أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - سعيد الكحل - ليكن لمسيرة الدار البيضاء ما بعدها .















المزيد.....

ليكن لمسيرة الدار البيضاء ما بعدها .


سعيد الكحل

الحوار المتمدن-العدد: 3213 - 2010 / 12 / 12 - 23:39
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


كان الشعب المغربي على موعد تاريخي يوم الأحد 28 نونبر 2010 ، ليعبر بصدق وتلقائية عن مشاعر الانتماء لهذا الوطن والاستعداد للتضحية من أجله . وإذا كان من إيجابية لأحداث العيون ، فإنها ألهبت وجدان المغاربة وحركت دواخلهم إزاء قضايا الوطن ومصالحه العليا بعد فترة جمود وإحباط متكرر يكاد يتحول إلى مزمن من شدة الخيبات السياسية على المستويين الداخلي والخارجي . فلا نكاد نجد مغربيا واحدا ــ عدا المسئولين عن هذه الخيبات ــ يرتاح لعمل الحكومة في تدبير مرافق الدولة ومجال الشأن العام . إن الحكومة ، وأيا كانت الأحزاب التي تقودها أو تشارك فيها ، تفتقر إلى إستراتيجية واضحة وخطط مدققة للقضاء على حالة التسيب والفساد التي عمت كل المرافق ومفاصل الدولة والمجتمع . إذ لا يوجد قطاع ولا مجال إلا وينخره الفساد ويعمه التسيب . بل حتى المجالات التي من المفروض أن تكون شفافة لارتباطها مباشرة بالحياة اليومية للمواطنين ، وأقصد المجالس المحلية المنتخبة التي تتولى الأحزاب السياسية تدبيرها وإدارتها ، باتت بؤرا مزمنة للنهب والتبذير دون أن تتحرك الأطراف المعنية ــ الدولة ممثلة في وزارة الداخلية باعتبارها الجهة الوصية ثم الأحزاب ــ من أجل عقلنة التسيير ومحاسبة ومعاقبة كل المسئولين عن الفساد والإفساد . إن المدخل الرئيسي لكل إصلاح هو اعتماد آلية المحاسبة والمعاقبة في حق جميع من أنيطت بهم مهمة تدبير الشأن العام مهما كان شأنهم وموقعهم . دون هذا سيكون الهلاك المبين للنفوس الأبية والإجهاز التام على مقومات الشعور الوطني التي هي محرك هذه الملايين في شوارع البيضاء . ويوم يفقد الشعب شعوره الوطني ــ لا قدر الله ــ ستحل الكارثة بالجميع . فلنجعل المثل " رب نقمة في طيها نعم" يصدق على حالنا ونحن نواجه مؤامرات أعداء الوحدة الترابية للمغرب بهذا التوهج الوطني الذي رددته حناجر المتظاهرين واستدفأت به قلوب المواطنين داخل المغرب وفي المهجر . وإذا كانت المسيرة الخضراء حررت جنوب المغرب من ربقة الاستعمار ، فإن مسيرة الدار البيضاء ينبغي أن تكون فاصلة بين عهدين : عهد الفساد والتيئيس وعهد الإصلاح والكرامة . لقد مضى زمن كان النفي أداة تعتمدها الدولة للانتقام من المعارضين الذين لا يزيدهم هذا الإجراء إلا إصرارا على العودة إلى الوطن وارتباطا بقضاياه المصيرية . أما وقد ساد التذمر وتملك الإحباط نفوس المواطنين ، خاصة منهم الشباب ، فإن الهروب من الوطن غدا حلما وهوسا قد يفرغ المغرب من خيرة أبنائه إن فتحت أمامهم أبواب الهجرة . إن فقد الأمان على النفس والطموح لغد أفضل بين أحضان الوطن آفة لا تدرك الدولة مخاطرها الحقيقية . من هنا وجب التنبيه إلى ضرورة التوقف والتأني أمام حدث المسيرة المليونية بالدار البيضاء لاستخلاص الدروس ووضع الخطط ضمن إستراتيجية جديدة تخدم في النهاية الوطن والمواطن وتقطع مع التجارب السابقة التي قادت إلى الفساد والفشل والإحباط . وأية إستراتيجية لا يكتب لها النجاح إلا إذا أدركت مكامن الخلل والأخطاء فيما سبق من مثيلاتها وحسمت نهائيا مع الذهنيات التي تسببت في الكوارث . ومكمن الداء والعلة عندنا في المغرب هو غياب الرؤية الواضحة التي على أساسها تبنى الإستراتيجيات وتوضع الخطط . الأمر الذي يترك المجال للارتجال والتخبط . ومهما كان المسئول عن أي قطاع نزيها وعمليا فلن تجديه نزاهته أمام سياسية الارتجال التي تربك الإدارة المغربية وتعيق سيرها العادي ، بل تعطل فاعلية أطرها وكفاءاتها . ولا يكاد مجال أو قطاع يشذ عن قاعدة الارتجال والتخبط في المشاكل المرتبطة بتداخل الاختصاصات والحلول الترقيعية . لكن الآفة الأخطر التي تعاني منها كل هذه المجالات هو غياب المحاسبة وروح المسئولية ، مما يشجع على الفساد والتبذير وتعطيل مصالح المواطنين ، بل والإضرار بمصالح الوطن . ومن الدروس التي ينبغي استخلاصها من مسيرة الدار البيضاء :
1 ـ أن الشعب المغربي يكظم غيظه ويتناسى همومه حين يتعلق الأمر بالمصالح العليا للوطن . وهذه صفة نبيلة يلزم حسن استثمارها في استنهاض الهمم وتقوية العزائم لخوض معارك التنمية والديمقراطية ؛ وهي معارك محكوم عليها بالفشل إذا ما تم تهميش الشعب أو الاستخفاف بوعيه وحسه الوطني . ومن مظاهر الاستخفاف المقيت أن يتولى أمر الشأن العام أشخاص فقدوا كل مصداقية وثقة . وهذه مسئولية تتقاسمها الأحزاب والدولة معا ، والتي لم تستطع استيعاب التوجيهات الملكية في أبعادها الإدارية والوطنية . ومن تلك التوجيهات ما ركز عليه خطاب عيد العرش لعام 2007 ، ومنها :
ـ إبراز النخب المؤهلة مع المساءلة ( كما ننتظر من أحزابنا الوطنية،إبراز نخب مؤهلة لحسن تدبير الشأن العام, والمساءلة والمحاسبة على حصيلة أعمالها). إلا أن الأحزاب ظلت على نهجها القديم في بيع التزكيات واستقطاب الأعيان والبحث عن الكراسي بعيدا عن هموم المواطنين ومشاكلهم ).
ـ الحكامة الجيدة التي حث عليها الخطاب الملكي أمام البرلمان في أكتوبر 2008 ( كما أن الحكامة الجيدة لا يمكن اختزالها في المجال الحقوقي أو السياسي فقط، بل تشمل أيضا الميدان الاقتصادي... وإننا لنحث مختلف الهيئات أن تمارس الصلاحيات المنوطة بها، على الوجه الأكمل، وبما يتطلبه الأمر من حزم وإقدام وغيرة على الصالح العام. )
ــ الدبلوماسية الفاعلة وهي من مسئولية الحكومة ( فإنه ينبغي للحكومة توفير كل الإمكانات المادية، والكفاءات البشرية لدبلوماسيتنا، دعما لحضورها، في مختلف أرجاء العالم، والمنتديات والمؤسسات الدولية. ولتكون في مسـتوى التحديات الجهوية والدولية.) . وقد كشفت أحداث العيون عن الضعف الفظيع الذي يطبع عمل الدبلوماسية المغربية ، خاصة في أوربا حيث ينشط اليمين الأوربي الذي يدعم البوليساريو . فحتى سفراء المغرب بأوربا اختفوا عن الأنظار ولم يظهر لهم أي نشاط يقوي موقف المغرب ويدعم معاركه الإعلامية والدبلوماسية .
2 ـ التماسك الشعبي الذي يتوجب تأطيره ودعمه بتقوية الجبهة الداخلية وبمصداقية مؤسسات الدولة . وهذا يتطلب اعتماد أساليب الشفافية والنزاهة والكفاءة في تشكيل المؤسسات وإدارة الشأن العام . ولا يمكن للمغرب الانتصار على أعداء الوحدة الترابية دون تقوية الجبهة الداخلية ودمقرطة المؤسسات وإرساء دعائم دولة الحق والقانون .
من هنا يتوجب تغيير زاوية النظر والتعامل مع ملف الصحراء ، وكذا تغيير أسلوب إدارة المعارك الإعلامية والدبلوماسية وإشراك القوى الحية والفاعلة في المجتمع في تدبير ملف الوحدة الترابية بمن فيها العناصر المؤسسة لجبهة البوليساريو والتي التحقت بالوطن ، فهي أدرى بألاعيب الخصوم وطرق عملهم . وفي نفس الوقت تحميلهم جزءا من المسئولية وفق ما يقتضيه الحكم الذاتي . وسيكون تعيين مصطفى ولد سلمة سفيرا متنقلا لدى عواصم أوربا وأمريكا اللاتينية يمثل رأي المواطنين المحتجزين بمخيمات تندوف أثرا مباشرا على ترجيح كفة المعارك الإعلامية والدبلوماسية لصالح المغرب أمام المحافل الدولية . إنها معركة مصيرية لا مجال فيها للتردد أو الارتجال ولا مجال فيها للمساومة أو التساهل في حال المس بالسيادة والمصالح العليا للوطن . وأولى مداخل احترام السيادة المغربية اعتماد قاعدة "المعاملة بالمثل" بفرض التأشيرة على من يفرضها على المغاربة حتى لا تكون أرضنا مستباحة . ونسجل بإيجابية قرار الحكومة إعادة النظر في العلاقة مع أسبانيا والذي ينبغي أن يبلغ مداه على كافة المستويات ، بما فيها الضغط الرسمي والشعبي من أجل تحرير سبتة ومليلية .



#سعيد_الكحل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الوجه الإرهابي للبوليساريو .
- ومكر أعداء المغرب يبور .
- ليكن الحكم الذاتي خيارا وليس فقط حلا .
- السعودية وجدية الانخراط في محاربة الإرهاب .
- هل يفلح الحوار الموريتاني في القضاء على خطر الإرهاب ؟
- ساحلستان : إمارة الإرهاب والتهريب .
- وضعية المرأة تعكس مدى نضج المجتمع ووعي نُخَبِه .
- حزب العدالة والتنمية ولعبة الاستفزاز التي لا تنتهي .
- منطقة الساحل والصحراء على خطى الصوملة والأفغنة .
- ولد سلمى القيادي الصحراوي الذي تمرد على عصابة الانفصال .
- من يزرع فقه التكفير يحصد قنابل التفجير .
- من يلعب بنار التطرف تحرقه .
- الحرب الشاملة ضد الإرهاب هي الخيار الوحيد لدحر خطره .
- هل ستتجاوب الأحزاب مع خطاب الملك ؟
- هل ستصير الفتوى سلاح اليساريين ؟
- هل من علاج للعجز الحكومي المزمن ؟
- التمايز بين الحركة والحزب شعار تعوزه الجرأة والمصداقية .
- هل جماعة العدل والإحسان تعارض سياسة النظام أم تناهض وجوده ؟
- هل فقد الفيزازي الحماسة والمشيخة ؟(3)
- جماعة العدل والإحسان تدين الاختطاف والتعذيب وتمارسهما ببشاعة ...


المزيد.....




- نتنياهو يأذن لمديري الموساد والشاباك بالعودة إلى مفاوضات الد ...
- رئيس وزراء بولندا يكشف عن -جدال مثير- أشعله نظيره الإسباني ف ...
- دراسة رسمية تكشف أهم المجالات التي ينتشر فيها الفساد بالمغرب ...
- تشابي ألونسو يستعد لإعلان قرار حاسم بشأن مستقبله مع نادي ليف ...
- الجيش الروسي يكشف تفاصيل دقيقة عن ضربات قوية وجهها للقوات ال ...
- مصر.. إعادة افتتاح أشهر وأقدم مساجد البلاد بعد شهرين من إغلا ...
- قائد القوات الأوكرانية: تحولنا إلى وضع الدفاع وهدفنا وقف خسا ...
- مقتل شخص وإصابة اثنين إثر سقوط مسيّرة أوكرانية على مبنى سكني ...
- استطلاع يظهر تحولا ملحوظا في الرأي العام الأمريكي بحرب غزة
- معتمر -عملاق- في الحرم المكي يثير تفاعلا كبيرا على السوشيال ...


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - سعيد الكحل - ليكن لمسيرة الدار البيضاء ما بعدها .