أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رضا الظاهر - تأملات - شبح طلفاح يجول في بغداد !














المزيد.....

تأملات - شبح طلفاح يجول في بغداد !


رضا الظاهر

الحوار المتمدن-العدد: 3209 - 2010 / 12 / 8 - 00:44
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



في كل يوم يقدم واقع هذه البلاد شهادة جديدة على أن مصائبها لا تنتهي. وكان آخر هذه المصائب ما فعله سدنة الفكر المحافظ من منتهكي الحريات الشخصية والعامة مساء الثامن والعشرين من الشهر الماضي. فقد اقتحمت قوة مسلحة من الشرطة والأمن السياحي وعمليات بغداد مبنى اتحاد الأدباء والكتاب في العراق الواقع في ساحة الأندلس ببغداد، وأرغمت أمينه العام على توقيع محضر اغلاق النادي الاجتماعي للاتحاد بشكل نهائي أسوة بالنوادي الليلية والملاهي والبارات.
ومن الجلي أن هذا القرار، الذي اعتبره الناطق الاعلامي للاتحاد قراراً غير حكيم ومؤشراً على محاصرة الحريات المدنية، يستند الى قرار سيء سابق لمجلس قيادة الثورة المنحل، وهو القرار رقم 2 لسنة 1994، حيث لم يتجرأ الطاغية، الذي أطلق حملته الايمانية المزعومة في حينه، على غلق نادي الاتحاد.
وكان من الطبيعي أن تثير الاجراءات التعسفية رفضا سياسياً وشعبياً وإدانة للانتهاكات ومطالبة بالتراجع عن القرارات والاجراءات الجائرة. وفي هذا السياق كان الاعتصام الذي نظمته صحيفة "المدى" يوم الجمعة الماضي في شارع المتنبي، والاعتصام في مقر اتحاد الأدباء والكتاب ببغداد في اليوم التالي، بمشاركة فعاليات سياسية وثقافية وإعلامية ومنظمات المجتمع المدني وانطلاق حملة إدانة في سائر المحافظات.
ومن نافل القول إن الاجراء التعسفي ينطلق من منهجية مرتبطة بثقافة التخلف وسعي قوى اجتماعية الى إشاعة وفرض وتأبيد هذه الثقافة في المجتمع سعياً للحفاظ على امتيازاتها.
والحق إن ما يجري من ظواهر حصار وانحدار بدأت بالتفاقم والطغيان لا يكشف عن قصور في الفهم أو خطأ غير مقصود، وإنما هو إجراء متعمد ومدروس يعبر عن ذهنية التحريم ومنهجية القمع الفكري.
ولا ريب أن هذه الانتهاكات التي تبدو صغيرة يمكن، اذا ما تركت دون احتجاجات منظمة ومقاومة شعبية واعية، أن تتحول الى الانتهاك الأعظم الذي يقود الى إشاعة القمع. إن الشروع بتضييق الحريات وخنق الناس ومنع الشمس من أن تدخل البيوت الآمنة وسوى ذلك من ممارسات الجور والتخلف هي السبيل المؤدي الى نفق الدكتاتورية.
ويحق لمحللين أن يتساءلوا: لماذا يسكت الحكام عن الآثام الكبرى في محافظاتهم ؟ وما معنى أن يصدر قرار من جهة معينة واحدة خلافاً للدستور ليكون ملزماً للجميع ؟ ولماذا يتخلى سياسيون "اسلاميون"، عن وعودهم ويلجأون الى ممارسات فظة مثل فرض الحجاب ومنع الاختلاط في المدارس ووجوب أن تكون عضوة المجلس البلدي برفقة محرم ومنع الموسيقى في بابل والسيرك في البصرة والترفيه في بغداد، وقائمة الممنوعات تطول ؟
الله وحده يعلم متى يتوقف هؤلاء الحكام عن امتطاء القوانين حسب مشيئتهم ورغباتهم ومصالحهم الحزبية والشخصية الضيقة. فهم لا يتورعون عن انتهاك الدستور باسم الحفاظ على الأعراف الاجتماعية، ولا يطبقون القوانين الا عندما تكون ضامنة لامتيازاتهم.
* * *
إذا كانت هذه هي وعود من منحهم الشعب ثقته في غفلة من زمن .. وإذا كانت هذه هي ديمقراطية "المحررين" في "نموذجهم" للشرق الأوسط "الجديد" .. وإذا كان بعض ضحايا أمسنا يتحولون الى جلادي يومنا .. وإذا كان "متنفذون" يسعون الى إشاعة أجواء التخويف وكم الأفواه وغسيل الأدمغة .. وإذا كان وإذا كان وإذا كان ... وأخيراً وليس آخراً إذا كان مسؤول كبير في وزارة التربية يرفض التوقيع على شراء جهاز بيانو لطلبة قسم الموسيقى لأن هذا من الموبقات .. وإذا كان مسؤول آخر يرفض الدخول الى معهد الفنون الجميلة قبل إزالة التماثيل من أروقته لأنها تذكره بأصنام الجاهلية .. فما الغريب، إذن، في أن يغلق حكام بغداد النادي الاجتماعي لمبدعي القيم الجمالية !؟
العقل الذي أغلق نادي الأدباء والكتاب هو امتداد، بصيغ جديدة، لعقل الحملات "الايمانية" لطاغية العراق المقبور، "حامي الماجدات"، الذي لم يترك هو وحثالاته المنبوذة، في قصوره التي كانت تعج بالرذائل، إثماً لم يقترفوه، فكانوا مثالاً للاجرام والتشوه والشذوذ، أنجب تلاميذ يتخذون من الستار ذاته، ستار الاسلام الزائف، تبريراً لفرض فكرهم الظلامي الواحد. وليهيء هؤلاء السدنة الصغار المناخ لشبح محافظ بغداد المقبور خير الله طلفاح، الذي بدأ بصبغ سيقان الفتيات لينتهي ابن اخته المقبور بحملته الايمانية الزائفة وسط حروبه واستبداده ومقابره الجماعية، كي يجول الشبح المقيت في دار السلام، ناشراً الرعب واليأس، ومنتهكاً حريات الناس، ومانعاً "ناقصات العقل والدين" من السفور، وأطفال المدارس الأبرياء من الاختلاط، في سياق ممارسات تخلف لا تحصى، وأزمات مستعصية تعصف بالبلاد وأهلها المعذبين.
اختفت شهرزاد مرعوبة من شبح طلفاح، وأوقفت كلامها المباح .. لكن بلاد الرافدين ستلاحق، بنورها وتنوعها الثقافي وشفافية روحها المتطلعة الى الأفق، ذلك الشبح، وتعيد شهرزاد الى مجد القصص العراقية !
إنها معركة بين النور والظلام .. ونحن، السائرين في دروب التحدي، نمضي بأملنا الى حتفهم .. بأيادينا شموع المتنورين .. ويعلم كل ذي بصر وبصيرة أن بوسع شمعة واحدة أن تبدد ظلام العالم كلّه !

طريق الشعب – الثلاثاء 7/ 12/ 2010



#رضا_الظاهر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تأملات - ليست معركة بين أصلعين على مشط !
- تأملات - أغرقوا تراتيل -سيدة النجاة- بالدماء !
- تأملات - أيَّ عار يغسلون !؟
- ما صمتكم أيها الجياع !؟
- تأملات - بعيداً عن الأوهام !
- تأملات - ينابيع السخط ورايات الاحتجاج
- تأملات - نخبة الى نعيم وملايين الى جحيم !
- تأملات - أفجر جديد حقاً !؟ من يخدعون !؟
- تأملات - شوارع -خضراء- وأخرى تسيل فيها الدماء !
- تأملات - كل هذه الكوابيس .. وينامون رغدا !
- تأملات - هذه الأوهام المغرضة !
- تأملات - طفح الكيل .. ألا يستحون !؟
- تأملات - في التيار الديمقراطي (4)
- تأملات - في التيار الديمقراطي (3)
- تأملات - في التيار الديمقراطي (2)
- تأملات - في التيار الديمقراطي (1)
- تأملات - شرارة سخط تنذر باللهيب !
- تأملات - يا لهذا -الصبر الجميل- !
- تأملات - في -حرية النقد- وتدقيق الخطاب السياسي
- تأملات - من برودة المكاتب الى دفء الحياة !


المزيد.....




- شاهد.. رجل يشعل النار في نفسه خارج قاعة محاكمة ترامب في نيوي ...
- العراق يُعلق على الهجوم الإسرائيلي على أصفهان في إيران: لا ي ...
- مظاهرة شبابية من أجل المناخ في روما تدعو لوقف إطلاق النار في ...
- استهداف أصفهان - ما دلالة المكان وما الرسائل الموجهة لإيران؟ ...
- سياسي فرنسي: سرقة الأصول الروسية ستكلف الاتحاد الأوروبي غالي ...
- بعد تعليقاته على الهجوم على إيران.. انتقادات واسعة لبن غفير ...
- ليبرمان: نتنياهو مهتم بدولة فلسطينية وبرنامج نووي سعودي للته ...
- لماذا تجنبت إسرائيل تبني الهجوم على مواقع عسكرية إيرانية؟
- خبير بريطاني: الجيش الروسي يقترب من تطويق لواء نخبة أوكراني ...
- لافروف: تسليح النازيين بكييف يهدد أمننا


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رضا الظاهر - تأملات - شبح طلفاح يجول في بغداد !