أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - ريما كتانة نزال - المشهد الأخير للشهيد هاني العقاد














المزيد.....

المشهد الأخير للشهيد هاني العقاد


ريما كتانة نزال

الحوار المتمدن-العدد: 964 - 2004 / 9 / 22 - 13:07
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    


- المشهد الأخير للشهيد هاني العقاد-
- "أمي لقد حوصرنا تماماً، أريد أن أودعك.. انتبهي لنفسك.
- يا بني سلّم نفسك، أسير ولا شهيد..
– لست أنا من..."
كانت هذه المكالمة الأولى "لهاني العقاد" في الساعة الرابعة فجراً من صباح يوم الأربعاء الموافق 15/9/2004.
- "آسف أنا يا أمي فقد جرحت وقد نفذت ذخيرتي، تمني لي الشهادة".
- يا رب دعه يحصل على ما يريد.."
المكالمة الثانية والأخيرة بين الشهيد ووالدته في السادسة فجراً من صباح ذات اليوم.
والتسعت الأم بقلبها، ها هي اللحظة المنتظرة، وكانت على موعد قديم معها، فبكرها هاني أحد المطلوبين المطاردين حسب قوائم الشيطان، لقد جاؤا محملين بعلبهم المجنزرة تغطيهم الأباتشي وارتال من الجنود المدججين، لقد أعدوا عدتهم لمعركة القضاء على إرادة خمس رجال لا ينامون بعد أن ضاقت الارض بما رحبت، يعدون نفسهم بصيد مهم، لقد وعدوا بترقيات وبنياشين وجوائز الحرب الاستباقية، لذلك ففي طريقهم قتلوا الطفلة مرام النحلة والصبية "إبريزة الميناوي" للخلاص من شهادتين سجلتا وقائع حرب غير متكافئة، والطريق طويل طويل، فقد حمّلهم مجلس الحاخامات فتوى مغمسة بالدم، وبقدرة مجلس "يشع" أصبح الملايين على قوائم المطلوبين والمطاردين للدولة المارقة، الجريمة نموذجية بتغطية كاملة, فقد أصبح دم الفلسطينيون جميعاً محللا لديهم وفق مبدأ الفتوى "من يقم لقتلك عليك أن تسارع بقتله"، وقد أعطاهم مجلس حاخاماتهم أيضاً المبررات المجنونة لمزيد من التوغل في الدم ، عندما توقدت أذهانهم عن نصيحة موجهة للعقلية العنصرية" أن لا حاجة ولا فائدة من انتظار المهاجم حتى يبدأ هجومه بل يجب استباقه ومنعه من تنفيذ مآربه",رغم أنه لا يفتى وشارون في المدينة , الا انه سر بها كمؤشر لتحقيق الاجماع الدموي خلف قيادته " فالفلسطيني الجيد هو الفلسطيني الميت".
تحركت الأم صوب المكان، تحركها بوصلة الرحم والحليب، فالمشهد لديها لم يكتمل بعد، وموعدها مع الإكليل العابق قد أزفّ، وكل حياة في نابلس تنتظر وعد الموت، لقد انبأها بذلك صوت أذان الفجر وعصافير الشجر ورائحة الخريف في أيلول، هي تعرف المكان لقد دلّها ولدها عليه في مكالمته الأولى، لم يعد لديك أسرار تخفيها عن أمك.. أين خبأت وكيف استطعت أن تخفي أسرارك الكبيرة أيها الشقي.. كيف لم تبلغني عن أهزوجتك الأخيرة، لم أعودك أن تخفي أسرارك عني، لقد ربيتك كل شبر بندر بعد أن يتمتك الدنيا طفلاً، تسرع الخطى فهاني لا يجيب على هاتفه، والمشهد لديها لم يكتمل، تريد أن تكون أول الواصلين لتراه وتختبر صحة أحلامها التي رسمت بغموض المشهد الأخير، لقد تدربت على ذلك الحلم كل ليلة وخاصة بعد فتوى مجلس "يشع" "أن دم اليهود أولى من غيرهم"، قد تجده جريحاً، تحترق بالفكرة وتتوجع، لن يتركوا به نفس ينبض، لم يحصل هذا في نابلس من قبل، وتتذكر أن هاني قد أبلغها بأن جنرالاً جديداً تعين حديثاً في نابلس قد وضع خطة محكمة ينجح من خلالها بما عجز الآخرون عن تحقيقه، وهو ماضٍ بتنفيذها، لقد سمى خطته الشيطانية "نابلس نظيفة" كاسم اعلامي "لنابلس مستسلمة"، تصل الأم لتجد أن نابلس قد سبقتها إلى "حاكورة" الشهادة، وكان الشهداء لا زالوا مكانهم لالتقاط الصور التذكارية، كان هاني ممدداً معهم تحت شجرة الياسمين يحتضن بندقيته، وندى الصباح يغطي جبهته وقد خرجت من فمه زهرة نرجس، اكتمل المشهد j تماما كما رأته بحلمها.. وكان مشهد صلاة وقدسية، إنه مشهد عزوكبرياء.



#ريما_كتانة_نزال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إقرار -كوتا- نسائية في الهيئات المحلية : مبروك ولكن
- أحلام- عائشة عودة” بالحرية
- عندما بكت نابلس شبابها دماً
- كلمات الى الشهيد خالد نزال في ذكراه الثامنة عشرة
- المرأة الفلسطينية بين المشاركة السياسية الحقيقية والإشراك ال ...
- المرأة الفلسطينية والسلام والنزاعات المسلحة
- هل ستجرى الانتخابات في الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية
- نحو النهوض بوضع المرأة الفلسطينية في الأنتخابات القادمة
- عن الإصلاح في مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية
- المرأة الفلسطينية: أي إصلاح وأي تغيير؟؟
- في يوم الشهيد الفلسطيني -أطلب شباب يا وطن وتمنى
- وزارة المرأة : جدل التغيير
- إلى اللقاء …. فدوى طوقان
- الجدل الدائر حول قانون العقوبات
- قراءة في أعداد شهداء انتفاضة الاستقلال والأقصى


المزيد.....




- محكمة تونسية تقضي بإعدام أشخاص أدينوا باغتيال شكري بلعيد
- القذافي يحول -العدم- إلى-جمال عبد الناصر-!
- شاهد: غرافيتي جريء يصوّر زعيم المعارضة الروسي أليكسي نافالني ...
- هل تلاحق لعنة كليجدار أوغلو حزب الشعب الجمهوري؟
- مقترح برلماني لإحياء فرنسا ذكرى مجزرة المتظاهرين الجزائريين ...
- بوتين: الصراع الحالي بين روسيا وأوكرانيا سببه تجاهل مصالح رو ...
- بلجيكا تدعو المتظاهرين الأتراك والأكراد إلى الهدوء
- المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي: مع الجماهير ضد قرارا ...
- بيان تضامن مع نقابة العاملين بأندية قناة السويس
- السيسي يدشن تنصيبه الثالث بقرار رفع أسعار الوقود


المزيد.....

- سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول / ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
- سلام عادل -سیرة مناضل- / ثمینة یوسف
- سلام عادل- سيرة مناضل / ثمينة ناجي يوسف
- قناديل مندائية / فائز الحيدر
- قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني / خالد حسين سلطان
- الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين ... / نعيم ناصر
- حياة شرارة الثائرة الصامتة / خالد حسين سلطان
- ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري ... / خالد حسين سلطان
- قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول / خالد حسين سلطان
- نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - ريما كتانة نزال - المشهد الأخير للشهيد هاني العقاد