أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صلاح كرميان - آن الآوان لنتصدى لثقافة العنف














المزيد.....

آن الآوان لنتصدى لثقافة العنف


صلاح كرميان

الحوار المتمدن-العدد: 964 - 2004 / 9 / 22 - 11:15
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يصاب البعض بالصدمة والدوارعند مشاهدته او سماعه لما تتناقلها الانباء عبر الصحف والفضائيات او عبر مواقع الانترنيت من الاعمال الاجرامية الهمجية التي ترتكب من قبل البلطجية والجزارين الذين يمثلون الحركات السلفية الاصولية الاسلامية في وحل المستنقع العراقي، وذلك في اقدامهم على ذبح الابرياء من العمال البسطاء ذبح الشياه. ولكن لو التفتنا الى الواقع الذي افرز مثل هؤلاء القتلة الذين لايمتون الى الانسانية بصلة، للمسنا كونها حالة امتداد طبيعي لثقافة العنف التي دأب عليها النظام البعثي المنهار في العراق والمتمثل برئيس النظام وقائد الحملة الايمانية عبدالله المؤمن "صدام حسين" بطل الانفالات والمقابر الجماعية قبل هزيمته واختفاءه في جحور الجرذان ومن ثم استسلامه للنهاية المخزية. ولقد تخرّجت من مدرسة البعث الفاشي ووفق تعاليم الدكتاتور المهزوم الالاف من الجلادين والقتلة والمارقين من جلاوزة الامن والمخابرات ومليشيات فدائيي صدام وجيش القدس وقيادات الجيش الشعبي والحرس الجمهوري، التي كانت تشهد على اعمالهم الاجرامية بحق المعارضين للنظام الفاشي البائد، المئات من اقبية المعتقلات والسجون والهيئات التحقيقية الخاصة ومقرات البعث وقيادات الجيش الشعبي في كل بقعة من ارض العراق. ان رحيل نظام الطاغية افسد الوضع على هؤلاء الساديين الذين كانوا يتلذذون بمشاهدات الدم والموت وممارسة صنوف التعذيب بحق ضحاياهم، وها هم يمارسون هواياتهم المفضلة بحق الابرياء ويعيثون في ارض العراق فسادا وخرابا ولا يطيقون رؤية عراق جديد خال من حمامات الدم ورأوا من قوى الظلام وعصابات الاصوليين الذين لا يطيقون اشراقة شمس الحرية في بلد عانى من الدكتاتورية على مرعقود، خير حليف وانظموا اليهم بغية ممارسة اعمالهم السادية.

كان قادة الحركات السلفية والظلاميين يباركون صداما وبدون اي استحياء ويعتبرونه مجاهدا عظيما، ويغضون الطرف عن كل الجرائم الوحشية التي كان يرتكبها خلال تسلطه لاكثر من ثلاثة عقود. من ابرز هؤلاء القادة الاسلاميين عباس مدني من الجزائر وراشد الغنوشي من تونس والشخصيات الاسلامية في الاردن وسوريا ومصر واليمن الذين لم يتوانو من ابداء الدعم والمساندة لصدام ولم يدخروا جهدا لتبرير جرائمه الوحشية بحق الملايين من الشعب العراقي بما فيها جرائم الابادة الجماعية في مذابح الانفال و القصف الكيمياوي لمدينة حلبجة الكردية.

في هذه الايام بينما تشهد العالم تلك الجرائم الشنيعة في ذبح الابرياء من العمال المساكين الذين اضطرتهم ظروف المعيشة الى بيع حاجيات اطفالهم لتوفير مصاريف السفر الى العراق لاجل كسب لقمة العيش ، ويتظاهرون ضد قرارات حكوماتهم بمنعهم من السفر ويفضلون المخاطرة بحياتهم على رؤية اطفالهم وهم يتضورون جوعا. بينما علماء المسلمين وائمة الجمعة والجماعة وخطباء الجوامع الذين لا تفوتهم فرصة في مدح الحكام والامراء واصحاب الجاه والمال والذين يتسارعون الى اصدار الفتاوي كما يحلو لهم وفي مقدمتهم شيخهم يوسف القرضاوي، يتفرجون على تلك الجرائم الوحشية وهم يلتزمون الصمت المطبق ولا تصدر منهم اصوات استنكار ونداءات تدعو الى وقف تلك الاعمال البربرية، في حين تتسع دائرة جرائم الذبح الوحشي والقتل الجماعي للعمال البسطاء يوما بعد يوم، فكانت البداية احراق جثث الامريكان الاربعة في الفلوجة قلعة الاصوليين والرفاق البعثيين ورجال الامن والمخابرات، ومن ثم ذبح الرهينة الامريكي وبعد ذلك جاء ذبح العامل الكوري وقتل الصحفي الايطالي والسواق الاتراك والاعدام الجماعي للعمال النيباليين وذبح احدهم وكل هذه الجرائم تنفذ باطلاق نداءات الله اكبر وتلاوة ايات قرانية، فأي دين هذا يقبل بكل هذه الوحشية بحق السماء. اين الضمير الانساني من تلك الجرائم، الى متى يتم تبرير تلك الجرائم وتعلق تلك الممارسات اللاانسانية على شماعة الاحتلال. هل ان احد من هؤلاء الضحايا المذبوحين ينتسب الى آل بوش او يمت بصلة قرابة الى توني بلير. اين كانت تلك الاصوات النشاز التي تزعق ليل نهار باسم الاسلام وتحيل نهار العراق والعراقيين الى ليل حالك، عندما كان الامريكان يمدّون نظام صدام بكل صنوف الاسلحة وادوات القتل والدمار لادامة قادسيته السوداء مع ايران خلال اعوام الثمانينات.

أن ما نراها اليوم ونلمسها ظاهرة يجب التصدي لها بكل قوة وينبغي العمل المتواصل والتكاتف الجماعي من اجل وضع حد لها، حيث ان تلك الجرائم سوف تتفشى وتخلق جيلا مريضا ومتعطشا للجرائم اذا ما اريد لها الاستمرار وانها حقا صراع وصدام بين الاصوليات الدينية وهمجية العولمة الرأسمالية. ولابد ان تتوقف تلك الاعمال البربرية حيث ان العنف لا يوّلد الاّ العنف.



#صلاح_كرميان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أوجه التشابه بين النازية والبعثية العفلقية من حيث الفكر والم ...
- على هامش مؤتمر اربيل .. بين -المصالحة الوطنية- ومطالبة الجما ...
- الاعتذارعن جرائم الانفال والابادة الجماعية مسؤولية اخلاقية و ...
- لم كل هذا الضجيج ...؟
- اخيرا سأعلق صورتك في مكتبي يا صدام
- هذا ما توقعناه ومنينا النفس به... وهكذا حال الجبناء
- ساهم الحوار المتمدن بشكل جاد في خلق مناخ للتفاعل الانساني
- إني أتهِم ...
- أجتثاث جذور البعث مهمة انسانية
- التحالف يكافيْ قتلة الشعب.. طارق عزيز من تابع ذليل الى ملك غ ...
- تركيبة لجنة المتابعة تناقض صارخ لمقررات مؤتمر المعارضة العرا ...
- الحوارالمتمدن يعتبر بحق موسوعة مهمة
- عن الانتهازية والانتهازيون
- أين دور الاحزاب السياسية من المعايير المزدوجة في قرار 1441
- مبادرة الدكتور كاظم حبيب .. موقف انساني مسؤول تجاه ضحايا ا ...
- العراق بين المطرقة الامريكية وسندان النظام .. والبديل الامثل ...
- تموز اسود ... ام حقد اتاتوركي اسود
- تركيا الكمالية ونواياها السياسية في المنطقة
- تركيا الكمالية ونواياها السياسية في المنطقة
- لا.. لأصوات لا تمثل المصالح الحقيقية لتركمان العراق


المزيد.....




- عاصفة رملية شديدة تحول سماء مدينة ليبية إلى اللون الأصفر
- واشنطن: سعي إسرائيل لشرعنة مستوطنات في الضفة الغربية -خطير و ...
- -حزب الله- يعرض مشاهد من استهدافه دبابة إسرائيلية في موقع ال ...
- هل أفشلت صواريخ ومسيرات الحوثيين التحالف البحري الأمريكي؟
- اليمن.. انفجار عبوة ناسفة جرفتها السيول يوقع إصابات (فيديو) ...
- أعراض غير اعتيادية للحساسية
- دراجات نارية رباعية الدفع في خدمة المظليين الروس (فيديو)
- مصر.. التحقيقات تكشف تفاصيل اتهام الـ-بلوغر- نادين طارق بنشر ...
- ابتكار -ذكاء اصطناعي سام- لوقف خطر روبوتات الدردشة
- الغارات الجوية الإسرائيلية المكثفة على جنوب لبنان


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صلاح كرميان - آن الآوان لنتصدى لثقافة العنف