أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - البتول الهاشمية - تشجع .......يا كرم














المزيد.....

تشجع .......يا كرم


البتول الهاشمية

الحوار المتمدن-العدد: 964 - 2004 / 9 / 22 - 11:14
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


إليك أيها الصديق العزيز كرم ...و بعد التحية ...أخبرك إن رسالتك قد وصلتني..و إن قلت أني قرأتها مئة مرة فاني لا أبالغ ..
و في البداية استميحك عذرا إذ إنني لم أرد عليك عبر الإميل بناء على طلبك بل اتخذت قراري في إجابتك عبر الجريدة ..فكلماتك تستق أكثر من أن تبقى بين اثنين ..صحيح أني لا اعرف جنسيتك ..و اسمك ربما مستعار على الأغلب ..و لكن كل هذا يركع أمام نبرة الصدق التي تحسستها في كل حرف كتبته ..
و كرم يا أخوة ..حدث له ما هو اغرب من الخيال فوق جحيم الرافدين ...إذ و باختصار تمت مصادرة سيارته من قبل القوات الأمريكية للاشتباه به ليلا , و طلب منه أن يزورهم في اليوم التالي لاستردادها من قطعة عسكرية أمريكية .في اليوم التالي ذهب إلى هناك و كفنه على يده كما يقال ..طبعا هو سمع كثيرا عن الليبرالية الأمريكية و شاهد الكثير من أفلام هوليود عن احترام الإنسان أي كان و لكن فشل أن يطرد من ذاكرته مشاهد أبو غريب الرهيبة . دخل و الخوف يجتاحه من رأسه إلى أسفل قدميه و لكن سرعان ما تبدد هذا الشعور لدى أول ابتسامة من رجل المارينز المتمترس خلف مكتب ضخم ..حياه ..طلب منه الجلوس ...ليس هذا فحسب بل أمر له بكوب من الشاي الإنكليزي الفاخر ... و من خلال كلمات المترجم فهم كرم أن الضابط يعتذر له بالنيابة عن أمريكا كلها ..و بعد اخذ و رد أعطاه مفتاح السيارة و دس في جيبه ورقة ..أخرجها كرم ليكتشف أنها لم تكن إلا مئة دولار أمريكي ..و لما انتفضت كرامته وحاول إعادة المبلغ همس له المترجم العراقي إن هذا هو حقك ..و لا احد يجود عليك من كيسه إذ أن يوم العطلة عند هؤلاء يساوي هذا المبلغ ...خرج كرم غير مصدق ..وجد سيارته بانتظاره ..و دعهم و غادر بعد أن اخذ عهدا على نفسه إلا يترك فرصة إلا ويستبسل في الدفاع عنهم ..و فيما كانت يده تتحسس الورقة الخضراء كان يتمنى في سره لو يحجزوا له سيارته كل يوم ..و وجدها فرصة سانحة ليعالج صوتا مزعجا كان يصدر من المحرك على اعتبار أن المال موجود .. و في الورشة كان صبي المعلم متمددا تحت السيارة عندما نادى معلمه انه يرى شيئا غريبا ..اقترب صاحب الورشة و استلقى هم الأخر ...و إن هي إلا ثواني حتى ارتد مذعورا .. و هو يصرخ قنبلة ...دبت الفوضى في المكان الذي خلا إلا من بعض رجال امن وصلوا بعد دقائق و برفقتهم خبراء بريطانيين في معالجة الألغام .. و نجحوا في نزع الفتيل .. وجد كرم نفسه في مخفر شرطة عراقي يخضع لاستجواب لم يطل حتى أطلق سراحه بعد أن اقتنعوا بان احد الإرهابيين استغل فرصة انشغال السائق ليزرع قنبلته ...كرم اقسم في رسالته أن السيارة لم تغب عن ناظره إلا عندما كانت في الحجز ...
إلا هنا انتهت رسالة كرم المثيرة في تفاصيلها و بغض النظر عن مصداقية الرواية ...فإنها من المفترض أن تفتح أعيننا على أشياء كثيرة ...و إن قراءة ما بين السطور تجعلنا نعيد طرح الأسئلة القديمة من جديد :
كم سيارة مفخخة انفجرت في شارع فرعي دون حدوث أية إصابات إلا مقتل صاحبها ...أي منطق يقبل أن يقدم رجل على قتل نفسه بهذه الكوميديا الدموية ...و لماذا لا يتبنى احد العمليات كما تجري العادة ..و لمصلحة من يتم تفجير المساجد ..و قتل رجال الدين ..فمن هو المستفيد من إثارة النعرات الطائفية ...فالجماعات العراقية ذات منهج ثابت و واضح ..الخطف لأجل المال ..مهما حاولت أن تموه ذلك بشعارات إسلامية لا تخدع طفل صغير
و الغريب أن و بعد كل تفجير تظهر جماعة إسلامية تتبنى العميلة على موقع انترنت يمكن لمهندس درجة ثالثة تصميمه ....فهل نحن بحاجة لاستحضار القاعدة الذهبية البوليسية التي تنص على انه للكشف عن القاتل لا بد من البحث عمن تفيده الجريمة ...
لن نطيل أكثر من ذلك ..و ما نطلبه نظرة مطولة للمسرح العراقي لنتأكد أن هناك سيناريو مفقود في هذه السلسلة الدموية العبثية التي تشهدها المنطقة و إليك يا كرم نقول و إلى كل كرم تقع له نفس القصة إلا يصمتوا فهناك دوما وكالات أنباء مستقلة يمكنها أن توصل صوتهم للملايين ..فالعالم ليس كله متورطا .. و مازال هناك و لو مكان ضيق للذين يهمهم أمر الحقيقة ...تشجع يا كرم ففي زمن النفاق و البارود و سطوة المال ...ما أحوج الحقيقة إلى كرمك .



#البتول_الهاشمية (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عفوا ....يوسف القرضاوي
- حديث الساعة
- لا......... لكاتم الصوت
- القفز ...لاجل امريكا
- كيف أتينا ....من اثينا
- و للطعام ....حديثه الخاص
- صاحب ...المائة وجه
- الأحياء لا .......الأموات
- هل تكون بداية النهاية
- المثقفين في الارض
- امبراطورية الخوف
- البهلوان
- للرجال ...فقط
- عقل حكيم ....و قلب امرأة
- واشنطن................دوت كام
- نحن و الأرقام
- للكلاب ...خصيصا
- و جاء ..............دورنا
- هؤلاء.......من هم
- ما الحكاية بالضبط


المزيد.....




- سعودي يوثق مشهد التهام -عصابة- من الأسماك لقنديل بحر -غير مح ...
- الجيش الإسرائيلي يواصل ضرباته ضد أهداف تابعة لحماس في غزة
- نشطاء: -الكنوز- التي تملأ منازلنا في تزايد
- برلين تدعو إسرائيل للتخلي عن السيطرة على غزة بعد الحرب
- مصر تعلن عن هزة أرضية قوية في البلاد
- روسيا تحضر لإطلاق أحدث أقمارها لاستشعار الأرض عن بعد (صور)
- -حزب الله- يعلن استهداف ثكنة إسرائيلية في مزارع شبعا
- كييف: مستعدون لبحث مقترح ترامب تقديم المساعدات لأوكرانيا على ...
- وسائل إعلام: صواريخ -تسيركون- قد تظهر على منظومات -باستيون- ...
- رئيس الوزراء البولندي: أوروبا تمر بمرحلة ما قبل الحرب وجميع ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - البتول الهاشمية - تشجع .......يا كرم