أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جورج حداد - إشكاليات المسألة الاميركية امام محكمة التاريخ















المزيد.....



إشكاليات المسألة الاميركية امام محكمة التاريخ


جورج حداد

الحوار المتمدن-العدد: 3212 - 2010 / 12 / 11 - 10:24
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تحظى الدولة الاميركية لدى شعوب العالم الثالث، ولا سيما في العالمين العربي والاسلامي، بأسوأ سمعة حظيت بها اي دولة امبريالية اخرى. ويعود ذلك الى ثلاثة اسباب رئيسية:
الاول ـ الوصمة الاصلية التي تحملها الدولة الاميركية، والمتمثلة في "خصوصية" ولادتها ونشأتها في ما سمي "العالم الجديد"، كنتيجة لأكبر وأبشع عملية غزو وإبادة جماعية واستعباد، استعمارية ـ عنصرية، في التاريخ، ذهب ضحيتها عشرات ملايين الهنود الحمر ومثلهم من الزنوج، في ارتكابات وحشية تذكـّـر بجحيم دانتي، وتتضاءل عندها كل الجرائم الكبرى المرتكبة منذ أيام جنكيز خان حتى أيام هتلر وستالين.
الثاني ـ ان هذه الدولة بالتحديد ورثت كل تركة النظام الاستعماري القديم بعد انهياره، وقامت بـ"تجديد" آلية الهيمنة الاستعمارية ـ الامبريالية الدولية، بزعامتها ولمصلحتها، في ما اصبح يعرف باسم "النيوكولونياليزم" او "الاستعمار الجديد".
الثالث ـ الحلف الجهنمي الخاص، القائم بين الطغمة الاحتكارية الانجلو ـ ساكسونية الاميركية، وبين الطغمة المالية اليهودية العالمية، نواة ومحرك الاخطبوط الصهيوني ـ الماسوني العالمي.
ان هذه الاسباب الرئيسية، وما يتفرع عنها من اسباب ثانوية وجانبية، وبما ارتبط بها وما لا يزال ينتج عنها من مآس انسانية، اجتماعية وقومية ودينية الخ، لمئات البلدان، هي التي تجعل مليارات البشر، ولا سيما بين الفقراء والمظلومين والشريحة الاكبر من مثقفي "العالم المهمّـش"، ينظرون الى الدولة الاميركية (في صورة رأس الامبريالية العالمية، بكل شرورها)، وكأنها التنين الفظيع الذي تصوره رؤيا يوحنا.

الصدام مع "الاسلام"
ومن الجانب الاسلامي، السياسي والديني، فإن الزعيم الاسلامي الايراني ـ العالمي، الامام الراحل آية الله الخميني، عبّـر عن هذه الصورة، بتشبيه نموذجي لاميركا بأنها "الشيطان الاكبر"!
ولإدراك مدى اهمية وخطورة هذا الموقف الراديكالي من اميركا، الذي ألقى ظلا سلبيا متزايد النمو على الوضع الدولي عامة، كنتيجة للتردي المتزايد للعلاقات الاميركية ـ الاسلامية، من المعبّـر إلقاء نظرة سريعة، كمثال وحسب، على تجربة العلاقات الاميركية ـ الايرانية.
ان النظام البائد في ايران، ونعني به نظام الشاهنشاه، كان يعتبر في وقته "الصديق الاول" والركيزة الرئيسية لاميركا في منطقة الخليج العربي ـ الفارسي، ذات الاهمية الاستثنائية دوليا. وكان ذلك النظام، في ارتباطه "المميـّز!" مع اميركا، يستند الى قاعدة اسلامية واسعة، بمواجهة التيار الوطني والعلماني والشيوعي، داخل ايران، و"الخطر السوفياتي" والمد القومي العربي خارجها. وكانت هذه الاوضاع الايرانية "المؤاتية" لاميركا، تتزامن مع ظروف دولية ايجابية جدا بالنسبة لها، كانت تتمثل في هزيمة النازية وانهيار النظام الاستعماري القديم وتقدم اميركا لاحتلال مركز زعيمة ما سمي "العالم الحر".
وفي تلك الحقبة، التي اعقبت الحرب العالمية الثانية، كانت اميركا تمتلك نفوذا سياسيا واسع النطاق، ومن ثم تمتلك، لا نظريا وحسب بل واقعيا ايضا، فرصة تاريخية كي تترجم عمليا مناداتها الديماغوجية بالدمقراطية وحقوق الانسان والشعوب. والترجمة العملية لذلك في الواقع الايراني يعني ان اميركا كانت تمتلك كل المقومات كي تنتهج في ايران سياسة تعاون "مابعد استعمارية" و"مابعد امبريالية"، تغيـّر من صورتها البشعة امام الشعوب الايرانية وغيرها من شعوب العالم الثالث.
ولكن الذي حدث هو العكس تماما. حيث تأكد بالتجربة ان صورة "الاميركي البشع" لم تكن ذكرى تاريخية سوداء، عفـّى عليها الزمن، بل هي واقع مستمر، "متكيف" و"متطور".
واذا كان الاستعمار الكلاسيكي القديم هو السبب الاول للعداء الشعبي الايراني لبريطانيا، فإن "الصداقة(!) الاميركية" التي حلت محله، هي التي اصبحت العامل الرئيسي لتحفيز ونشر وتشديد تيار العداء الشعبي الكاسح لاميركا، بما في ذلك في اوسع الاوساط الاسلامية التي كانت في السابق محايدة او مهادنة او موالية لاميركا، والتي انقلبت في غالبيتها الساحقة ضدها. وكان من النتائج المنطقية لهذا التطور للاحداث ظهور وتفوق "الخمينية"، وانتصار الثورة الاسلامية في ايران، وليس العكس. اي انه ليست "الخمينية" هي التي اوجدت العداء لاميركا في ايران وغير ايران، بل ان العداء لاميركا هو الذي اوجد التربة الخصبة لظهور "الخمينية" وغير "الخمينية" من الحركات الاسلامية المناهضة للامبريالية والصهيونية.
واليوم يتكرر المشهد ذاته، بتفاصيل اخرى، ولكن بمزيد من التراجي ـ كوميديا المركـّبة، في بلدان الخليج العربية ذات الانظمة التقليدية الموالية لاميركا، التي كانت تجمع بامتياز بين ركيزتين لوجودها هما: "الصداقة الاميركية" و"الالتزام الاسلامي". فـ"بفضل"هذه "الصداقة" بوجه خاص، فإن هذه البلدان، الشعوب اولا ومن ورائها الانظمة ايضا، تقف اليوم امام مفترق الاختيار الصعب: إما "اميركا" او "الاسلام"!

من الضد الى الضد
إن هذا "الفشل" الخاص للدولة الأميركية في تغيير "صورتها الاصلية"، وما ينتج عنه من استعداء "أصدقائها" انفسهم، يبدو متعارضا مع التغيير المتواصل الحاصل في "صورة" البلدان الاستعمارية السابقة، الاوروبية الغربية. واميركا تلتقي في هذا "الفشل" مع الدولة الاسرائيلية فقط. وهذا هو بالضبط ما يفسح المجال واسعا امام نشوء النظرة التمييزية المضادة، الشوفينية القومية أو الدينية، المعادية لاميركا كدولة ومجتمع معا، باعتبارها ظاهرة امبريالية موحدة ومتآلفة (monolithic)، تماما كالنظرة التمييزية المضادة لاسرائيل، كدولة ومجتمع معا. وهذه النظرة هي التي يستند اليها ما يمكن تسميته "الجناح البنلادني" في التيار الاسلامي، لتبرير وتشريع محاربة وقتل "كل رجل اميركي".
وانها لعبرة تاريخية كبيرة لاميركا خاصة وللعالم عامة، ان هذا الجناح بالذات، كما تشير الدلائل الظاهرة حتى الان، قد شرع في "نقل البندقية من كتف الى كتف"، والتحول من "الحرب مع الاميركان" بدون حساب، الى "الحرب ضد الاميركان" بدون تمييز.
فهذا التحول، بتداعياته التي لا يمكن التنبؤ بها منذ الان، يمثل هزيمة ستراتيجية للسياسة الدولية الاميركية، لما يعبّـر عنه من عملية تحول اسلامي شامل ضد هذه السياسة. ولكن، بالمقابل، فإن النظرة التمييزية المضادة ضد الشعب الاميركي، غير المسؤول اصلا عن سياسة دولته حتى وهو مضلل، انما تقدم خدمة ستراتيجية ايضا، للامبريالية الاميركية، بتسهيل استمرارها في تضليل "شعبها" ودفعه للالتفاف مكرها حولها.
وأصحاب هذه النظرة التمييزية يخطئون في تشخيص المجتمع الاميركي بمجمله كـ"عدو"، تماما كما كانوا هم أنفسهم يخطئون في تشخيص الدولة الاميركية بمجملها كـ"صديق". ومثلما ان قتالهم الى جانب الاميركان في السابق لم يكن يمثل حقيقة الموقف الشعبي العربي ـ الاسلامي الاوسع من الدولة الاميركية، فإن نظرتهم التمييزية الحالية ضد الشعب الاميركي لا تمثل ايضا حقيقة هذا الموقف.
وهذا ما يستدعي بإلحاح الرد على تلك النظرة، ولا سيما عن طريق تحليل الظاهرة الامبريالية الاميركية وعلاقتها بالمجتمع الاهلي الاميركي.

اميركا واميركا!
مع التأكيد على خصوصية نشأة الدولة الاميركية، وبدون التقليل من دور السياسة الاميركية المطبقة في تشويه وجه الشعب الاميركي، لا بد من التأكيد على ان الحقائق الرئيسية، المتعلقة بنشوء الظاهرة الاستعمارية والامبريالية في المجتمع البشري، تنطبق ايضا تماما على الدولة والشعب الاميركيين.
ليس من شك، كما اسلفنا آنفا، ان الدولة الاميركية نشأت بنتيجة عملية الغزو والابادة الجماعية للهنود الحمر واستعباد الزنوج الافارقة. ولكنه سيكون من السذاجة المفرطة، التي تثير الشكوك في نهاية المطاف، تصوير الامور على ان الهجرة الى اميركا، اقتصرت فقط على الغزاة، بحيث تبدو الدولة الاميركية كظاهرة شاذة تماما عن جميع دول العالم، بوصفها دولة غزاة وحسب. فالواقع التاريخي الذي لا يمكن لاحد نكرانه ان الهجرة الشعبية الواسعة الى اميركا، كانت هي المكوّن الرئيسي للشعب الاميركي. وبذلك فإن "الانتقال" الى اميركا يمكن اعتباره شكلا من اشكال الهجرات الكبرى للشعوب، التي لا يمكن لاي عاقل "ادانتها" ادانة عامة، بالرغم مما رافقها من أشكال الغزو والحروب العدوانية.
فخلافا لأي تصور آخر، فإن مجتمع ما سمي في حينه "العالم الجديد"، ومنذ اللحظات الاولى لنشأته فور "اكتشاف!" اميركا، انما نشأ كـ"توسع" او امتداد "طبيعي" لـ"العالم القديم" بكليته، وكجزء لا يتجزأ من هذا العالم، بكل ايجابياته وسلبياته. اي ان اميركا ليست جزءا مفصولا عن العالم، بل هي جزء لا يتجزأ من العالم، "القديم" و"الجديد"، بكل مكوناته وتناقضاته، وتسري عليها كل القوانين الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، الضابطة لحركة المجتمع العالمي في كليته، وفي جزئياته، معا.
انطلاقا من ذلك يمكن أن يـُـرى بوضوح ان المجتمع الاميركي، كأي مجتمع في اي بلد امبريالي آخر، ينقسم الى قسمين رئيسيين، مترابطين ـ متعارضين، هما:

اولا ـ القسم التسلطي: وهو يمثل الطبقة الرأسمالية عامة، والطغمة الاحتكارية (هنا الانجلو ـ ساكسونية/اليهودية ـ الصهيونية) خاصة.
بهذا القسم يرتبط أساسا نشوء الدولة الاميركية "الجديدة"، تماما كما يرتبط عادة نشوء اي دولة بالطبقة السائدة فيها. ومع ذلك فهو قسم أقلـّوي، كأي قسم مماثل في أي دولة اخرى، طبقية عامة، وامبريالية خاصة.
والخامة البشرية الاساسية لنواة هذا القسم هي الشريحة الطبقية العليا الانكلو ـ ساكسونية (البروتستانتية خاصة). وقد التصقت بهذا القسم في بداية القرن العشرين، دون ان تندمج كليا معه، الطغمة المالية اليهودية ـ الصهيونية، التي نقلت مركز قيادتها الدولية، بعد الحرب العالمية الاولى، من بريطانيا الى اميركا، لسبب "بسيط" وهو انتقال "مركز" الرأسمالية والامبريالية من الامبراطورية العجوز الى "العالم الجديد".
ولكن، بالرغم من كل عنصريته وجرائمه التاريخية الخاصة ضد الانسانية، فهذا القسم كان ولا يزال يوجد فيه "عقب أخيل" اساسي خاص به، وهو: أنه قسم "مستورد"، "مهاجر"، "غير اصيل"، "مغتصب". وأنه ليس وريثا "لارض وطنية تاريخيا"، و"لتاريخ وطني حضاريا"، ولسلطة سياسية واجتماعية "وطنية"، "شرعية تاريخيا"، مثلما يمكن أن تدعي عادة الاقسام المماثلة في الدول الامبريالية "الكلاسيكية".
وبحكم هذه "الضريبة الخاصة" لنشأته، وبالرغم من كل قوته وغناه الاسطوري، فإن هذا القسم (التسلطي الاميركي) لا يزال غير متجانس ومفككا: "عائليا"، "قوميا"، "عرقيا"، "دينيا" الخ، اكثر من اي طبقة رأسمالية، وطغمة احتكارية، مماثلة، في اي دولة رأسمالية او امبريالية اخرى. وهذا ما جعل الطبقة السائدة الاميركية (غير "الكلاسيكية" بالمقارنة مع "شقيقاتها" في الدول الامبريالية الاخرى) أكثر "براغماتية" منها بما لا يقاس، الى درجة يمكن معها القول ان "البراغماتية" هي اولا "صناعة اميركية" او "سمة اميركية".
وبنتيجة ذلك تميز القسم التسلطي الاميركي بميزتين رئيسيتين:
ـ1ـ ان براغماتيته، المدعومة بالغنى والقوة و"الحصانة الجزيرية" الللآنيـّة، جعلته (بالمقارنة مع اي قسم مماثل في اي دولة امبريالية اخرى) اكثر "جرأة" او "وقاحة" مصلحيا، في مواجهة سائر الطبقات والجماعات والدول والشعوب، بما في ذلك "حلفائه"، وأكثر اندفاعا لفرض نفسه على "الآخرين"، ولا سيما "الاكثر كلاسيكية".
ـ2ـ ان "عدم الكلاسيكية"، والتفكك الذاتي، والجرائم العنصرية الخاصة الخ، جعلت هذا القسم، في المقابل، اكثر ضعفا، من اي طبقة سائدة مماثلة، في مواجهة "شعبه الخاص"، وأكثر اضطرارا لتقديم التنازلات لـه، واكثر اعتمادا على التضليل والديماغوجية، لتمرير مصالحه الاحتكارية، وسياسته العدوانية. وليس من الصدفة وضع تمثال الحرية كرمز للولايات المتحدة الاميركية. وأن يستمر الى الآن بالوجود حق امتلاك السلاح الفردي، كمظهر من مظاهر حق المواطن في الدفاع عن نفسه وعن حريته وكرامته الفرديتين. وعلى العموم فإن القوى السياسية الاميركية المتسلطة تحرص بشكل خاص، اكثر من غيرها من الفئات المشابهة في الدول الاخرى، على التغني دوما بأن اميركا هي بلد الحرية والحقوق الانسانية.
وهذه المفارقة، الاميركية الخاصة، تمثل في الواقع "حجر رحى" في عنق الطبقة السائدة، تضطر لتحمـّـله، وتحاول على الدوام التخلص منه.

ثانيا ـ القسم الشعبي: وهو يمثل الاكثرية الساحقة من المواطنين الاميركيين.
وبهذا القسم يرتبط تكوّن الشعب الاميركي "الجديد!"، من خلال عملية مخاض تاريخية عسيرة، مستمرة الى اليوم.
والخامة البشرية لهذا القسم تتألف في الاساس من مواطنين من مختلف بلدان "العالم القديم"، كانوا ضحية للاقطاعية والانظمة الاستبدادية والرأسمالية والعبودية والاستعمار.
فبالاضافة الى "البقايا" القليلة جدا للهنود الحمر، سكان البلاد الاصليين، الذين أبيدت وطردت أغلبيتهم الساحقة، واصبحوا اقلية ضئيلة جدا في الولايات المتحدة، تعود جذور الغالبية الشعبية الساحقة من "الاميركيين الجدد" الى ثلاثة روافد رئيسية:
آ ـ هجرة العاطلين عن العمل، و"فائض" السكان من الفلاحين المنهوبين والمفقرين، وفقراء وصعاليك المدن الاوروبية، والموجات المتواصلة من مختلف الاصقاع من الباحثين عن فرص جديدة للحياة، بعد ان ضاقت بهم وسدت سبل المعيشة في اوطانهم الاصلية.
ب ـ هجرة جماعات واسعة من المعارضين والثوريين والمثقفين، من الأوروبتين الغربية والشرقية، وكذلك من مختلف البلدان الاخرى، الهاربين من الاستبداد والحروب وقمع الثورات والانتفاضات، ومن الاضطهاد القومي والديني الخ.
ج ـ عشرات ملايين "الافارقة الاميركيين"، الذين استرقــّوا لـلعمل في بناء "العالم الجديد". وهؤلاء هم من تبقى على قيد الحياة، من أضعافهم من اخوتهم البؤساء، الذين ماتوا تحت السياط، في الطريق الى "جنة الحضارة البيضاء"، ورميت جثثهم كالنفايات كي تأكلهم الاسماك المتوحشة في المحيط الواصل بين افريقيا واميركا والذي يمكن اعتباره اكبر "قبر جماعي" للافارقة.
ويدخل في هذا النسيج الشعبي عشرات الملايين من ابناء المستعمرات وشبه المستعمرات السابقة، بمن فيهم الملايين من ذوي الاصول العربية أو الانتماء الاسلامي (من غير "الزنوج الاميركيين").

الدمقراطية الاميركية
اذا كان القسم الاول، التسلطي، هو السائد في اميركا، فإن القسم الشعبي هو الذي، بشكل رئيسي، طبع المجتمع الاميركي بطابعه، وجعل منه، اكثر من اي "مجتمع امبريالي" آخر، مجتمعا مدنيا دمقراطيا مفتوحا، لـه تاريخ عريق في النضال التقدمي والدمقراطي والانساني.
وربما يكفي ان نقدم على ذلك المثالين البارزين التاليين:
ـ1ـ بالرغم من الجوهر الواحد للنظام الاستعماري والامبريالي، في كل مكان، فإن الطغمة الامبريالية الاميركية المتسلطة كانت اقل قدرة على السير بنفس الخط الاستعماري التقليدي، الذي انتهجته الدول الامبريالية الاخرى، في الغزو والهيمنة على آسيا وافريقيا. بل بالعكس، فإن السياسة الامبريالية للطغمة الاميركية اتخذت صورة مفارِِقة "معادية" شكلا للاستعمار التقليدي. والسبب الرئيسي في ذلك هو ان غالبية "الجماهير البيضاء" ذاتها في اميركا، ذات الاصول الاوروبية، كانت مسبقا معادية للاستعمار، بالشكل التقليدي التاريخي الذي كان معروفا به. فالهجرة ذاتها لهذه الجماهير، و"تأمركها" ذاته، كانا بشكل عام يمثلان عملية "قطع"، حتى المعاداة، مع نظام الاستعمار التقليدي، الذي كان سائدا في اوروبا. واذا تجردنا، جدلا، عن العديد من العوامل الاخرى، فإن هذا العامل بالذات قـد تجسد، اول مـا تجسد، وبشكل واضح جـدا، في "حـرب الاستقلال" الاميركي عـن الامبراطورية البريطانية (1775ـ1783).
وهذا المثال يبين ان معاداة الاستعمار هي مكوِّن اساسي في وعي المواطن الاميركي العادي، بمن في ذلك غالبية السكان البيض. وهذا ما يشكل عائقا دائما في وجه السياسة الرسمية الامبريالية الاميركية لانتهاج سياسة استعمارية تقليدية بسبب مواجهتها معارضة اكبر في المجتمع الاميركي.
ولكن هذا "العائق الداخلي" المعادي للاستعمار التقليدي امام الطغمة الاميركية المتسلطة، المتمثلة في البدء بالشريحة الانكلو ـ ساكسونية، ومن ثم الطغمة اليهودية ـ الصهيونية، لم يكن من الممكن ان يدفعها الى التخلي عن مصالحها الاحتكارية، وتغيير جوهرها. ومع الاخذ بالاعتبار ان الطغمة الاحتكارية الامبريالية الاميركية، التي تنهب العالم بأسره اكثر من اي طغمة امبريالية اخرى، كانت اكثر قدرة على "رشوة" الجماهير الشعبية في اميركا، المكونة من المهاجرين، عن طريق منح هذه الجماهير حقوقا معيشية ليست اكثر مما تستحقه، بل اكثر مما تحصل عليه مثيلاتها في بلدانها الاصلية او غيرها من البلدان، وذلك ينطبق خصوصا على "الادمغة" واليد العاملة المتخصصة. ولكن هذه الظاهرة لا تغير في جوهر الموضوع الاساسي. ولذلك فإن الطغمة الاحتكارية الامبريالية الاميركية كانت على الدوام مضطرة للتربص، والتحايل، و"تغيير جلدها"، وتغليف اهدافها بالشعارات المضللة المعادية للاستعمار، والمنادية بالحقوق والحريات الفردية وحقوق وحريات الشعوب، وانتهاج سياسة تقديم "المساعدات" الاقتصادية والعسكرية و"الانسانية" و"الثقافية"، وعقد وتشكيل المعاهدات والاحلاف "الحرة" الخ.
وهذا ما دشن قيام آليات "الاستعمار الجديد" (نيوكولونياليزم)، الذي يعود للامبرياليين الاميركيين "الفضل" الاول في "اكتشافه" والمبادرة الى تطبيقه. وهو ما اخذت الدول الامبريالية والاستعمارية الاوروبية "تقلده" فيما بعد، متخلفة عن الاميركيين اكثر من قرن. وقد مضى اكثر من قرن آخر حتى بدأت مفاعيل "الاستعمار الجديد" تنكشف وتنفضح على نطاق واسع، ويتبين أنها أبشع بما لا يقاس من الاستعمار القديم المفضوح. وفي المرحلة التاريخية الراهنة، يتمثل "الاستعمار الجديد" بأبشع أشكاله "المطورة" في عولمة الرأسمال الاحتكاري العالمي، بنواته الاميركية ـ الصهيونية.
ولكن بالرغم من كل "مآثر" الطغمة الاحتكارية الاميركية مع شريكتها الصهيونية، فإنها ترتعد من امكانيات انفضاحها امام جماهير الشعب الاميركي.
ـ2ـ إن التمييز العنصري ضد الزنوج هو من اكبر لطخات العار في التاريخ الامبريالي الاميركي، الغارق في العار الى ما فوق شعر رأسه. ولكـن النضال ضـد العنصرية، فـي اوساط البيض أنفسهم، هـو علامة مضيئة فـي تاريخ الشعب الاميركي. واذا تجردنا، جدلا ايضا، عن العديد من العوامل الاخرى، فإن هذا العامل قد تجسد، اول ما تجسد، في الحرب الاهلية الاميركية (1861ـ1865)، التي كان احد اهم اهدافها تحرير الرأسمال، والى جانبه تحرير الزنوج من اشكال الانتاج المتخلفة، المتمثلة في العبودية الاستعمارية القروسطية الفظة.
ولا بد من الملاحظة هنا ان المحور الرئيسي للعملية الدمقراطية في اميركا، هو بعدها الانساني، المتمثل اولا في النضال ضد العنصرية. واذا اجرينا مقارنة بين تاريخ المسألة العنصرية في جنوب افريقيا، حيث ان البيض هم اقلية، وبينها في اميركا، حيث ان السود هم اقلية، لادركنا اهمية العامل الدمقراطي العريق، في المجتمع الاميركي.
وهذا المثال يبين أن معاداة العنصرية هي مكوِّن اساسي ثان في الوعي الانساني والدمقراطي للمواطن الاميركي العادي، بمن في ذلك ايضا غالبية السكان البيض.
وقد تصاعد النضال الشعبي الدمقراطي في اميركا بدرجة كبيرة، في اعقاب الحرب العالمية الاولى، أول مجزرة امبريالية عالمية على هذا النطاق، وخصوصا بعد انتصار الثورة الاشتراكية وإسقاط حكم الاستبداد القيصري في روسيا في 1917. ومن ثم في ظروف استشراء الازمة الاقتصادية العامة للرأسمالية في 1929ـ1933. وكان يمكن لتطور هذا النضال ان يسهم في تحقيق تغيير جذري في مجرى التاريخ العالمي، من خلال تغيير مجرى التاريخ الاميركي.
ولكن "المجتمع الشعبي" الدمقراطي المناضل في اميركا عاد فـ"انتكس" بشدة امام "مجتمعها الامبريالي" الرجعي، في حقبة الانحراف الستاليني والبيروقراطي في النظام السوفياتي. لأن هذا الانحراف بالذات شكـّل "خيبة امل" تاريخية، وأدى الى إضعاف القوى الوطنية والتقدمية والدمقراطية في العالم اجمع، بما في ذلك في اميركا، ذلك ان هذه القوى كانت على صلة رحمية، مباشرة وغير مباشرة، بقضايا التحرر الوطني، الدمقراطية، العدالة الاجتماعية والاشتراكية. وتاريخيا اضطلعت الستالينية بدور الاداة الامبريالية الاولى لتيئيس الجماهير الشعبية في كل انحاء العالم وابعادها عن الاشتراكية وتنفيرها منها. ويمطبق ذلك بصورة خاصة على البلدان الاوروبية والاميركية، الاكثر تقدما من الاتحاد السوفياتي السابق. وبقدر ما كان الوحش الستاليني يضع "المساحيق الاشتراكية" على وجهه الكريه، كانت الجماهير الشعبية الواعية في العالم، وفي اميركا، تبتعد عن الاشتراكية. وقد ادى الانحراف الستاليني في النهاية الى افلاس النظام السوفياتي، ومن ثم سقوطه الذاتي. وعلى مدى عقود، استفادت القوى اليمينية الاميركية حتى الحد الاقصى من الخط المنحرف في النظام السوفياتي، ولا سيما أخيرا من سقوطه المفجع في بداية التسعينات من القرن الماضي، لتبرير تشديد قبضتها على "مجتمعها". الا انها بطبيعة الحال لم ولن تستطيع خنق التقاليد الدمقراطية المتأصلة بعمق في اميركا. والدمقراطية هي التي ستقول كلمتها الحاسمة في النهاية، رغم ارباب الماكارثية الجديدة.

الحليف الستراتيجي
ان المهمة الرئيسية لاجهزة الاعلام الديماغويجية، المنسـَّـقة مع آليات القمع المستور والمكشوف، هي محاولة طمس الوجه الحقيقي للمجتمع المدني الاميركي، وتشويه دمقراطيته الانسانية. وهي تحاول، بالمقابل، ان تضفي عليه مظاهر خارجية خادعة، تغريبية ـ فوقية، حيال المجتمعات الاخرى، ولا سيما حيال البلدان الفقيرة والمظلومة والمهانة.
ولكن التركيبة السكانية للمجتمع المدني الاميركي، وتقاليده الدمقراطية، تجعله في الواقع على النقيض من ذلك تماما. وهو يمتلك كل المقومات والامكانات الموضوعية والذاتية لأن يلعب دورا تحرريا تاريخيا، على النطاق العالمي بأسره، في النضال ضد آليات والاعيب وممارسات الامبريالية المعولمة، وبالاخص رأسها الاميركي ذاته، ولفرض ارادته على الادارة الاميركية، من ضمن "اللعبة الدمقراطية" ذاتها.
والاصول الشعبية والتقدمية والثورية، لغالبية الاميركيين البيض أنفسهم، الى جانب الاصول "الغيـْرية"، "الملونة" والعرقية والاتنية والدينية، لغالبية أبناء الشعب الاميركي المعاصر، تمثل ارضية موضوعية صلبة وواسعة جدا، لاكتساب جماهير هذا الشعب، بشكل مباشر وفعـّال، الى جانب القضايا التحررية العادلة، لمختلف الشعوب المناضلة وحركات التحرير في العالم. وهو ما يعبر في الوقت نفسه عن المصالح الاساسية الجوهرية للجماهير الشعبية والانتلجنتسيا الاميركية، في مواجهة الطغمة الاحتكارية الاميركية، التي تستفيد من "إنجازاتها" و"فتوحاتها" ومواقعها الخارجية، وتستقوي بها، لتعزيز تضليلها وتسلطها واستغلالها لـ"شعبها الخاص".
واليوم، في أوج قوتها وجبروتها، تقف الطغمة الامبريالية الاميركية على حافة الهاوية. فهي قد أوصلت سياستها القائمة على الديماغوجية والتضليل والكذب الى نقطة الذروة، التي لا تحتاج معها الا الى دفعة عادية، حتى يبدأ الانحدار. ويكفي ان نذكر كيف يتحول ـ وبشكل معيب، لا يليق حتى بأمثال عيدي أمين(1) ـ ممثلو الدولة الاعظم في العالم، الى محام فاشل صغير للجزارين الهتلريين الجدد في اسرائيل. وأخشى ما تخشاه هذه الطغمة الآن، هو وعي المجتمع الاميركي لحقيقتها، وخصوصا ادراك طبيعة الهيمنة اليهودية ـ الصهيونية على اميركا، ضد المصلحة الوجودية للشعب الاميركي. واصبح يُـرى بوضوح "استيقاظ" "عقدة فيتنام"، التي هي "عقدة اميركية" بامتياز، ولكن بصورة نوعية جديدة، لا يكفي معها فقط الانسحاب من "الورطة الخارجية"، لأن الورطة هذه المرة هي داخل اميركا، اكثر مما هي خارجها.
............................................
(1) دكتاتور جزار صغير سابق في اوغندا البائسة، اتهم بالكانيبالية.
..................................................................................
وهذا ما يقتضي، من القوى والاوساط المعادية للامبريالية والصهيونية، أن تتخلص من تأثيرات النظرة الانعكاسية السلبية، الانفعالية المسبقة، ضد "كل من هو اميركي". لأن هذا الموقف السطحي، "المفهوم" ولكن غير المبرر وغير الصحيح، يقدم، ولو احيانا بدون أي قصد عنصري بالذات، خدمة "موضوعية" للطغمة الاحتكارية الاميركية. فهو "يساعدها" على الاستفراد الكيفي بتضليل الشعب الاميركي، من خلال التلطي خلف ضحاياه البريئة، التي تحمل هي بالذات المسؤولية الاولى عن سقوطها، تماما مثلما هي مسؤولة عن سقوط اي ضحية للامبريالية والصهيونية في اي مكان في العالم.
كما يقتضي أيضا، وبشكل خاص، بذل الجهود الضرورية لايصال الصوت الحقيقي للشعوب المظلومة، الى المجتمع المدني الاميركي، وايجاد "اللغة المشتركة" معه، باعتباره الحليف الستراتيجي الاول للشعوب المظلومة في النضال ضد الامبريالية الاميركية والصهيونية.

العدالة الانسانية وحقوق الشعوب لا تسقط بمرور الزمن
ان الطغمة الاحتكارية الامبريالية الانجلو ـ ساكسونية/اليهودية ـ الصهيونية تستعمر اول من تستعمر الشعب الاميركي ذاته، الذي هو في غالبيته الساحقة من غير الانجلو ـ ساكسون واليهود ـ الصهاينة. والاداة الرئيسية التي تستخدمها الطغمة الاحتكارية الامبريالية الاميركية، لاستعمار الشعب الاميركي في الداخل، وللتوسع والهيمنة الامبريالية والاستعمارية في الخارج، هي ذاتها الاداة الرئيسية التي استخمت لغزو اميركا وابادة الهنود الحمر، ومن ثم لاسترقاق الزنوج الافارقة وابادة عشارت الملايين منهم. وهذه الاداة هي: الدولة الاميركية. فمن اجل تخليص شعوب العالم، بما فيها الشعب الاميركي ذاته، من الامبريالية الاميركية، ينبغي توحيد جهود جميع حركات التحرير والحركات التقدمية والانسانية في العالم، بما في ذلك في اميركا، لاجل تفكيك الدولة الاميركية لما تمثله من خطر على الانسانية جمعاء. وهذا يقتضي:
ـ1ـ العمل لتحضير ملف حقوقي اتهامي كامل حول قضية غزو اميركا والابادة الجماعية لسكانها الاصليين والاستيلاء بالقوة الغاشمة على بلادهم واراضيهم. وتحديد المسؤوليات بالاسماء والوقائع لكل ما يتعلق بقرارات الغزو وتنفيذ تلك القرارات. ووضع لائحة كاملة بأسماء الشخصيات الطبيعية والمعنوية ـ الحقوقية: الحكومية والبرلمانية والحزبية والدينية والاقتصادية والعسكرية والمافياوية. وان يكشف هذا الملف، بالاسماء والوقائع ايضا، كل الدول والهيئات والشخصيات المستفيدين من هذه الجريمة التاريخية ضد الانسانية، بدءا من تاريخ غزو اميركا وحتى اللحظة الراهنة. ونشر هذا الملف على الرأي العام الدولي، والعمل لتبنيه من قبل جميع الهيئات السياسية والحقوقية والدينية، الرسمية وغير الرسمية، في العالم اجمع، لاتخاذ صفة الادعاء على المذنبين ومحاكمتهم. وان يكون هذا الملف اساسا لتشكيل محكمة دولية بهذا الخصوص، واصدار احكامها القضائية بانزال العقوبات التي يستحقها الفاعلون (ولو كان ذلك من باب العبرة) من اجل فضحهم امام الاجيال قاطبة، واصدار احكام بالتعويضات الكاملة على الدول والشعوب والجماعات والافراد المتضررين. وتشكيل هيئة دولية لتلقي هذه التعويضات وصرفها للمستحقين.
ـ2ـ تحضير ملف اتهامي مشابه، والسير بمحاكمة دولة مشابهة، فيما يتعلق بجريمة استرقاق وابادة عشرات ملايين الزنوج الافارقة.
ـ3ـ تحرير المجتمع الاميركي من ربقة هيمنة الطغمة اليهودية ـ الصهيونية التي، بمساعدة الطغمة الانجلو ـ ساكسونية البروتستانتية، تسيطر على جميع مقدرات الشعب الاميركي؛ ومحاكمة وطرد جميع اليهود ـ الصهاينة من اميركا.
ـ4ـ اعلان انسحاب اميركا من حلف الاطلسي العدواني، وحل والغاء وزارة الحرب الاميركية (البنتاغون)؛ وحل وتسريح جميع الجيوش الاميركية في الخارج؛ والغاء الميزانية الحربية لاميركا؛ وتقديم جميع المسؤولين العسكريين الاميركيين، السابقين والحاليين، الى المحكمة الدولية لمجرمي الحرب، لمحاكمتهم على ما ارتكبوا من جرائم ضد الانسانية خلال الـ50 ـ60 سنة الماضية.
ـ5ـ حل وتسريح جميع اجهزة المخابرات المافياوية الاميركية؛ وتقديم جميع المسؤولين عنها السابقين والحاليين الى المحكمة الدولية لمجرمي الحرب.
ـ6ـ حل وزارة المال الاميركية والبنك المركزي الاميركي وجميع البنوك الاميركية الكبرى والبنك الدولي وصندوق النقد الدولي، وتقديم جميع المسؤولين عنها السابقين والحاليين الى محكمة العدل الدولية.
ـ7ـ الالغاء التام لجميع الديون الخارجية الاميركية على جميع دول العالم.
ـ8ـ القاء القبض على جميع قادة الحزب الجمهوري الاميركي والحزب الدمقراطي الاميركي وزعماء المافيا والمحافل الماسونية، وتقديمهم الى المحاكمة الدولية.
ـ9ـ تفكيك الدولة العدوانية الاميركية، ووضعها تحت وصاية الجمعية العمومية للامم المتحدة لمدة لا تقل عن 20 سنة، وتتجدد سنويا اذا دعت الحاجة.
ـ10ـ منح حق تقرير المصير، بما في ذلك الحق في الانفصال وتشكيل دولها المستقلة او المستقلة ذاتيا (الاوتونومية) للجماعات الاتنية والقومية في اميركا، وخصوصا اللاتيونوس والزنوج الافارقة، ومساعدتهم على تشكيل دولهم الوطنية المستقلة على الارض الاميركية.
ان السياسيين والسوسيولوجيين المشبوهين والسخفاء والسطحيين سيروا ان تطبيق هذه الاهداف هو صعب ومستحيل. ولكن اميركا تعيش على فوهة بركان حرب اهلية جديدة ورهيبة. ومهما كان من صعوبة تحقيق هذه الاهداف الانسانية، فإنها اسهل بكثير من فظائع الحرب الاهلية التي اخذت تدق بعنف ابواب اميركا، وهي فظائع ستنعكس على العالم بأسره.
ــــــــــــــــــــــــــــــ
* كاتب لبناني مستقل



#جورج_حداد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اوروبا تتجه نحو التمرد
- الازمة الرأسمالية العامة لاميركا والزلزال -الافيوني الالكتر ...
- الامبريالية والشعب الاميركيان
- التبدلات الديموغرافية ومضاعفاتها المرتقبة في اميركا
- الامبريالية والعنف
- الهيمنة العالمية لاميركا: بداية النهاية..
- التقسيم الامبريالي الرأسمالي لاوروبا
- تقرير معهد SIPRI يؤشر الى مرحلة تفكك الامبريالية
- بداية انحسار موجة العداء للشيوعية في المانيا
- بعد 20 سنة: الشيوعيون القدامى يطالبون بتجديد الدعوى حول احرا ...
- لبنان الوطني المقاوم حجر الاساس لنهضة عربية حقيقية
- الثلاثة الاقمار اللبنانيون الكبار في سماء الشرق
- إزالة المسيحية الشرقية: هدف اكبر للامبريالية الغربية
- -الحلقة الاضعف-
- قبل استخراج النفط والغاز: ضرورة تحرير المياه الاقليمية اللبن ...
- قرار مجلس الامن -الاميركي- ضد الشعب الايراني
- -الحرب السرية- القادمة لاميركا واسرائيل
- عشية الموجة الثانية من تسونامي الازمة: اوروبا لا تدار بالدول ...
- محام اصغر للشيطان الاكبر!!
- قيرغيزستان: -ثورة الزنبق- الموالية لاميركا تسقط ايضا


المزيد.....




- -جريمة ضد الإنسانية-.. شاهد ما قاله طبيب من غزة بعد اكتشاف م ...
- بالفيديو.. طائرة -بوينغ- تفقد إحدى عجلاتها خلال الإقلاع
- زوجة مرتزق في أوكرانيا: لا توجد أموال سهلة لدى القوات المسلح ...
- مائتا يوم على حرب غزة، ومئات الجثث في اكتشاف مقابر جماعية
- مظاهرات في عدة عواصم ومدن في العالم دعمًا لغزة ودعوات في تل ...
- بعد مناورة عسكرية.. كوريا الشمالية تنشر صورًا لزعيمها بالقرب ...
- -زيلينسكي يعيش في عالم الخيال-.. ضابط استخبارات أمريكي يؤكد ...
- ماتفيينكو تؤكد وجود رد جاهز لدى موسكو على مصادرة الأصول الرو ...
- اتفاق جزائري تونسي ليبي على مكافحة الهجرة غير النظامية
- ماسك يهاجم أستراليا ورئيس وزرائها يصفه بـ-الملياردير المتعجر ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جورج حداد - إشكاليات المسألة الاميركية امام محكمة التاريخ