أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالخالق حسين - موقف كوفي أنان من القضية العراقية















المزيد.....

موقف كوفي أنان من القضية العراقية


عبدالخالق حسين

الحوار المتمدن-العدد: 964 - 2004 / 9 / 22 - 11:14
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


فاجأ السيد كوفي أنان، الأمين العام للأمم المتحدة، العالم بتصريحاته الأخيرة لمراسل هيئة الإذاعة البريطانية (BBC) يوم 16 سبتمبر الجاري، حول الحرب على العراق أو بالأحرى، الحرب على نظام الفاشية، بقوله أنها «غير شرعية». وبذلك فقد حقق أنان سايقة لا يحسده عليها أحد وكما تقول الحكمة: (صمت دهراً ونطق كفراً). والسؤال هو: لماذا بقي كوفي أنان ساكتاً طيلة هذه المدة؟ إذ سبق الحرب نقاش طويل استغرق أكثر من عام في أروقة الأمم المتحدة واستمر لأكثر من 17 شهراً بعد إسقاط النظام، ومع ذلك لم يعترض الرجل على الحرب طيلة هذه المدة. فما الذي أخرجه عن صمته وفي هذا الوقت بالذات؟ الجواب هو اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية في أمريكيا والبرلمانية في العراق وأسباب أخرى نأتي عليها لاحقاً.
من المؤسف حقاً أن يخرق مسؤول دولي كبير مثل السيد كوفي عنان، التقاليد الدولية فيخرج عن حياديته المطلوبة ويتخذ موقفاً متحزباً من هذه الجهة ضد تلك. فهذا الموقف أساء إلى سمعته وسمعة المنظمة الدولية التي هي بالأساس ليست على ما يرام. فلو راجعنا تاريخ الأمم المتحدة وموقفها من المشاكل الدولية الكبرى وخاصة جرائم إبادة الجنس، لما وجدنا فيه ما يشرف. فقد بقي موقف هذه المنظمة سلبياً من المجازر التي ارتكبت في مناطق مختلفة من العالم. ففي دول البلقان، لو تركت المسألة إلى موافقة الأمم المتحدة لإنقاذها من جرائم الإبادة على يد حكومة ميلوسوفيج، لانقرضت هذه الشعوب. ولكن القرار الأمريكي- البريطاني الشجاع في شن الحرب على الفاشية الصربية هو الذي أنقذها من الإبادة. كذلك ظلت الأمم المتحدة صامتة لم تتخذ أية خطوة لمنع المجازر أو لإيقاف في رواندا قبل عشر سنوات والتي راح ضحيتها حوالي ثمانمائة ألف إنسان. وكذا الحال مع تيمور الشرقية عندما ارتكبت الدكتاتورية العسكرية في إندونيسيا في الستينات من القرن الماضي جريمة جينوسايد بقتل نصف مليون إنسان. أما موقفها من جرائم الإبادة في العراق والتي ارتكبها نظام البعث الفاشي ونشر المقابر الجماعية فموقف مخز يندى له الجبين حيث لم يتخذ السيد كوفي عنان أو منظمته أي إجراء يذكر.
ليس هذا فحسب، بل استغلت المنظمة الدولية مأساة الشعب العراقي للثراء المادي الفاحش، سواءً على مستوى المنظمة أو على مستوى عدد من المسؤولين الكبار فيها في استغلال برنامج (النفط مقابل الغذاء)، أو إرسال لجان التفتيش للبحث عن أسلحة الدمار الشامل. فقد استحوذت المنظمة على ثروات العراق النفطية وحققت أرباحاً فاحشة في استقطاع حصتها من الوارد على شكل (كومشن) من خلال عمليات بيع النفط وشراء احتياجات الشعب العراقي من غذاء ودواء. وبذلك تغلبت الأمم المتحدة على العجز في ميزانيتها الذي عانت منه لسنين طويلة، وحققت فائضاً أكثر من ملياري دولار. كذلك تهمة فضيحة الرشوات التي قدمها نظام صدام لعدد من كبار موظفي الأمم المتحدة وابن كوفي عنان الذي يدير شركة خاصة، فحققوا أرباحاً بلغت عدة مليارات من الدولارات من خلال تعاونهم مع النظام الساقط للتحايل على برنامج النفط مقابل الغذاء في صالح النظام. وقد رفع المسؤولون العراقيون والأمريكيون دعوة قضائية ضد هؤلاء مازالت قيد التحقيق في المحاكم الأمريكية. كذلك دور لجان التفتيش عن أسلحة الدمار الشامل، حيث أراد خبراء الأمم المتحدة بقاء النظام الفاشي إلى ما لا نهاية ليتخذوا منه ذريعة للاستمرار في وظائفهم التي كانت تحقق لهم رواتب خيالية على حساب الشعب العراق الذي كان بعاني من مطرقة الحصار وسندان النظام الفاشي. ولهذا السبب، بذل هؤلاء كل ما في وسعهم لمنع الحرب على صدام حسين واستمرار نظامه الجائر من أجل مواصلة نهبهم دون أي اعتبار لمعاناة الشعب العراقي.
ولذلك وجدنا موقف الأمم المتحدة سلبياً من الشعب العراقي حتى بعد سقوط النظام الجائر. فإذا ما استثنينا الشهيد سرغيو ديميليو، لوجدنا أغلب الذين مثلوا السيد كوفي عنان في العراق، كانوا ينفذون السياسة الفرنسية باسم الأمم المتحدة وضد مصلحة الشعب العراقي. فمثلاُ غسان سلامة كان يطالب بمشاركة البعثيين في السلطة الانتقالية. ومن ثم جاء العروبي الأخضر الإبراهيمي الذي حاول فرض الوصاية على العراقيين في اختيار الحكومة الانتقالية وفق خطة فرنسية ولكنه فشل بسبب إصرار أعضاء مجلس الحكم المنحل على دورهم في تشكيل الحكومة وفق إرادة عراقية. والجدير بالذكر أن الإبراهيمي أول ما وطأت قدماه العراق راح يبشر بحرب أهلية وشكك في إجراء الانتخابات. وهاهو السيد كوفي أنان يعيد نفس الاسطوانة المشروخة حيث "شكك في قدرة العراق على تنظيم «انتخابات تتمتع بالمصداقية» في يناير (كانون الثاني) المقبل". إن هذه التصريحات من ممثلي الأمم المتحدة لدليل على أفكارهم الرغبوية التي تعكس ما يتمنونه للعراق من فشل في تحقيق الديمقراطية، وهذا ينسجم تماما مع ما يعمل من أجله الإرهابيون.
كذلك تعبر تصريحات أنان عن موقف منحاز من الانتخابات الأمريكية التي ستجرى في 2 نوفمبر القادم. وهذا موقف خاطئ تعكس انحيازه ضد إدارة الرئيس الأمريكي جورج بوش. فقد أصاب راندي شونمان وهو مستشار سابق لوزير الدفاع الاميركي دونالد رامسفيلد عندما قال في حديث لهيئة الاذاعة البريطانية ان «عمل ذلك قبل 51 يوما من الانتخابات الاميركية تفوح منه رائحة تدخل سياسي».
في الحقيقة، أن الحرب على صدام حسين كانت شرعية ووفق قرارات الأمم المتحدة ذاتها ومن بينها «القرار 687 لعام 1990الذي نص على استخدام كل الطرق الضرورية لإقرار السلام الدولي والأمن في المنطقة علما أن نهاية احتلال الكويت علقت (تنفيذ القرار) من دون أن تلغي قيمته». وقد تحدى صدام حسين 18 قراراً دولياً ودون أن يحرك السيد كوفي عنان أي ساكن. وفيما يخص موقف الحكومة البريطانية، فكما قالت وزيرة التجارة والصناعة باتريشيا هيويت "أن لجنة قانونية بريطانية أقرت شرعية الحرب قبل وقوعها، وذلك استناداً إلى قرارات الأمم المتحدة.."
أما موقف الأعراب والإعلام العربي من تصريحات عنان فيعكس نفاقاً مفضوحاً كالعادة. فالعرب كانوا وما زالوا يرددون مقولة مفادها أن الأمم المتحدة دمية بيد أمريكا ويشككون بشرعية قراراتها. ولكن ما أن صرح كوفي عنان ب"لاشرعية الحرب" على العراق، نزل عليهم هذا التصريح برداً وسلاماً، وراحوا يرقصون من الفرح الساذج مؤكدين شرعية التصريح ولا شرعية الحرب. هكذا النفاق وإلا فلا. بطبيعة الحال، نحن العراقيين، لن نستغرب من هذا الفرح الصبياني من قبل الأعراب لتصريحات أنان. فتاريخ العرب معادي للعراق منذ تأسيس الدولة العراقية إلى الآن. إذ وصف السلف العراق أنه "بستان قريش" ويريده الخلف الآن البقرة الحلوب لهم على حساب أبنائه. فكل الكوارث التي نزلت على العراق كانت بسبب تدخل الأعراب بالشأن العراقي وبتأثير آيدولوجيتهم العروبية الفاشية. فمنذ تدخل أمين الحسيني المتحالف مع النازية، في تحريض الضباط العراقيين لتنفيذ حركة العقداء الأربعة عام 1941، ومروراً بانقلاب 8 شباط 1963 ولحد ما يجري الآن من الأعمال الإرهابية في قتل العراقيين وتدمير مؤسساتهم الاقتصادية باسم العروبة والإسلام، كل ذلك يشهد على ما يضمره هؤلاء من عداء مستفحل ضد الشعب العراقي.
خلاصة القول، مهما حاول، كوفي عنان والأعراب وكل قوى الشر والإرهاب عمله ضد شعبنا، فإن التاريخ لن يعود إلى الوراء والشعب العراقي مصر على النصر مهما بلغت التضحيات، ومصير أعداءه في مزبلة التاريخ.



#عبدالخالق_حسين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من أمن العقاب مارس الإرهاب
- : قراءة تأملية في كتاب: صعود وسقوط الشمبانزي الثالث
- دور رجال الدين المسلمين في الإرهاب
- القرضاوي داعية للإرهاب
- الإرهاب في العراق والنفاق العربي-الفرنسي
- المرتزقة الأجانب.. خطر جديد يهدد العراق
- إيقاف القتال في النجف.. سلام أم إجهاض له؟
- مخاطر دعوة السيستاني للجماهير بالزحف على النجف
- لا ديمقراطية بدون أمن: خطاب مفتوح إلى السيد رئيس الوزراء
- الحالمون ب«فتنمة» العراق!!
- الديمقراطية والعصيان المسلح
- المغامرون بمصير العراق وموقف الشياطين الخرس
- من المسؤول عن الانتحار الجماعي في العراق؟
- تفجير الكنائس دليل آخر على إفلاس -المقاومة- الاخلاقي والسياس ...
- لماذا التساهل مع الإرهاب، يا حكومتنا الرشيدة؟
- هل حقاً فشلت أمريكا في العراق؟
- مرحى لقانون السلامة الوطنية
- أين حقوق الكرد الفيلية في محاكمة صدام؟
- إيران وسياسة اللعب بالنار
- نقل السلطة إلى العراق انتصار آخر على أعدائه


المزيد.....




- قُتل في طريقه للمنزل.. الشرطة الأمريكية تبحث عن مشتبه به في ...
- جدل بعد حديث أكاديمي إماراتي عن -انهيار بالخدمات- بسبب -منخف ...
- غالانت: نصف قادة حزب الله الميدانيين تمت تصفيتهم والفترة الق ...
- الدفاع الروسية في حصاد اليوم: تدمير قاذفة HIMARS وتحييد أكثر ...
- الكونغرس يقر حزمة مساعدات لإسرائيل وأوكرانيا بقيمة 95 مليار ...
- روغوف: كييف قد تستخدم قوات العمليات الخاصة للاستيلاء على محط ...
- لوكاشينكو ينتقد كل رؤساء أوكرانيا التي باتت ساحة يتم فيها تح ...
- ممثل حماس يلتقى السفير الروسي في لبنان: الاحتلال لم يحقق أيا ...
- هجوم حاد من وزير دفاع إسرائيلي سابق ضد مصر
- لماذا غاب المغرب وموريتانيا عن القمة المغاربية الثلاثية في ت ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالخالق حسين - موقف كوفي أنان من القضية العراقية