أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - مهند حبيب السماوي - الحمد لله...خسر المنتخب العراقي !














المزيد.....

الحمد لله...خسر المنتخب العراقي !


مهند حبيب السماوي

الحوار المتمدن-العدد: 3204 - 2010 / 12 / 3 - 12:43
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


الحمد لله ...خسر المنتخب العراقي مباراته في نصف النهائي لبطولة كاس الخليج العربي امام نظيره الكويتي الشقيق في ضربات الجزاء الترجيحية التي جرت يوم الخميس الماضي وهي نتيجة معقولة ومنطقية في قوانين الالعاب الرياضية كـ" كرة القدم" التي لايخرج الفريق من اي مبارة بعدها الا فائزاً او خاسراً خصوصا في مباراة نهائي بطولة ما او في نصف النهائي او اي مباراة اخرى تتطلب ان يخرج منها فائزا واحد.
ربنا لك الحمد والشكر على هذه الخسارة...اذ لم يتبع هذه المباراة احتفال صاخب وهستيري لبعض المستهترين من ابناء هذا الوطن الذي تورط بهم، ممن يعبرون عن فرحهم ويجسدون سرورهم الشخصي بطرق همجية تؤدي الى اثارة استياء الاخرين، هذا اذا لم تلحق الضرر والاذى الجسدي المباشر بمن يقعون ضحية لعياراتهم النارية التي يطلقوها في سماء بغداد.
مايدعوني لشكر الله على هذه الخسارة والخروج من البطولة هو شعور واعي واحساس عقلاني يشاركني فيه الكثير ممن أمسوا غير قادرين على احتمال الممارسات الجنونية التي يقوم بها بعض من المراهقين ممن يطلقون العيارات النارية عقب كل انتصار للمنتخب العراقي في البطولات المهمة. وهو فعل سلبي وُمنكر ومُدان لم تستطع، لكل أسف، وسائل الضبط الاجتماعية السيطرة عليه والحد منه ووأده.
هذه الظاهرة ليست جديدة على المجتمع العراقي، فالتاريخ الحديث ولن اعود للقديم والسحيق منه، يخبرنا بان العراقيين كانوا يحتفلون بهذه الطريقة في زمن النظام السابق الذي حول العراق الى ساحة للحرب والسلاح ودمر شخصية الانسان عبر حروبه العبثية ومغامراته الصبيانية التي سحقت الانسان في داخل الانسان العراقي واوصلته الى هذه الحالة المزرية التي يعيشها بعض من مواطنيه.
وقد اطلت هذه الظاهرة براسها عدة مرات واخرها ماحدث بعد المباراة التي جرت مع الفريق العماني في بطولة كأس الخليج التي خرج منها المنتخب العراقي متعادلا وتأهل على اثرها الى الدور نصف النهائي، اذ قام العديد من المواطنين العراقيين باطلاق النيران من اسلحتهم الخاصة في شوارع بغداد وبصورة عشوائية مما تسبب في جرح واصابة العديد من المواطنين الابرياء في الشوارع، واستقبلت بعدها بعض المستشفيات، كما نقل بعض شهود العيان ، الكثير من الجرحى والمصابين المدنيين.
وعلى الرغم من تحذير مكتب القائد العام للقوات المسلحة باتخاذ الاجراءات القانوينة الرادعة بحق من يفعل ذلك، الا ان هذا التحذير لم يمنع من يطلق النيران عن القيام بذلك فاستمر في غيّه وفي تجاهله الصارخ للقانون والاخلاق وسط دهشة وتعجب العديد من الاهالي والمواطنين الابرياء ممن ساءهم بشدة هذا التصرف الذي وصفوه بالمجنون والمتهور والارهابي ايضاً.
الباحثون والاكاديميون المختصون الذي أثارتهم الشخصية العراقية لم يتعرضوا بالتفصيل للاسباب التي تقف وراء هذا السلوك الــ" عدواني...الهمجي...اللانساني..الارعن" بل اكتفوا بدراسة وبحث صفات معينة فيها لاتتعلق بهذا الصفة التي اصبحت طاغية عليهم مع انني لست مع من يزعم وجود صفات وخصائص عامة يمكن ان تنطبق على جميع افراد شعب ما، متفقا في ذلك مع البرفسور قاسم حسين صالح رئيس الجمعية النفسية العراقية الذي يقول " انه ليس من الصحيح علميا وعمليا القول بوجود شخصية عراقية نموذجية او منوالية تمثل المجتمع العراقي، بمعنى انك اذا حللتها يمكن تعميم نتائجها على العراقيين جميعا" بطريقة مشابهة لتحليل قطرة من دم انسان لتعمم النتيجة على دمه كله وانت مطمئن".
ولكن ماذا يعني ذلك ؟ وكيف يمكن تفسير هذا السلوك وفقا لـ"علم نفس الشخصية" او لــ"علم الاجتماع" ؟ هل يعني ان المواطن العراقي ممن يطلق النار في الهواء قد استمرئ هذه الحالة العدوانية واصبحت تشكل لديه صفة من صفاته التي يحملها ؟ ام ان الظروف الاجتماعية التي عاشها والحروب التي خاضها جعلته عدوانيا بطبعه هجميا بتصرفاته فوضويا بسلوكه لايكترث بالاخرين ولاتعني له معاناتهم ومايمرون به؟.
الانكى من ذلك ان احتفال المواطنين في العراق بانتصارات المنتخب الوطني تأتي في ظل ظروف وتحديات امنية صعبة في بيئة يترقب فيها الارهابيون الجبناء اي هدف او تجمع سكاني من اجل استهدافه مما تقتضي منهم توخي الحذر واليقظة مع ادراكي ويقيني ان الكلمات والتحذيرات لاتجدي نفعا ولاتجد اذان صاغية في التجمعات اللاعقلانية للمبتهجين بالنصر الذين ارى فيهم جمهورا نفسيا غير خاضع للتفكير الهادئ المنفرد كما أكد ذلك غوستاف لوبون في كتابه "علم نفس الجماهير" الصادر 1895.
فما زالت ذاكرتنا مجروحة بماحدث في يوم الاربعاء بتاريخ 25 /07 /2007 حينما تم تفجير سيارتينن مفخختين في مكانين مختلفين من بغداد مستهدفة الجماهير التي خرجت للإحتفال بفوز المنتخب العراقي لكرة القدم وصعوده إلى نهائي لبطولة الأمم الآسيوية. وكان حصيلة ذلك حوالي (25) قتيل و (45) جريح .ولهذا افاد مراسل وكالة اخبارية بان قوات تابعة الى لواء مكافحة الارهاب والقوات الامنية الاخرى انتشرت في اغلب مناطق بغداد قبل نهاية مبارة العراق وعمان تحسبا لوقوع عمليات ارهابية مستغلة فوز المنتخب العراقي لكرة القدم .
وهكذا حفظت هذه الخسارة الرياضية ارواح المواطنين واجسادهم من الوقوع ضحية لاعيرة المبتهجين بالانتصار ممن لم يردعهم سلطة القانون الحكومي وتحذيراته المستمرة ولا مبادئ الضمير الانساني الذي من المفترض انها موجودة لديهم والذي ارتاب، بصراحة وبشدة، امام الادعاء القائل ان هؤلاء يمتلكون ذرة من ضمير وهو يقومون بعملهم الطائش المتهور .



#مهند_حبيب_السماوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حينما يجيب الرئيس طالباني الصحافة!
- أخطاء جديدة ل-مؤسسة كارنيغي- بشأن العراق !
- تقاسم مغانم ام تقاسم سلطة !
- انتحار سياسي للقائمة العراقية !
- عن أي أمن مُستَتِب تتحدثون ؟
- وعند - هولير - الخبر اليقين !
- نهاية مُخجلة ومتوقعة لقنوات التحريض والكراهية !
- المالكي .. ونهاية الديمقراطية في العراق !
- لم العجب ؟ قناة صفا انتجت قناة فدك !
- المسلمون حرقوا القرآن قبل القس تيري جونز !
- أختيار عبد المهدي...لن يُنهي الأزمة !
- السياسي العراقي بين الاحساس بالازمة وفهمها ؟
- مهزلة عبارة - لم يتم التطرق للقضايا الخلافية - !
- رسالة اوباما السرية للسيد السيستاني !
- هل بقى للديمقراطية- خاطر- في العراق ؟
- ماذا خسر العالم برحيل المرجع فضل الله !
- رحيل المرجع فضل الله والعلاقة بين المجلس وحزب الدعوة !
- من يخشى اتفاق علاوي- المالكي ؟
- الحل في رئيس وزارء مستقل تماما !
- محاولة اندماج التحالف الشيعي الثانية ولعبة عمار الحكيم غير ا ...


المزيد.....




- فيديو كلاب ضالة في مدرج مطار.. الجزائر أم العراق؟
- الناتو يقرر تزويد أوكرانيا بمزيد من أنظمة الدفاع الجوي
- طهران: لا أضرار عقب الهجوم الإسرائيلي
- آبل تسحب تطبيقات من متجرها الافتراضي بناء على طلب من السلطات ...
- RT ترصد الدمار الذي طال مستشفى الأمل
- نجم فرنسا يأفل في إفريقيا
- البيت الأبيض: توريدات الأسلحة لأوكرانيا ستستأنف فورا بعد مصا ...
- إشكال كبير بين لبنانيين وسوريين في بيروت والجيش اللبناني يتد ...
- تونس.. الزيارة السنوية لكنيس الغريبة في جربة ستكون محدودة بس ...
- مصر.. شقيقتان تحتالان على 1000 فتاة والمبالغ تصل إلى 300 ملي ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - مهند حبيب السماوي - الحمد لله...خسر المنتخب العراقي !