أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمود جلبوط - يهودية الدولة بين بؤس الخيار الواحد وآفاق الخيارات المتعددة














المزيد.....

يهودية الدولة بين بؤس الخيار الواحد وآفاق الخيارات المتعددة


محمود جلبوط

الحوار المتمدن-العدد: 3205 - 2010 / 12 / 4 - 15:36
المحور: القضية الفلسطينية
    


"إن إعلان الولايات الأميركية بشكل واضح تبنيها لموقف "إسرائيل" الذي يشترط التجميد المؤقت للاستيطان مقابل اعتراف السلطة الفلسطينية "بإسرائيل كدولة يهودية" يدلل على أن الرهان على الولايات المتحدة كراعي ووسيط نزيه لتسوية الصراع الفلسطيني ـ الإسرائيلي ما هو إلا سراب، عشعش في ذهن المفاوض الفلسطيني منذ أوسلو حتى اليوم. فالولايات المتحدة منذ إدارة بوش الابن، ولاحقاً إدارة أوباما، تتمسك بدولة "إسرائيل" كدولة للشعب اليهودي، بل ووصل الأمر بأوباما لأن يصفها أخيراً الوطن القومي للشعب اليهودي، وإن كان الاعتراف بيهودية الدولة من الناحية الإجرائية، شطب حق العودة للاجئين وإمكانية الترانسفير لما تبقى من مواطنين فلسطينيين على أرضهم التاريخية، فإنه يعني من الناحية الوطنية والسياسية إعادة صياغة التاريخ لتتبنى بالكامل الرواية الصهيونية للصراع العربي ـ الفلسطيني ـ الإسرائيلي ، وما يعنيه ذلك من أحقية اليهود بفلسطين التاريخية وهو ما يجعل المطالبة الإسرائيلية بضم أكبر قسم ممكن من مساحة الضفة الغربية، مشروعاً ضمن هذه الوجهة، وإن أي تسوية للصراع ولو لم تلبي أي من المطالب المشروعة الدنيا للشعب للشعب الفلسطيني، وكأنها نهاية لهذا الصراع. فقانون المواطنة في "إسرائيل" أو ما يعرف بالولاء للدولة اليهودية هو في حقيقته استكمالا للمشروع الاستعماري الذي تم البدء في تطبيقه فعليا في أوائل القرن الماضي وأخذ الموافقة الدولية بعد حرب 1948 بحيث أصبح واقع يُبنى عليه ما بعده من اتفاقيات وقرارات دولية .. ومن هنا بدأ شكل الصراع يأخذ منحنى آخر .. فمن طريق أن هؤلاء اليهود جاءوا ليستولوا على أرض ليست لهم تحت شعار " أرض بلا شعب لشعب بلا أرض " .
قانون الولاء "لإسرائيل" والدولة اليهودية يعني مسح ذاكرة الأجيال من حقهم الطبيعي في أرض فلسطين التي لم تغب عنها شمس الحقيقة ومجازر عصابات الصهيونية في بدايات الاستعمار للأرض العربية الفلسطينية بمساعدة الاستعمار البريطاني ومباركة الولايات المتحدة الأمريكية ..
إن كل الروايات الإسرائيلية حول الحق التاريخي لوجودهم هي روايات مهزوزة ومطعون في مصداقيتها ،لذلك يجد الإسرائيلي نفسه اليوم أمام حقيقة واحدة أن الوجود العربي الفلسطيني يزداد عددا وقوة برغم كل مراحل الهجرة اليهودية وغير اليهودية للأرض المغتصبة فلسطين .. فهذه المراحل من الهجرة أرادوا بها أن يلغوا قوة الوجود العربي مما يسمونه بالدولة الإسرائيلية أو الكيان العبري .. ومع كل هذا بقي العرب الفلسطينيون بقوة الحضور ولم يستطيع المحتل أن يحولهم إلى أقلية أو يخضعهم للولاء للدولة اليهودية أو يسلخهم عن امتدادهم العربي في فلسطين أو الوطن العربي وكافة الدول بالعالم .. فمن قانون منع لم الشمل إلى التهم بالإرهاب إلى الولاء للدولة اليهودية يمر الشعب العربي الفلسطيني بمراحل خطيرة جدا وحساسة .
هذا الحلم الذي لم يحدد واقعيا حدود "إسرائيل" .. بل أنهم يقولون أن حدودهم عند حافة جنزير الدبابة الصهيونية في أي بقعة تصل لها .. فالحدود هي جزء من الحلم الصهيوني .. فكل ما يحدث اليوم هو خطوات للمستقبل .. وربما ما يحدث يبدو كمناورة إسرائيلية مقصود بها إحداث فرقعات سياسية .. ولكن عندما يقول نتنياهو أن إنهاء الصراع يبدأ بالاعتراف بيهودية دولة "إسرائيل" .. فهذا يعني أن كل ما يحدث يمهد في حقيقة الأمر إلى المعركة القادمة وهي معركة دينية بحتة لا مجال فيها للسياسة لتكون طرفا أو وسيطا .. إذن على فرض أن قانون المواطنة والولاء لدولة "إسرائيل" هو مناورة ، لكنها في واقع الأمر يقصد بها استحداث وسيلة لتبرير طرد "إسرائيل" للعرب في إطار الإستراتيجية الكبرى وهى تهويد "إسرائيل"، ثم فلسطين في مرحلة تالية، وبداية الحديث عن حق الفلسطينيين في دولة ولكن خارج فلسطين، في الوطن البديل وهو الأردن الذي يصبح المملكة الفلسطينية الهاشمية...
علينا ألا نهرول إلى الأمم المتحدة مذعورين متباكين ، بل علينا التسلح بقوة الحق ووسائله قبل عرض مشاكلنا .. فـ المجتمع الدولي تعامل مع "إسرائيل" متفهما طموحاتها منذ إعلان التقسيم حتى إعلان الدولة ، ومع العرب بنفاق وخداع ظاهرين، و ما يحدث اليوم ليس مفاجأة ،، وليس من المفاجآت أيضا إن أعلنت "إسرائيل" صراحة أكثر من ذلك .. فهذا الإعلان تم منذ اليوم الأول لصدور قرار التقسيم.
إن الديمقراطية التي تنعت "إسرائيل" بها نفسها هي ديمقراطية المحتل .. فالديمقراطية في مفهومها الحقيقي هي العدل والمساواة .. ولكنها ديمقراطية صهيونية تقود إلى إلغاء الآخر وإبادة وجوده وطرده وتفضيل اليهودي القادم من بلاد بعيدة على العربي المتجذر في الأرض والثابت فوق أرضه التاريخية ..
إن "إسرائيل" اليوم لا تثبت أنها مستعدة للدخول في مرحلة السلام الشامل أو الجزئي ... بل أنها تريد الانقلاب على مفاهيم السلام والبقاء متقوقعة معزولة كما بدأت .. وفي هذا إشارة منها أنها تؤمن بالحلول العسكرية أو الحلول السياسية هي نقاط مؤقتة في طريق الوصول إلى الحلم الصهيوني الكبير ..
الفلسطينيون أمام محنة تاريخية مرة أخرى. ولا ينقذهم منها "مرونة" زائدة، أو لغة ضبابية، أو تفريط بحقوقهم. "إسرائيل" ترى في الانقسام الفلسطيني، كما في "موت" منظمة التحرير كحركة قومية فلسطينية، وأيضاً من خلال تبني خيار المفاوضات كأسلوب وحيد لحل الصراع،واعتماد القيادة الفلسطينية كلياً على الإدارة الأميركية ومعسكر الاعتدال العربي، فرصة للحصول على تنازلات تاريخية ما كان بإمكان القيادة اليمينية في "إسرائيل" أن تحلم بها لو أن منظمة التحرير بقيت متماسكة وموحدة وعلى أرضية المشروع الوطني الفلسطيني، الذي يعني توائم المصالح بين جغرافيا الانتشار الفلسطيني، بحيث لا تتقدم مصالح جغرافية معينة على حساب الأخرى، ولا تقايض مصالح فئة على أخرى.
مرة أخرى؛ ما يجري هو بؤس الاعتماد على الخيار الواحد، فالخيارات كلها يجب أن تبقى مفتوحة ولا سيما خيار المقاومة الشعبية الشاملة، لأن المطلوب إزالة الاحتلال لا تشريعه وتلوينه.



#محمود_جلبوط (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشبكة العنكبوتية هي ساحة اشتباك أيضا .
- هل أن أمريكا تخوض حروب -إسرائيل- نيابة عنها أم العكس؟
- هل يرفع الكيان الصهيوني حدة التوتر استعدادا للهجوم المرتقب؟
- على مشارف الهجوم الأمريكي-الإسرائيلي على إيران
- الرأسمالية كارثة إنسانية عالمية
- حول الكيان الصهيوني وكيان الدويلة الكولونيالية العربية وما ب ...
- حول الكيان الصهيوني وكيان الدويلة الكولونيالية العربية وما ب ...
- حول الكيان الصهيوني وكيان الدويلة الكولونيالية العربية وما ب ...
- حول الكيان الصهيوني وكيان الدويلة القطرية الكولونيالية العرب ...
- حول الكيان الصهيوني وكيان الدويلة القطرية الكولونيالية العرب ...
- حول الكيان الصهيوني وكيان الدويلة القطرية الكولونيالية العرب ...
- مرة أخرى حول شعارات -تحرر المرأة- ومهرجاناتها
- غيلان رأس المال وصناعة الوهم والخوف والفزاعات
- إزالة المستوطنات وليس تجميد الاستيطان
- تغذية بالحماية الشعبية
- الاستخفاف بالحق والقانون ..مقال مترجم عن الألمانية
- ماذا في جعبة ميتشل.....
- قراءة في أزمة رأس المال المالي
- 61عاما على النكبة ....كأنها حدثت الأمس
- لاهوت للتحرير ولاهوت في خدمة رأس المال والاستعمار والصهينة


المزيد.....




- فيديو صادم التقط في شوارع نيويورك.. شاهد تعرض نساء للكم والص ...
- حرب غزة: أكثر من 34 ألف قتيل فلسطيني و77 ألف جريح ومسؤول في ...
- سموتريتش يرد على المقترح المصري: استسلام كامل لإسرائيل
- مُحاكمة -مليئة بالتساؤلات-، وخيارات متاحة بشأن حصانة ترامب ف ...
- والدا رهينة إسرائيلي-أمريكي يناشدان للتوصل لصفقة إطلاق سراح ...
- بكين تستدعي السفيرة الألمانية لديها بسبب اتهامات للصين بالتج ...
- صور: -غريندايزر- يلتقي بعشاقه في باريس
- خوفا من -السلوك الإدماني-.. تيك توك تعلق ميزة المكافآت في تط ...
- لبيد: إسرائيل ليس لديها ما يكفي من الجنود وعلى نتنياهو الاست ...
- اختبار صعب للإعلام.. محاكمات ستنطلق ضد إسرائيل في كل مكان با ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمود جلبوط - يهودية الدولة بين بؤس الخيار الواحد وآفاق الخيارات المتعددة