أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - أحمد سوكارنو عبد الحافظ - الجامعة وأنواعها














المزيد.....

الجامعة وأنواعها


أحمد سوكارنو عبد الحافظ

الحوار المتمدن-العدد: 3208 - 2010 / 12 / 7 - 23:33
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    


تتحدد مكانة الجامعة فى هذا العصر حسب إسهاماتها البحثية والفكرية بغض النظر عن دورها فى التعليم والتدريس. كلنا يعرف أن معظم المعايير التى تستخدم لترتيب الجامعات وتصنيفها تعتمد على البحث العلمى. فتصنيف جامعة شنغهاى جياو تونغ الصينية يقوم على المعايير التالية: 1. قدرة خريجي الجامعة على نيل الجوائز العالمية (مثل جائزة نوبل) 2. عدد الأساتذة الحاصلين على جوائز وأوسمة عالمية كجائزة نوبل ووسام فيلدز 3. الأبحاث المتميزة لأساتذة الجامعة كما هى مدرجة فى دليل النشر العلمى ودليل النشر للعلوم الاجتماعية ودليل النشر للفنون والعلوم الإنسانية ومعدل اقتباس الباحثين من هذه الأبحاث العلمية. 4. الأداء أو الإنجاز الأكاديمي للجامعة مقارنة بحجمها وفى ضوء المعايير السابقة. لعل هذه المعايير تعتبر أن دور الجامعة الرئيسى هو إنتاج الأبحاث العلمية وان الأساتذة لا وظيفة لهم فى هذه الجامعات سوى إجراء الأبحاث ونشرها فى دوريات علمية معترف بها. من الواضح أن هذه المعايير لا تلتفت إلى الدور التعليمى للجامعات ولا تنظر إلى الأستاذ كمعلم ينقل المعرفة إلى الأجيال الأخرى ولا يدرب الطلاب على امتهان وإتقان مهن بعينها كالتدريس والطب والهندسة والمحاماة.

من المفيد أن نتوقف قليلا للتعرف على ماهية الجامعة والهدف من إنشائها. إن العالم اليوم بات مهتما بالتعليم العالى ويسعى للوقوف على أهدافه. لقد نظمت جامعة رودز فى جنوب أفريقيا فى شهر أكتوبر الماضى ندوة حول "أهداف التعليم العالى" حيث شارك فيها أساتذة من الجامعات الأوربية والأمريكية ومنهم الدكتور جوردون جراهام أستاذ الفلسفة والآداب بجامعة برينستون الأمريكية الذى قدم لنا ثلاثة نماذج للجامعات فى تاريخ التعليم العالى حول العالم: الجامعة كمقر لتعلم مهنة بعينها والجامعة كهيئة بحثية والجامعة التقنية التى تهدف إلى تدريب الطالب على استخدام التكنولوجيا.

1. الجامعة المهنية
إن الغرض من التعليم فى الجامعة المهنية لم يكن للحصول على المعرفة من أجل المعرفة بل من أجل تعلم مهنة من المهن. من الملاحظ أن الجامعة كمقر لتعلم مهنة دينية أو قانونية تعتبر من أقدم وظائف الجامعة والذى على أساسها نشأت أشهر الجامعات الأوربية مثل جامعة بولون (1088م) وجامعة باريس (1160م) وجامعة أكسفورد (1069م؟). لعل هذه الجامعات الأوربية كانت بمثابة مؤسسات لتخريج مهنيين كالقساوسة والمحاميين وفيما بعد رجال الطب. كما حذت حذوها مؤسسات التعليم العالى فى المستعمرات الأمريكية حيث وضعت الكليات الناشئة الأسس لجامعات مهمة كجامعة برينستون فى نيوجرسى (1746م) وجامعة كولومبيا فى نيويورك (1754م).

2. الجامعة البحثية
الجدير بالذكر أن الكليات المهنية قد كافحت من أجل البقاء فى النصف الثانى من القرن 19 الذى شهد مولد الجامعات البحثية حين أسس اللغوى والمصلح التعليمى وليام هامبولت جامعة برلين فى عام 1810م. وكانت هذه الجامعة البحثية عبارة عن مجتمع يضم علماء وباحثين كرسوا حياتهم لإجراء الأبحاث بصرف النظر عن قيمتها التربوية أو وظيفتها وفائدتها الاجتماعية. وقد نشأت جامعة جونز هوبكنز فى بالتيمور بولاية ميريلاند الأمريكية (1876م) على غرار جامعة برلين التى أصبحت نموذجا لجامعات الدرجة الأولى الرائدة فى مجال البحث العلمى الذى يهدف إلى إنتاج المعرفة من أجل المعرفة وليس بغرض التعليم. اللافت للنظر أن هذا النموذج للجامعة البحثية لها نقادها حيث يعدها البعض برجا عاجيا يهتم بالأمور الغامضة التى لا علاقة لها بضروريات الحياة العادية. وهذه النظرة كانت ضارة بهذه الجامعات التى تعتمد على أموال دافعى الضرائب. لقد ظل المواطنون يتساءلون: لماذا تنفق الأموال العامة على قاطنى الأبراج العالية الذين يقومون بإجراء أبحاث لا تعود بالفائدة المباشرة على المجتمع؟

3. الجامعة التقنية
لعل تلك النظرة النفعية للجامعة ولدورها الفعال فى رفاهية وتقدم المجتمع المحيط بها أدت إلى تزايد الطلب على تعليم تقنى ومفيد للمجتمع مما ساهم فى بزوغ نجم نموذج آخر للجامعة حيث يتم تقديم تعليم عملى ذى مستوى متقدم. كما كان هذا دافعا لإنشاء جامعات تابعة للولايات فى أمريكا فى نهاية القرن 19 (مثلا جامعة أريزونا فى عام 1885م) وهذه الجامعات استفادت من قانون موريل فى 1862 و1890 الذى بموجبه تخصص كل ولاية قطعة أرض لإنشاء كليات تهتم بتدريس الزراعة والعلوم والهندسة لمواكبة التطورات التى أحدثتها الثورة الصناعية التى انطلقت فى بريطانيا فى القرن الثامن عشر. وهذا التوجه أسفر عن تبنى سياسة تقصر البحث الأكاديمى على الأمور التى تمثل فائدة للمجتمع.
لا شك أن دراسة ومقارنة هذه النماذج المختلفة للجامعة قد تساعد فى توضيح الاختيارات المستقبلية التى تتخذها الجامعات المصرية والعربية لمواجهة المشكلة التى طالما تؤرق مضاجعها وهى كيف تعمل الجامعة على المواءمة بين المحافظة على استقلاليتها ودورها تجاه المجتمع والطلاب الذين فى حاجة إلى المعرفة التى تثرى حياتهم.



#أحمد_سوكارنو_عبد_الحافظ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مستقبل السودان بعد الاستفتاء
- البلكونة هى الحل
- جامعاتنا وجامعاتهم
- هل انتخابات الكونجرس تعكس عدم الرضا بسياسة أوباما؟
- العصا السحرية التى أضاعها أوباما
- هل تحققت وعود أوباما الانتخابية؟
- فبركة الصور والصور المفبركة
- تجاهل المعلمين المتميزين فى محافظة أسوان... لماذا؟
- لسانك حصانك فى أمريكا
- تلميذة أوشكت على الانتحار!
- حلم بعيد المنال
- ماذا لو بقيت لوحة زهرة الخشخاش فى متحف عالمى؟
- التغيير الذى نريده
- الوطن والشعب فى خدمة الشعب والوطن
- الوظائف الحكومية فى ظل الوساطة والمحاباة
- حرب الفئات فى مصر: القضاة والمحامون
- لماذا غاب السلوك المتحضر من مجتمعاتنا؟
- كيف ينظر العالم إلى النقاب؟
- غياب السلوك المتحضر من مجتمعاتنا
- ونجحت أفريقيا فى مونديال 2010م


المزيد.....




- ماذا قالت إسرائيل و-حماس-عن الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين ف ...
- صنع في روسيا.. منتدى تحتضنه دبي
- -الاتحاد الأوروبي وسيادة القانون-.. 7 مرشحين يتنافسون في انت ...
- روسيا: تقديم المساعدات الإنسانية لقطاع غزة مستحيل في ظل استم ...
- -بوليتيكو-: البيت الأبيض يشكك بعد تسلم حزمة المساعدات في قدر ...
- -حزب الله- يعرض مشاهد من رمايات صاروخية ضد أهداف إسرائيلية م ...
- تونس.. سجن نائب سابق وآخر نقابي أمني معزول
- البيت الأبيض يزعم أن روسيا تطور قمرا صناعيا قادرا على حمل رأ ...
- -بلومبرغ-: فرنسا تطلب من الاتحاد الأوروبي فرض عقوبات جديدة ض ...
- علماء: 25% من المصابين بعدم انتظام ضربات القلب أعمارهم تقل ع ...


المزيد.....

- اللغة والطبقة والانتماء الاجتماعي: رؤية نقديَّة في طروحات با ... / علي أسعد وطفة
- خطوات البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- إصلاح وتطوير وزارة التربية خطوة للارتقاء بمستوى التعليم في ا ... / سوسن شاكر مجيد
- بصدد مسألة مراحل النمو الذهني للطفل / مالك ابوعليا
- التوثيق فى البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- الصعوبات النمطية التعليمية في استيعاب المواد التاريخية والمو ... / مالك ابوعليا
- وسائل دراسة وتشكيل العلاقات الشخصية بين الطلاب / مالك ابوعليا
- مفهوم النشاط التعليمي لأطفال المدارس / مالك ابوعليا
- خصائص المنهجية التقليدية في تشكيل مفهوم الطفل حول العدد / مالك ابوعليا
- مدخل إلى الديدكتيك / محمد الفهري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - أحمد سوكارنو عبد الحافظ - الجامعة وأنواعها