أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالوهاب حميد رشيد - مصر.. أيام صعبة قادمة..















المزيد.....

مصر.. أيام صعبة قادمة..


عبدالوهاب حميد رشيد

الحوار المتمدن-العدد: 3211 - 2010 / 12 / 10 - 16:55
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قلّما شكّل البرلمان المصري الأساس لصنع السياسات أو خلق حوارات سياسية جادّة، بل أنه في الغالب الأعمّ، لعب دور الختم المطاطي لسياسات الحكومة. ولكن على مدى العقد الماضي وحتى الانتخابات البرلمانية الأخيرة، فإن وجود "الأخوان المسلمين" وغيرهم من عناصر المعارضة اللفظية، وكذلك الممثلين المستقلين داخل البرلمان، وفّر، على الأقل، فرصة لرصد العملية التشريعية وإثارة قضايا مثل الحاجة إلى الإصلاح السياسي والتصدي للفساد. ويبدو الآن، حتى تلك النافذة الصغيرة للمساهمة السياسية، قد أُغلقت.
وبعد الجولة الأولى من الانتخابات الجديدة، فالعديد من المحليين السياسيين المصريين الأكثر نفوذاً والمثقفين، لديهم شعور قليل من التفاؤل بشأن المستقبل السياسي للبلاد. إنهم يشعرون بأن الحزب الوطني الديمقراطي National Democratic Party (NDP) قد تمادى كثيراً في سعيه لاحتكار السلطة من خلال سحقه لجماعة الأخوان المسلمين، والجماعات الأخرى المعارضة الأصغر حجماً، وهم يقولون أن الانتخابات شابها شكاوى كثيرة بسبب الفساد، العنف، وتزوير الأصوات.
* لا مجال للمعارضة: ذكر الأستاذ في القانون الدولي والدبلوماسي السابق- عبدالله الأشعل Abdullah al-Ashaal- بأن ثلاث نقاط انبثقت عن الانتخابات: "أولاً.. اتخذ النظام الحاكم قراراً سياسياً بالقضاء على الأخوان المسلمين والمعارضة.. ثانياً.. تم استخدام العنف بطريقة قاسية، وصار الذهاب إلى صناديق الاقتراع كمثل مَنْ يضع نفسه في طريق الأذى.. ثالثاً.. كان قادة الحزب الحاكم متغطرسين جداً too arrogant. ممارساتهم ولهجة كلامهم/ خطاباتهم جاءت خارج نطاق أي قانون أو منطق. كان لدينا أمل بتبني مبدأ الحوار، ولكن أكتشفنا بأننا كنا سُذّجاً." كمثل بقية المراقبين المصريين، توقع الأشعل حملة الحزب الحاكم بمنع مرشحي الأخوان المسلمين لتجنب تكرار ما حدث في انتحابات العام 2005، عندما فاز الأخوان بحدود خُمس مقاعد البرلمان. ومع ذلك يرى أن الحكومة سوف تترك بعض المقاعد لهم، وتكافئ أحزاب المعارضة العلمانية الصغيرة الذين شاركوا في الانتخابات مع ما يكفي من المقاعد لتعزيز المعارضة العلمانية ومعارضة جماعة الأخوان المسلمين.
بينما قال عمرو هاشم ربيع- رئيس قسم الدراسات المصرية في مركز الأهرام للدراسات السياسية والستراتيجية، وأحد المفكرين المصريين: "كل التوقعات كانت تُشير إلى أن الحزب الوطني عقد صفقة مع الأحزاب العلمانية، مثل الوفد (و) التجمع عارضاً عليهم بعض الهدايا (مقاعد برلمانية). وكان الحديث يتعلق بتوزيع المقاعد ألـ 88 التي يشغلها الأخوان منذ العام 2005، ومن قبل الحزب الحاكم، بين أحزاب المعارضة الأخرى." فوجئ كل من الأشعل (و) عمرو بفوز الحزب الحاكم بـ 94% من مقاعد البرلمان (221 ) في الجولة الأولى. كان هذا "الفوز" طاغياً، ومحل شكاوى المعارضة ومنظمات حقوق الإنسان.
استناداً إلى نتائج الجولة الأولى من الانتخابات، لا يمكن للمعارضة العلمانية والدينية معاً الفوز بأكثر من 50 مقعداً- دون ألـ 10% من مقاعد البرلمان لجولتي التصويت في الانتخابات. ونتيجة لذلك انسحب من الانتخابات كل من الأخوان وحزب الوفد- المنافسان الرئيسان للحزب الحاكم- في إشارة إلى استخدام واسع النطاق للتكتيكات القسرية وتزوير نتائج الانتخابات.
"خلقت هذه الحصيلة انشقاقات داخل كافة الأحزاب السياسية والجماعات التي شاركت في الانتخابات،" وفقاً لـ جورج اسحاق- الناطق السابق لحركة كفاية وعضو بارز في الرابطة الوطنية من أجل التغيير- مجموعة تابعة لـ محمد برادعي/ الرئيس السابق لوكالة الطاقة الذرية الأممية، الذي قاطع الانتخابات.. (وأحد صوتين أممين ملفقين منافقين رئيسين للترويج، في حينه، للحرب على العراق.**)
* تمهيد الطريق للخلافة: يعتقد الأشعل أن تصرفات الحكومة يُمكن أن يُنظر إليها كجزء من خطة إقليمية أكبر larger regional plan مدعومة من الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل بقصد "الاستئصال السياسي politically eradicate" للأخوان المسلمين، واتخاذ إجراءات صارمة crack down ضد الجماعات الإسلامية في مختلف أنحاء الشرق الأوسط.
وحسب قوله: "هناك الانتخابات الرئاسية المقبلة، وهناك الخلافة السياسية political succession، حيث يجري الإعداد لها. لا يحتاج النظام إلى مستحضرت التجميل cosmetics في هذه اللحظة (المرحلة)." ولكن وفقاً لـ ربيع: "محاولة القضاء على الأخوان المسلمين هي محاولة غبيّة stupid... استخدمت الحكومة المحاكم العسكرية ضد الأخوان المسلمين دون أن تتمكن من القضاء عليهم. وفتحت (الحكومة) المجال للأخوان في الانتخابات البرلمانية السابقة، ولا تزال غير قادرة على تصفيتهم سياسياً." ويُضيف بأن النظام الحاكم يُريد أن يُحقق: الاحتكارالسياسي الكامل full political monopoly." قبل الانتخابات الرئاسية المقبلة، إذ يمكن أن نرى تغيير الرئيس لأول مرة منذ ثلاثة عقود.
في سياق نفور الناس Alienated masses، يعتقد العديد من المحللين بأن النظام المصري تمكن من سحق المعارضة بهذه الطريقة لأنه استطاع فعلاً تهميش الشعب المصري سياسياً على مدى عقود من الركود السياسي والحكم غير الديمقراطي. ووفقاً لـ ميلاد حنا- المفكر اليساري البارز: "الناس (مرتاحون) من الوضع الراهن. لقد قبلوا بالحزب الحاكم. إنهم اعتادوا على الركود السياسي... الشعب المصري غير مهتم بالانتخابات. لا يُتابعون الانتخابات. لا يُصوتون... تجري الانتخابات دون أية منافسة جديّة. لا أرى أي احتجاجات في الشوارع ضد الحزب الحاكم. الحزب الحاكم لا يواجه أية منافسة جديّة والأخوان المسلمين لا يمكنهم الحصول على أصوات كافية لتخويف الحزب الحاكم. الناس ليسوا غاضبين ولا يتقززون."
يخشى طارق البشري- مؤلف يحظى باحترام واسع، وقاض متقاعد- من نجاح الحكومة المصرية إضعاف كافة المجموعات السياسية المنظمة داخل البلاد. ويرى، أن أية علامة للإصلاح السياسي كانت "محدودة بالعلاقة مع وسائل الإعلام والنخب الفكرية... حتى يأخذ التغيير مكانه في أي مجتمع، ينبغي أن تتواجد تعبئة mobilization كافية للشارع السياسي، لسنا بحاجة إلى المزيد من الكلام. نحن بحاجة إلى المزيد من الفعل السياسي."
لكن البشري، يشك في نجاح النظام المصري إضعاف مختلف المؤسسات السياسية القادرة على تعبئة الناس. النقابات العمالية قد أُضعفت. الأحزاب دُمّرتْ. وتمّ تفكيك النقابات المهنية." في حين يرى ربيع أن منظمات المجتمع المدني المصرية التي انتشرت على نحو واسع خلال السنوات القليلة الماضية "فارغة من الداخل... أنتَ ترى الأحزاب ومنظمات المجتمع المدني لكن القانون قيدتها واحتوتها. عندك أحزاب، لكنها مقيدة من خلال القانون. تُشاهد البرلمان، ولكن ليس لديه سلطة حقيقية."
بخصوص تحريك الشارع المصري، لا يتصور الأشعل أن الحركات السياسية الجديدة أو القيادات الشعبية الحديثة مثل البرادعي يمكنهم تحقيق الكثير. "النظام لن يقبل أي همس من المعارضة." سوف تُعاني مصر كثيراً. لكن البشري أكثر تفاؤلاً "لا يوجد شعب بدون فرصة تغيير. أنا متأكد من قدومها في المستقبل. " لكني لا استطيع التبؤ بها في هذه اللحظة."
بل، حتى أنه يشتبه بأن فرصة التغيير قد تتحقق من داخل الحزب الحاكم نفسه، في ظروف معاناته من انقسامات داخلية خطيرة. "إن الحزب الحاكم سار بالانتخابات في بعض الدوائر بعدة مرشحين من الحزب يتنافسون على نفس المقعد... إن لديها تناقضات داخلية."
بينما إسحاق أكثر تفاؤلاً، ويرى أن حملة الحكومة ضد المعارضة، يمكن أن تقود إلى "بناء حوار بين أطراف المعارضة لـ "إقامة كتلة متحدة". ويُضيف بأن رابطته من أجل التغيير تعمل بقوة للوصول إلى الناس وتعبئتهم. "الشعب المصري مستمر في مقاطعة السياسة منذ خمسين عاماً. ينبغي أن لا نتأمل حصول تغيير في مصر خلال عشر سنوات فقط."
ومع ذلك، يرى العديد من المراقبين أن المعارضة المصرية ضعيفة ومنقسمة. وأن الجماعات السياسية الحديثة، مثل حركة كفاية والرابطة الوطنية من أجل التغيير، المثقفون والطبقة العليا، ناشطون فقط في المدن، وغير قادرين على الوصول إلى الطبقات الدنيا أو تعبئة الشارع المصري. ما هو مؤكد ، وفقا لإسحاق: "إذا كان الشارع المصري لا يتحرك، فلن يكون هناك أي تغيير. ستواجه مصر أياماً صعبة قادمة."
مممممممممممممممممممممممـ
Difficult days ahead for Egypt,By Alaa Bayoumi,aljazeera magazine.com, 06/12/2010.
-- Alaa Bayoumi is an Arab Journalist and writer. He has an MA in Conflict Resolution and Peace Studies from Duquesne University, PA. His writings can be found at: http://alaabayoumi.blogspot.com/
Source: Middle East Online.
** وفي حمّى دق طبول الحرب، لعب مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية الدكتور محمد البرادعي الدور المرسوم له، فكتب في لا ---ي-تقريره إلى مجلس الأمن بتاريخ 17/3/2003 "هذه المسائل والأمور المعلنة المتبقية ذات علاقة بالتقدم الذي كان قد تحقق (في السابق) بخصوص تصميم السلاح النووي بسبب عدم وجود بعض الوثائق، وبسبب عدم التعرف على مدى المساعدة الأجنبية في ذلك المجال، وبسبب عدم وجود دليل على أن العراق تخلى عن برنامجه النووي"!! وهكذا بدلاً من أن يبين مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية حقيقة هذه الأمور الهامشية المتبقية التي اعترف بها للجانب العراقي، ضخّمها ومنحها التهويل المطلوب أمام مجلس الأمن، واصفاً إياها بِأنها أمور يتوجب حلها، "مانحاً نفسه امتياز المساهمة الفاعلة في الترويج للحرب على العراق".
+ د. عبدالوهاب حميد رشيد، التحول الديمقراطي في العراق،"المواريث التاريخية والأسس الثقافية والمحددات الخارجية"، مركز دراسات الوحدة العربية، بيروت، 2006، ص 155.
+ جعفر ضياء جعفر (و) نعمان سعدالدين النعيمي،"أسلحة الدمار الشامل: الاتهامات والحقائق"، ندوة: احتلال العراق وتداعياته عربياً وأقليمياً ودولياً/ مركز دراسات الوحدة العربية، بيروت 2004.



#عبدالوهاب_حميد_رشيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المشاكل العراقية تطرد اللاجئين العائدين
- الجنون الأمريكي والفقر العالمي
- الكارثة البيئية الأمريكية- الإيرانية في العراق
- العراق يواجه مأساة انقراض مواطنيه المسيحيين
- العراق.. مآسي اللجوء واليورانيوم المنضب
- جرائم الاختطاف.. الانتقام القبلي.. قلبت حياة المرأة العراقية ...
- المسيحيون واللاجئون العراقيون
- ديمقراطية خادعة.. في شرق أوسط راكدة
- العراقيون غاضبون من الرواتب السخيّة لأعضاء البرلمان
- العراق وأفغانستان.. أكثر دول العالم فساداً..
- الاحتلال والسرطان
- رئيس وزراء حكومة الاحتلال في بغداد يُدير شخصياً فريق سري مُس ...
- عودة اللاجئين العراقيين.. وظروف معيشة اللاجئين المسيحيين..
- في سوريا.. مخاطر من تصاعد صفقات بيع بنات لاجئين عراقيين
- في العراق 30 ألف معتقل بدون محاكمة وتحت وطأة التعذيب
- العراق.. المسيحيون والصحفيون..
- دراسة.. الحروب (الأمريكية) يمكن أن تكلف 4-6 تريليون دولار
- العراق.. الصحفيون يقعون ضحايا الهجمات وعنف قوات الأمن
- أكبر جريمة في التاريخ!
- الصحفيون العراقيون يواجهون تهديداً يومياً


المزيد.....




- من أجل صورة -سيلفي-.. فيديو يظهر تصرفا خطيرا لأشخاص قرب مجمو ...
- من بينها الإمارات ومصر والأردن.. بيانات من 4 دول عربية وتركي ...
- لافروف: روسيا والصين تعملان على إنشاء طائرات حديثة
- بيسكوف حول هجوم إسرائيل على إيران: ندعو الجميع إلى ضبط النفس ...
- بوتين يمنح يلينا غاغارينا وسام الاستحقاق من الدرجة الثالثة
- ماذا نعرف عن هجوم أصفهان المنسوب لإسرائيل؟
- إزالة الحواجز.. الاتحاد الأوروبي يقترح اتفاقية لتنقل الشباب ...
- الرد والرد المضاد ـ كيف تلعب إيران وإسرائيل بأعصاب العالم؟
- -بيلد-: إسرائيل نسقت هجومها على إيران مع الولايات المتحدة
- لحظة تحطم طائرة -تو-22- الحربية في إقليم ستافروبول الروسي


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالوهاب حميد رشيد - مصر.. أيام صعبة قادمة..