أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بلال سمير الصدّر - (Little Chilren2006) أطفال صغار نظرة طبيعية لمجتمع مستقر أو يبدو بأنه مستقر















المزيد.....

(Little Chilren2006) أطفال صغار نظرة طبيعية لمجتمع مستقر أو يبدو بأنه مستقر


بلال سمير الصدّر

الحوار المتمدن-العدد: 3206 - 2010 / 12 / 5 - 10:49
المحور: الادب والفن
    


(Little Chilren2006) أطفال صغار
نظرة طبيعية لمجتمع مستقر أو يبدو بأنه مستقر
بلال سمير الصدّر [email protected]
في فيلمه الثاني يضعنا (Todd Field) في حبكة معقدة وجميلة عن إشكالية أو سلوك الانحراف،فهو يعالج هذا السلوك من مواطن عدة،ولعدة شخصيات لمجتمع (سكان الضواحي ) يبدو ظاهريا ينعم بالنظام والاستقرار والراحة.
يبدأ الفيلم مع شخصية رونالد جيمس الذي سيطلق سراحه وهو متهم أصلا باغتصاب قاصرتين،وهو الذي سيشكل الرعب القادم لهذه الضاحية الهادئة محور مكان الفيلم.
سارة (Kate Winclet) هادئة تحضر لرسالة الدكتوراه في الأدب الغربي ولكنها تبتسم لتخفي اليأس الذي في داخلها وسريعا ستنشأ علاقة عاصفة بين براد(Patric Wilson) بدايتها كانت في المنتزه لأن براد تبادل الدور مع زوجته كاثي(Jennifer Connely) التي تعمل في الوثائقيات،فهو من يقوم بتنزيه ولده فهو يمكث في المنزل للتحضير لامتحان القانون الذي فشل فيه ولأكثر من مرة،ولكن الولد متعلق بوالدته وبراد يعتبر نفسه بأنه فقط للحظات غير المهمة.
براد هو موضع حديث النساء الأخريات في المنتزه والتي تتخللها طبعا بعض الهمسات الجنسية،وبوصف سارة تدرس سلوك النساء الصعبات فهي تعجب مستغربة باعترافات براد وعدم خزيه من هزيمته والتصريح بها ولا تعتقد بأن زوجها ريتشارد قادر على التصريح بكل تلك الاعترافات.
إذا تحدثنا عن العلاقة بين الرجل والمرأة فبراد يشكل حالة من اختلاط الأدوار بين الجنسين،وهناك لاري الشرطي السابق الذي يعاني من عقدة الذنب نتيجة لتسببه لمقتل طفل في أحد حوادث السطو والتي تصدى لها هذا الأخير ويقود حملة في الضاحية للتعريف بهذا الخطر القادم الجديد (المنحرف الجنسي رونالد جيمس) بل يطلب من براد مساعدته في ذلك.
هذه الحبكة المعقدة نوعا ما يعتمد فيها Todd Field على السرد،فهناك راوي يظهر بين فترة وأخرى بصوته ويقوم بسرد الأحداث والحديث عن الماضي بل والتعليق عليها بأسلوب وكلمات لا تخلو من الأدبية ...الفيلم هو عن الانحراف وهناك منحرف جنسي واضح يقطن في القرية الآن،ولكن ريتشارد زوج سارة له ممارسات منحرفة أيضا،فهو متعلق بعاهرة على الإنترنت ويفكر بالشذوذ وينتهي به الحال إلى الممارسات الفيتشية (التعلق بالرمز الجنسي والذي يتمثل بالملابس الداخلية للمرأة).
وحتى الأدب يشوبه بعض الانحراف أيضا فالدكتورة سارة تدعى لمناقشة أدبية مع جاراتها حول رواية مدام بوفاري؟ ليس من الداعي أن نسأل لماذا هذه الرواية بالذات لأن موضوعها يتعلق بالفيلم أولا وأخيرا.فالانحراف موجود عند سارة ولكن الإشارة إليه بوضوح اكبر تبدأ عندما تطلب سارة على الهاتف لباس البحر الأحمر،فسارة وبراد يطلبان أكثر من هذه العلاقة البريئة التي بنيت في العلن.
وعندما يخالف رونالد أو روني التعليمات ويظهر في البركة العامة فيذعر بل يهرب كل الناس منه فإننا بذلك نختبأ خلف رداء اللاوعي الكاذب.
عندما يقرأ براد الرغبات السرية داخل مفكرة سارة تبدأ علاقة جامحة بين الاثنان وإذا كانت هذه العلاقة بدأت بزنا طبيعي ولكنها ستتطور إلى انحراف ضمن رؤية اجتماعية وضمن نظريات فرويديه أيضا....
رونالد يعيش الآن مع أمه العجوز بلا انحرافات ولا تسالي كما لو أنه تماما في السجن والسجن هنا يعني السجن المادي ذو القضبان الحديدية والسجن المعنوي أيضا،فهو سجن النفس وسجن محاربة الرغبات فرونالد الذي يعاني الآن من حملة اضطهاد عنيفة من سكان الضاحية التي يعيش فيها باعتباره الرمز الأكبر للشر فيجد ذات مرة على بلاط أرضية منزله كلمة (EVIL) وتقترح عليه والدته الزواج،ولكن هل الزواج هو الحل،فرونالد يبدو بريء في انحرافاته لأنه ومع أول ردة فعل جنسية لفتاة تعرف عليها-وهي للأسف تعاني من اضطرابات نفسية سببها محاولة انتهاك في الطفولة كما ان آخر رجل تعرفت عليه ذهب إلى الحمام ولم يعد-يمارس الاستمناء ويهددها بالقتل لو أخبرت أحدا بذلك.
ويتطرق الفيلم-ولو ببساطة-إلى شكل آخر من الانحراف يتعلق بالأخلاقيات لأن فريق براد لكرة القدم الأمريكية يرفض تصرف هذا الأخير بمد يده لمصافحة الفريق الخصم علما بأن هذا الخصم مكون من أشخاص غير محترفين وكتسطيح أكثر للفكرة فهذا يعني أن اللعبة ليست ذات أهمية كبيرة سوى بأنها نسبية.
في الملتقى الأدبي-وكلهن من السيدات-حول شخصية مدام بوفاري فإحداهن لا تحب هذه الشخصية الغشاشة والتي ستقتل زوجها بسم الجرذان،ولكن هل شخصية فلوبير الشهيرة هذه عبارة عن عاهرة،هل يمكن اختصار شخصية تعد من أبرز الشخصيات في الأدب الغربي بكلمة واحدة هي العهر؟ عند قراءة فقرة من رواية مدام بوفاري تشير برمزية أدبية إلى مشهد جنسي شرجي تستعيد سارة مشهدا في مخيلتها (لا بد ان يكون مع براد) لنفس الموقف وهي تشعر بالنشوة فالانحراف موجود إذا في العلاقة التي تحكم كل من سارة وبراد وأهمية هذا الانحراف تتمثل بمدى قدرتنا على التعبير عنه،ومدام بوفاري كانت في نظر سارة شخصية غبية ولكنها أرادت ان تحارب الظروف الخاطئة التي أحاطت بها بالتمرد،وهي ليست خائنة بل الجوع هو البديل عن تحمل أحزان الآخرين،وهذا تبرير غير مقنع في الحكم على هذا الانحراف،نحن منحرفين ونحكم على هذا الانحراف بعدة أحكام قد تكون سادية أو مازوشية أو ضمن نظرة طبيعية والأمر الذي يتعلق بهذه الأحكام هو طريقة تعبير الفرد الطبيعي عن هذا الانحراف.
تموت والدة روني العجوز على إثر نوبة قلبية نتيجة لمضايقات فظة من لاري وروني يبكي حرقة ثم بعصبية على فراق والدته وإذا أراد TODD FIELD أن يضفي نوعا من التعاطف على شخصية روني المجرم فقد نجح في ذلك لأن روني يجرح نفسه ويقوم بقطع عضوه الجنسي كتعبير عن الذنب ليبدو الشخصية الأكثر سوية بين شخصيات الفيلم كلها والتي تعاني من الانحراف،والمجتمع الذي تسبب بموت والدته يجب أن يحاسب نفسه أولا،وتنتهي وينتهي الفيلم معها محاولة كل من سارة وبراد بالهرب بالفشل القدري.
هذا النص الهجائي الجميل يمتلئ بالانحرافات والجنسية منها بالذات من القتل والاغتصاب والرغبات والممارسات المنحرفة والخيانة والفيتشية،عالجه المخرج الذي شارك في كتابة السيناريو من وجهة نظر طبيعية اجتماعية وحتى أدبية مستشهدا بروائع أدبية لا زالت ناطقة حتى يومنا هذا فروني كان عبارة عن حالة طبيعية في منظومة اجتماعية تعاني من الخلل والتركيز يجب أن يكون أكبر على فكرة أن الانحراف موجود في كل شخص طبيعي وسوي فينا.
ف TODD FIELDلم يتحدث عن الماركيز دي ساد ولا عن فرويد ولا عن جورج باتاي بل نظر نظرة معقدة لعلاقات عادية وقصص ليست استثنائية بل تتكرر في كل يوم وهذا فقط هو الذي أكسب فيلمه الثاني هذا التفرد والتميز فكلنا نمتلك رغبات جامحة قد يملكها الصغار أيضا وقد يخجلون منها أكثر من خجلنا منها نحن البالغين.



#بلال_سمير_الصدّر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ليلة القديس لورنزو(ليلة تساقط النجوم)1982
- ثلاثية صمت الله لبيرغمان:(من خلال زجاج معتم-ضوء الشتاء-الصمت ...
- ساتيركورن فليني 1970: رؤية لفليني عن أسطورة غير منتهية
- روما فليني 1972:روما بعيون فليني
- فيلم21غم:قصيدة ساحرة عن العبثية الحياتية وعن الموت
- حسن ومرقص:فيلم أيديولوجي بدون رؤية أيديولوجية واضحة
- فيتيزجالدو:1981/العظمة البصرية وتحقيق الأحلام البشرية
- غرفة الابن(لناني موريتي): ضرورة التعايش مع فكرة الموت
- فيلم Gomorra/نجح في حصد أكبر الجوائز الأوروبية وفشل في الحصو ...


المزيد.....




- وفاة الفنان المصري الكبير صلاح السعدني
- -نظرة إلى المستقبل-.. مشاركة روسية لافتة في مهرجان -بكين- ال ...
- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...
- حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال ...
- الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول
- الأسبوع المقبل.. الجامعة العربية تستضيف الجلسة الافتتاحية لم ...
- الأربعاء الأحمر -عودة الروح وبث الحياة


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بلال سمير الصدّر - (Little Chilren2006) أطفال صغار نظرة طبيعية لمجتمع مستقر أو يبدو بأنه مستقر