أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - احمد عبد مراد - اوقفوا هجومكم على الحريات العامة














المزيد.....

اوقفوا هجومكم على الحريات العامة


احمد عبد مراد

الحوار المتمدن-العدد: 3216 - 2010 / 12 / 15 - 15:26
المحور: حقوق الانسان
    


في مقالة لي نشرت في الشهر الخامس من هذا العام على عدة مواقع الكترونية تحت عنوان (انتم نقيض الديمقراطية ايها السادة) قلت فيها رأيي (ان الدراسات الملموسة وكذلك الاحداث التاريخية اثبتت ان هناك فئتان او مجموعتان في المجتمع لا تتطابق افكارها ولا تنسجم اراؤها وسلوكياتها وتربيتها مع الحياة التي تعتمد الرؤى والافكار المختلفة والتبادل الحر الديمقراطي )، وكنت اعني فئة العسكريين وفئة رجال الدين حيث ان هاتان المجموعتان من الصعب ان تستوعبا حياة يسودها الاختلاف في وجهات النظر وتبادل الرأي وحرية التفكير وضمان الحريات الديمقراطية والشخصية العامة ،فقد اعتادت هاتان الفئتات ان تختزلا فكر المواطن برؤاهما المحدودة ووفق منظورهما الضيق .ان قوى الاسلام السياسي(واعني الاحزاب وليس الدين بحد ذاته) التي تدعي الحكم باسم الدين وتطبيق التعاليم السماوية تريد ان تصور للاخرين انها في رؤاها وافكارها وتوجهاتها الضيقة والمحدودة ان تضع نفسها فوق المجتمع لا بل وخارجه اي بمعنى انها تترفع وتتساما وتتنازل عن جميع مصالحها الفئوية والاجتماعية الضيقة لصالح الاخرين متسترة وراء الدين وتدعي انها ( تحكم باسم الله) ،اليست هذه مثالية مفرطة لا تنسجم وطبيعة الصراع الاجتماعي القائم على المصالح الطبقية والسياسية بشكل عام.
نحن دائما نصف المجتمع العراقي على انه يشبه الفسيفساء في تكوينه وتركيبته الاجتماعية وعليه فلا بد ان نجد الظروف المناسبة والحلول المنسجمة مع واقع مجتمعنا لاحلال العدالة والمساوات بين مكوناته المختلفة وهذا المنظور يتطلب مراعاة
الجميع عند اتخاذ القرارات العامة لا ان تأتي فئة معينة تفصّل رداءا ضيقا وتحاول حشر الجميع في داخله مما يسبب الشعور بالضيق والتمرد ومحاولة تمزيق ذلك الرداء الذي تسبب في خنق الاخرين ومنعهم من تنفس هواء الحرية والديمقراطية التي
لازالت تحبو ويراد خنقها قبل ان يشتد عودها وتترسخ في مجتمعنا التواق للانفتاح والشعور بأنه خرج من سجن البعث الواسع
والذي شمل مختلف مناحي الحياة وعم اراضي العراق من شماله الى جنوبه.
ان سياسة فرض الفكر الواحد واخضاع الاخرين مرغمين تحت تهديدهم باشهار السيوف في وجوههم من قبل البعض كما حصل في محافظة الناصرية مثلا واعطاء مهلة محددة بقطع الرؤوس (الا يكفي ما تقوم به عصابات القاعدة المجرمة) في حالة عدم غلق محلات الآلات الموسيقية والكف عن سماع الاغاني والموسيقى، في الوقت الذي تم تحريم السيرك والسفرات المدرسية في البصرة، وفي اماكن اخرى تم منع الفتيات من ممارسة الرياضة وعدم تقديم اية مساعدة او رعاية لمدرسة الباليه وتركها تعيش على الهبات الممنوحة من الدول والمنظمات العالمية وغلق دور العرض السينمائية والتثقيف المستمرعلى تحريم كل ما هو تنويري وتقدمي والغاء واجهات المحلات التي تعرض الملابس وفرض ارتداء شكل معين من الملابس وطريقة حلاقة الذقن و غلق محلا ت بيع الخمور والنوادي الليلية ومنع السفرات المدرسية (اليست هذه احكام طالبانية ايها السادة) وبغض النظر عما يتشدق به الجميع من ان مجتمعنا متعدد المكونات مما يتطلب مراعاة صيانة الحريات الشخصية ومطالب وظروف تلك المكونات واحترام ارادتها وعدم اشعارها بالمهانة والمذلة والتفتيش عن مخارج جديدة للفرار من العراق وزيادة اعداد الهاربين واللاجئين في مختلف اصقاع الارض.
ان ما تقوم به مجالس المحافظات من ممارسات تتنافى مع الحريات الديمقراطية التي كفلها الدستور العراقي ما هي الّا زحف
تدريجي وجس نبض المواطنين في محاولة لاخضاعهم وضمن خطوات مدروسة لسياسات وارادات مخطط لها من اعلى هرم
في السلطة ارضاءً وخضوعا لضغوطات تمارس من البعض المتشبث بالافكار السوداوية البالية ولضغوطات بعض دول الجوار
التي تدعي الزهد بالحياة والابتعاد عن كل ما انتجه العقل البشري من خيرات ماديه ووسائل ترفيهية تخفف من ثقل وهموم الحياة
الجاثمة على نفوس الناس جراء الظلم والعسف والفاقة والبطالة والجوع والحرمان بينما تعيش قلة متنفذة اثرت بين يوم وليلة واصبحت تعيش حياة السلاطين والملوك وتعمل وتتاجر في الحرام والحلال وكيفما اتفق وتجد لها المخارج والقوانين والفتاوى لسرقة قوت الشعب بينما تعيش الالوف ان لم نقل الملايين تحت نار الصيف ولهيبه وترتجف بردا في ظل ظروف الشتاء القاسية التي لايحتملها حتى الحيوان بينما تعيش ثلة ممن اثروا على حساب الفقراء والمعدمين في بلدان الاصطياف وفنادق الخمس نجوم وتتزاحم على شراء العمارات والفلل الفاخرة وتقيم الولائم باهضة التكاليف ،هذا ولا يمكن ان ننسى ما قام به (نواب الشعب)الذين استحوذوا على ملايين الدولارات وذهبوا بها الى الخارج تحت حجج واهية وكاذبة كالحج والعمرة ،ولابد من التسائل ان كان كل هذا حلال لانه يجري تحت واجهات وتخريجات اقل ما يمكن ان يقال عنها افتراء وكذب وضحك على الذقون. انتم يا من تذرفون دموع التماسيح الكاذبة وتنادون بالويل والثبور لمن يستمع لاغنية او يشاهد فلم اومسرحية بينما تغمضون عيونكم عن الظلم والحرمان والمهانات والاذلال ،تغمضون عيونكم وتسدون اذانكم عن بيع نساء واطفال وبنات العراق في اسواق دول الجوار التي تتندر برخص الفرد العراقي ومذلته وهو يستجدي العون ممن كانوا ذات يوم يحلمون ان تطئ اقدامهم ارض العراق ، كفى دجلا كفى كذبا واحترموا النفس البشرية.



#احمد_عبد_مراد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هي ازمة حكم ام ازمة حكومة
- حكومة جبر الخواطر
- صرخة استغاثة من مقدم برنامج عمو ناصر
- القائمة العراقية وحساب الربح والخسارة
- نتائج البناء العشوائي للقوات المسلحة العراقية
- ارهاب عنصري في مالمو
- سأقطع اصبعي لكي لا اصوت لهؤلاء في الانتخابات القادمة
- كفى تطاولا على الحريات العامة
- مزيدا من التقدم والرقي ايها الحوار المتمدن
- لازال الوقت مبكرا على تشكيل الحكومة العراقية
- الخلايا النائمة والميليشيات القائمة ..الى متى
- انم ايها السادة...على من تضحكون
- ال...انا والانانية والمصلحة العامة
- دعوهم يحكمون ليحكم الشعب عليهم
- عودة على بدئ
- الانسحاب الامريكي والهواجس الامنية
- وجهة نظر /على ضوء التدهور الامني الاخير في العراق
- اسمع كلامك اصدق اشوف افعالك اتعجب
- من يتحمل مسؤولية عودة البعث الفاشي
- على البرلمان الجديد ان يمرر نفسه قبل تمرير قوانينه على الشعب


المزيد.....




- العفو الدولية: الحق في الاحتجاج هام للتحدث بحرية عما يحدث بغ ...
- جامعات أميركية تواصل التظاهرات دعماً لفلسطين: اعتقالات وتحري ...
- العفو الدولية تدين قمع احتجاجات داعمة لفلسطين في جامعات أمري ...
- اعتقالات بالجامعات الأميركية ونعمت شفيق تعترف بتأجيجها المشك ...
- منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية تؤكد مسئولية المجتمع ال ...
- ارتفاع حصيلة عدد المعتقلين الفلسطينيين في الضفة الغربية منذ ...
- العفو الدولية: المقابر الجماعية بغزة تستدعي ضمان الحفاظ على ...
- إسرائيل تشن حربا على وكالة الأونروا
- العفو الدولية: الكشف عن مقابر جماعية في غزة يؤكد الحاجة لمحق ...
- -سين وجيم الجنسانية-.. كتاب يثير ضجة في تونس بسبب أسئلة عن ا ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - احمد عبد مراد - اوقفوا هجومكم على الحريات العامة