أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - زينب عبد العزيز - انه يوم عيد















المزيد.....

انه يوم عيد


زينب عبد العزيز

الحوار المتمدن-العدد: 3213 - 2010 / 12 / 12 - 12:26
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    


إنه يوم عيد
زينب عبد العزيز
قالوا ويا بئس ما أضمروا فيما قالوا أن يومك يا أبا الاحرار يوم عيد ويا حق ما قالوا ولم يدركوا فانقلب السحر على الساحر فأن يومك عيد وهو عيد لان العيد هو ما أعتادك من هم أو مرض أو حزن وهذا قول اهل اللغة من العرب وايضا العيدُ: كل يوم فيه جمع وأشتقاقه من عاد يعود وهو كأنهم عادوا أليه (1-2).
ونحن شيعة علي علمنا قبلهم انه عيدُ وفرحنا به لأنه يعود علينا كل عام رغم أنوف الحقدة ألاوغاد فنعبر به كل ما كمن في داخلنا من حزن وإلم حتى بات واصبح مرض حبك يا حسين ليس له شفاء وأصبح عادة ولا يبرء هذا المرض حتى نعبر عنه بتلك الشعائر التي جمعتنا وعدنا إليها كل عام.
ذبحوك ضناً أنهم ربحوا فانهدمت عروشهم وزلزت أوتادهم فولدت السنون كل عام حسين جديد يدوي صوته بوجه الطغاة فحاولوا وكروا ولم يفلحوا أن يوقفوا الحزن عليك في كل عام فزلزلوا ورعبوا من مراسيم استذكار شهادتك حتى ابتدعوا ان يوم حزنك يوم عيد وفرح فيا بئس ما نوا.

وانا اقولها لهم نعم حق ما تقولوا فهذا الحزن عيد فهو يعود علينا كل عام واصف لهم كربلاء كيف تستقبل هذا العيد ولا اعني كربلاء ارض الحسين عليه السلام فقط وانما كل بقعة ارض من بقاع هذا العالم تقام بها الشعائر ويرفع بها علم اسود علم بدء الحزن فهي كربلاء في حزنها وكل يوم يستذكر بها الشيعة مقتل الحسين عليه السلام يكون مثل عاشوراء لان فيه حزن ومرض فيجتمعون محبيه معبرين عن هذا الحزن والاسى بمراسيم منظمة اطلق عليها الشعائر الحسينيه.
بدأت كربلاء الحسين عليه السلام تشهد أطلالة العيد بثوب جديد لونه اسود ويشع بحمرة الدم تعبيرا عن دم القتيل ليكون اشارة وتصريح لتلك الدماء التي سفكت من أجساد قطعت وليرفع عند كل جسد علماً ليرفرف عالياً في سماء الحق وأسماً لامعاً ينصبه أصحاب العزاء فوق دكاكينهم او فوق تكياتهم ليُعرفوا عن أنفسهم إنهم خدمة لهولاء الابطال الذين ضحوا من اجلهم من اجل ان يعيشوا احرار في دنياهم ويتعلمون من تضحياتهم كيف يكونون أحرار إمام ذل الدعاة ويرفضون الخضوع والخنوع فهولاء أصحاب الدكاكين والتكيات فهموا الرسالة التاريخية وتوارثوا هذه المفاهيم عبر الاجيال عرفاناً بجميل هولاء ألإبطال ألاحرار حتى عنونوا دكاكينهم بأسمائهم في بدء حلول هذا الشهر المفجع فمنهم من اطلق على محله (خدمة علي الاكبر) ومنه من اطلق على محله( خدمة الحر بن يزيد الرياحي ) ومنهم من اطلق على تكيته (خدمة انصار الحسين )ولم يبعضهم ويختار احد منهم اراد ان يكون خادم لكل من ينصر الامام الحسين ماضيا وحاضرا ومستقبل وعند تجوالك في جنة المعبود وجدت نفسك بين الذهول والسكون لما ترى من الناس على هذه البقعة الذين اجتمعوا على اظهار الحزن الدفين في اعماقهم دون شكوى وانما بشوق لقدوم هذه الايام وبالخصوص يوم العاشر من محرم وهو يوم العادة والعيد اليهم فتنتاب الشيعة هذه الموجة من الهم والحزن لفقد ابن فاطمة سيدة نساء العالمين بنت خير الورى .
لقد ضحى امامنا بنفسه الطاهرة وبأهل بيته واصحابه من اجل استمرار شريعة جده محمد (صلى الله عليه واله) التي كادت ان تزول على ايدي بنوا امية اللعناء وبالخصوص عند عهد يزيد (لعنه الله ) والذي اشتهر بالفسق والمجون وكانت حياته عبارة عن يوميات يقضيها مخالفة لأحكام الدين وكل ما حرمته الشريعة الاسلامية وايضاً ما ينوبه العقل الفطري اتجاه تلك الافعال فلا يمكن للتأريخ ان يتستر على فضائح يزيد الذي كان مشتهراً بلعبة الشطرنج وايضاً كان يلعب مع الحيوانات والوحشية ويروضها من الفهود والقرود وكان من ندماء الشراب والخمر وكان صديقاً لرموز من الروم ويقربهم لمجلسه من النصرانى والمجوس الذين كانوا يحملون العداء للدين حتى بدأت حملة في تلويث الواقع ألاسلامي بمعتقدات نصرانية ورومية وبثقافات لا تمت للواقع العربي من اهل مكة والمدينة بصلة ولا الى الاسلام ولان الجزيرة العربية كانت محافظة على واقعها العربي التقليد لانها بعيدة عن اي غزو لميزتها الجغرافية التي أمنت بها.
حتى اصبح يزيد الولد المدلل والاداة الحادة عند اعداء شريعة محمد صلى الله عليه واله في قطع وريد هذه الشريعة وتركه ينزف حتى تضمحل وتحل بدل عنها افكارهم المسمومة وما يحملون من ثقافات رومانية ونصرانية ومجوسية والمعين لذلك العمل المتستر تحت رداء من يلبس ثوب الاسلام نفاقاً والتأريخ حفظ هذه ألاحداث في كتب لم تصدر الحقيقة وانما استعرضها بواقعها ألاليم فتكون منهل كريم لمن يطلب الحقيقة لأحقاق الحق حتى نهض الحسين بوجه الطغاة وأحيا دين جده بقرابين قدمها فداءً لهذه الشريعة التي أنارت الكون ببنودها وجمعت في مكانين احكامها من العلم ما لم يدركه العقل وان أدرك جزء فأنه قد خدم ألانسانية عبر العصور فكيف لا يقدم الامام الحسين القرابين لهذه الشريعة العظيمة .
وأي يوم يكون أعظم من يومه حينما يقتل هو وأهل بيته وأصحابه على ايدي من رفض ان تستمر شريعة محمد صلى الله عليه واله لكن ألاحرار سجلوا بدمائهم الطاهرة الزكية أوسمة تقلد بها التأريخ لتكون مناراً لكل من يرفض الظلم .
فكيف لنا لا نحزن لهذا المصاب وكيف لا نحترق ألماً لهذه الفجيعة وكيف لنا لا نقيم في كل بقعة علماً له ونلبس السواد على اجسادنا ونكسي بها شوارعنا على من ضحى من اجلنا كي نبقى مسلمين محصنين بشريعة جده حتى تكون لنا سيادتنا وعزنا غير مذلولين بأفكار وثقافات مستورده وانما لنا تأريخنا وحضارتنا ولنا شموخنا امام كل شامخ.
فمن قال عن هذا اليوم انه عيد قاصداً وفاعلاً يرفع السواد من جدار تقلد وسام الهم والحزن فهو من إولئك الذين يردون ان يقتلوا الإسلام ويجعلون ذلك اليوم يوم فرحاً فهم الجهلة بتأريخهم والذين لا يعلمون معاني لغتهم حتى اخزوا انفسهم وقالوا الحق ونقضوه بأفعالهم فأن جمعنا هذا وحلة يومنا بالسواد وهم أمرضنا ويعود علينا فهو أذن عيدنا .
فأي فرح في هذا اليوم يقصدون أقتل يزيد للحسين عليه السلام ام قتل الحسين ليزيد فأن الحسين يولد كل سنة بهذا اليوم ويخزى قتلته والدليل هم انفسهم لم يقتنعوا بموته وما زالوا مهزوزين مرعوبين منه ومن صوته المدوي حتى انهم لم يغضوا الابصار عن كل من يجتمع على اقامة الحزن فهذا خير دليل على انه نبض حي هز عروش الطغاة فيا هذا ويا ذاك ابد والله لن ننسى حسينا فسلام عليه يوم ولد ويوم يموت ويوم يبعث حيا .
المصادر
1- تاج العروس باب عود
2- لسان العرب باب عود
3- راجع ديوان ألاخطل شرح راجي ألاسمرط بيروت في المقدمة قصص العرب : ج1 ص 255.



#زينب_عبد_العزيز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295


المزيد.....




- الحوار الاجتماعي آلية برجوازية لتدبير المسألة العمالية
- الهجمة الإسرائيلية القادمة على إيران
- بلاغ صحفي حول اجتماع المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية ...
- من اشتوكة آيت باها: التنظيم النقابي يقابله الطرد والشغل يقاب ...
- الرئيس الجزائري يستقبل زعيم جبهة البوليساريو (فيديو)
- طريق الشعب.. الفلاح العراقي وعيده الاغر
- تراجع 2000 جنيه.. سعر الارز اليوم الثلاثاء 16 أبريل 2024 في ...
- عيدنا بانتصار المقاومة.. ومازال الحراك الشعبي الأردني مستمرً ...
- قول في الثقافة والمثقف
- النسخة الإليكترونية من جريدة النهج الديمقراطي العدد 550


المزيد.....

- سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول / ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
- سلام عادل -سیرة مناضل- / ثمینة یوسف
- سلام عادل- سيرة مناضل / ثمينة ناجي يوسف
- قناديل مندائية / فائز الحيدر
- قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني / خالد حسين سلطان
- الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين ... / نعيم ناصر
- حياة شرارة الثائرة الصامتة / خالد حسين سلطان
- ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري ... / خالد حسين سلطان
- قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول / خالد حسين سلطان
- نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - زينب عبد العزيز - انه يوم عيد