أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كاظم الشويلي - الوجوه البيضاء للقاص خزعل المفرجي














المزيد.....

الوجوه البيضاء للقاص خزعل المفرجي


كاظم الشويلي

الحوار المتمدن-العدد: 3210 - 2010 / 12 / 9 - 16:52
المحور: الادب والفن
    


كاظم الشويلي

الوجوه البيضاء للقاص خزعل المفرجي

طالعنا القصة القصيرة الموسومة ب ( وجوه بيضاء بلا حدود ) للقاص المبدع خزعل طاهر المفرجي ، حيث تدور فكرة القصة الجميلة حول العلاقة مابين الحاكم والمحكوم ، وقد اختار القاص أسماء شخصياته بدقة ، حيث أشار إلى الحاكم بأسم خليفة ، وأشار إلى المحكوم بأسم صابر ، أي الشعب المحكوم ، وهكذا ومنذ البدء صنع لنا القاص شخصيتي القصة ( خليفة وصابر ) ، ثم يشرع بحبك ونسج الأحداث ، ويلفت القاص نظرنا إلى لجوء صابر إلى خليفة ويظنه صادق أمين لغرض إيداعه أمواله وممتلكاته الكثيرة ، وذلك لغرض الخروج من حيرته والذهاب إلى فريضة الحج ، نطالع السرد الذي نسج بسلاسة وعفوية :
( صابر في حيرة من أمره ، كيف يذهب إلى بيت الله الحرام (الحج ) ، ومن هو الإنسان الأمين الذي يؤتمن على ثروته الكبيرة الطائلة ، من قطعان البقر والأغنام والماعز والخيول العربية الأصيلة ، ومن الذي يوجه الرعاة إلى أعمالهم في كل يوم ؟ وتساءل من نفسه لا يوجد غير الحاج خليفة ، معظم أهل القرية يقولون عنه انه رجل أمين ، ويدعو إلى ألاحسان والبر ومساعدة الآخرين ، عزم وحسم أمره وذهب إلى الحاج خليفة ... )
وهكذا تصور صابر انه قد وجد ضالته وسوف يضع ممتلكاته بيد أمينه منتخبة من قبله ، وهنا تبدأ المفارقة ، وتنسج الحكايا ، ويبدا الخليفة المنتخب بوضع شروطه ، يقول القاص :
( وافق الحاج خليفة على الأمانة ، ولكنه اشترط على صابر شرطان هما : - أن يدعو الله في بيته الحرام أن يحشر حاج خليفة مع الصديقين وأن يدعو إلى جميع أهل القرية أن تكون كلمتهم الصدق ، ورد الأمانة إلى أصحابها في التمام والكمال ، وقال بصوت عالي ، بنبرة الواعظ ، يا صابر في الصدق والأمانة تكون القرية في امن وأمان ويعم الخير الجميع ... ) .
وبهذا السرد الممتع قص علينا المفرجي بداية الأحداث ، وهكذا ظن صابر انه قد وضع حسن ظنه بمكانه المناسب ، ويدفعنا القاص الرائع الى تتبع بقية القصة والبحث عن جواب :- هل خليفة ( الخليفة ) يصون الامانة ؟ نتابع السرد ، والسخرية المرّة :
( سافر صابر ، في اليوم الأول خرج حاج خليفة ووجه الرعاة إلى أعمالهم ... في اليوم الثاني طرد احد الرعاة من عمله واخذ قطيعه وباعه في مدينه بعيده .... في غضون شهر طرد جميع الرعاة وباع جميع قطعان الماشية وأودع المبالغ الكبيرة في إحدى القرى البعيدة ) .
هنا تبدا عقدة القصة ، وقد شرعت عملية الصراع بين الخير والشر ، واكتشفنا نحن المتلقين الوجه الأسود للخليفة ، ويدفعنا القاص لمعرفة سر وجواب لسؤالنا الذي يتولد من قراءة مقدمة الأحداث : كيف يتخلص المحتال من العقاب وهل يكتشف المخدوع أسرار الخديعة ... نستجلي النص :
( عاد الحاج صابر ، ذهب حاج خليفة لتهنئة حاج صابر ومعه هدية قدر كبير من اللبن الزبادي الخاثر ( روبه ) ، تعانقا بحرارة وشوق ، سأل الحاج صابر حاج خليفة عن الرعاة وماشيته ، قال الحاج خليفة :- الأمانة مسؤولية صعبة لقد أتعبتني هذه الأمانة ... تفشى مـــرض مهلك في الماشية وهرب جميع الرعاة لعدم تحملهم المسؤولية وقد هلــكت جميع القطعان ..واستأجرت عمال لحفر خنادق لدفن الماشية الهالكة خشيــــة أن ينتشر المرض في قطعان القرية وأهلها ، وللأمانة وتبرئة ألذمه . لي يا حاج صابر بذمتك (نصف مليون ) دينارا أجور عمال الحفر ، من الحلال والحرام أذكرك بها ... بلهجة غاضبه سأل الحاج صابر حاج خليفة :ـ وما هذا القدر يا حجينا ؟ رد خليفة عليه :- هذه هدية ، انه قدر( روبه) . تلقف (حاج صابر) القدر بغضب وبسرعة سكب اللبن على رأس (حاج خليفة) ، و بعد ذلك البس القدر في رأسه ، هرب حاج خليفة وهو مغطى ببياض (اللبن الرائب) ، تجمهر كل من في القرية على حاج خليفة وهم مستغربين ، سألوه :ـ ماذا جرى لك يا حاج ؟ فقال كانت عندي( أمانة) للحاج صابر ، رددتها له في التمام والكمال ، ومثلما تشاهدون خرجت من عنده بوجــــــــه ابيض !! ) .

لقد منحنا القاص المبدع خزعل المفرجي قصة ساخرة مريرة ، تتضمن رسالة وهدف وفكرة سامية وصائبة لقد صنعها لنا على شكل قصة رمزية تنطوي على مغزى ومعنى رائع ، وكشف لنا على ما لحق بالصابر من قبل الخليفة المحتال الذي خان الأمانة ، نعم هكذا هو الأدب يجب ان يحمل رسالة وهدف ومضمون أنساني ... وإلا فما هي فائدته الأدب ؟



#كاظم_الشويلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أحلام القاص عبد الفتاح المطّلبي
- لمحة نقدية لقصص المبدعة سنية عبد عون رشو
- القاص جيكور ... عندما يتحفنا بروائعه
- الشاعرة رغد صدام ...وعلى الدنيا السلام
- قُتل الإنسان ما أكفره ....
- تايتانيك عراقية ...
- شتاء جهنم ..... قصة قصيرة
- اقراط سوسن ..... قصة قصيرة
- أين أنت ...... يا نجمة الصباح


المزيد.....




- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...
- -الضربة المصرية لداعش في ليبيا-.. الإعلان عن موعد عرض فيلم - ...
- أردوغان يشكك بالروايات الإسرائيلية والإيرانية والأمريكية لهج ...
- الموت يغيب الفنان المصري صلاح السعدني
- وفاة الفنان صلاح السعدني عن عمر يناهز الـ 81 عام ….تعرف على ...
- البروفيسور منير السعيداني: واجبنا بناء علوم اجتماعية جديدة ل ...
- الإعلان عن وفاة الفنان المصري صلاح السعدني بعد غياب طويل بسب ...
- كأنها من قصة خيالية.. فنانة تغادر أمريكا للعيش في قرية فرنسي ...
- وفاة الفنان المصري الكبير صلاح السعدني
- -نظرة إلى المستقبل-.. مشاركة روسية لافتة في مهرجان -بكين- ال ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كاظم الشويلي - الوجوه البيضاء للقاص خزعل المفرجي