أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مصطفى محمد غريب - ثقافة الاضطهاد وحجب الحريات الشخصية والعامة















المزيد.....

ثقافة الاضطهاد وحجب الحريات الشخصية والعامة


مصطفى محمد غريب
شاعر وكاتب

(Moustafa M. Gharib)


الحوار المتمدن-العدد: 3211 - 2010 / 12 / 10 - 21:43
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


على ما يبدو أن مجلس محافظة بغداد يريد أن يفهم العراقيين انه فوق الدستور وفوق القوانين وفوق منظمات المجتمع المدني ولا بأس القول انه يتصرف بأنه فوق جماهير شعبنا في بغداد وفوق الدستور، هذا المجلس ورئيسه مالك الزيدي بدلاً من العمل الجدي بالحفاظ على أرواح المواطنين في الأحياء الشعبية بتخليصهم من الواقع البيئي المتخلف وتردي الخدمات وجحور السكن البائسة وغرق الشوارع والأزقة بالمياه الثقيلة والأمطار وأكوام الزبالة وآفات الذباب والبعوض والحشرات والكلاب والقطط السائبة عليه أن يتابع توسيع شبكة الرعاية الاجتماعية لإعانة آلاف العائلات المحتاجة التي تعيش تحت خط الفقرووووو.. الخ فهو ورئيسه المتشدق بالدين ظاهرياً يريد أن يعيد عجلة التاريخ ويغرق ليس بغداد فحسب بل البلاد كلها بظلامه الفكري وبأي حجة، حجة الشريعة والدين وكأنه يعيد أمجاد القوى التكفيرية التي قتلت آلاف العراقيين الأبرياء تحت طائلة الحجة نفسها، إنهم يعللون الاضطهاد الفكري وقمع الحريات بالدين والشريعة الإسلامية ويحاولون تمرير نهجهم الذي يساوى ما بين الثقافة الوطنية وبين العلل الاجتماعية الذي هي منتشرة لا بفعل النوادي الليلية وشرب الخمر بل بسبب علة الفقر والجوع والبطالة، وبدلاً من معالجة المشاكل المتراكمة وتخليص جماهيرنا الشعبية من معاناتها الحقيقية ورفع الوعي الاجتماعي فإنهم يساهمون في زيادة التخلف لا بل تعميقه لكي يتسنى لهم وضع قبضتهم على حقوقهم المشروعة وتكميم أفواههم في قول الحق والصراخ بهم..
ـــ ماذا فعلتم لنا خلال هذه السنين؟ ـــ أين وعودكم وعهودكم التي أعلنتموها قبل الانتخابات؟ كل الوعود وخطاباتكم الانتخابية عبارة عن ضحك على ذقون المواطنين، لكن ذلك لن يطول لان غالباً ما ينتصر الخير والإرادة الحرة على الإرادة السيئة وإذا كنتم تختبئون خلف الدين وما تبدعون من فتاوى لمصلحتكم الشخصية والذاتية فسرعان ما تنكشف الحقيقة التي تحاولون حجبها عن الناس، إن مالك الزيدي بسعيه لشق اتحاد الكتاب مع نفر يأتمرون بإمرته كردة فعل لإعتصامات ومظاهرات واستنكار واسع لأكثرية المثقفين والكتاب والشعراء يبلط البحر وعلى ما يبدو انه لم يستفد من تجربة النظام السابق الذي لفضه التاريخ عندما حاول خلال ( 35 ) عاماً السيطرة على اتحاد الأدباء وترويج ثقافة الخضوع والخنوع واضطهاد المثقفين الوطنيين.
المصيبة الأخرى والتي لا تقل خطورة وإساءة لاتحاد الكتاب والمثقفين نجدها فيما قاله أو دعى له مرجع حزب الفضيلة الشيخ اليعقوبي بصوت تكفيري بدلاً من التعقل في القول والعمل على معالجة هذه الموضوعة بطريقة لا تخلق فجوة واحتقان اجتماعي ولا استياء، حيث اعتبر كل ظلامي سلفي أو أصولي تصريحاته عبارة عن حقنة نوعية تصب في دعمهم وتقوية توجهاتهم في القتل والتدمير، فهل من المعقول والمنطق أن تقوم شخصية دينية مُقَلَد من قبل البعض بإصدار بياناً تحريضياً ضد اتحاد الأدباء الذي يضم خيرة مثقفي العراق وكمنظمة من منظمات المجتمع المدني حيث يقول" أي حريّة يطالب بها هؤلاء لمجموعة من الأشرار تسكر وتعربد وتعيث فساداً في المجتمع حتى استغاث المجتمع من شرهم بكل الجهات الدينية والسياسية والحكومية والإنسانية لإنقاذهم من تعدّي هؤلاء الأشرار على أمن الناس وأعراضهم وكرامتهم.
فهل الحرية التي يطالبون بها تسمح بهذا العدوان، إن هذه المجاميع الضالة لو كانت تمارس فسقها وفجورها في بيوتهم الخاصة لما تعرضت لهم القوات الأمنية" عن إي فسق وفجور يتحدث اليعقوبي الذي يعلم علم اليقين عن قضايا الفساد والفساد المالي والإداري وحفلات المجنون التي شاهدها أكثرية المواطنين في أماكن وبيوت من يدعون التدين والدين بريء منهم وعن أي عار وحياء يتكلم وهو يعرف جيداً أن اتحاد الأدباء بكل مكوناته يحمل الثقافة الوطنية الأصيلة ويقف في شموخ ثقافي حضاري من اجل المشروع الثقافي الوطني الذي يبني صرحاً ثقافياً يضم في توجهاته مصلحة الوطن والشعب العراقي، وهل مشكلة العراق الآن في السكر والعربدة كي يقوم مجلس محافظة بغداد ورئيسه وبدعم من القوى الظلامية والشيخ اليعقوبي بإنقاذه من مشاكله ومآسيه وظروفه الأمنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية بغلق النوادي المرخصة بفعل القانون والهجوم على المثقفين ومؤسساتهم الثقافية وكأنهم يحيون قوانين صدام حسين وحكومة طلبان.
إن الأشرار الذي جاءوا على لسان اليعقوبي والمقصود بهم خيرة مثقفي العراق ووطنييه هم اخلص من كل المدعيين بالوطنية والمتفننين في ألفاظ الهلوسة وخطابات الترويج بالضد من الكلمة الخيرة، المثقفون العراقيون ضحوا ويضحون بنكران ذات من اجل علو الثقافة الوطنية وتخليصها من شوائب الشوفينية والتعصب القومي والفكر الظلامي الذي يبث سموم الحقد والكراهية بحجة الدين الإسلامي مستغلينه لتفريق وحدة شعبنا وتمزيق وطننا، أما الأشرار الذين أصبحوا بمأمن في تصريحات الشيخ اليعقوبي وغيره من دعاة الرجعية المتخلفة هم قتلة شعبنا وحاملي ثقافة الظلام والاضطهاد الفكري الذين يبرئهم اليعقوبي من داء العراقيين ويقف معهم مجلس محافظة بغداد، كان عليه أن يميز ما بين الخيّرين والأشرار لا أن ينساق بشكل ساذج وبسيط خلف ادعاءات وتخرصات مالك الزيدي ومن ينفخون في البوق التكفيري السلفي والأصولي، إن خلط الأوراق بهذا الشكل المريب واتهام اتحاد الأدباء ومثقفيه وجميع من رفعوا أصواتهم مستنكرين المواقف العدائية للثقافة الوطنية تذكرنا بعهد محافظ بغداد المقبور خيرا لله طلفاح وقوانين النظام البعثصدامي حينما ادعى فيها الطاغية بالحملة الإيمانية المعروفة والإيمان منه بريء، ولهذا نجد من الضروري أن تقف الحكومة العراقية بالضد من التجاوزات على الحريات الشخصية والعامة بشكل اعتباطي ومزاجي وتمنع استغلال الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد وتقف بالضد من يحاول التجاوز على الدستور والقوانين تحت طائلة أية حجة أو استغلال أي مكون من مكونات الشعب بدعاء المحافظة، وليكن بعلم الجميع إن السلطة التشريعية ( البرلمان ) هو الجهة الوحيدة التي تشرع وتعدل أي قانون أو حتى الدستور وليس مالك الزيدي ومن يؤيده في مجلس بغداد أو أي محافظ أو مسؤول أو رجل دين بما فيهم الشيخ اليعقوبي.
يجب أن يتولى القانون تصريحات مالك الزيدي غير المسؤولة وتهديداته الجوفاء وقلة أدبه وعدم احترامه وسعيه لتطبيق القرار رقم 82 لسنة 1994 الذي أصدره ما يسمى بمجلس قيادة الثورة المقيد للحريات والذي صوت ضده سابقاً أكثرية أعضاء المجلس، على اتحاد الأدباء ومؤسسة المدى والمثقفين العراقيين أن يرفعوا دعوى قضائية ضد مالك الزيدي باعتباره أساء استخدام موقعه المسؤول وأساء إلى شخصية اتحاد الكتاب وأعضائه ومؤسسة المدى ولا يكتفوا باعتذاره أو تراجعه لجعله عبرة أمام القانون والحريات الشخصية والعامة في العراق



#مصطفى_محمد_غريب (هاشتاغ)       Moustafa_M._Gharib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحكومة الجديدة ومهمات المرحلة الراهنة
- الصفقة السياسية نسخة طبق الأصل من الأولى ولكن!..
- علامات ضوئية لامرأتين
- إذا لم تستطع الحكومة حماية نفسها فكيف لها حماية المواطنين!
- الاغتيالات المنسية للمثقفين الوطنيين والديمقراطيين
- لن تكون الطاولة المستديرة الحل الشافي
- أهداف سياسية لإفشال الإحصاء السكاني الوطني في العراق
- الأصدقاء الغائبون
- خرق الدستور يدل على عدم احترام إرادة الشعب
- إعادة الانتخابات ضرورة ملحة بعد تعديل قانونها؟
- حياة المواطنون العراقيون الرخيصة
- الشريط الأمني المطلوب من قبل تركيا وأمريكا
- مسرحية هزيلة وفصول متناقضة معروفة
- لماذا لا يحترم الدستور ولا تحترم إرادة المواطنين العراقيين؟
- محاولات لطمس حقيقة وتاريخ الأيزيدية
- ثراث سنين اللؤم
- مخاطر مواقع المنشآت النووية الإيرانية الجديدة
- صراع المصالح الذاتية والشخصية على السلطة
- الحزب الشيوعي العراقي وخلط الأوراق المكشوفة 2
- الحزب الشيوعي العراقي وخلط الأوراق المكشوفة


المزيد.....




- فيديو كلاب ضالة في مدرج مطار.. الجزائر أم العراق؟
- الناتو يقرر تزويد أوكرانيا بمزيد من أنظمة الدفاع الجوي
- طهران: لا أضرار عقب الهجوم الإسرائيلي
- آبل تسحب تطبيقات من متجرها الافتراضي بناء على طلب من السلطات ...
- RT ترصد الدمار الذي طال مستشفى الأمل
- نجم فرنسا يأفل في إفريقيا
- البيت الأبيض: توريدات الأسلحة لأوكرانيا ستستأنف فورا بعد مصا ...
- إشكال كبير بين لبنانيين وسوريين في بيروت والجيش اللبناني يتد ...
- تونس.. الزيارة السنوية لكنيس الغريبة في جربة ستكون محدودة بس ...
- مصر.. شقيقتان تحتالان على 1000 فتاة والمبالغ تصل إلى 300 ملي ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مصطفى محمد غريب - ثقافة الاضطهاد وحجب الحريات الشخصية والعامة