أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مسعود محمد - جبران الفدائي الأول















المزيد.....

جبران الفدائي الأول


مسعود محمد

الحوار المتمدن-العدد: 3215 - 2010 / 12 / 14 - 18:37
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


السؤال الذي يطرح نفسه منذ لحظة اغتيال جبران وبعد مرور خمس سنوات على اغتيالة الذي أتى بعد عشرة شهور من اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وستة شهور من اغتيال الكاتب والصحافي سمير قصير زميله ورفيقه بالقلم لماذا جبران؟ هل فعلا خافوه؟ ومما الخوف وهو ليس بزعيم مليشيا، ولا يملك قوة مسلحة، ولم يمارس مهنة الحرب. هل كان جبران تويني بهذه الخطورة كي يجري التخلص منه بالطريقة البشعة التي لجأ إليها اعداء لبنان؟ الجواب بكل بساطة أن سيناريو الحاق لبنان بجبهات الممانعة والحلول مكان الدولة واحلال السلاح المليشوي مكان السلاح الشرعي للقوى الشرعية اللبنانية، يتطلب التخلص من قلم جبران تويني، كما جرى التخلص من سمير قصير لأنه كان مطلوب ايجاد فراغ في البلد ومنع الناس من المقاومة، مقاومة ثقافة الموت والسلاح الميليشيوي والوصاية، وذلك بكل الوسائل المتاحة، سياسيا وشعبيا و خاصة إعلاميا، كان المطلوب اسكات ديك جريدة النهار، صوت المعارضة آنذاك، الجريدة الرافضة للخضوع، والتحول الى جريدة رتيبة تكرر الفرمانات الرسمية الصادرة عن الباب العالي، أرادوها جريدة بديك أخرس لاحس له، خافوا من صياحه بالحق كل صباح. أرادوا النهار صوره عن فكرهم المليشيوي اللامؤسساتي. افتتاحية جبران لجريدة النهار كانت عبارة عن مضبرة اتهام بحق النظام والسياسة السورية في لبنان، كان جبران متمسكا بحرية وسيادة واستقلال لبنان. عام 2000 بعد انسحاب إسرائيل من جنوب لبنان، وجه جبران التويني بصفته الصحفية رسالة في "خطاب مفتوح" إلى نجل الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد وخليفته بعد ذلك، بشار الأسد، قال تويني فيها مخاطبا الرئيس الحالي بشار الأسد بصفته مسؤول ملف لبنان "لابد أن تدرك أن الكثير من اللبنانيين غير مرتاحين للسياسات السورية في لبنان ولوجود القوات السورية في البلاد". وتابع قائلا "يعتبر كثير من اللبنانيين مسلك سوريا في لبنان مناقضا تماما لمبادئ السيادة والكرامة والاستقلال". كان مجرد ذكر "عدم الارتياح" إزاء سوريا في ذلك الوقت يعتبر نقدا مباشرا بشكل مذهل، ويشكل تهديدا مباشرا لحياتك إذ عندئذ كانت القوات السورية متواجدة بشكل مكثف فضلا عن عملاء الاستخبارات السورية في أنحاء لبنان. أثار المقال حينها الكثير من الجدل والنقاش في لبنان، ووصف بالجريء. كان ذلك قبل وقت طويل من صدور قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1559 واغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري في فبراير - شباط مما وضع مسألة الانسحاب السوري على الأجندة الدولية، وبذلك كان الفدائي الأول الذي افتتح معركة أدت الى انسحاب الجيش السوري من لبنان. لم يخف ولا لحظة في حياته رغم أن الموت كان يحيط به، نجا خاله النائب مروان حماده، وخال أولاده الوزير الياس المر من موت محتم، واستشهد زميله الكاتب في جريدة النهار سمير قصير الذي اغتيل لكتاباته المناهضة لسوريا ولم يتراجع. كتب مخاطبا وزير خارجية سوريا في آخر افتتاحية له قبل الاستشهاد " ليت الوزير فاروق الشرع يفهم ويقتنع بأن عصر الوصاية السورية على لبنان قد ولى، وبأن اللبنانيين يعرفون مصلحتهم ويغارون عليها أكثر مما يغار عليها النظام السوري الذي يحاول اعادة عقارب الساعة الى الوراء من أجل اعادة وضع اليد على لبنان وفرض وصايته عليه، بينما هدف اللبنانيين هو تحصين استقلال بلادهم وحماية سيادة وطنهم ووحدته بعد انتفاضة الاستقلال وانسحاب القوات السورية منه". واجه جبران التهديدات بابداء نوع من الايمان بالقدر. ونقل عنه قوله انه "ما ان يتخذ المرء القرار بان يصبح صحافياً في هذه المنطقة عليه ان يدرك ان ذلك قد يؤدي الى مقتله او اغتياله"، وكان اعلن صراحة وفي اكثر من مناسبة ان السوريين "يريدون قتلي".
المحكمة الدولية كانت هدفه وعمل جاهدا على دعمها، ويذكر ان شهادة تويني كانت اساسية في تقرير لجنة التحقيق الدولية في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، حيث نقل عنه ان الاخير ابلغه ان الرئيس السوري بشار الاسد هدد بتحطيم لبنان على رأسه اذا لم ينصع لقرار تمديد ولاية الرئيس اميل لحود. تزامنا مع تقديم القاضي الألماني ديتليف ميليس تقريره الثاني إلى مجلس الأمن، قتل النائب جبران تويني رئيس مجلس إدارة صحيفة النهار اللبنانية وثلاثة من مرافقيه في اعتداء حمل الرقم 15 بسيارة مفخخة في ضاحية المكلس شرق بيروت. ودعت الحكومة اللبنانية حينها إلى اجتماع استثنائي في تمام الساعة الخامسة من عصر يوم الاغتيال، ولوح حينها وزراء اللقاء الديمقراطي بالإنسحاب من الحكومة في حال عدم انشاء محكمة دولية، فيما ربط رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط انفجار ذلك اليوم بالتصريحات التي أدلى بها الرئيس السوري بشار الأسد قبل يوم من الاغتيال إلى التلفزيون الروسي بأن فرض عقوبات على سورية سيؤدي الى زعزعة الاستقرار في الشرق الأوسط. وقال جنبلاط وقتها "وصلت رسالة الإرهاب الجديدة". وكان الرئيس الاسد صرح وقتها لشبكة تلفزيون روسية ان فرض عقوبات على سوريا قد يؤدي الى زعزعة الاستقرار في الشرق الاوسط مما ستكون له تداعيات سلبية على باقي العالم. وقال الرئيس السوري ان "الدول التي تسعى الى فرض عقوبات على سوريا لن تربح بل ستخسر...الشرق الاوسط في قلب العالم وسوريا الان في قلب الشرق الاوسط وسوريا مع العراق ان لم يكن الوضع فيهما جيدا ستضطرب كل المنطقة والعالم كله سيدفع الثمن". واكد جنبلاط ضرورة انشاء "محكمة دولية لتحصين لبنان". وقال "اذا لم نحقق محكمة دولية سنفقد كل حصانة".
في حديث لجريدة النهار توقف رئيس كتلة المستقبل فؤاد السنيورة في معرض استذكاره جبران التويني عند ميزة اتسم بها الشهيد جبران، فـقال "جبران تويني لا يقبل الحلول الوسط ولا اقتراحات "النص نص"، وكان يميل إلى الألوان الواضحة، وأخصّها الأحمر والأبيض والأخضر، أي ألوان العلم اللبناني، دون غيرها من الألوان. ولهذا فقد انحاز بقوة ومن دون هوادة إلى جانب لبنان المستقل صاحب السيادة والحريص على الاستقرار الذي ترعاه الدولة الواحدة الموحدة القائمة على العيش المشترك وقيم الحرية الفردية السياسية والإيمان العميق بأهمية التنوع والحوار وتبادل الرأي واحترام الآخر".
ولد جبران تويني في 15 سبتمبر (ايلول) 1957. وكان باكورة اولاد الصحافي الكبير والوزير والنائب السابق غسان تويني الذي اطلق عليه اسم جبران تيمنا بوالده مؤسس النهار. تلقى الشهيد جبران علومه في لبنان، وانخرط في الجيش اللبناني لتأدية الخدمة العسكرية الالزامية، حيث شاءت الصدف ان تندلع حينها حرب السنتين (الحرب الاهلية). بعد انتهاء الحرب، توجه جبران عام 1977 الى باريس حيث تابع دراساته العليا في المدرسة العليا للصحافة والمدرسة العليا للدراسات الدولية حيث نال عام 1980 اجازتين في الصحافة والعلاقات العامة، ليعود الى بيروت مديرا عاما ورئيسا لتحرير مجلة "النهار العربي والدولي" السياسية التي كانت تصدر عن "دار النهار". وبقي في موقعه حتى عام 1990 عند توقفها عن الصدور، فانتقل الى العمل في صحيفة "النهار" ليعمل على مستقبل لبنان من خلال شبابه فركز على ملحق الشباب الذي كان يوليه اهتماما كبيرا حتى بعدما اصبح مديرا عاما لصحيفة "النهار" عام 1993، ثم رئيساً لمجلس الادارة عام 2000، حيث كان همه الاكبر انتشار الصحيفة في أوساط الشباب، ولتدريب الشباب من خلالها على مفاهيم الحرية والسيادة والاستقلال. كان الشهيد جبران تويني رئيسا لتحرير صحيفة "نون" التي تصدر بالفرنسية وتديرها زوجته سهام عسيلي، وكان عضوا في الاتحاد الدولي لناشري الصحف منذ عام 1990، وعضوا في صندوق دعم حرية الصحافة في العالم ومستشارا لرئيس الاتحاد العالمي للصحف لقضايا الشرق الاوسط. كما كان عضوا في نقابة الصحافة الاسبوعية في باريس وعضوا في المؤسسة الدولية للاعلان، و في نقابة الصحافة اللبنانية، وللمفارقة، اعلن قبل يوم من اغتياله فوزه بالتزكية في مجلس النقابة لدورة جديدة كممثل للصحف السياسية اليومية في النقابة. انخرط جبران في العمل السياسي منذ نشأته، وهو رافق الرئيس الراحل بشير الجميل في فترة انطلاقته في الثمانينات، وانخرط في عام 1986 في «الجبهة اللبنانية» التي ضمت الاحزاب المسيحية، وانتخب امينا عاما لها حيث بقي في موقعه حتى عام 1989، عام 2000 قرر الانضمام الى «لقاء قرنة شهوان» المسيحي المعارض الذي كان يحظى بتأييد البطريرك الماروني نصر الله صفير، ثم انتخب نائبا عن بيروت على لائحة رئيس كتلة «المستقبل» النيابية سعد الحريري. عرف عن تويني معارضته الشديدة للوجود السوري والسياسة السورية في لبنان، كان في طليعة المنادين لرحيله، معتبرا هذا الوجود احتلالا، وقد دفع ثمن مواقفه هجمات شرسة عليه في الاعلام السوري ومن بعض القوى اللبنانية التي حملت صورته في احدى المظاهرات كحاخام يهودي، وهو ما قال عارفوه انه آلمه كثيراً. في ظل التراجعات التي تحصل في هذه الأيام والعودة المقنعة للوصاية السورية الايرانية على لبنان لجره لتحالفات غريبة عن ثقافتي الحرية والحياة ما أحوجنا اليوم لتذكر كلمات رئيس الحكومة اللبنانية، لحظة اغتيال الشهيد تويني دولة الرئيس فؤاد السنيورة، تعليقا على الجريمة "لن نرضخ... المجرمون ماضون في قتلنا واحداً بعد الآخر". حتى لا نسمح لهم بمزيد من القتل لنعود لوصية جبران لنوقذ الهمم ونتجمع ثانية للدفاع عن منجزات ثورة الأرز ولنردد قسم جبران "نقسم بالله العظيم، مسلمين ومسيحيين، ان نبقى موحدين، الى ابد الابدين، دفاعاً عن لبنان العظيم، عشتم وعاش لبنان" لبنان والحرية والسيادة صنوان لنحافظ عليهما حفاظا على دماء شهدائنا آخر الكلام هو كلام ابنة الشهيد نايله جبران تويني عشية انتخابها نائبا لبيروت "جبران تويني كان من صانعي ثورة الارز واستشهد لاجل هذه القضية. اليوم نحن مسؤولون عن هذه القضية ومسؤولون ان نكملها الى الآخر مهما كان الثمن"



#مسعود_محمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المحكمة مستمرة ... رعد يرتعد
- أقليات العراق
- اقرأ سي بي سي يا سيد
- بيار.. المحكمة.. مستقبل لبنان
- الكرد للعراق
- عون وهاب وقانصوه ... شهود
- سينودس اسلامي لمسيحيي الشرق
- وجه عمر حرقوص الجميل
- لماذا سكت يا سيد حسن
- الى سعد رفيق الحريري ... لا تساوم لا تستسلم
- سجل نجاد اعدامات واغتيالات بالجملة
- لماذا الذعر علام الهستيريا؟
- خيارات حزب الله
- كردستان على خطى صدام
- استيعاب حزب الله كمقدمة للتفاوض
- المقاومة .. فشل اليسار أسباب ومسببات
- الحقيقة بين حماده وجنبلاط
- أصليون لا أصوليون
- خطاب الحريري ... أم وئام وهاب
- التعاون .... وحفظ وحدة لبنان


المزيد.....




- أحد قاطنيه خرج زحفًا بين الحطام.. شاهد ما حدث لمنزل انفجر بع ...
- فيديو يظهر لحظة الاصطدام المميتة في الجو بين مروحيتين بتدريب ...
- بسبب محتوى منصة -إكس-.. رئيس وزراء أستراليا لإيلون ماسك: ملي ...
- شاهد: مواطنون ينجحون بمساعدة رجل حاصرته النيران داخل سيارته ...
- علماء: الحرارة تتفاقم في أوروبا لدرجة أن جسم الإنسان لا يستط ...
- -تيك توك- تلوح باللجوء إلى القانون ضد الحكومة الأمريكية
- -ملياردير متعجرف-.. حرب كلامية بين رئيس وزراء أستراليا وماسك ...
- روسيا تخطط لإطلاق مجموعة أقمار جديدة للأرصاد الجوية
- -نتائج مثيرة للقلق-.. دراسة تكشف عن خطر يسمم مدينة بيروت
- الجيش الإسرائيلي يعلن استهداف أهداف لحزب الله في جنوب لبنان ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مسعود محمد - جبران الفدائي الأول