أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - وسام الفقعاوي - الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين بين تجديد الذكرى والانطلاق نحو المستقبل















المزيد.....

الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين بين تجديد الذكرى والانطلاق نحو المستقبل


وسام الفقعاوي

الحوار المتمدن-العدد: 3209 - 2010 / 12 / 8 - 13:28
المحور: القضية الفلسطينية
    


نقف على أبواب الذكرى الثالثة والأربعين لتأسيس وانطلاق الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، ونحن نحمل إرث تاريخي ممتد الجذور لما يزيد عن عمر السنوات الفعلية للجبهة التي "نحتفل" بها كل عام، هذا الإرث الذي ورثته الجبهة عن حاضنتها أو مهدها الأول حركة القوميين العرب، التي ولدت كرد طبيعي على احتلال فلسطين على يد العصابات الصهيونية عام 1948م، وشكلت بمنطلقاتها العروبية القومية، ومركزية القضية الفلسطينية في فكرها السياسي، مركز استقطاب لقطاعات واسعة من الشباب القومي الذي وجد ملاذاً له في شعارات الحركة، من أجل الوحدة العربية وتحرير فلسطين والاشتراكية؛ ففي الوقت الذي انتشر وجود الحركة على مساحة واسعة من الوطن العربي، كان للشباب الفلسطيني ودورهم في جسمها التنظيمي والقيادي وجود بارز، لا يمكن اختصاره بأن الأمين العام لحركة القوميين العرب (جورج حبش)، هو ذاته الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين التي جاءت ولادتها نتاج الإفرازات الفكرية والسياسية والتنظيمية لحرب عام 1967م.
فالمشترك بين حربي/هزيمتي 1948-1967، هو ولادتنا وانطلاقنا ووجودنا وفعلنا المستمر، وبالتالي كبر حجم المهمة والعبء والمسؤولية التاريخية.
من هنا فإن الاحتفاء بالذكرى يضرب أطنابه في ما يزيد عن ستين عاماً من النضال والتضحيات، من التجارب والمآثر، من التقدم والتراجع، من الانفراجات والأزمات، إنها مسيرة لم تتوقف أحداثها لحظة واحدة، وإن خضعت للتبدلات الفكرية والتنظيمية والسياسية وما خلفته من نتائج تعددت ايجابياتها وسلبياتها، لكن الثابت الأكيد أن الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين حملت عبء تاريخي كبير، استطاعت بثورية مشهود لها، وانتماء لقضية شعبها، واستقامة، وثبات، وإرادة وعزيمة، أن تسجل صفحات عز في سفر النضال القومي العربي عموماً والوطني الفلسطيني خصوصاً.
إن من أهم مآثر الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، إنها مثلت إضافية نوعية على صعيد ساحة النضال الوطني الفلسطيني، في الوقت الذي كانت تعج تلك الساحة بعشرات "التنظيمات والفصائل"، حيث كنا أمام طرح فكري جديد رأى بالماركسية سلاح نظري/علمي، لا بد من ولوجه لتقريب المسافة بين الآمال والطموحات والأهداف وتحققها الفعلي من خلال القراءة السليمة للواقع بوقائعه ومتغيراته ومستجداته، كما كنا أمام ضرورة الربط الجدلي بين النضال الوطني الفلسطيني وعمقه العربي استناداً لقراءة موضوعية لطبيعة الوجود الصهيوني، وأهدافه، والدور المنوط به في الوطن العربي، والدور الذي لعبته الإمبريالية العالمية والرجعية العربية (قديماً وحديثاً) في خلق هذا الوجود الصهيوني، ومده بكل سبل الحياة والتقدم والتوسع.
كنا أمام إدراك وتدعيم ركائز الوحدة الوطنية الفلسطينية، وتشكيل جبهة وطنية عريضة ضد الاحتلال وحلفائه، مستندة لوحدة الشعب، ووضوح الهدف، وشروط الانتصار، التي تحتاج لتحديد وسائل وأدوات وأشكال النضال المناسبة ارتباطاً بمحددات الظروف الذاتية والموضوعية، ولم يغب عن الإدراك أن شرط الانتصار مرهون بمدى زج طاقات الشعب بكاملها في ميدان المعركة، انطلاقاً من الربط الموضوعي بين النضال الوطني من جهة والنضال الاجتماعي/الديمقراطي من جهة أخرى.
فبعد ثلاثة وأربعين عاماً من المسيرة، نجد أنفسنا أمام سؤال الواقع/الذات، هل حققنا ما نريد؟ أم لا يزال أمامنا الكثير؟ هل لا زال أمامنا متسع لتحقيق ما انطلقنا من أجله؟.
بتفاؤل وإرادة الثوار المؤمنون بمبادئ وأهداف حزبهم، وعدالة القضية التي يناضلون من أجلها –رغم عصف الدروب وتحولاتها الراهنة- إلا أنه لا يزال أمامنا الكثير لنفعله، فالجماهير العطشى للتغيير والحرية والعدالة والمساواة، لن يروي ظمأها إلا حزب استند ويستند للتالي:
1- القراءة الموضوعية للواقع العربي والفلسطيني، والوعي بمتغيراته ومستجداته، تلك القراءة المستندة للمنهج المادي الجدلي جوهر الماركسية، أداة وعي وتشخيص الواقع من أجل تغييره.
2- إعادة الاعتبار للبعد القومي للقضية الفلسطينية، في ضوء وصول المشروع "القطري" الفلسطيني لآفاق مسدودة، حيث لا آفاق لنضال وطني فلسطيني غير مستند لعمقه العربي.
3- التحديد الدقيق لمعسكري الأصدقاء والأعداء، انطلاقاً من المواقف والممارسات اتجاه القضايا والحقوق العربية وفي صلبها القضية الفلسطينية، فلا يزال معسكر الأعداء (الصهيونية وإسرائيل والإمبريالية العالمية وأنظمة التبعية والارتهان العربية)، يسرقون حقوقنا وثرواتنا ويصادرون تاريخنا وآمالنا وطموحاتنا.
4- ضرورة الربط الدقيق والمحكم، بين الرؤية النظرية، والممارسة العملية، بما يخلق حالة انسجام بين ما يقال وما يفعل، بين الأهداف والنتائج، فحين تنفصم الممارسة عن الرؤية أو العكس، نكون أمام اختلال خطر بين الأفكار والواقع، بما يعني عدم القدرة على الوصول للهدف، إن لم تكن النتائج عكسية بالمطلق.
5- الترابط المحكم والواضح بين المرحلي والإستراتيجي، بما يجعل الفكر السياسي للجبهة الشعبية يسير وفق نسق ونواظم تحافظ على هذا الترابط، بما لا ينتهك المرحلي الإستراتيجي.
6- الاهتمام بإعادة صياغة أشكال وأساليب التعامل مع الجماهير الشعبية، وخلق علاقات متجددة تقوم على التماس، والتواصل، والانخراط في حياتها وهمومها، بما يساهم في قيام جسور الثقة المتبادلة، وإتباع مناهج عمل في السلوك اليومي تجعل من الحزب قوة جاذبة للجماهير، وذلك بالتعبير عن همومها ومصالحها وبتقديم النموذج الكفاحي لها، وبإيجاد ربط وتوازن موضوعي بين عملية التحرر الوطني، وعملية التحرر الاجتماعي والديمقراطي.
7- تعميق الديمقراطية وآلياتها في حياتنا الداخلية، بما يؤمن البيئة الديمقراطية التي تتحول من خلالها لثقافة في الوعي والممارسة، تفتح الآفاق والمناخات المناسبة لإطلاق أوسع فاعلية فكرية، تحرر العقل الفردي والجمعي من قيود الركود والشلل، كشرط أساسي للنهوض وجذب الكفاءات الاجتماعية، مما يؤسس لديناميات التطور والتقدم والتصدي للمهام الوطنية الكبرى.
إننا نملك فرصة وإمكانية كبيرة للإجابة على سؤال الواقع/الذات، المرهون بمدن امتلاكنا لرؤية وقراءة سليمة وفكر سياسي صائب مستند لرؤية الحزب النظرية، فالجبهة لا زالت، تختزن في معينها الذي لا ينضب، عبق التجربة واستمراريتها في الزمان والمكان، وإرثاً نضالياً تاريخياً وراهناً قل نظيره، وقدرة على الـتأمل والتفكير ومواجهة الذات، والانطلاق نحو المستقبل، يحذونا الأمل، والإرادة التي لا تنكسر، لأن خيارنا الوحيد هو أن نتجدد وننتصر.

* عضو قيادة فرع الجبهة الشعبية في قطاع غزة.



#وسام_الفقعاوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دقوا جدران الخزان


المزيد.....




- متى تتوقعون الهجوم على رفح؟ شاهد كيف أجاب سامح شكري لـCNN
- السعودية.. القبض على شخصين لترويجهما مواد مخدرة بفيديو عبر و ...
- مئات الغزيين على شاطئ دير البلح.. والمشهد يستفز الإسرائيليين ...
- بايدن يعلن فرض الولايات المتحدة وحلفائها عقوبات على إيران بس ...
- لماذا تعد انتخابات الهند مهمة بالنسبة للعالم؟
- تلخص المأساة الفلسطينية في غزة.. هذه هي الصورة التي فازت بجا ...
- شاهد: لقطات نشرها حزب الله توثق لحظة استهدافه بمُسيرة موقعًا ...
- ألمانيا تطالب بعزل إيران.. وطهران تهدد بمراجعة عقيدتها النوو ...
- مهمات جديدة أمام القوات الروسية
- مسؤول إيراني: منشآتنا النووية محمية بالكامل ومستعدون لمواجهة ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - وسام الفقعاوي - الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين بين تجديد الذكرى والانطلاق نحو المستقبل