أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - اسحق ليئور - وأنتم مكتوفو الأيدي














المزيد.....

وأنتم مكتوفو الأيدي


اسحق ليئور

الحوار المتمدن-العدد: 3209 - 2010 / 12 / 8 - 15:39
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


هآرتس - 6/12/2010: في اللحظة التي ركعت فيها اسرائيل على ركبتيها، بيّنت للعالم أن عندها طائرات قادرة على بلوغ ايران والعودة أو أن تُحرق القطاع، وليس لها طائرات اطفاء ومواد إخماد، دُفع بنيامين نتنياهو الى هذه اللحظة لعرضٍ تنفَّج في ذروته إزاء فريق قيادة: "قولوا لي ماذا تحتاجونه وسأهتم بذلك". امتلأ الفضاء بألسنة النار، ورجال الانقاذ، والثُكل، وذهول برجوازي إزاء الضرر الذي وقع بعين حوض (فماذا عن عين حوض الفقيرة؟) وعن العمل المرهق لبضع مئات من رجال الاطفاء الذين لم يُحرك اضرابهم الطويل قبل أكثر من سنة بقليل ساكنا عند موظفي الخزانة العامة.
حان الوقت لمحاسبة من قضوا على دولة الرفاهة، ممن نتنياهو قائدهم الأهم مدة سنيه في تولي وزارة المالية ورئاسة الحكومة. ليست دولة الرفاهة مخصصات أولاد وسلة أدوية ومنازل يومية وضريبة دخل متقدمة فقط. فهي تعتمد على نضال دائم لجماعة الاعمال ومن اجل الايمان (والقوة السياسية للمتمسكين بها)، بأن كل مواطن يستحق حياة آمنة غير مشروطة. هذا هو الايمان بأن رفاهية الانسان ليست تفضلا وأن الدعوة الى الرفاهية ليست "غوغائية"، كما يُحبون تسميتها في دعاية وزارة المالية، لان هذه الغوغائية هي آخر ملاذ للمواطن الذي تعوزه الحماية.
هذا ما تم الكشف عنه أكثر من كل شيء في الحريق: فلم يكن ثمة مجرد إهمال ولا مجرد ادارة فاشلة بل جسم مكشوف متخلاً عنه لجمهور المواطنين الذين لا يملكون لا القدرة ولا الممثلين للمطالبة بحمايتهم من العوز والأخطار.
إن ترك الانسان لرحمة النخبة، مع رؤوسها الاربعة (السياسي والأمني والاقتصادي والاكاديمي)، قد انشأ منذ زمن مجتمعا لا يوجد فيه للمواطن البسيط ما يتوقعه. نجحت جماعتان في أن تُنشئا لانفسهما جماعات ضغط في الكنيست (المستوطنون والحريديون)، أما من بقوا فيحتاجون الى النظر الى جهاز الصحة مثلا وأن يقولوا متأثرين: أي دولة متقدمة عندنا.
إن انتقاض عُرى دولة الرفاهة يعني انه لم يسيطر على حياتنا فقط التفكير الاحصائي ("ما احتمال أن يشب حريق كهذا – مرة كل عقد أو عقدين؟ ليشب! من العبث بذل الجهد لمنعه")، بل سيطرة أعمق للمفهوم الأعمالي البارز "الكُلفة – الفائدة". هذا هو العنوان على الجدار: لا يجوز لنا التنازل لمن يترجمون حياتنا الى حساب الربح.
كذلك التمدح بالجهاز الطبي كاذب. فالنقص الذي يزداد من الاطباء والممرضات يُمكّن من التنبؤ بما يترصدنا بعد ذلك (دون حديث عن معطيات اخرى)، لكن من المناسب النظر الى تدهور جهاز التربية، والتدهور البيئي وفي هذا السياق – الى جهاز اطفاء الحرائق: الجميع يعلمون كل شيء، لكنهم غير قادرين على التأثير في السلطة وحسابات الكلفة – الفائدة هي التي تحركها وتحرك رجال دعايتها منذ سنين، تحت رعاية النخب، أو عن عدم الاكتراث الخالص، بكونها منيعة من انهيار دولة الرفاهة.
الريح والنار هنا، مثل وباء شلل الاطفال، لا تعرفان الأسوار وتقطعان طريقهما القصيرة جدا بين طيرة الكرمل وحي دانيا في حيفا. حرصوا دائما على عدم شق شارع قصير بينهما من اجل الفصل بطبيعة الامر، لكن الريح والنار مثل الأوبئة لا تعرفان الفصل.
وهكذا يستمر الاسرائيليون وهم يحملقون في التلفاز، باحثين عن أعداء، موقعين على عرائض مضادة لايلي يشاي أو يندبون إلعاد ريبان الطيب الجميل ابن السادسة عشرة الذي وقع ضحية على مذبح التخلي، يستمر الاسرائيليون على عدم معرفة ما يفعلون كي لا تشتعل الغابة.



#اسحق_ليئور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثَلْم في حريش جديدة


المزيد.....




- الرئيس الإيراني: -لن يتبقى شيء- من إسرائيل إذا تعرضت بلادنا ...
- الجيش الإسرائيلي: الصواريخ التي أطلقت نحو سديروت وعسقلان كان ...
- مركبة -فوياجر 1- تستأنف الاتصال بالأرض بعد 5 أشهر من -الفوضى ...
- الكشف عن أكبر قضية غسل أموال بمصر بعد القبض على 8 عناصر إجرا ...
- أبوعبيدة يتعهد بمواصلة القتال ضد إسرائيل والجيش الإسرائيلي ي ...
- شاهد: المئات يشاركون في تشييع فلسطيني قتل برصاص إسرائيلي خلا ...
- روسيا تتوعد بتكثيف هجماتها على مستودعات الأسلحة الغربية في أ ...
- بعد زيارة الصين.. بلينكن مجددا في السعودية للتمهيد لصفقة تطب ...
- ضجة واسعة في محافظة قنا المصرية بعد إعلان عن تعليم الرقص للر ...
- العراق.. اللجنة المكلفة بالتحقيق في حادثة انفجار معسكر -كالس ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - اسحق ليئور - وأنتم مكتوفو الأيدي