فضائح -خير القرون- السّلفية (19)

حمادي بلخشين

الحوار المتمدن-العدد: 3212 - 2010 / 12 / 11 - 14:39
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    

نقطة ضوء:
" لم يعد العالم اليوم مقتصرا على أروبا، ذلك أن شعوب قارات اخرى قد اعتلت المسرح العالمي [...] ان الوقت قد حان للتحدّث عن شعب قد أثّر بقوة على مجرى الأحداث العالمية، و يدين له الغرب كما تدين له الإنسانية كافة بالشيء الكثير، و على الرغم من ذلك، فان من يتصفح مائة كتاب تاريخيّ، لا يجد إسما لذلك الشعب [ العربي] في ثمانية و تسعين منها. وحتى هذا اليوم فان تاريخ العالم بل و تاريخ الآداب و الفنون و العلوم لا يبدأ ـ بالنسبة الي الإنسان الغربي و تلميذ المدرسة الا بمصر القديمة و بابل بداء خاطفا ثم يتوسّع و يتشعّب ببلاد الاغريق ورومة مارّا مرورا عابرا ببيزنطة و منتقلا الي القرون الوسطى المسيحية لينتهي منها آخر ألأمر بالعصور الحديثة... و اما ان يكون هذا الشعب[ العربي] رائدا لغيره من الشعوب في أنحاء الدنيا في غضون سبعمئة و خمسين عاما حاملا مشعل الثقافة ردحا جاوز عصر الإغريق بضعفيه اكثر من أي شعب آخر، فهذا أمر من يعلم به؟ و من يتحدث عنه في سياق الحديث عن الإغريق[..].مازالت حتى يومنا هذا جماعة محدودة الآفاق بعيدة عن التسامح الدينيّ تبنى الحواجز في وجه النور و لو بطريقة لا شعورية نابعة من تصرّف غائص متشعب الجذور في أنفسهم إزاء أناس جعلت الدعاية منهم أبالسة مجرمين، و عبدة أوثان، وفنانين مزوّرين" ( سيغريد هونكه. شمس العرب تسطع على الغرب من ص10 الي ص 13).
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ملء نصف حاوية آخرى من ملوك سفهاء ختموا شر القرون السلفية الثلاث.


المعتمد على الله (بن المتوكل) 256/279 :


" و هو أول خليفة حجر عليه و وكّل به [ أي سلبه الأتراك كل صلاحياته]" ( السيوطي تاريخ الخلفاء 316/320) أنهمك المعتمد في الملذات واشتغل عن الرعية فكرهه الناس. و في ايامه دخلت الزنج البصرة و أعمالها و أخربوها و أستمر القتال مع الزنج من 256الى 270 و ذكر الصولي انه قتل من المسلمين ألف ألف و خمسمئة ألف[ مليون ونصف قتيل] وقتل في يوم واحد بالبصرة ثلاثمئة ألف . و كان[ صاحب الزنج] أدعى انه ارسل الى الخلق و انه مطلع على الغيبيات[ يجب عدم اغفال الفساد السياسي و الإداري و غياب العدالة الإجتماعية كبواعث حقيقية لثورة الزنج ـ العبيد ــ] تأمل الحادثة الموالية التي حصلت في نفس الظرف الزمني لتحركات صاحب الزنج لتدرك مدى الخصاصة التي لحقت بعوام الناس: كتب السيوطي " و في سنة 261 وثبت الأعراب على كسوة الكعبة فانتهبوها!".

و في عهده المعتمد على الله توفي البخاري و مسلم و ابو داوود و الترمذي و ابن ماجة ( لعل سر وجود هؤلاء باضافة بن حنبل في القرون الثلاثة الأولي هو سبب احتفاء السلفية بالقرون الثلاثة السعيدة !... مات كل هؤلاء دون أن يحدثوا أي تغيير ايجابي في أمة محمد ما عدا تكريس الوضع الراهن و تشريع الظلم و العدوان و تبرير الإستبداد السياسي باسم الرسول! .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المعتضد بالله 279/289

حاكم دموي :

" كان قليل الرحمة اذا غضب على قائد أمر بان يلقى في حفيرة و يطمّ عليه" [ يدفنه حيّا!].

الأفعى الشيعية تتحرك :

" في سنة 280 دخل داعي المهدي الشيعي الى القــيروان و فشا امره و وقع القتال بينه و بين
صاحب افريقية و صار امره في زيــادة " (السيوطي)... سيكتسح الشيعـة تونس و الجزائرو ليبيا
و مصرو الشام و مكة والمدينة قبل ان يثور عليه اهل تونس فيبيدونهم، قــبيل أن يتــمكن صلاح
الدين من القضاء على وجودهم في مصر. و صلاح الدين نفسه خلّف وراءه اسرة متصارعة على الحكم وقد سلم افراد تلك الأسرة مدينة القدس مرتين الى أهل الصليب، و لمّا يمض على رحيل صلاح الدين سنوات معدودة !! و لو ارسى صلاح الدين نظاما شوريا لكان جديرا بان يعدّ من المصلحين، أما ان يدير نظاما ملكيا فيخرج عدوّا من باب لتدخله ذريته من الشباك، فأمرلا طائل من ورائه.. لأن المرء لا يستطيع رفع الجنابة بالنجاسة.

و في سنة 86 عزم المعتضد على لعن معاوية على المنابر ثم عدل عن ذلك [ قد يكون ذلك نتيجة فكرة طارئة جاءت اثر جلسة خمرية، أو ربما كان ذلك تزلفا منه الي الأسرة العلوية! ] و في تلك السنة زفت اليه قطر الندى بنت خمارويه بن احمد بن طولون و كان في جهازها اربعة آلاف تكة مجوهرة و عشر صناديق جوهر! و قال بن حمدون النديم غرم المعتضد على عمارة البحيرة أحد قصوره ستين الف دينار وكان يخلو فيها مع جواريه و فيهن محبوبته دريرة فقال فيه الشاعر ابن بسام :
تـــــــرك الناس بحيرة و تخلى في البحيرة
قاعدا يضرب بالطبل على حرّ[ فرج] دريره!

قتيل النكاح :

و في سنة 289 اعتل المعتضد علّة صعبة و كان مزاجه تغيّر من كثرة افراطه في الجماع (السيوطي تاريخ الخلفاء 320/326 ) .

و لما كان في ربيع الأول من هذه السنة اشتد وجع المعتضد، فاجتمع رؤوس الأمراء واشاروا بان يجتمع الناس لتجديد البيعة للمكتفي بالله علىّ بن المعتضد بالله ففعل ذلك. و تأكدت البيعة و كان في ذلك خير كثير" ( البداية و النهاية 110ج10 ) أي خيركثير يا ابن كثير في بيعة جاهلية ما انزل الله بها من سلطان؟!.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

المكتفي بالله (ابن المعتضد) 289/295 :

من شعر الصولي في مدح المكتفي بالله :

آل عبـــــــاس انتم سادة الناس و الـغرر
حكــم الله انكــــــــم حكـــماء على البــشر
و أولو الأمر منكــم صـــفوة الله و الخير
من رأى أن مؤمنــا من عصاكم فقد كفر!
انـــزل الله ذلـــــكـم قبل في محكم السور!

تحفة ملكية من علماء السلف! :

محمد بن نصر المروزي و لد ببغداد و كان من اعلم الناس باختلاف الصحابة و التابعين فيمن بعدهم من أئمة ألإسلام، و قد صنف كتابا عظيما في الصلاة [ ماشاء الله!] و كان اسماعيل بن احمد الساماني ملك خراسان يصله في كل سنة باربعة آلاف. و كان محمد بن نصر المروزي اذا دخل على اسماعيل بن احمد الساماني ينهض له و يكرمه، فـــعاتبه يـوما اخوه اسحاق فـــقال لـه:[ كيف] تقوم لرجل في مجلس حكمك و انت ملك خراسان؟[ شقيق الملك يجهل فضل امثال محمد بن نصرفي تثبيت الملكية الفاسدة] قال[الملك ] فبت تلك الليلة و انا مشتت القلب من قول أخي، فرأيت رسول الله في المنام[ ما أهون رسول الله على السلفية] و هو يقول يا إسماعيل ثبت ملكك و ملك بنيك[ حاشا لرسول الله ان يبارك حاكما وراثيا دمويا] بتعظيمك محمد بن نصر و ذهب ملك اخيك باستخفافه بمحمد بن نصر [افتراء واضح على رسول الله، و إلا فهل ان محمد بن نصرذاك، أكرم على الله من تطبيق فريضة الشوري أو من اقرار العدالة و الحرية و المساواة؟!...
وقد اجتمع جماعة من المحدّثين يوما، وعلى رأسهم بن نصر ذاك " و لم يكن عنــدهم في ذلـــك
اليوم شيء يقتاتونه فاقترعوا فيما بينهم ايّهم يسعى لهم في شيء ياكلونه، فوقعت القرعة على محمد بن نصر فقام الى الصلاة فجعل يصلّي و يدعو الله و ذلك وقت القائلة، فرأى نائب مصر و هو طولون و قيل احمد بن طولون في منامه في ذلك الوقت رسول الله، وهو يقول له ادرك المحدّثين، فانهم ليس عندهم ما يقتاتونه! فانتبه من ساعته فسأل من هاهنا من المحدثين فذكروا له هؤلاء الثلاثة فارسل اليهم في الساعة الراهنة بالف دينار !" ( بن كثير البداية و النهاية ج 11 ص 188) [ الإرهابي أحمد ابن طولون الرحيم بالمحدثين، هو نفسه الذي امره بن بنان عن منكر : فأمر به فألقي بين يدي أسد!]!

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المقتدر بالله 295 /319
حكم الصبيان:

" لم يل الخلافة اصغر منه فانه وليها وله ثلاث عشر سنة ! فأستصباه [ استصغره ] الوزير العباس بن الحسن فعمل على خلعه فبلغ المقتدر ذلك فاصلح حال العباس و دفع اليه أموالا ارضته [ دفع رشوة !] فرجع عن ذلك !"

"اختل النظام كثيرا في أيام المقتدر لصغره ! و كان في بيت مال الخاصّة خمسة عشر الف الف دينار، و في بيت مال العامة ستمائة الف دينار و نيف و كانت الجواهر الثمينة في الحواصل من لدن بني امية و ايام بني العباس قد تناهى جمعها فما يزال يفرقها في حظاياه و اصحابه حتى انفدها، وهذا حال الصبيان و سفهاء الولاة !" ( البداية و النهاية ص123ج11 ).

سنة 296 حاول بن المعتز الإنقلاب على "الخليفة "الصبي لكن محاولتة باءت بالفشل .ثم اخذ بن المعتز فحبس حتى موته .

سنة 299 : كان هلاك الجنيد بن محمد من بواكير اعلام الصوفية اصله من نهاوند سمع الحديث من الحسين بن عرفة . و هو من طبقات الشافعية ( الشافعية هي جناح السلفية الثاني بعد الحنبلية و سيتخرج كل المتصوفة تقريبا من هاتين المدرستين الكئيبتين) . سئل الجنيد عن العارف؟ فقال من نطق عن سرّك و انت ساكت !( أي ان هذا المعتوه قد اعطي من الفراسة ما لم يعطها رسول الله الذي اخبره تعالى ان بين مرافقيه فئة منافقة لا يعلمهم عليه السلام (( لا تعلمهم نحن نعلمهم )) و قال له خاله تكلّم على الناس [أي باشر تبشيرك بدين الصوفية] فلم ير نفسه موضع فرأى في المنام رسول الله فقال له تكلم على الناس [ ابغير هديه يأمر عليه السلام ؟!(( كبرت كلمة تخرج من افواههم ان يقولون الا كذبا ))] فغدا على خاله فقال له الم تسمع مني حتى قال لك رسول الله ؟! ( الصوفية دين متكامل رافده الفكري الأول هو التشيع، و مدده البشري من الحنابلة و الشوافع نظرا للإستعداد الفطري لأتباع ابن حنبل و الشافعي لتقبل كل ما هو اسطوري، دون تمحيص أو نظر. و ستستمر الطرق الصوفية في الهيمنة على حياة المسلمين حتى تسلمهم الى طلائع الإستعمار الغربي .. انظر الرسالة الخامسة من كتابي الشيعة و التشيع فيها تاريخ التصوف و صلته بالتشيع و المراحل الأربعين للتدرج الصوفي من البدعة الى الكفر الصريح ).
يتبع

#حمادي_بلخشين (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات