أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد منصور - نحب الكرمل ونكره مغتصبيه














المزيد.....

نحب الكرمل ونكره مغتصبيه


خالد منصور
عضو المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني


الحوار المتمدن-العدد: 3205 - 2010 / 12 / 4 - 19:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لم اشعر بالفرح أبدا عندما علمت بحرائق جبل الكرمل، بل شعرت بحزن وبألم لأنني وفورا تذكرت أن تلك الغابات تحتضن في جوفها آثار بلدتي أم الزينات-- التي دمرتها عصابات الصهاينة في العام 1948 ومثلها العديد من القرى الرائعة الجميلة التي كانت تربض على سفوح جبل الكرمل كاجزم وعين غزال وعين حوض.. وصولا إلى الطيرة والطنطورة.. وامتدادا إلى قرى الروحة.. هذه القرى التي لم يستطع الصهاينة مسحها من الوجود، بل ظلت أشجار الزيتون والرمان والتين والصبر، ومثلها السريس والبلوط تقاوم الاقتلاع، لتظل شاهدا ودليلا على عروبة الأرض، وعلى آثار القرى والبلدات العربية.
وعجبت لفرح البعض وسطحية تفكيره، وتصويره للحريق الهائل وكأنه نصرا ربانيا تحقق على دولة البغي والعدوان، ناسيا أن هذا الحريق قد ينجح فيما فشل به الصهاينة في إزالة كل اثر عربي في جبل الكرمل، وبان دولة الاحتلال ستستغل عملية إعادة اعمار الكرمل، لتقضي بجرافاتها على ما لم تلتهمه النيران من آثار آبائنا وأجدادنا..
نحن نكره الاحتلال والمحتلين، ولم ننس كيف شرد شعبنا من تلك الديار المسماة الآن إسرائيل، بعد أن كانت ولآلاف السنين تسمى فلسطين، ونحلم بل ونعمل من اجل عودتنا إلى بلادنا كما نصت على ذلك قرارات الأمم المتحدة، وفي مقدمتها قرار الجمعية العامة رقم 194 .. وبين حبنا لأرضنا وما عليها من شجر-- وبين كرهنا لعدونا وما جلبه لنا من آلام وماسي-- هناك ترابط كبير، فمع تصاعد وتفاقم جرائم المحتلين.. ينمو حبنا لأرضنا أكثر.. وهذا الحب العميق المنغرس في قلوبنا-- هو ما يجعلنا نتألم أكثر لحرق هذه الأشجار-- التي من المؤكد أن عمر معظمها اكبر من عمر النكبة والاحتلال..
تذكرت والدي ( أبو عاطف رحمه الله ) حين رافقته في أولى زياراتي لبلدة أم الزينات-- وكان الغاصبون قد جرفوا المنازل بالبلدوزرات.. كيف كان يتعرف على مواقع المساكن وأسماء العائلات من خلال شجرة رمان أو تينة أو صبرة أو بئر ماء أو مغارة، فكان يقول لي هذا بيت فلان أبو فلان وزوجته فلانة بنت فلان وهذه شجرة التين التي كانت بجوار بيتهم ..
قد لا تكون النيران قد وصلت إلى بلدتي أم الزينات، ولكنها من المؤكد قد التهمت آثار قرى عربية أخرى دمرها الصهاينة في العام 1948، الأمر الذي يعني أن الكارثة طالت شواهد تاريخية صمدت عقود من الزمن، واستعصت على محاولات التهويد، ومن المؤكد أن أهالي تلك القرى مثلي الآن يتألمون على بلداتهم وعلى أشجارها، وهو ما أكده صديق لي من اجزم بقوله : ( قد اكره زوج أمي لكني أبدا لن اكره أمي ) في محاولة منه لتوصيف مشاعره عندما سمع أخبار الحريق، وشاهد عبر التلفاز أعمدة النيران تتصاعد إلى عنان السماء في أحراش الكرمل.
أن شعوري بالحزن لما أصاب أحراش الكرمل نابع أيضا من حبنا كفلسطينيين للطبيعة ورفضنا لكل عمليات الإضرار بها، وهو حب تعمق أكثر ونحن نرى عصابات المستوطنين تقوم كل يوم وبشكل متعمد بجرائم حرق كرومنا وحقولنا في الضفة الغربية وفي قطاع غزة، تلك الأعمال الوحشية التي لم تكن لتنجح لولا تواطؤ جيش دولة الاحتلال، ودعمه وإسناده للمستوطنين، بل وقيامه في معظم الأحيان بتعطيل وتأخير وصول طواقم الإطفاء إلى أماكن الحرائق.. وهذا السبب هو الذي جعل البعض من أبناء شعبنا ينتقدون مشاركة أطقم من وحدات الدفاع المدني الفلسطيني في عمليات إطفاء حريق الكرمل.



#خالد_منصور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اشتباك بالأيدي وتدافع بالأجساد بين الفلسطينيين وجنود الاحتلا ...
- لن نبكي ولن نتوسل
- حي على الزيتون
- فتوى لاهاي والدور المطلوب من منظمة التحرير الفلسطينية
- بورين في مواجهة المستوطنين
- دوافع معارضتنا للمفاوضات
- يوم انتهك حقنا في الاختلاف
- 27 عام على تأسيس الإغاثة الزراعية – ولدت لتقاوم
- من رحم المعاناة ولدت
- لنلتقي ايها السادة
- قهوة عربية بنكهة أمريكية
- سلام عليك أيها الشيخ رائد
- شعارات لمظاهرة فلسطينية في ذكرى فتوى لاهاي ضد الجدار
- رسائل في ذكرى لاهاي
- ان لم توقفهم الحكومة فليوقفهم الشعب
- زارنا اليوم فياض
- على شو بنحتفل..؟!
- قتلها لانها حامل بانثى
- ما رح نبيع
- ذقنا المر


المزيد.....




- لقاء وحوار بين ترامب ورئيس بولندا حول حلف الناتو.. ماذا دار ...
- ملخص سريع لآخر تطورات الشرق الأوسط صباح الخميس
- الهند تشهد أكبر انتخابات في تاريخها بمشاركة مليار ناخب
- هل يستطيع الذكاء الاصطناعي أن يخرج التدريس من -العصر الفيكتو ...
- دراسة تكشف تجاوز حصيلة قتلى الروس في معارك -مفرمة اللحم- في ...
- تدمير عدد من الصواريخ والقذائف الصاروخية والمسيرات والمناطيد ...
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /18.04.2024/ ...
- -كنت أفكر بالمفاتيح-.. مؤلف -آيات شيطانية- يروي ما رآه لحظة ...
- تعرف على الخريطة الانتخابية للهند ذات المكونات المتشعبة
- ?-إم إس آي- تطلق شاشة جديدة لعشاق الألعاب


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد منصور - نحب الكرمل ونكره مغتصبيه