أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - نوري جاسم المياحي - ينهون عن خلق ويأتون بمثله















المزيد.....

ينهون عن خلق ويأتون بمثله


نوري جاسم المياحي

الحوار المتمدن-العدد: 3207 - 2010 / 12 / 6 - 22:51
المحور: كتابات ساخرة
    


قبل أيام زارنا صديق وزميل سابق لولدي في كلية الهندسة بعد غياب وانقطاع طويل دام عدة سنوات ... بعد ان تخرجوا من الكلية قبل اكثر من عشرة سنوات .. افترقا ليتعين ولدي في احدى الشركات التابعة للتصنيع العسكري عن طريق التعيين المركزي ومن خلال التنسيب المركزي .. وصديقه رفض التعيين في حينها و تفرغ للعمل في معمل والده في جميلة لتصنيع اكياس النايلون ( العلاليك ) .. لان رواتب الحكومة كانت قليلة جدا انذاك بسبب الحصارالجائر والظالم المفروض على العراق من قبل الولايات المتحدة ودول الجوار الخائبة.. وومن الجدير بالذكر كانت الصناعة والمعامل البسيطة والبدائية والزراعة كانت توفر فرص عمل مرضية لمئات الالوف من العاطلين وباجور افضل من رواتب الدولة انذاك ..
اما النسبة لولدي المهندس فشق طريقه بالعمل مع الدولة رغم ان راتبها بسيط جدا طمعا في التقاعد في نهاية الخدمة بعد عمر طويل...ولكن بعد الغزو .. وتدمير القطاع الخاص والعام الصناعي والزراعي .. اغلق معمل الاكياس النايلونية بسبب اغراق السوق ارخص من المنتج المحلي وربما افضل نوعية .. فعطلت الملايين من اليد العاملة وانا ان ما حصل كان بتخطيط من اعداء العراق المعروفين وللاسف لازالت هذه الخطة تنفذ حتى يومنا هذا وبكل صلافة وخيانة .. وعندها انتقل زميل ولدي الى صفوف العاطلين كالبقية من ابناء الشعب المظلوم.. اما ولدي فقد بقي فترة طويلة بلا رواتب الى ان ارتفع الصراخ والضجيج من منتسبي التصنيع العسكري .. واستخدمت مصيبة المساكين في سجالات الاحزاب الحاكمة .. وعندها منحوا الرواتب بطرق ملتوية وتدريجيا بالقطارة كما يقول العراقيون (وعين المقربون والاقرباء والاصدقاء في المناصب الحساسة و بدون مراعاة للسلم والدرجات الوظيفية وحسب المحاصصة القومية والطائفية وفاز الاخوة من التحالف الكردستاني بحصة الاسد لان وزير الصناعة كان من هذه الكتلة ) .. المهم لازال منتسبوا التصنيع العسكري والشركات التابعة لها يعيشون بقلق.. لا احد يدري ما يخطط لهم.. هل ستبقى الشركات تمويل ذاتي او تحال للخصخصة او تلغى نهائيا او تلحق بوزارات اخرى ؟؟؟ الله واعلم وسيبقى مصيرهم معلق الى اجل غير مسمى ؟؟؟؟
من هنا ومنذ السقوط وبسبب الغزو بدأت معاناة وشقاء ولدي وصديقه والابتعاد عن بعضهم بسبب ظروف الحياة القاسية ومنها الظروف الامنية والركض وراء لقمة العيش الصعبة ومشاكل الخدمات التي تسوء يوميا وثورة الغلاء التي تستعر بلا رحمة او انصاف وغياب القانون كل هذه الامور منعتهم من التواصل كاصدقاء طيلة هذه السنوات السبعة العجاف .. وعندما سنحت الفرصة مؤخرا في هذه الايام لاعادة التواصل بين الصديقين حضر الصديق لبيتنا كما كان يفعل قبل الغزو ...ومن الحديث الذي دار بينهما وبحكم الضيافة كنت حاضرا واستمع مصغيا لاحاديثهما عما مر به خلال هذه السنوات تبين انه تزوج واصبحوا اباء وتناول الحديث صعوبة المعيشة وكيف يتمنى احدهم الهجرة وترك الجمل بما حمل ولكن التزامهم امام عوائلهم تمنعهم من الهجرة .. وهناك سبب اخر يمنع صديق ولدي هي ولادة طفلته ( طركاعة ) وهي مصابة بشلل يسمونه رباعي كما ذكراطباءها وهذا المرض يمنعها من النمو العادي كبقية الاطفال او الحركة او الجلوس مسببة مصيبة ما بعدها من مصيبة لوالديها ولعائلتهم كلها فلا الخالق يأخذ امانته ويريحها من العذاب ولا يوجد امل بشفائها.. وقد شخص الاطباء سبب هذه الاصابة بتعرض احد الوالدين او كليهما لاشعاعات اليورانيوم المنضب والذي استخدمته القوات الامريكية ضد الشعب العراقي وهذه الحالات اصبحت ظاهرة شائعة بين الاطفال والكبار من العراقيين من خلال اصابة الولادات بالتشوه الخلقي او الاصاية بامراض السرطان المختلفة ..
من المعروف عند العراقيين عندما يلتقون بعد غياب طويل .. سؤال ( شلون دا اتعيش وشداتشتغل ؟؟؟)
لقد اجاب صديق ولدي على هذا السؤال ... الان ومنذ ثلاث سنوات ... اشتغل بموجب عقد في وزارة الصناعة دبره لي في حينها جارنا وصديق والدي المدير العام في نفس شركته وكان الرجل (رحمه الله برحمته الواسعة ) انسانا طيبا نزيها شريفا ... يحب مساعدة الفقراء والمحتاجين ونظيف اليد .. فلم ترضى عنه العصابات والمافيات الخفية فاردوه قتيلا باطلاق النار عليه من مسدسات كاتمة الصوت امام داره وامام انظار عائلتة .. وبعد دفنه خلال ساعات من اعتياله طويت صفحته الناصعة النقية واصبح نسيا منسيا .. ولم يعرف الجاني ليومنا هذا .. وترك خلفه 5 ايتام وارملة شابة وراتب تقاعدي لايتناسب مع الغلاء الفاحش .. اما صديق ولدي فقد عين بعقد وقتي وبراتب شهري مقداره 180 الف دينار .. اي ما يعادل 150 دولارات اي بمعدل 5 دولارات يوميا وويستطرد بالقول ... نحن عائلة مؤلفة من ثلاثة افراد ... والعيشة غالية الى درجة الكفر .. اذ ئلاثة ارغفة خبز بالف ديناراي حوالي دولار .. اما الكهرباء فادفع 90 الف دينار شتاءا و50 الف دينار صيفا .. ولولا مساعدات والدي وتوفيره السكن معه في داره لي ولعائلتي.. لمتنا من الجوع انا وزوجتي وطفلتي المعوقة ..
وهنا سألته لم لاتطالب بحقك وتثبيت تعيينك اسوة بالملايين الذي عينتهم الدولة كشرطة وجنود ومخبرين سريين وابناء الصحوة .. هنا التفت نحوي وقال بحسرة والم سائلا ...
--- الا تدري يا عمي ماذا جري ويجري في العراق بعد الغزو وسيطرة الاحزاب الدينية والقومية والقادة مزدوجي الجنسية والولاء على السلطة ومراكز القرار؟؟؟
--- اجبته ... انت تدري انا متقاعد منذ اكثر من عشرين سنة وبعيد عن الحكومة ودوائرها والسياسة والاحزاب واسمع طراطيش عما يحدث ...
--- يا عمي .. لي زملاء بالشركة حصلوا على التعيين وعدلت رواتبهم ... وعندما سألتهم كيف تعينوا ؟؟؟ اجابوني بانهم انضموا الى حزب .... الطائفي كشرط لتعيينهم ...
--- وهنا سالته لم لا تنضم انت ايضا الى الحزب كما كانو يفعلون ايام زمان ... وتتعين وكفى الله المؤمنين شر القتال والجوع والحاجة للوالد ؟؟؟
--- يا عمي اني مهندس واشتغلت عامل في معمل ابي ولم انضم لحزب البعث ايام صدام لانه كان شرط للتعيين وانا اكره السياسة والاحزاب ... والان تريدني انضم لحزب .... الديني الطائفي الرجعي ... شلون تقبلها ياعمي ؟؟؟؟
--- طيب وليدي يكولون ... التعيين صار بفلوس ... ليش ما تدفع وتتعين وتخلص من مد ايدك للاخرين ؟؟؟
--- عمي الله يخليك .. يريدون بين 30 الى 50 ورقة دولار حتى يعينوني ومقدما .. والكثير من الناس خسروا فلوسهم لان الوسيط طلع نصاب ومحتال .. اخذوا الفلوس زشلعوا .. وانا من اين اتي بهذا المبلغ ؟؟؟ انت تعرف من مثلي متزوج ومحتاج للعانة و( وأكلي البيض بالضر.... )
--- زين يا وليدي ماكو طريقة اخرى تتعين بيهه ؟؟؟
--- الطريقة الوحيدة هي لازم عندي قريب مسؤول كبير في الدولة او احد الاحزاب الحاكمة ...وانت تدري صحيح اني مهندس بس طالع من زرف الحايط ... حتى اذا وجد قريب من اقربائي في السلطة .. فهذا من النوع الذي لايرحمك ولايخلي رحمة ربك تنزل عليك ..
يا عمي العراق موذاك العراق اللي تعرفوه بزكانكم... كان اكو مجلس خدمة وهو يعين الخريجيين والموظفين .. الان بيد الاحزاب الما تعدل بين المواطنين ...
اتصور يا عمي مديرية التربية الثالثة ( الخاصة بقضاء الكاظمية )تفتح التعينات ...والتربية الاولى والثانية ما تفتح باب التعيين .. ليش يا ناس ؟؟؟ بناتنا أولادنا في بقية الاقضية اللي تسموها ساخنة ... وين يروحون ؟؟؟ والسبب يعرفه الراسخون في العلم والطائفيون والساسة الجدد ...
الم تسمع يا عمي ان محافظة بغداد ثبتت وعينت العديد من العقود والدرجات الجديدة في الثورة (كما كانو يسموها ... زمن المرحوم عبد الكريم قاسم ) ومدينة صدام بزمن صدام ومدينة الصدر حاليا .. وكذلك عينوا في الشعلة ...
وتناست المحافظة التي يتساقط العدل من كرعانها ( ذات اللون البنفسجي الما ئل للكوبلي ) ان بناتنا واولادنا من ولد الخايبة في بقية الاقضية من بغداد ... ايضا ينتظرون انصافهم وحقهم من العدل بالتعيين ...حالهم كحال الحزبين الابرار المنتمين لاحزابهم...
--- وهنا التفت الى ضيفنا صديق ولدي .. وقلت له لاتحزن يا ولدي.. ضع عيونك في عين الله التي لاتنام ولا ترحم الظالم مهما طال الزمن .. لان جولة الظلم والباطل مهما امتدت فهي قصيرة بعمر الزمن .. ولابد للحق ان ينتصر .. وللعدل ان يسود لانها سنة الحياة .. ولكن الامر الغريب الذي يثير استغرابي واستهجاني ... انهم كانوا يعيبون على صدام وحكمه وتصرفاته الفردية والطائفية والمظلومية .. وان حزب البعث كان يتحكم بالتعينات ويرفض تعيين من لم ينتمي للحزب ... واليوم هم يعيدون نفس الاسلوب ونفس المهزلة وبدرجة اشد واتعس .. واذكرهم بقول الشاعر :-
لاتنهي عن خلق وتأتي بمثله عار عليك اذا فعلت عظيم
واقول للساسة المتحكمين برقاب ورزق الناس يا اخوتنا
العدل اساس الملك
فاعدلوايرحمكم الله
ونناشد مجلس نواب الشعب الجديد ...سارعوا لاصدار قانون مجلس الخدمة المدنية لينصف الجميع بدون تمييز
اللهم احفظ العراق واهله اينما حلو او ارتحلوا



#نوري_جاسم_المياحي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الامام الما يشور يسموه ابو الخرك
- الترسيخ الطائفي خطأ في النهج المالكي
- الحكومة العراقية ونسيان المرحمة والعيدية
- متى يستيقظ ضمير الحكومة البريطانية ؟؟؟؟
- امريكا تعدم الابرياء بالعيد بلا محاكمة
- من لليتامى ؟؟من للثكالى ؟؟ واي عيد ؟؟
- فرنسا والكيل بمكيالين في الوقت الضائع
- مجازر ترتكب والجزارون طلقاء والعالم يتفرج
- شروط الاكراد وعقدة المنشار ( الجزء الرابع )
- شروط الاكراد وعقدة المنشار (الجزء الثالث )
- شروط الاكراد وعقدة المنشار ( الجزء الثاني )
- شروط الاكراد.. عقدة المنشار .. وعجز الامريكان
- عراقي شجاع يتحدى المحاصصة والمحاصصين
- متى وكيف يسدل الستار ؟؟؟
- وهكذا تأكدت اهداف غزو العراق
- لصوص بلا حدود
- الغام تحت رماد الاحصاء السكاني المقبل
- شوف الموت وارضه بالسخونة !!!!
- حريتك تنتهي عندما تبدأ حرية الاخرين
- بين الكاتب والقاريء وموقع النشر


المزيد.....




- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-
- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77
- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب ...
- نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط ...
- تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام
- السعودية تتصدر جوائز مهرجان هوليوود للفيلم العربي
- فنانون أيرلنديون يطالبون مواطنتهم بمقاطعة -يوروفيجن- والوقوف ...
- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...
- مظفر النَّواب.. الذَّوبان بجُهيمان وخمينيّ


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - نوري جاسم المياحي - ينهون عن خلق ويأتون بمثله