أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - حامد حمودي عباس - للحقيقة .. إتجاه واحد .














المزيد.....

للحقيقة .. إتجاه واحد .


حامد حمودي عباس

الحوار المتمدن-العدد: 3204 - 2010 / 12 / 3 - 22:17
المحور: المجتمع المدني
    


ملعونة تلك التي يسمونها سياسه ، وملعون هو االيوم الذي أبحت فيه لنفسي ان انتمي لحزب سياسي ، تركني على قارعة الطريق ، واتم مسيرته محتفيا بكبريائه الكاذبه ، تحفه زغاريد المنافقين كما هي العادة أمام طغاة البلاد .. السياسة .. تلك المفردة اللعوبه ، حمالة الاوجه والغايات ، مرنة الاطراف والجسد ، تبدو وهي تمتد بخلاياها عبر زمن موغل في صلته بالماضي والحاضر ، وكأنها غول لا يريد أن يشبع من ضحاياه .. تحفه جموع من الطبالين وممتهني زغاريد المناسبات ومسطري قصيد المديح .. حتى أضحت المسألة مسألة قضاء وقت ، وليست قضايا تتعلق بمصير شعوب وأوطان .
للحقيقة اتجاه واحد .. عنوان استعرته من شعار فضائية عراقية ، عرضت ولفترة بدت غير اعتياديه ، سلسلة من الصور السوداء لعدد من العوائل العراقية المجني عليها بفعل السياسة وروادها .. عوائل دمرتها وبإمعان شديد ، ظروف هي الاخرى ملعونه ، تاركة اياها طعما للحرمان وبلا رحمه .
الملاحظ هو أن الامهات في تلكم العوائل ، جميعهن وبدون استثناء ، سمين ابنائهن وبناتهن باسماء اولياء الله من احفاد الرسول ، فلم تفت احداهن ان تتسلسل الاسماء بين محمد وعلي والزهراء وحيد وكرار .. ولا تخلو بيوتهن المتهالكة من صور لعلماء الدين الاعلام الغائب منهم والحاضر .. والاكثر غرابة ايضا أن جميع من شاهدتهن في ذلك التحقيق المصور الحزين ، يمتلكن جمالا لو أعيد الى محله بلمسة عافية يمنحها الغذاء السليم ولو بحدوده الدنيا ، لكن اجمل بكثير من سواهن ..
أم حيدر .. شابة يحوم حولها ثلاث بنات وولد واحد جميعهم في سن قاصر ، مات ابوهم في حادث جسر الائمة الشهير ، يوم توجهت جموع لزيارة ضريح الامام موسى الكاظم فانهار بهم الجسر ، اثر صرخة جبانة من احد الارهابيين ، اوحت للحشود بان قنبلة ستنفجر ، حينها ارتطمت الاجساد النحيفة ببعضها متناسية بانها يجب ان تكون محفوظة ببركة الله .. فانهارت اكتاف الجسر ، وانهارت معها الالاف ، نساء واطفال ، لتبتلعها مياه دجلة بضراوة متناهية ، ومن كان نصيبه السقوط على الضفة ، نهشت لحمه اسياخ الحديد المتهاوية .. تقول ام حيدر .. بأنها لم تزر قبر زوجها منذ ان مات ولحد الان ، لأنها لا تمتلك اجرة النقل الى هناك ..
المذيعة كانت مقرفة بقدر كونها موجهة بتوجيه يحرضها على الاسفاف بالاسئله ، فكانت المرأة تذرف الدموع من فرط معاناتها ، في حين تقوم الافنديه بالالحاح عليها بان تجيب على سؤال ( لو قدر لك ان تكوني عند قبر زوجك ، فماذا ستقولين له ؟ ) .. كان لعبا رخيصا بالعواطف البريئة بحجة استدرار عطف ذوي الرحمة من سراق ارزاق الناس ، وحرامية البلد ..
زهراء .. هي الاخرى شابة ، كان اخوها الوحيد يعيلهم بعد وفاة الاب والام ، وغاب عنها وعن اخواتها الصغيرات نتيجة اختطافه من قبل مجهولين .. فبقيت على ذمة المجهول ، لا راع لها غير ان تتبرك بصاحبة الاسم الذي تحمله ، علها تعينها في محنتها .
أم قاسم .. لم تستطع هموم الدنيا المثقلة على روحها ان تفقدها نظارتها وريعان الشباب ، حيث تحلقت من حولها نصف دزينة من الاطفال ، كانت حتما لا تهاب كثرتهم لانهم من المكفولين برعاية السماء .. أحد اطفالها وهو أصغرهم كان طيلة اللقاء بوالدته من قبل القناة الفضائية فاغرا فاه ، ينتابه نعاس ظاهر ، فيدور برأسه الى كل الاتجاهات ، محاولا ايجاد مسند يلقي عليه دماغه الفارغ من الهموم عدى الاحساس بالجوع .. ام قاسم هذه .. فقدت معيلها في حادثة تسمم جماعية قررها الارهاب الجبان ، ليطيح بها باجساد الفقراء من زوار الحسين في العاشر من محرم .. ولم يسعفها احد في الوقت المناسب ، فبقيت هي واطفالها تعيش كما الباقين من العوائل السابقه ، في بيت بلا ماء ولا كهرباء ، ولا حتى سقف نظامي يقيها من حر أو برد .
الجناة دائما هم المتأسلمون الحاقدون .. والمفرغ لمعين الرحمة بالضحايا دائما ، هم رواد اللعب بالسياسه .. وفي كلتا الحالتين ، تبقى اجساد الفقراء هي الهدف للنبال .. إنها مطحنة بدأت ولم تنتهي منذ ان قررت العدالة الدولية ان تنصف العراقيين لتضع لهم بديلا عما كانوا يعانونه من مهانه .. فذهب الظلم ، ليظهر ظلم جديد .. وكل ذلك تحت مضلة السياسة الملعونه ..
ترى من ينصف تلك العوائل المسكينه ، فيمنحها ظرفا بعينه ، يعيد لها كرامتها حتى يحين موعد نضج ( العملية السياسية ) في البلاد ، كما قرر الله ان يضع للمجرمين حياة سميت بالبرزخ ، ريثما ينفح في الصور ويحين يوم الحساب ؟
حتى السماء ، كما روت لنا كتب ديننا الحنيف ، لم تصبر على العصاة من الخلق ، فجعلت لهم نظاما لا تؤجل فيه طقوس العذاب ، فهل ياترى على السياسيين أن يضعوا برزخا للرحمه ؟؟ ..
في باحة يلونها اللون القاتم ، تمكث فيها مصائب الالاف من الارامل المعدمات ، تنتهي هناك آخر ما يمكن ان تعتبر السياسة فيه ، اكثر من لعبة قذرة لا تضع في مسببات وجودها معنى للرحمة بالانسان ..
وعند مظاهر نعاس الطفل الصغير ، وهو يتلوى في حضن امه مستغربا من دواعي نحيبها وهي تروي حكايتها مع القهر والحرمان ، عند ذلك الرأس الصغير الفارغ من جميع الهموم عدا عن كونه سيسعد لقطعة حلوى قد يسأمها ابناء الاثرياء ، ممن انعم الله عليهم بنعمته جلت قدرته ، ستتوقف صاغرة جميع التحليلات الفكرية والمنهجية للسياسة .. وستتهاوى كافة اعواد منابر الوعظ الديني المتهالكه ، وسيصرخ صوت الحقيقة ذات الاتجاه الواحد ، بوجوه ركامات الكراريس ، فوضية منها ام عبثية ام واقعيه .. معلنة ولمرة واحده .. أن اللعنة على السياسة وابو السياسه والى يوم الدين ، إن كان حقا هناك يوم كهذا .



#حامد_حمودي_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لمصلحة من يجري التحامل على التجربة السوفيتيه ؟؟ .
- كيف السبيل لإرضاء شركاء الدم ؟
- هيبة القانون ، أم هيبة الدوله ؟
- متى يصار إلى النطق بالحقائق ؟
- ألشيطان رجل .. ( قصة قصيره )
- رافقوني إلى القاع .. فذلك أجدى لمعايشة الحقيقه .
- اليسار في بلادنا ، وتخلفه عن ريادة الحركة الشعبيه .
- رمضان .. شهر الفقراء
- حينما تؤمن أمة ، بأن سكينا تنطق !! .
- مصير كادت أن تقرره حبة تمر
- إحكام العقل ، وما ينتظرنا في رمضان .
- للرجل ذكرى ، مازالت موقدة في ذاكرة العراق .
- لماذا نحن ( خارج منظومة العصر ) ؟؟
- تحريف المناهج التربوية في العراق ، لمصلحة من ؟ ..
- يوم في دار العداله
- أللهم لا شماته ....
- رغم ما يقال .. سيبقى النظام الاشتراكي هو الافضل .
- وجهة نظر من واقع الحال
- من قاع الحياة
- خطاب مفتوح لمؤسسة الحوار المتمدن


المزيد.....




- مسؤول أميركي: خطر المجاعة -شديد جدا- في غزة خصوصا في الشمال ...
- واشنطن تريد -رؤية تقدم ملموس- في -الأونروا- قبل استئناف تموي ...
- مبعوث أمريكي: خطر المجاعة شديد جدا في غزة خصوصا في الشمال
- بوريل يرحب بتقرير خبراء الأمم المتحدة حول الاتهامات الإسرائي ...
- صحيفة: سلطات فنلندا تؤجل إعداد مشروع القانون حول ترحيل المها ...
- إعادة اعتقال أحد أكثر المجرمين المطلوبين في الإكوادور
- اعتقال نائب وزير الدفاع الروسي للاشتباه في تقاضيه رشوة
- مفوض الأونروا يتحدث للجزيرة عن تقرير لجنة التحقيق وأسباب است ...
- الأردن يحذر من تراجع الدعم الدولي للاجئين السوريين على أراضي ...
- إعدام مُعلمة وابنها الطبيب.. تفاصيل حكاية كتبت برصاص إسرائيل ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - حامد حمودي عباس - للحقيقة .. إتجاه واحد .