أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - وديع السرغيني - ملاحظات أولية حول ما جاء في بيان -الأماميين الثوريين-















المزيد.....

ملاحظات أولية حول ما جاء في بيان -الأماميين الثوريين-


وديع السرغيني

الحوار المتمدن-العدد: 3206 - 2010 / 12 / 5 - 10:44
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


ملاحظات أولية حول ما جاء
في بيان "الأماميين الثوريين"


إحياء لذكرى التأسيس لمنظمة "إلى الأمام" الماركسية اللينينية، المغربية، احتفى جميع المناضلين والمناضلات الذين لهم رابط من الروابط بهذه المنظمة أو بتجربتها ضمن تجربة الحركة الماركسية اللينينية المغربية ككل، والتي ضمت في صفوفها إلى جانب منظمة "إلى الأمام"، منظمة "23 مارس" ومنظمة "لنخدم الشعب" المنشقة عن هذه الأخيرة، إضافة لما تشكل من صلبها أو تعاطف معها من تيارات ومجموعات وحلقات وحساسيات وفعاليات..الخ
ومن بين أشكال الاحتفاء، انعقدت التجمعات والملتقيات، ونظمت الندوات وتم إصدار العديد من البيانات.. ومن بين ما اطلعنا عليه بأحد المواقع الإلكترونية، بيان/إعلان موقـٌع من طرف من أطلق على نفسه اسم "الأماميون الثوريون" تمييزا، على ما نعتقد، عن "الأماميين" التحريفيين أو الإصلاحيين الانتهازيين، بما هو حق لا يدعو للجدال.
وبحكم ارتباطنا بتجربة الحركة الماركسية، وبما يهم ماضيها وكذا واقعها الحالي، ومستقبلها المشرق لا محالة.. نعتبر أنفسنا معنيين بشكل مباشر بكل ما يكتب عنها، في أوجهه السلبية أو أوجهه الإيجابية.
الملاحظة الأولى التي أثارتنا في هذا الإعلان، هو تأخر صاحبه أو أصحابه طيلة هذه المدة كلها، من 1979 إلى 2010، أي ما يفوق الثلاثين سنة من الانتظار بعد تبين "نهاية الخط الثوري وانتصار الخط التحريفي" بما شكله هذا الانتصار من تأزم وتمأزق لحد انحلال المنظمة وتحللها، والحال أن العديد من المناضلين الماركسيين اللينينيين من داخل المنظمة وخارجها، خاضوا منذ ذلك الحين صراعا لا هوادة فيه ضد التحريفية، وضد الانهزامية الاستسلامية، وضد التصفوية والعفوية..الخ
فكان لا بد من توضيح أسباب هذا التكتم الذهبي الذي دام هذه المدة كلها، إذا كان الرفيق جدٌيا في إعلان انتماءه لمنظمة "إلى الأمام".. فلا تأخذ الأمور بهذه البساطة، في نظرنا، لأن المنظمة وبالرغم من فشلها السياسي والتنظيمي على الأرض، فلا أحد يمكنه إنكار بصماتها التي ما زالت بادية للعيان، المؤيدين والمنتقدين، الخصوم والأعداء..الخ لا يمكن إلغاء أو إغفال رصيدها الحافل بالتضحيات والعطاءات السخية.
وكشهادة للتاريخ الذي لن يجرء أحد على تزويره، ظلت التضحيات مستمرة حتى بعد فترة التراجع والمراجعة والانحراف، وانطلقت حملة اعتقال واسعة بداية الثمانينات 1981 ـ 1984 ـ 1985 وشملت العديد من نشطاء الحركة الماركسية اللينينية وحركة الطلبة القاعديين وحركة اليسار الاتحادي، خلالها تم حصد ما تبقى من أعضاء المنظمة على مجموعيتن، مجموعة 15 ومجموعة 26، أو ما يسمى بمجموعة إعادة البناء، التي خلفت أحكاما قاسية، واستشهاد "أمين التهاني" أحد أعضاء القيادة الجديدة، تحت التعذيب بمقر "درب مولاي الشريف" الرهيب.
استمر التضييق والمتابعة والاعتقال في صفوف مناضلي ومناضلات "النهج الديمقراطي" الاستمرارية الشرعية والعلنية لمنظمة "إلى الأمام"، بعد أن استقطب هذا التنظيم الجديد الغالبية الساحقة من قيادات وأطر المنظمة القدماء.
أمام هذه المعطيات وبناء عليها، نعتقد أن الحركة الماركسية في حاجة إلى تقاييم تتسم بشيء من الموضوعية، بعيدا عن المزايدة والانفعال، فما نخافه هو أن يكون الإعلان بمثابة خرجة من خرجات "الورثة" المتنافسين الذين ضاق بهم الحال، بحكم صعوبة الواقع وعناده، ليتبين لهم أن أحسن الطرق وأحفظها من اللعنة بالتحريفية والانحراف وخيانة سعيدة وزروال.. هي الرجوع إلى الأصل وإعلان التشبث "ببيان الشيوعيين المغاربة" ـ سقطت الأقنعة ـ وبالجهة التي أصدرته حينها، أي منظمة "إلى الأمام".
ونحن في هذا الصدد، لا نريد إثارة ما سبق وأن قدمنا فيه الرأي، خلال العديد من مقالاتنا، بقدر ما سنكتفي بتقديم بعض الملاحظات على الإعلان، وعلى بعض نقطه، التي نترجى فيها التوضيح لاحقا.
فمن خلال جميع الكتابات والمقالات والبيانات.. الصادرة عن التيارات والمجموعات التي ما زالت متشبثة بهذا الإرث الفكري والسياسي السبعيني، نجد دائما دعوات الوحدة والعمل الوحدوي بين الشيوعيين والشيوعيات، والثوريين والثوريات.. حيث تنتصب في الغالب، نظريات الجبهات الطبقية والسياسية، المستضيفة لمختلف التيارات الثورية لصفوفها، بغض النظر عن الاقتناع، من عدمه، بالاشتراكية وبدكتاتورية البروليتاريا، وبالتغيير وفق المنظور والتاكتيكات الماركسية اللينينية.. وعكس هذه التصريحات المثالية والنبيلة، نصطدم، على المستوى العملي والميداني، باستمرار حالة التفتيت والحلقية والتشرذم، بل تكريس الحالة والتشجيع على ديمومتها بطرق وبأشكال غريبة وغير مفهومة، كلما كانت الحاجة لتوحيد وتنسيق الفعل الميداني.
لنأخذ الإعلان الذي أمامنا كمثال، سبق وأن أشرنا بأنه إذا كانت هناك من جدية نضالية لتقوية العمل الثوري في بلادنا، فيجب البدء بالتقييم لكل التجارب الثورية السابقة، والتقييم في نظرنا أعمق وأشمل من الخلاصات الجاهزة بصيغة "انتصار الخط التحريفي" وكفى المناضلين وجع الدماغ.
فلا يوجد أي مبرر معقول وموضوعي لتفسير هذه الانتظارية التي دامت أزيد من الثلاثين سنة، قبل أن نجهر ونعلن عن ثوريثنا "كأماميين" ضدا على "الخط التحريفي" الذي انتصر يوما ما خلال سنة 79! دون أن تأخذ التجربة حقها في التقييم، فبدون هذا التقييم لن نتقدم في عملنا الثوري ولن نستخلص الدروس، ولن نتجاوز أخطاءنا ولن نقوٌم خطنا وممارستنا الميدانية، وسنسقط، لا محالة، في التجريبية التي لن تنتج لنا سوى خطوطا تحريفية جديدة وممارسات اندفاعية عبثية، لا أقل ولا أكثر.
فما نخشاه صراحة، هو أن يكون الإعلان عبارة عن شهادة ميلاد لمجموعة جديدة ضمن المجموعات المتحلـٌِقة والمنبهرة بالوثائق القديمة لمنظمة "إلى الأمام"، وهي حالة لا مبرر لها اللحظة، ومن باب الانسجام مع دعوات الرفاق الوحدوية التوحيدية، كان عليهم أن يفتحوا باب التنسيق مع مجموعات كثيرة معروفة بتبنيها لهذه الوثائق التي لا يشق لها غبار، حسب قناعاتها، فهي المرجعية التي لا شك فيها، وهي الفكر العلمي بالنسبة للعديد من المجموعات، بل هناك من يعتبرها هي الماركسية اللينينية في نسختها المغربية!
نفس الشيء يسري على الأطروحة الماوية التي تم التأكيد على تبنيها كمرجعية، فما نعلمه ويعلمه الجميع هو وجود أكثر من مدافع ومعتنق للماوية بالمغرب، بل إن هناك تيار يتبناها صراحة، صغيرا أو كبيرا لا يهم، المهم أنه متواجد في الساحة النضالية الميدانية، وفي ساحة الصراع الفكري والسياسي، وله ارتباطاته المعلنة بالأممية الماوية العالمية.. فلماذا لم يفتح النقاش والتنسيق مع هذا التيار، حتى تنسجم دعوات الوحدة مع نفسها، ونقلل بالتالي من حالة التفتيت المرضية؟
فالمجموعات كثيرة في الساحة، وفاعليتها ضعيفة، وارتباطاتها بجماهير الشعب المعنية بالتغيير، ضعيفة أو منعدمة.. هذا ما يُقرٌ به الجميع ولا يجادل في حقيقته أحد. أسباب الضعف والتخلف، تحتاج إلى نقاش عميق بين التيارات وداخل التيارات نفسها، لأن الرأي فيها يختلف من هذه المجموعة لتلك، ومن هذا التيار لذاك.. فمن المفيد جدا الاطلاع على اجتهادات الأسلاف الثوريين المغاربة، من مؤسسي الحركة الماركسية ومنظمة "إلى الأمام"، لكن التباهي بالوثائق وبالاطلاع عليها، غير كاف، والقراءة النقدية لها ليست بكافية كذلك، إذا لم تكن في اتجاه التقويم، بعد وضع الأصبع على مكامن الخلل وضبط أسباب الانزلاق والفشل..الخ
فلماذا لا نقر، كما فعل ماركس وإنجلز، مثلا، في حق كمونة باريس، وفي حق الأممية الأولى، بفشل تجربة منظمة "إلى الأمام"؟ لماذا لا نهتدي بالخلاصات التي أشار لها لينين فيما يخص تنظيم الماركسيين الروس، حين استنفد الحزب إمكانياته وفاعليته بالشكل الذي أدار به الصراع والنضال قبل سنة 1902، بأن عوضه وأسنة قيادة النضال لمنظمة المحترفين الثوريين؟ لماذا يغفل أو يتغافل جل الماركسيين المغاربة، الخلاصات اللينينية القيمة "لموضوعات نيسان" و"رسائل من بعيد" التي غيرت وكيفت التاكتيكات مع الأوضاع الجديدة، دون أن تتخلى عن إستراتيجية الثورة الاشتراكية وسلطة المجالس الثورية..الخ؟
أسئلة كثيرة ومهمة، لا نشترط للإجابة عنها، سوى التريث بعيدا عن الانفعال وردود الأفعال، وبما يتطلبه الوضع منا من جدٌية ورزانة ومبدئية، تشترط مساهمة الجميع، عبر النقاش الرفاقي الديمقراطي، والهادئ، للبحث عن إجابة جماعية تنير الطريق لجميع الثوريين المخلصين لقضايا الكادحين، سواء أكانوا ماركسيين لينينيين، أو ماويين أو تروتسكيين.. لا يهمنا سوى صدقيتهم وتواجدهم الميداني، نصرة لجميع الكادحين وعموم المتضررين من استمرار حكم النظام الاستبدادي القائم على رقابنا، ومن استمرارية وهيمنة نظام الاستغلال الرأسمالي على بلادنا.
فنحن الماركسيون اللينينيون المغاربة ـ أنصار الخط البروليتاري ـ نرى أن إستراتيجية الثورة الاشتراكية هي الإستراتيجية الثورية الوحيدة القادرة على تغيير الأوضاع جذريا في بلادنا، بما يضمن للطبقات الشعبية الكادحة مصالحها عبر القضاء على الاستبداد والاستغلال والطبقية، وبالتالي تحقيق الديمقراطية الشعبية والمساوات ضمن مجتمع المنتجين، المجتمع الشيوعي بدون طبقات.
ارتكازا على تصورنا هذا، نرى أن النقط الجوهرية في برنامج الثورة الديمقراطية، لا تتعارض في شيء مع الثورة الاشتراكية وبرنامجها وسلطتها المجالسية، نرى كذلك بأن الطبقة العاملة من موقعها كقائدة طليعية لمجموع الطبقات الشعبية ومن داخل سلطتها وديمقراطيتها الجديدة ـ دكتاتورية البروليتاريا ـ قادرة على حل كل المطالب الديمقراطية العالقة، من داخل الثورة الاشتراكية، وبالتالي فوحدتنا مع مختلف التيارات الثورية الشيوعية والمعادية للرأسمالية، وحدة موضوعية وإستراتيجية وليست عرضية تاكتيكية.
في هذا الصدد، نذكر الرفاق مرة أخرى بموقف الماركسيين اللينينيين من برنامج الثورة الديمقراطية البرجوازي، والذي يسمى في قاموس الثوريين المغاربة ببرنامج الثورة الوطنية الديمقراطية الشعبية.. فإذا كانت الثورة الزراعية كإحدى أهم النقط البرنامجية بعد حسم السلطة لمصلحة الطبقة العاملة، حيث ستتحول البادية لبؤرة صراع بين بقايا المالكين والمالكين الصغار من جهة، وبين البروليتاريا الزراعية الاشتراكية من جهة أخرى، واستنادا على مرجعيتنا وعلى خبرة الحركة العمالية في مجال البناء الاشتراكي، ستكون إجراءات الثورة والبناء الاشتراكيين واضحة في هذا المجال، إذ وبعد المصادرة والتأميم التي ستشمل أملاك العائلة الملكية ومحيطها، وأملاك سائر البرجوازيين الكمبرادوريين والملاك الكبار، ستتحول أنذلك موازين القوى الطبقية بشكل جذري داخل البادية وستعزز بقوة سلطة العمال الزراعيين داخل ضيعات ومنشآت الدولة.. ووفق تحليلنا وتصورنا هذا، نكرر تساؤلاتنا المحرجة مع الرفاق الذين يرجؤون الثورة الاشتراكية إلى أجل غير مسمى، تساؤلات عن قاعدة الثورة في البادية؟ وبيد من سيكون مستقبل الثورة في البادية؟ هل ستكون بيد الفلاحين، المالكين وغير المالكين، أم بيد العمال الزراعيين والمياومين والمزارعين بدون أرض..الخ؟
فكيفما كانت الإجابات على هذه التساؤلات، نعتقد من جهتنا أن الخلافات بين الرفاق الثوريين والشيوعيين والماركسيين اللينينيين، لا تستدعي كل أساليب التطاحن والتناحر التي نشهدها في الساحة بين الرفاق، فبمجرد الاقتناع بمهمة القضاء على النظام القائم، وبإعلان الجمهورية، وتجريد العائلة المَلكية والبرجوازية الكمبرادورية وكبار الملاك من جميع ما استحوذوا عليه من ممتلكات، ثم إجراء التأميم الحقيقي لكل الثروات الوطنية، ووضعها بيد السلطة الجديدة، ستتبين أهمية جميع الخطوات الوحدوية المطروحة الآن في الساحة، فيما بين الشيوعيين والشيوعيات، الثوريين والثوريات، الماركسيين والماركسيات..الخ
نفس المنهجية تقودنا للتذكير برؤيتنا لمهمة بناء الحزب الثوري، حزب الطبقة العالمة الماركسي اللينيني، باعتبارها مهمة مركزية. فبقدر ما نستند في تصورنا على المرجعية الطبقية الماركسية وعلى توجيهات "البيان الشيوعي" الذي ذكٌر برسالة الطبقة العاملة التاريخية، باعتبارها الطبقة الثورية الوحيدة التي لا تقف في منتصف الطريق، والتي لا تثق إلاٌ في نفسها، بالرغم من نشدانها لعقد تحالفاتها المؤقتة مع الفئات والطبقات الكادحة والمحرومة والمهمشة، تظل مهمة تحرير العمال من صنع أنفسهم كشعار، إضافة لشعار "يا عمال العالم اتحدوا" من الشعارات الخالدة والثابتة في تصورنا.. فلا تضر هذه المهمة في شيء كل الجهود الرامية لتنظيم الجماهير الفلاحية الفقيرة وجماهير المعدمين والمهمشين في أحزاب وحركات مناضلة من أجل الثورة والتغيير، بل تخدمها بشكل مباشر وتساعدها بقوة على تمتين التحالف الذي لا بد من قيادته من طرف الطبقة العاملة المنظمة في حزبها الشيوعي الماركسي اللينيني كضمانة للطبقة العاملة ولجميع الفئات الشعبية الكادحة والفقيرة التي من مصلحتها تحقيق الاشتراكية والقضاء على جميع أشكال ومظاهر الاستبداد والاستغلال والعبودية واللامساوات..الخ
فالحالة الآن داخل الحركة الشيوعية والثورية اللينينية، ببلادنا، تدعو إلى اتخاذ مواقف أكثر جرأة وأكثر مسؤولية وعملية، فكل دعوات الوحدة والحوار الرفاقي الديمقراطي، ودعوات نبذ الحلقية والنزعات الزعاماتية.. مقبولة ومؤيدة من طرف جل التيارات المناضلة والميدانية، لكن الدعوات وإعلان المبادئ العاملة، غير كافية، لأنها تبقى محجوزة وحبيسة البيانات والمقالات، فحسب.
فحين يطـٌلع المرء على ما يجري داخل بعض الجامعات، نجد واقعا آخر، واقع مناقض ومناهض لكل الدعوات الوحدوية ولكل دعوات الحوار والتنسيق والديمقراطية الرفاقية..الخ يصطدم بواقع تتناحر فيه الفصائل التقدمية، الثورية والماركسية اللينينية مع بعضها البعض، دون أن تتوصل فيه لصياغة برنامج عمل طلابي يوحد الجماهير الطلابية ويجدد ثقتها في أهمية التنظيم وفي ملحاحية استرجاع إطارها التاريخي إوطم، وإعادة بناءه على أسس ديمقراطية وقاعدية تمكن الحركة الطلابية من الدفاع عن مصالحها، ومن لعب أدوارها التقدمية عبر المساهمة في النضال الديمقراطي العام إلى جانب مجموع الحركة الجماهيرية المناضلة من أجل التغيير.
كذلك الشأن داخل العمل الشبيبي داخل الثانويات، ومن داخل حركة المعطلين، حيث يغيب البرنامج، وتغيب بالتالي البوصلة، لتتسع العفوية والميدانية التلقائية المفتقدة لأبسط القواعد التنظيمية والتنسيقية بين مختلف فعاليات ومكونات الحركة الماركسية اللينينية المغربية أو الحركة الثورية بشكل عام.
أما إذا انتقلنا لمواقع النضال النقابي، فستتضح بشكل جلي حقيقة من يدٌعون، ولو بصدق نية وإخلاص، الماركسية والفكر العمالي الاشتراكي، لتجدهم في أدنى المراتب، متقوقعين ومنزوين في المواقع الأكثر تهميشا وابتعادا عن العمال والعاملات، أصحاب القضية، حيث الفراغ الفظيع والمهول لأي فعل عمالي اشتراكي، وحيث الاكتفاء بالانخراط في اتحاد النقابات بدون أهداف عمالية واضحة، بما يعفي الرفاق الشيوعيين من تجاوز اتحادات الموظفين والمستخدمين، لتسقط بالتالي من أجندتهم وتطلعاتهم، مهمة الارتباط بالطبقة العاملة وبطلائعها النقابية المناضلة، مقابل القبول ببعض المقاعد المنزوعة التأثير.. هذا بالإضافة لبعض الاتجاهات التي سهٌلت المأمورية على أنصارها، بأن أشارت عليهم بتحريم العمل والنضال النقابي، وباجتناب الانخراط في الإطارات الجماهيرية على اعتبارها إصلاحية ورجعية!!
هذا جزء بسيط من واقع مر تعيشه الآن، الحركة الثورية المغربية، ويتخبط فيه قلبها النابض الحملم، الشيء الذي لن تجيب عنه وثائق الحركة السبعينية في شيء، لأنها بصراحة، بعيدة كل البعد عن إشكالاته الراهنة.
فإذا لم يفتح النقاش بجدية حول ما يعرفه المجتمع المغربي من تطورات وما طرأ من تغيير على تشكيلته الطبقية منذ الاستقلال الشكلي إلى الآن، لا يمكن فهم وتحديد طبيعة الثورة في المغرب، ولن يمكننا تحديد أعداء الثورة بتدقيق، ولا تحديد من لهم المصلحة في الثورة والتغيير، ولا من هي الطبقة المؤهلة لقيادة الكادحين من أجل التغيير.. سيصعب حينها تحديد المهام التاكتيكية والمرحلية، وستتعدد الإستراتيجيات على هوانا وكيفما اتفق، وسيصعب آنذاك تحديد من هم الماركسيون، وسيصعب كذلك شرح الحاجة إلى لينين وإلى خططه التنظيمية وتاكتيكاته لنسج التحالفات السياسية والطبقية..الخ
وخارج أية توجيهات تعجيزية، فنحن وبحكم تجربتنا الميدانية التي قمنا بها كخط بروليتاري، عبر محاولات عدة وحثيثة لتقريب وجهات النظر داخل الحركة الثورية والحملم، نرى أنه من اللازم على جميع التيارات والمجموعات والأنوية الثورية، التواقة للعمل الثوري الوحدوي، بأن تقدم رؤيتها وبرنامجها بتدقيق، بما يعنيه من تجاوز بيٌن وعملي للصيغ الجاهزة وللعناوين العريضة.. وفي سياق عرضها لبرامجها وتصوراتها العامة، يتوجب عليها تقديم الرأي حول التحالفات السياسية الممكنة خلال هذه المرحلة، من داخل إطارات النضال الجماهيري، ومن خارجها في الميادين المباشرة.. المطلوب كذلك تقديم الرأي حول طبيعة الأداة السياسية الثورية، هل هي الحزب الطبقي، حزب الطبقة العاملة بمرتكزاته النقابية والجماهيرية وغيرها؟ أم شيء آخر؟
وفي السياق نفسه، يجب الأخذ بعين الاعتبار للحالة الحلقية التي نعيشها الآن، بمعنى، ما هي السبل الأولية والعملية لتجاوز هذا الوضع المتردي، الذي لا يمكن التغلب عليه بالدعوات المثالية، فالحالة تستدعي وتستوجب، في اعتقادنا، خططا واضحة واقتراحات عملية تدلل الصعاب، لإنجاز وعقد تنسيقات وتحالفات وتكتلات أولية، في اتجاه توحيد ما يتوجب توحيده.

ملاحظة: لظروف قاهرة وخارج عن إرادتنا، تأجل نشر المقال لكل هذه المدة، ونعتذر للرفاق ولكافة القراء والمتتبعين.

وديع السرغيني
شتنبر 2010



#وديع_السرغيني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في ذكرى التأسيس لمنظمة -إلى الأمام- الماركسية اللينينية
- دعم الشعب الفلسطيني ورهان الإقصاء
- قاعديون وحدويون ، ولكن ...
- أسبوع الإحتجاج بطنجة
- لماذا يخدع تجمع اليسار الديمقراطي الجماهير عبر هيمنته على تن ...
- الانتفاضات الشعبية العمالية بالمغرب بين القراءة الموضوعية و ...
- ا-الجمعية المغربية لحقوق الإنسان- بين الشراكة و المعارضة
- تنسيقيات مناهضة الغلاء تحقق المسيرة و تمنع المنع
- دروس انتفاضة يناير
- حزب -النهج الديمقراطي- و السياسة بموقفين
- مهامنا في ظل العهد الجديد
- الانتفاضات الشعبية العمالية بالمغرب بين القراءة الموضوعية و ...
- قراءة أولية للأرضية التأسيسية لمنظمة -أ-
- عودة إلى سؤال، إلى أين يسير النهج الديمقراطي بطنجة
- حول ملابسات الصراعات الدموية بالجامعة
- جمعية المعطلين ينحروها ام تنتحر؟
- جورج حبش -شهيد- الجهل و الأمية
- كفاح و أساليب نضالية جديدة ...عمال حمل البضائع بميناء طنجة
- حول أحداث العنف الطلابي بمراكش و أكادير
- تخليد ذكرى يوم الأرض بطنجة غاب يسار ... و حضر يسار آخر


المزيد.....




- فيديو غريب يظهر جنوح 160 حوتا على شواطىء أستراليا.. شاهد رد ...
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 1000 عسكري أوكراني خلال 24 سا ...
- أطعمة تجعلك أكثر ذكاء!
- مصر.. ذعر كبير وغموض بعد عثور المارّة على جثة
- المصريون يوجهون ضربة قوية للتجار بعد حملة مقاطعة
- زاخاروفا: اتهام روسيا بـ-اختطاف أطفال أوكرانيين- هدفه تشويه ...
- تحذيرات من أمراض -مهددة للحياة- قد تطال نصف سكان العالم بحلو ...
- -نيويورك تايمز-: واشنطن سلمت كييف سرّا أكثر من 100 صاروخ ATA ...
- مواد في متناول اليد تهدد حياتنا بسموم قاتلة!
- الجيش الأمريكي لا يستطيع مواجهة الطائرات دون طيار


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - وديع السرغيني - ملاحظات أولية حول ما جاء في بيان -الأماميين الثوريين-