بين الاسلام السياسي الشيعي والحركة القومية العربية، ف ...
- الحركة القومية العربية، بحكوماتها، وأحزابها ، حركة رجعية جبا ...
- المعركة لم تنتهي والصراع السياسي سيكون اشد بين الاسلام السيا ...
- نهاية الحلف الاطلسي بعد تحول روسيا من الخصم الى الشريك!
- الحكومة التي ستتشكل هي ليست لتوفير الامن والخدمات، بل حكومة ...
- بناء تنظيم شيوعي في -الخارج-
- يجب تقديم المتهمين الى المحكمة وليس تكليفهم بتشكيل الحكومة!
- ان تشكيل الحكومة هو بداية لازمات سياسية اكبر بكثير لان الصرا ...
- البرلمان العراقي مجَمعْ للاحزاب الحاكمة ولا يمثل مصالح الجما ...
- الاحتجاجات العمالية لنصف الاول من الشهر ايلول
- لجنة تحقيق البارزاني حول إغتيال سردشت عثمان، لجنة لإخفاء الح ...
- الأزمة السياسية مستمرة، والقوى البرجوازية الميليشاتية متحدة ...
- العراق ما بعد إنسحاب القوات القتالية الأمريكية ! عراق بلا دو ...
- دولة بلا دولة، حكومة بلا تشكيل!
- كلمات مهداة الى العزيزين اسعد ولينا طالب
- انتظار جماهير العراق لتحقيق مطالبهم جراء تشكيل الحكومة وهم خ ...
- من السجل الاسود للإتحاد الوطني الكردستاني و قيادته جميعاً
- نَظموا انفسكم حولَ إعادة النور الى العراق!
- الحكومة الاسلامية في إيران تهاجم العراق في ظل حكومة عراقية م ...
- الاحتجاجات العمالية


المزيد.....




- مقتل فلسطينية برصاص الجيش الإسرائيلي بعد مزاعم محاولتها طعن ...
- الدفاع المدني في غزة: العثور على أكثر من 300 جثة في مقبرة جم ...
- الأردن: إرادة ملكية بإجراء الانتخابات النيابية هذا العام
- التقرير السنوي لـ-لعفو الدولية-: نشهد شبه انهيار للقانون الد ...
- حملة -شريط جاورجيوس- تشمل 35 دولة هذا العام
- الصين ترسل دفعة من الرواد إلى محطتها المدارية
- ما الذي يفعله السفر جوا برئتيك؟
- بالفيديو .. اندلاع 4 توهجات شمسية في حدث نادر للغاية
- هيئات بحرية: حادث بحري جنوب غربي عدن
- وزارة الصحة في غزة تكشف عن حصيلة جديدة للقتلى والجرحى نتيجة ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سامان كريم - ستبقى الموسيقى والمسرح والتماثيل و شارع أبي نؤاس رغم أنف القرارات الرجعية!