أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جليل النوري - ((ريحانةُ الرحمة))














المزيد.....

((ريحانةُ الرحمة))


جليل النوري

الحوار المتمدن-العدد: 3215 - 2010 / 12 / 14 - 20:07
المحور: الادب والفن
    


بسمه تعالى
((ريحانةُ الرحمة))
........................(1).......................
أهلال شهر المصائب
عجباً لأمرك!
أفَقَدتَ الحياء؟
ما هذا الثوب الأبيض الذي لازالَ يُوَشّحُ جَسَدَك؟
هل نَسيتَ انّنا في شهر النوائِب؟
والأعجب مِن كُلِّ ذلك!!
انّك أنتَ مَنْ دَقَّ ناقوس النوح؟
وأذنتَ للأحرار بالنحيب والعويل
حسبناكَ ستغيب
وَتَرحَل
طيلة أيام الشهر
وتخلع رداءَ الفرح الأبيض
علامتك بالبشرى للعباد
وتُبدله بوشاح السواد
وتَكسف أنواركَ خجلاً من أيام الدم
وحسبناكَ ستنقلب غمامة
هالّة دموعها
حسرة لآل الله
وحسبناكَ ستتحوّل لسيف
طالباً بالثأر
لأصحاب الزعامة
وحسبناكَ تتحول لقوس سهم
يرمي نبلته
صوب رقبة حرملة
مُسِرّاً بفعلته قلب أمّ
فماذا جرى لك؟
وأي فعل تجرأت على القيام به؟
أجابني بصوتٍ باهت
أيها القادح صبراً
فانَّ بعض الظنِّ إثم
هل غابَ عن بصرك انحناء ظهري؟
وهل فَقَدّتَ النظر عن شحوب لوني؟
وأين ذهبَ إنصافك من نحول جسدي؟
فَلِمَ كثرة السؤال؟
وتناثر العجائب؟
أليست هذه من علامات أهل المصائب؟
........................(2).....................
حسين عشقناك
وذابت الروح في ذكراك
فانصهرت
وانصهرت
وتبخَّرَت
فساحت عائمة في سماء طرواك
طرواك
الله ما أجمل طرواك
حسين عشقناك
فاشتعلت النفوس
واشتعلت
والتهبت
واحترقت
ثم احترقت
حتى تطايرت
فَحَلَّت ذراها مُطمئنَّة
في قدس نجواك
نجواك
سلام سيدي لعذب نجواك
حسين عشقناك
فأصبحتَ لنا
سيمفونيّة الترتيل
نتنفّسها
حين تكون الخواطر مكسورة
ونستنشقها
عندما تُجرَح النفوس
ونطربُ بها
يوم تبلغ القلوب الحناجر
ونأنسُ بها
يوم تُفرِدنا الناس في حُفَرِنا
ونطمئنُّ بها ساكنين
يوم الفزع الأكبر
......................(3)........................
يا ريحانة الرحمة
ورحيق عطرها
ويا قلب النبوّة
وطهارة روحها
ويا سبط الحبيب
وثأر ربه
صاحَتْ بك أقزام الفلوات
بأصوات هزيلة
بغضاً بسيِّد الرُسل
وثأراً لأشياخ النابحات
لا تبقوا لهم من باقية
فَصِحتَ بهم
ثابتاً
مُرابِطاً
بصوت صادح
يأبى اللهُ لنا ذلك
فنفوسنا أبيَّة
وأنوفنا حَميَّة
فأسرعوا جاهدين
وارموا بقميص يوسف
فلقد اشتاقت النفس إلى يعقوب
........................(4)........................
نَذَرَ الخليل قُرباناً واحداً
فَدَمعَتْ عيناه حُزناً
ونذرتم كُل وجودكم سروراً
لم تتركوا شيئاً خلفكم
ليُعاتبكم
بدأها حامل الراية
وكافل العقيلات
بقرابينه مُسَلِّماً
خُذوا يميني
فداء لإمامي وديني
وانحروا يساري
ففيها تلقون حَرّ النار
وهاتوا سهامكم
فلقد حَنَّت العيون
لوجه أمّ أبيها
وأكمَلَ الأضاحي
شبيهاً لذلك النبي
وحَلَّ بين الاثنين
ناحرٌ رأسه
صبيٌ مِن وُلد الزكي
والتَحَقَتْ بهم بقيّة القافلة
مُزَكيَّة رقابها بحرارة السيوف
فنذروا
ونذروا
حتى وفوا
وتمَّموا أضاحيهم
فجاءهم النداء مُسرِعاً
حَجّاً مبروراً
وسعياً مشكوراً
......................(5)......................
لم تُطفَأ أنوارك
بأنياب مَكرِهِم وحِقدهِم
فلقد بَقيَتْ تتلألأ
من تحت خمار الطاهرات
ولم تُهتَك حُرَمُك
فهي المصونة
كيف لا؟
وخلفكَ رواسي راسخات
شاهقة بأنفاس أمّ المُخَدَّرات
ذهبتَ بكيانك بعيداً عن الجميع
لأنّك المُطمَئنّ الراضي
ونمتَ قريرَ العين
فأدركنا عِلّةً مِن تلكَ العِلل
يوم أمَّنتَ ركبك
في عيون عفيفتهنّ
عَمّة وُلدك
وأخت أخيك
وربيبة أبيك
وبنت أمّها
أمّ النوائب
وصاحبة المصائب
الصابرة المُحتَسِبَة
فَقَرَرتَ عيناً
واطمأننتَ قلباً
.......................(6)......................
عانقتَ الموت
مُعانقة العاشقين
فَتَلفلَفتَ بأحضانه
تلفلف الصبية في حجور الأمّهات
وطرقتَ بابه
ورميتَ بجسدك عليه
فتفاجأ مِن جرأتك
لأنّه ما اعتاد أحداً
يطرق بابه مثلك
إلا الصادقون
فَفَتحهُ وهو يرتعش
والخجل والحياء يُغَطّي وجهه
وما إنْ رآكَ مُخَضَّباً
مُمزّقاً إرباً
صرخَ باكياً
ألا لعنة الله على الظالمين
.......................(7)......................
دَقَّت أجراس الكنائس
فانحنى صليب روح القدس
مُخاطِباً أهله
هذا ذبيح آل الله
هلّلوا لمصابه وكَبّروا
وصَرَخَتْ مآذن المساجد
وتوشّحنَ سواداً
مُعَجّلات
العَجَلَ العَجَلَ
أين استقرَّ بكَ النوى
عزيزٌ عليَّ أنْ أرى الخلقَ ولا تُرى
عزيزٌ عليَّ أنْ أبكيكَ ويخذلك الورى
الساعة الساعة
أين الطالب بدم المقتول بكربلاء




كُتِبَت في حب الشهيد الحسين وأهل بيته وصحبه سلام الله عليهم أجمعين
جليل النوري
يوم الاثنين الموافق للسابع من شهر محرم الحرام للعام 1432
المصادف للثالث عشر من شهر كانون الأول للعام 2010



#جليل_النوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- (الشوفينية تذبح الصدريين بثوبها الإسلامي الجديد)
- (رسالة إلى الشهيد الصدر من جمعة الشهادة)
- (هل ستفرض التفجيرات على السياسيين مرشح التسوية؟)
- (دولة القانون.. تتحدّى القانون)
- (ما الذي خَبَّأهُ الاحتلال من ضجيج اجتثاث البعث؟!)
- (عوامل إجهاض الانسحاب الأمريكي من العراق)
- (بين جريمة الدويجات وموعد الانتخابات.. ضاعَ ألاستفتاء على ال ...
- (ولسوف ترضى)
- (لو انَّ أبا جَعفَر حاضِرٌ...لأَفتى بِقَتلِكُم؟!)
- (سلام على زين عباد الله وسجادهم)
- (يا صاحب السيادة أينَ هي السيادة؟!)
- (غَزَّةُ العِزَّة)
- قصيدة بعنوان(كَريمُ المَنحَر)


المزيد.....




- تونس خامس دولة في العالم معرضة لمخاطر التغير المناخي
- تحويل مسلسل -الحشاشين- إلى فيلم سينمائي عالمي
- تردد القنوات الناقلة لمسلسل قيامة عثمان الحلقة 156 Kurulus O ...
- ناجٍ من الهجوم على حفل نوفا في 7 أكتوبر يكشف أمام الكنيست: 5 ...
- افتتاح أسبوع السينما الروسية في بكين
- -لحظة التجلي-.. مخرج -تاج- يتحدث عن أسرار المشهد الأخير المؤ ...
- تونس تحتضن فعاليات منتدى Terra Rusistica لمعلمي اللغة والآدا ...
- فنانون يتدربون لحفل إيقاد شعلة أولمبياد باريس 2024
- الحبس 18 شهرا للمشرفة على الأسلحة في فيلم أليك بالدوين -راست ...
- من هي إيتيل عدنان التي يحتفل بها محرك البحث غوغل؟


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جليل النوري - ((ريحانةُ الرحمة))