|
احتفاء
معتز رشدي
الحوار المتمدن-العدد: 3212 - 2010 / 12 / 11 - 04:39
المحور:
الادب والفن
اصبوحة اردنية عراقية معتز رشدي . من عمان يا حوم اتبع لو جرينا ازواج احنا وما فرينا وليخسأ الخاسئون
بهذا المقطع الشعري الحماسي الجميل ، اعلن في مبنى بلدية (صدامه التكريتية )في عمان عن توزيع جوائز المغفور له حارث الضاري في الشعر والرواية والفن التشكيلي في اصبوحة حضرها لفيف من المهتمين والسادة المحكمين . وقد كان التزام السادة المحكمين بارتداء الزي العربي التقليدي مثار همس معجب ، من لدن جميع الحاضرين ، بيد انه لم يطل به الوقت حتى تحول ، من همس الى تصفيق فاعجاب متبادلين ، تخللته هوسة او هوستان . كانت ثياب السادة المحكمين مثيرة للزهو ، حقا ، بالوانها الزاهية والمعبرة عن تراثنا الملابسي الاصيل . هذا ، ولم تخل الاصبوحة من حوادث مؤسفة ، ساكتفي بذكر واحدة منها : فقد اجبر السادة المحكمون كبير لجنتهم على تبديل ثيابه العروبية المستحدثة بثياب عربية اكثر حشمة والتزاما : فقد دخل السيد علي السوداني القاعة بثياب مما لا عين رأت ولا اذن سمعت ؛ كان عقاله وردي اللون على رأس توجته كفشته الشهيرة ، بين كتفين مجلودين بالارض من شدة السكر اما لون الدشداشة فقد كان احمر اللون ، لطخته بقع مما تساقط عليها من اطباق المازة العراقية الشهيرة ، حيث الجاجيك ، وحيث فتات حقيرة من ورق الخس واللبلبي . اجبر الرجل على تبديل ثيابه ، ففعل ممتنا ، وشاكرا الحاضرين حسن تفهمهم ، قائلا : ان حوادث تمردية كهذه ، هي مما لا تخلو منها بيوت ومهرجانات اشرف العائلات . بعد ذلك قُرئت على الجمهور اسماء الفائزين بالجوائز ، وهم : اولا ، جائزة الرواية والشعر من نصيب العظيم الراحل ، القائد الضرورة ، وبطل العربان والعروبة المهيب الركن صدام حسين التكريتي . تلا تقديم الجائزة للشاعر عبد الرزاق عبد الواحد هوسات مؤثرة ، على وقع انغام مطرب القائد المفضل ( جبار عكال ) وحيث اغنية القائد المفضلة ( يا ذيب ليش تعوي ) ، بعدها قرأ الشاعر فصولا طويلات ...طويلات من رواية الزعيم الراحل ، والمسماة ( اخرج منها يا ملعون ؛ اخرج من الحفرة ) ، بكيت ساعتها ، والله ، وبكى الحضور ، ولعلعت السنة ( التفك ) في القاعة ، ولولا رحمة الله لانهار علينا سقفها . اما الجائزة الثانية ، فقد كانت من نصيب شاعرنا الجميل عبد المنعم حمندي ، وهي عبارة عن ورور كاتم للصوت . الجائزة الثالثة ذهبت ، بتلقائية عجيبة ، لحبيبنا ومشاكسنا الجميل النحيل علي السوداني نفسه . والجائزة عبارة عن طفل منغولي سمين مفخخ وضاحك . تلتها قراءة قصتين شهيرتين من مجموعته القصصية الاخيرة ، والمسماة : القماءة والقمامة المتمردتان في مجموعتي ما قبل الاخيرة : شكوكه ومكوكه . بيد ان طول عنوان المجموعة دفع بعض المحكمين من اصدقاء مشاكسنا السوداني الى الاحتجاج عليه ، لكونه تجاوز الوقت المخصص له . الجائزة الرابعة كانت من نصيب مشعان الجبوري ، والذي ابلى ، وبشهادة جميع الحاضرين ، بلاء حسنا وعظيما في فضائيتي الجزيرة والزوراء ، وذلك عبر حضوره الدائم في برنامج الاتجاه والاتجاه المعاكس . والجائزة عبارة عن ديكٍ ( هراتي ) مجربٍ في اشد صولات وقيلولات الحزب قماءة وشراسةً . هذا ، وقد نال شاعرنا الجميل المشاكس جواد الحطاب جائزة الشرف التقديرية عن بحثه الموسوم ( عبقرية القائد كفنان تشكيلي ) ، والبحث عبارة عن وريقات ثمينة رصد ، فيها شاعرنا الحطاب تطورات وتقلبات اعمال تشكيلية ، لم تنجز بعد ، في فكر ووجدان الزعيم الراحل .. قبيل نهاية الاصبوحة ، تشقلب الجمهور ، طربا وحماسة ، ذات اليمين وذات اليسار ، على وقع قوافي الشاعر ( عباس جيجان ) ، والذي سبق له ، قبل يومين من الآن ، حضور اصبوحة اخرى اعيد منها مخفورا ومخمورا ، وبمعية علي السوداني ، الى البار الذي قدما منه . قرأ جيجان قصيدة عرمرمية عن ذراع طويلة شديدة البأس وخفية ، اطول من كل ذراع رأيناها ، وهي تجوب مدن وقرى وقصبات العراق ، وللذراع طرف معدني ينتهي بمسدس كاتم للصوت . جاء عنوان القصيدة معبرا عن مضمونها الثوري ( جواتم يا قيادتنا الحكيمة ) . دخل جيجان القاعة بثياب عروبية مهلهلة وممزقة ، ساحبا وراءه ، بخفة شعبية عجيبة ، بعيرا ميتا لا لون له ، دلالة منه على فساد وجبن عرب اليوم ، فابكى الحضور ، والله ، ونال عظيم هوساتهم . دخلها بمعية الطفل المنغولي السمين الضاحك والمفخخ ، والذي تم تقديمه ، فيما بعد ، بمثابة عيدية - وكان الوقت عيدا – لمشاكسنا الجميل النحيل علي السوداني . كان مشهد لقاء الصديقين ، وعناقهما لاحدهما الآخر – اي علي السوداني وجيجان ، وليس السوداني والطفل المنغولي ، كما ظن ، ويظن ، البعض – مؤثرا للغاية ، ومبكيا مضحكا للغاية . كانت اصبوحة ، لم يذكر اسم الله فيها ، ولم تقرأ على الحضور اية آية من آي الذكر الحكيم ؛ فقد اقسم جل الحاضرين ان القائد حاضر حي بفكره ، وشهيد غائب ببدنه ، وعليه فليس من الحكمة في شيء قراءة القرآن على زعيم حي ، اليوم ، اكثر من اي وقت مضى . التساؤل الذي طرح ، ويطرح ، نفسه ، هو : لم لم يحضر اليوسفيان العتيدان سعدي وفاروق ؟ اسيتحججان ، مرة اخرى واخرى ، بضيق ذات اليد ؟ الم نفتح لهم ابواب صحف وفضائيات العرب للنشر ، بل للقبض قبل النشر احيانا ... واحيانا ؟ والتساؤل الملح الآخر ، هو : لم اخلف قمرجينا الوسيم المشاكس عبد الستار ناصر وعده بالحضور ؟ ام ان قمرجينا الوسيم ( هكطي وما عنده لحية مسرحه ؟ ) ولله في خلقه شؤون .
عمان 2008
#معتز_رشدي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
اماه
-
الله في مرآته
-
حجر خضير
-
لا اله الاها
-
في ذم عبد الرزاق عبد الواحد
-
مقامة حديثة
-
قهقهة مرآة
-
دعاء للسحابة
-
يقولون وأقول
-
مختارات شعرية
-
لكل ٍ كربلاؤه
-
قٌبالة البحر
-
اخطاء عبد الكريم كاصد
المزيد.....
-
جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-
-
“العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024
...
-
مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77
-
المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب
...
-
نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط
...
-
تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام
-
السعودية تتصدر جوائز مهرجان هوليوود للفيلم العربي
-
فنانون أيرلنديون يطالبون مواطنتهم بمقاطعة -يوروفيجن- والوقوف
...
-
بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ
...
-
مظفر النَّواب.. الذَّوبان بجُهيمان وخمينيّ
المزيد.....
-
صغار لكن..
/ سليمان جبران
-
لا ميّةُ العراق
/ نزار ماضي
-
تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي
/ لمى محمد
-
علي السوري -الحب بالأزرق-
/ لمى محمد
-
صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ
...
/ عبد الحسين شعبان
-
غابة ـ قصص قصيرة جدا
/ حسين جداونه
-
اسبوع الآلام "عشر روايات قصار
/ محمود شاهين
-
أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي
/ بدري حسون فريد
-
أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية
/ علي ماجد شبو
المزيد.....
|