أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - جعفر المظفر - وهل هناك بعد عبادان قرية














المزيد.....

وهل هناك بعد عبادان قرية


جعفر المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 3215 - 2010 / 12 / 14 - 23:17
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


أعترف إنني ترددت في الكتابة عن موضوع العفو عن أصحاب الشهادات المزورة ذلك الي اصدره مجلس الوزراء مؤخرا.
ذلك لم يكن حبا بهم بطبيعة الحال ولا بمن أصدر قرار العفو عنهم.
بل خوفي أن تكون المقالة التي سأكتبها عن موضوع الإعفاء عن أصحاب الشهادات المزورة هي آخر مقالة لي تحت عناوين محاربة الفساد لأنها فاقت كل أشكال الفساد وذهبت به إلى أصى حد وآخر مكان, مما سيحرمني من مواصلة مهمة شرفت نفسي بها, ألا وهي التصدي لكل أشكال الفساد في العراق, مالية كانت أم إدارية أم سياسية, إذ لن يكون هناك معنى لمواصلة كتابة من هذا النوع.
ومن يقل أن هؤلاء المفسدين بدون فضيلة سوف يكون مخطئا دون أدنى شك, فلقد منحوني وآخرين, من الذين لم تعد ليهم مشغلة غير الكتابة, فرصة أن نملأ فراغ يومنا القاتل بها, وهي مهمة لا تحتاج اليوم سوى إلى لوحة حروف, وإصبعين للطباعة, ومخزون أخلاقي يهمه أن يزود تلكما الإصبعين بصدق الكلمة وسلامة النية, مع إحتمال أن يكون ذلك المخزون عربة يركبها صاحبها إلى مثواه الأخير, حيث لا حبر هناك ولا لوحة للحروف ولا أصابع للطباعة.
ومن الأمثال التي اعتدنا ترديدها حينما كنا نحتاج إلى تصوير حال, وكأنها نهاية الشيء, هو اذلك الذي يقول.. ليس بعد عبادان قرية. فإذا كان هناك ما يدعم سابقا هذا القول وخاصة لدى أهل الجنوب في العراق, الذين كانت عبادان بالنسبة إليهم, في فترة التنقل على جمل أو حمار, هي أقصى ما يمكن أن يذهب إليه مخلوق, فإن قرار مجلس الوزراء بشأن إعفاء مزوري الشهادات, هو بالنسبة لي تماما مثلما مثلما كانت عليه عبادان في ذاك الزمن الذي تسيدت الجمال والحمير فيه طرق مواصلاته وصارت عبادان أقصى نقطة في أرضه.
في التسعين من القرن الماضي كان أحد أخوتي قد تزوج من كريمة إحدى العائلات الكردية وسكن في أربيل حيث كان يعمل في أحد مستشفياتها, ولقد صارت تلك الدار محطا لنا لكي ننأى بعيدا عن القصف البشع للطائرات الأمريكية, وذلك قبل أن تصلنا الصواريخ إلى حيث نسكن بالجوار من المرسلات الإذاعية, حتى كأن من أطلقها كان عرف بوصولنا إلى هناك, ففضلنا بعدها العودة إلى حيث نسكن في الغزالية من بغداد.
في تلك الدار وإلى الجوار من المرآة, حيث اعتاد أخي أن يحلق لحيته وينظف أسنانه, كان هذا الأخ قد علق الصفحة الأخيرة لجريدة بابل, التي كان يملكها ويرأس تحريرها عدي صدام حسين, حيث احتوت تلك الصفحة على مقالة بقلم عدي يذكر فيها كيف أن والده لا يملك سوى ثلاثة بدلات وسوى راتبه, ولهذا فإن السيد الوالد لم يستطع مساعدة قصي لبناء داره مما إضطره إلى الطلب من قصي بيع المائة خروف التي يملكها, والتي اعتاد أن يرعى بها في البادية, حينما كان يحتاج إلى خلوة لاتخاذ قرار هام, شأنه في ذلك شان بقية الأنبياء التي كان جلهم بعصا وبقطيع من الغنم.
سألت أخي ما الذي جعله يعلق هذه المقالة إلى الجوار من المرآة. أجابني أنه فعل ذلك لكي يقرأها يوميا عله يعثر على تفسير مقنع لما يقوله عدي, لأن الكذبة أكبر من أن تصدق. قلت له, أتعرف لماذا كتب عدي ذلك.. لقد كان يريد القول, لا تتعبوا أنفسكم فذلك هو نحن, شإتم أم أبيتم, وهذه الكذبة التي ليس بعدها كذب هي لجعلكم تأخذوها من الأخير فتقنعوا بكل ما يسبقها وما يليها من أكاذيب, وتكفوا عن الثرثرة وكأنكم في كل يوم تكتشفون الأمر لأول مرة.
بالنسبة لعدي وأبيه كانت تلك الكذبة ( عبادان الأكاذيب ).
أما بالنسبة لحكومتنا الموقرة الحالية فإن قرار إعفاء مزوري الشهادات من المسائلة القانونية هو ( عبادان الفساد والتزوير ).
وأخال إنني لن أحتاج هذه المرة إلى أن أعلق الصحيفة التي تتحدث عن هذه الفضيحة إلى الجوار من مرآة الحلاقة لأني أعرف التفسير.
إذ بعد هذه القرية.. ليس هناك عبادان.
وما زلت أتمنى أن يكون الحديث عن وجود هذا القرار كذبة وإفتراء لكي يكون هناك معنى لما نكتبه ولكي لا نفقد الحالة التي نعبر من خلالها عن حبنا الأكيد لحكومتنا العظيمة.
وما يزال التزوير مستمرا.



#جعفر_المظفر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لاء الحسين و لاء صدام بن حسين
- أسانج المُغْتَصِب.. أسانج المُغْتصَب
- في بيتنا... أسانج
- وقفة رابعة مع شهداء الكنيسة
- لو كان يدري ما انتصر
- من أزمة الحكومة إلى الحكومة الأزمة
- هل كان الحكم الملكي طائفيا – 4
- فاز المالكي بخصمه لا على خصمه
- في كنيسة النجاة... هل كانت إسرائيل هناك ؟!
- إرهاب وسباب وأسباب
- جريمة الأحد.. هذا ما تريده القاعدة
- هل كان النظام الملكي العراقي طائفيا.. الشيعة بين فقه الدين و ...
- هل كان النظام الملكي العراقي طائفيا.. صديقك من صَدَقَكْ..(2)
- تقارير ويكيليكس ونظرية المؤامرة
- هل كان الحكم الملكي في العراق طائفيا
- عن بلجيكا والعراق
- متى يخلع العراق جلباب الضحية
- الدولة.. بين الدين والسياسة
- هومْ سِكْ ... سِكْ هومْ
- الجاليات العراقية في المهجر وضياع الهوية


المزيد.....




- فيديو لرجل محاصر داخل سيارة مشتعلة.. شاهد كيف أنقذته قطعة صغ ...
- تصريحات بايدن المثيرة للجدل حول -أكلة لحوم البشر- تواجه انتق ...
- السعودية.. مقطع فيديو لشخص -يسيء للذات الإلهية- يثير غضبا وا ...
- الصين تحث الولايات المتحدة على وقف -التواطؤ العسكري- مع تايو ...
- بارجة حربية تابعة للتحالف الأمريكي تسقط صاروخا أطلقه الحوثيو ...
- شاهد.. طلاب جامعة كولومبيا يستقبلون رئيس مجلس النواب الأمريك ...
- دونيتسك.. فريق RT يرافق مروحيات قتالية
- مواجهات بين قوات التحالف الأميركي والحوثيين في البحر الأحمر ...
- قصف جوي استهدف شاحنة للمحروقات قرب بعلبك في شرق لبنان
- مسؤول بارز في -حماس-: مستعدون لإلقاء السلاح بحال إنشاء دولة ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - جعفر المظفر - وهل هناك بعد عبادان قرية