أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حكمت مهدي جبار - رؤية














المزيد.....

رؤية


حكمت مهدي جبار

الحوار المتمدن-العدد: 3215 - 2010 / 12 / 14 - 00:11
المحور: الادب والفن
    


الجسد العراقي .. بين التقديس والقمع.
رؤية فنان تشكيلي
منذ ان كنا صغارا وجدنا انفسنا رسامين . وقد تعلقنا بشكل كبير في هذا الفن الذي لم نعرف بعد اسراره وخفاياه سوى أننا رسامين , وكانوا يسموننا في المدرسة (موهوبين).وكنا اكثر ما نرسم جسم الانسان ونجيد به الى الحد الذي يتعجب به الناس . كنا نتفنن في رسومات الجسد الانساني كشيئ نتمثله ونعتبره قيمة جمالية سيما عندما ننجح في رسم جسد أمرأة فاتنة حتى يسيل لعابنا شهوة الى محاسن الجسد المفترض على الورق. أو حتى نندهش من رسم جسد رجل مفتول العضلات فنحلم بجمال عضلاته وقوتها. ومع كل تلك الموهبة فأننا لم نمتلك أي مفهوم فلسفي أو معنى محدد للجسد الا بعض تلك المحرمات و(التابوات) التي عرفناها بالغريزة والعادات. حيث نتخفى لنرسم جسد أمرأة عارية أو (.......) لنستمع بخيالات وأوهام نصرف بها (أيروتيكيتنا) لنتكتشف ذكوريتنا. هكذا كان الجسد العراقي رغم بعض التحفظات في التحدث عن (الجسد) في نظرنا وسيلة للمتعة والجمال ,فنرسمه , ونتمعن بمفاتنه , ونكتب عنه الشعر , ونتباهى به بأبائنا العمالقة ..لقد درسنا في تأريخنا القديم أن أجساد العراقيين لها قوتها وحيويتها في الحياة , بل ان الانسان العراقي عاش ازمانا ليست بالقصيرة وهو يبحث عن سر لبقاءه جسدا حيا لايموت الى جانب سرمدية الروح , كما جاء في نصوص ملحمة كلكامش العظيمة.وهنا يتوضح لنا أننا كعراقيين نحب الحياة ونتغنى بها , الى حد العشق.والجسد لدينا اعظم رمز للحياة يصل بنا الحال فيه الى التقديس والتبجيل. ننذهل عندما يمر من امامنا جسد أمرأة عراقية . نحتضن الطفل الجميل ونملأه بالقبلات, نتباهى بجسد رجالنا ونصفق لهم . ولكن مع كل ذلك التقديس للجسد ثمة تناقض صارخ بين عشق العراقيين للجسد والأعتناء به وحبه كرمز جمالي وبين الكارثة التي حلت بالعراقيين والتي تمثلت بمشاريع القتل المروعة والتي تفنن بها القتلة ايما فن , ذبحا وحرقا وتقطيعا وتمزيق..للأسف الشديد لقد صار الجسد العراقي بضاعة رخيصة الثمن وصار سلعة تجارية في سوق النخاسة . أن من المؤلم جدا ونحن نرى ثقافة القتل البشع تنتشر في عراق الجمال والعشق .ولاندري كيف تحول العراقي من عاشق للجسد وعابد له الى سفاح يسحل الجثث ويقطعها ويجز رقابها!! نحن نعرف ان ما طرأ على نفسية العراق من ثقافة عنف وقتل انما هي متأتية من حالات التوحش السياسي الذي هو أمتداد لمراحل التأريخ القريبة .فكان الجسد هو الوحيد الذي تعرض بسبب السياسات الى التعذيب بشتى الوسائل المؤلمة سواء لأنتزاع لعترافات أو لأخذ ثارات أو لتصفية علاقات أو حتى التلذذ والعياذ بالله بالمشاهد والآلام المبرحة.وهكذا رأينا كيف تعرضت اجساد المثقفين والسياسيين الى شراسة السياسيين وقساوتهم. والى الام الحروب والأعتقالات او ألأنفجارات أو السجون. ..لقد غدا مفهوم التصفية الجسدية شيئا مشاعا في ثقافتنا العراقية وللأسف الشديد من دون شعور بالذنب وبلا وازع اخلاقي بل أصبح رمزا لأغلب التيارات التي تدعي الشجاعة وأنها تأخذ بثأر المظلومين الذي قتلوا قبل مئات السنين. أو أنها على طريقة المفاهيم الغربية تطبق مفوم ((الثوري الذي يريد أن يغير كل شيء من أجل الشعب)!!! على حساب الأبرياء .أو ما يجيئ به البعض من أنه يطبق الشريعة الأسلامية في معاقبة ((الكفار)) فيقومون بقطع الرؤوس علنا امام العالم كله بطريقة مرعبة تذهل العقل..لقد الغي الجسد العراقي بخناجر الذبح والتمزيق وحرق واغتصب وشوه وقطعت اوصاله اربا وهو حي .دقت عظامه . ثقبت أقفيته بالآلات الكهربائية . دق عنقه بالمقصلة أو بحد السكين أو السيف ...أو رمي به في اقفاص مملوءة بالكلاب الجائعة .أو ظلمته السلطة ليعدم بريئا ثم تقدم لأهله أعتذارها !!



#حكمت_مهدي_جبار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقالة
- نص
- العلاقة التناسبية الجمالية بين الأنسان والأشياء.
- العنصر الصوري (التخلي) في الإبداع الادبي و الفني
- التناص في الفنون التشكيلية (نصب الحرية أنموذجا)
- الفن التشكيلي المعاصر في العراق .تعدد المصادر وأختلاف الأسال ...
- ألأنسان والتجربة الجمالية.
- شخصية كلكامش ..


المزيد.....




- -نظرة إلى المستقبل-.. مشاركة روسية لافتة في مهرجان -بكين- ال ...
- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...
- حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال ...
- الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول
- الأسبوع المقبل.. الجامعة العربية تستضيف الجلسة الافتتاحية لم ...
- الأربعاء الأحمر -عودة الروح وبث الحياة
- أرقامًا قياسية.. فيلم شباب البومب يحقق أقوى إفتتاحية لـ فيلم ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حكمت مهدي جبار - رؤية