أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - امين يونس - لا تستطيع ان تستبدل اُمك !














المزيد.....

لا تستطيع ان تستبدل اُمك !


امين يونس

الحوار المتمدن-العدد: 3209 - 2010 / 12 / 8 - 11:07
المحور: كتابات ساخرة
    


قيلَ لعراقي : لماذا تُشّبهونَ الحكومةَ بالاُم ؟ أجاب : لأنهُ لا يُمكن إستبدالها مهما تسبَبَتْ فيهِ من كوارث !. ويقول تأكيداً على كلامهِ : اُنظر الى التشكيلة الحكومية المُرتَقَبة .. رئيس الجمهورية هو نفسه ، وعلى الأرجح سيبقى نائباهُ السابقان في موقعيهما . رئيس الوزراء هو هو ، وروز نوري شاويس على يمينه ورافع العيساوي على يسارهِ . وزارة الخارجية تعودتْ على التكلم باللغة الكردية وكما يبدو ستبقى كذلك .. ووزارة النفط لن تكون لها رائحة بدون ان يقودها حسين الشهرستاني .. عارف طيفور لا زالَ يُوّزع إبتساماته منذ خمسة سنين ، وسيظل الواجهة المتفائلة لمجلس النواب ، فحتى عند مناقشة النواب لحوادث الارهاب والفساد والمشاكل العويصة ، يبقى مُبتسماً !... الوحيد الذي تَغّيَر هو رئيس مجلس النواب وكما أعتقد نحو الأسوأ ، فكان " أياد السامرائي " أكثر إعتدالاً ومرونةً من اسامة النجيفي ، بل كان يؤدي فروضه الدينية بإنتظام وليس مثل اسامة !، نائب رئيس المجلس السابق " الشيخ خالد العطية " الذي كان يشبه الرئيس الايراني السابق محمد خاتمي في زَيهِ الأنيق وسكسوكته البديعة وإعتدالهِ ، أخلى مكانهُ " غصباً وليسَ طواعية " الى أحد صقور التيار الصدري " قُصي السهيل " المُعجَب بالتطبيقات العشوائية ل " الأمر بالمعروف والنهي عن المُنكَر " !. هذه هي الحكومة العراقية الجديدة ، 90% من المواقع السيادية الرئيسية .. بقوا في اماكنهم ، وحصلتْ تغييرات ، ليستْ بالضرورة جيدة ، فبعد حوالي العشرة اشهر من الانتخابات الاخيرة وبعد الشَد والجذب والخصام والوئام ... الذي تبَدل هو زيادة حصة البعثيين والقوميين العرب من السلطة وإغداق المكاسب المالية عليهم شأنهم شأن السلطويين الآخرين !.
كما من الصعب جداً ان نستبدل اُمهاتنا باُخريات مثل " الام تيريزا " أو " جان دارك " ، فان من الصعب ايضاً ان تكون حكوماتنا ورؤساءنا ، مثل الحكومة البريطانية او السويدية او الهولندية ... ليست المسألة لُغزاً .. ولا هُم أحسن مِنَا وليسوا أكثرَ مِنَا ثراءاً .. ولا اُمهاتهم أفضل من اُمهاتنا ... ببساطة وبدون تعقيد .. هم قرَروا قبل 300 سنة ، ان يستخدموا عقولهم وأدمغتهم في تطوير حياتهم وجعلها أفضل في كافة المجالات .. وضعوا لأنفسهم قوانين كّبلوا أنفسهم بها وسَرَتْ على الجميع فتعودوا على النظام واحترام القانون والإلتزام بالوقت والمواعيد ... بالمُقابل ، نحنُ نمتلك مساحات شاسعة ، ثروات طبيعية هائلة ، موارد بشرية كبيرة ، تأريخاً عريقاً ... لكننا متخلفون ، نراوح في مكاننا ، لا بل نرجع الى الخلف ! . فقط لأننا لا نستعمل عقولنا في المجالات الصحيحة ، واننا منخرطون بالكامل في متاهاتٍ تافهة عفا عليها الزمن وشربَ عليها الدهر .. نخلط بين الدنيا والدين ونتجادل ببلاهة حول أمورٍ لا طائل من وراءها .. ونُضيع الوقت في ما نعتقده " أخلاق " آباءنا وأجدادنا .. والعالم من حولنا يسير بخُطى حثيثة نحو اُفقٍ أرحب !.
انها أمثلة بسيطة ، لكنها قد تعكسُ بعض واقعنا : قبلَ يومين ، ضابط في حماية نائبٍ في مجلس النواب عائد الى حزبٍ اسلامي سلطوي .. يتحرش بنائبة عند دخولها البرلمان ! ، وعند مسائلتهِ أجاب بأنه لم يكن يعرف بانها نائبة ، بل كان يعتقد بانها مجرد موظفة في مجلس النواب وانه أراد ان يعرض عليها الزواج المؤقت ، زواج المتعة او المسيار !! .
وإستناداً الى قانونٍ صدر في 1994 أثناء الحملة الايمانية المشبوهة التي قام بها المقبور صدام ، " الغريب ان قانون مجلس قيادة الثورة المُنحل هذا ، لا زال سارياً ولم يُلغى "، قام مجلس محافظة بغداد قبل ايام بغلق كافة النوادي التي تُقدم المشروبات الكحولية ، بحجة ان القائمين عليها يجب ان يكونوا مسيحيين او ايزيديين ! . من ناحية لا يوفرون الحماية الكافية للمسيحيين والايزيديين ، ويجبروهم عملياً على الهروب والهجرة ، ومن ناحية يمنعون نوادي الشرب لان المسلمين يديرونها ! . ولا يهتمون بإنتشار إستخدام السموم مثل الحبوب المخدرة والهيروين ، لأن تحريمها لم يَرد في الكتب المقدسة والاحاديث الشريفة !.
اننا ايها السادة .. لا زلنا نُضيع حياتنا .. جهدنا ، اموالنا ، تفكيرنا ... في الإهتمام ببطوننا ومعداتنا نزولاً نحو الأسفل عند الغرائز.. ولا نعير إعتباراً لأدمغتنا التي صدأتْ من قلة الإستخدام !. لا زال هّمنا هو التحرش الجنسي " حتى في البرلمان " ، وتقليص ومنع الحريات العامة ، وتشجيع المظاهر الدينية والمذهبية المتخلفة ، والجدال البائس حول امورٍ مضحكة مبكية ... نحنُ هكذا .. ولهذا حكومتنا هكذا !.



#امين_يونس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لو كُنتَ شُجاعاً .. تعال الى الميدان
- جواد البولاني .. بالدشداشة والعقال
- المالكي .. والمُعّلِم المسيحي
- الكُل راضون ولهم حصتهم .. ماعدا الشعب !
- خسَرْنا أمام الكويت .. بصورةٍ مُتَعمدة !
- أياد علاوي ... شرطي مرور وحّلاق !
- عادات سيئة .. -3- عدم الإلتزام بالطابور
- تقاليد وعادات بالية .. -2- الأعراس
- تقاليد وعادات بالية .. -1- التعازي
- إيميلات اعضاء البرلمان العراقي
- يونس محمود : الرياضة ليسَ لها ظَهر !
- الاحزاب الحاكمة و - مناديل الجّنة - !
- كتلة - التغيير - ووزارة النفط
- مشهدٌ مسرحي
- المالكي المسكين
- 50% من المشكلة إنحّلتْ
- النجيفي .. مشروع دكتاتورٍ صغير
- حق التظاهر في اقليم كردستان
- الرابحون .. والخاسرون
- بينَ موتٍ .. وموتْ


المزيد.....




- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...
- قيامة عثمان حلقة 157 مترجمة: تردد قناة الفجر الجزائرية الجدي ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - امين يونس - لا تستطيع ان تستبدل اُمك !