أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سناء الموصلي - سلام عبود في روايته السادسة - زهرة الرازقي














المزيد.....

سلام عبود في روايته السادسة - زهرة الرازقي


سناء الموصلي

الحوار المتمدن-العدد: 964 - 2004 / 9 / 22 - 11:24
المحور: الادب والفن
    


لماذا إختار سلام عبود هذه الاسم لروايته السادسة؟ وماذا يريد أن يقول لقرّائه من خلالها؟ وهل صدور هذه الرواية مناسب في هذا الوقت الذي يمر به العراق؟ هذا وغيره من الأسئلة تدور في ذهن القارئ حين يبدأ بتصفح هذه الرواية التي تدور أحداثها في بداية ستينات القرن الماضي؟ إنه الرجوع بالذاكرة لأيام الصبا في مدينة العمارة الجنوبية التي كغيرها من المدن العراقية عاشت معمعات وتقلبات الأحداث السياسية أيام إنقلاب 8 شباط الأسود وذهاب المئات من الضحايا الأبرياء من شعبنا العراقي. يطرح سلام عبود على لسان بطل قصته الذي لايريد أن يفصح عن اسمه تطور الأحداث في أواخر حكم الزعيم عبد الكريم قاسم سنة 1962 ومروراً بإنقلاب 14 رمضان (عروس الثورات كما كان يحلو تسميتها من قبل البعثيين)) 1963. يصور لنا سلام مجتمع مدينته من خلال عدسة آلة تصويره كل ما يدور في بيوتها وأحيائها ومدارسها وشوارعها وحتى في بساتينها التي تشكل مسرح لأحداث روايته وعلاقات الحب والغرام والعلاقات الإجتماعية في ستينات القرن الماضي. يصور لنا الحياة العراقية بكل حلوها ومرها وأحداثها الدرامية والكوميدية من خلال أبطال روايته مثل علوكي وشهاب ورزاق وسعدية وكفاية ورباب وفريال وجميل الجراح والمعلم زهرون وعبد الواحد وسليم السامرائي وأبو الهلاهل وغيرهم الذين يعكسون نماذج حية من المجتمع العراقي.
نظر سلام عبود وحلل الأحداث والعلاقات الإنسانية عبر أشخاص روايته في المدرسة والبيت والشارع والزقاق والسوق وغيرها من الأماكن التي تطرح نفسها مسرحاً لما يدور في الحياة اليومية الاعتيادية وغير الاعتيادية. صور لنا التلميذ والمعلم في المدرسة والعلاقة بينهما ، صور لنا الزوجة والزوج وما يدور بينهما من خصام وعراك وندب حظ الزوجة التي وقعت أسيرة في يد رجل لايرحم، صور لنا علاقات الحب والغرام والهيام بين الحبيبة وحبيبها، صور لنا المجرمون الطائشون قي أهوار العمارة وقتل صياد السمك فعل أخ خصاف الأزيرجاوي على يد مجرمين عتاة ، صور لنا الحرس القومي أيام 1963 وما فعله من جرائم واغتصاب واعتقال الناس الأبرياء بشكل فكاهي مرة ومحزن وجدي مرة أخرى حسب ما يجري في الحياة اليومية لمنظمة شوفينية عسكرية والعلاقات البريئة وغير البريئة بينهم، صور لنا الحياة السياسية أيام الزعيم الأوحد قاسم والصراع على السلطة بين القوميين والبعثيين والشيوعيين، صور لنا إيمان الناس بالأساطير الدينية والروحية وحكايات الجن والعفاريت وزيارة الأئمة والأولياء الصالحين.
لقد نجح سلام عبود في سرد الحكايات الشعبية على لسان أبطال روايته الذين لايتوانون عن سبر غور رحلاتهم الأسطورية بين العالمين السفلي والعلوي؛ أنهم أنس وجن بحق وحقيق.
صور لنا مدينة يتألف سكانها من عدة قوميات وملل ونحل وينتمون لعدة فرق ومذاهب دينية يعج بها مجتمعنا كغيره من سائر المجتمعات الشرق أوسطية. لقد وثّق سلام عبود في روايته "زهرة الرازقي" مرحلة تاريخية قَلّما نجدها عند كتاب روايات آخرين. ومن هنا يكتسب عمله هذا كل الثناء والإحترام لما يقدمه من خدمة للقارئ العربي في الرجوع إليه ليس كمصدر علمي فقط ولكن كعمل يعكس فترة تاريخية مهمة في عراقنا الحبيب على شكل رواية تشد القارئ إليها من أول صفحة فيها إلى النهاية الحزينة لعلوكي وكفاية في الصفحة الأخيرة منها. أنها رواية تستحق القراءة والتقدير.



#سناء_الموصلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النومينكلاتورا -الطبقة التي حكمت الاتحاد السوفيتي
- المعيشة المقننة في ظل النومينكلاتورا
- اسماعيل فتاح الترك لم يرحل عنا
- وأخيراً كشر الشيشان عن أنيابهم في قضية الشعب العراقي
- الأجر المنخفض في ظل اطالة وقت العمل وتكثيفه
- نزار دعنا- شهيد الصحافة الحرة


المزيد.....




- السعودية تتصدر جوائز مهرجان هوليوود للفيلم العربي
- فنانون أيرلنديون يطالبون مواطنتهم بمقاطعة -يوروفيجن- والوقوف ...
- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...
- مظفر النَّواب.. الذَّوبان بجُهيمان وخمينيّ
- روسيا.. إقامة معرض لمسرح عرائس مذهل من إندونيسيا
- “بتخلي العيال تنعنش وتفرفش” .. تردد قناة وناسة كيدز وكيفية ا ...
- خرائط وأطالس.. الرحالة أوليا جلبي والتأليف العثماني في الجغر ...
- الإعلان الثاني جديد.. مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 الموسم ا ...
- الرئيس الايراني يصل إلي العاصمة الثقافية الباكستانية -لاهور- ...
- الإسكندرية تستعيد مجدها التليد


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سناء الموصلي - سلام عبود في روايته السادسة - زهرة الرازقي