أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمد بهلول - مع حواتمة في كتابه الأخير -اليسار العربي ... رؤيا النهوض الكبير-(•)















المزيد.....

مع حواتمة في كتابه الأخير -اليسار العربي ... رؤيا النهوض الكبير-(•)


محمد بهلول

الحوار المتمدن-العدد: 3203 - 2010 / 12 / 2 - 15:21
المحور: القضية الفلسطينية
    


يسار واحد أم متعدد
لعل من أبرز الآثار الهامة التي أحدثها الكتاب الأخير للأمين العام للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين "اليسار العربي ... رؤيا النهوض الكبير ـ نقد وتوقعات" هي تلك النقاشات والحوارات المرئية منها والمكتوبة، والتي باتت تدار من قبل أحزاب ونخب فكرية وسياسية، والتي وصلت بحدودها إلى القاعدة الشعبية في المجتمعات المختلفة حول اليسار، واقعه وأفقه ولا سيما دوره في العملية الإصلاحية الآنية أو في العملية التغييرية الثورية الشاملة سواء على المستوى العالمي أو الوطني في ظل النظام الرأسمالي المعولم.
سؤالان كبيران باتا في أذهان المجتمع، سواء في إطار من يشكلوا القاعدة الاجتماعية للنظام العالمي القائم، أو من يشكلوا الكتلة التاريخية صاحبة المصلحة والرغبة في عملية التغيير.
السؤال الأول: متعلق بأحداث تغييرات بنيوية وإصلاحات إجرائية في إطار النظام القائم للحد من حالة الانفلات وعدم التوازن مما تحدثه أزماته المتكررة والمتعاقبة وآخرها الأزمة الاقتصادية وسلسلة الحروب التي حدثت وتحدث بسببها أو بنتيجتها.
يقول حواتمة: الأزمة في الرأسمالية دفعت بلدان المركز الرأسمالي، بلدان "المليار الذهبي" إلى العمل على وقف "الانهيار الشامل لاقتصاد السوق الحرة"، بالتدخل الواسع للدولة في الاقتصاد "بالتأميم" لغة أوروبا، و"الاستحواذ" و"الشراء" باللغة الأمريكية وهو ذاته "التأميم وتملك الدولة" ... "الرقابة والمسائلة والمحاسبة" من جانب الدولة على المفاصل الاقتصادية من بنوك وشركات كبرى، وحتى إلى "أشكال من الحمائية"، وكل هذه العمليات مستمدة من التجارب الاشتراكية السابقة والراهنة" (ص 14).
السؤال الثاني: متعلق بالكتلة التاريخية صاحبة المصلحة والرغبة في التغيير الثوري في العالم، دورها وآفاقها والأهمية الكبرى لدور الطلائع اليسارية بمختلف مشاربها واتجاهاتها، بتراكماتها المتصاعدة في إطار هذه العملية الثورية التغييرية الشاملة، ابتداءً من إصلاحات وإجراءات لتحسين مستوى الديمقراطية وعملية التحديث وصولاً إلى تراكمات جزئية في مستوى المساواة والعدالة الاجتماعية، وصولاً إلى العدالة الاجتماعية الشاملة.
يقول حواتمة: "التحولات والتطورات اليسارية الكبرى، الأزمة الكبرى في الرأسمالية النيوليبرالية المعولمة، تظاهرات عشرات الملايين في بلدان المركز الرأسمالي نحو عولمة ديمقراطية وعدالة اجتماعية بديلة ... أعطت النهوض في جديد التاريخ، وأنتجت انهيار نظريات "نهاية التاريخ" و "صراع الحضارات" اليمينية: فوكوياما أعلن أنه "أخطأ واعتذر، هنتغتون رحل قبل أن يعتذر" (ص 14).
كتب، مقالات، مؤتمرات، كونفرنسات، حوارات وورش عمل باتت حدثاً يومياً في وسائل الإعلام وفي الغرف المغلقة، شارك ويشارك فيها يومياً أعداد متزايدة من قاعدة الكتلة التاريخية وكلها تصب في اتجاه المراجعة والتقييم لدور اليسار ـ واقعه، واستشراف الحلول الكفيلة للرقي بدوره، ما يشكل إيجابية عالية في هذه الحوارات هو ابتعادها (على عكس الفترة التي تلت انهيار الاتحاد السوفييتي ودول المنظومة الاشتراكية) عن تحليل الماضي فقط وجلد الذات، إلا من زوايا الاستقراء والفهم العميق للمستقبل.
سنوات كثيرة ضاعت على القوى اليسارية آنذاك، تاه فيها اليسار في مناقشة أسباب الانهيار، دون أن يتحول النقاش آنذاك لإعادة استقراء الواقع المستجد واجتراح البرامج والأساليب لعملية التغيير، فترة ركود، أدت إلى إحباط خسر فيها اليسار الغالبية من جمهوره، والذي تاه لسنوات وسنوات في إطار الدعاية الإعلامية والانتصارات الموهومة للنظام الرأسمالي المعولم، لقد كان غياب اليسار بل لنقل "صدمته" أحد أسباب صعود اليمين الديني كحاجة لملئ الفراغ من جهة وكاستخدام مُوفّق من قبل النظام الرأسمالي.
يقول حواتمة: "على امتداد ستين عاماً من الحرب العالمية الباردة؛ وقع استخدام الإمبريالية للأديان على المستوى الكوني لدفع الأحداث التاريخية نحو اليمين واليمين المتطرف، ضد حركات التحرر الوطني والثورات الوطنية الديمقراطية والتحولات بآفاق اشتراكية وعدالة اجتماعية" (ص 27).
نفس السياسة استمرت بها الإمبريالية الرأسمالية في ظل ما عرف "بنظام القطب الواحد"، حيث استغل اليمين الديني لكبح جماح القوى الديمقراطية، لا بل كسرها وإعادة عقارب الساعة إلى الوراء، من خلال التراجع الهائل لمنسوب الإصلاحات الاقتصادية والديمقراطية في المجتمعات كافة، ولا سيما مجتمعات الشرق الفقير. إن نتائج السياسات والممارسات لأحزاب وتنظيمات اليمين الديني أعطت الدافع والمبرر للقوى الأكثر يمينية في النظام الرأسمالي المعولم، لإحكام سيطرتها على العالم من خلال الحروب وأساسها "الحرب على الإرهاب"، وبنفس الوقت تأمين أعلى هوامش الربحية الاقتصادية للشركات المسيطرة في إطار هذا النظام "شركات السلاح والنفط".
يستخلص حواتمة (وعلى الطرفين يبرز تحالف نقيضين: النيوليبرالية المتوحشة بإفرازاتها؛ والثقافة القدرية تعززها السفسطة الغيبية الأصولية والفتاوي الإرادوية الأوامرية الصادرة عن فكر اجتماعي متخلف، منتحلاً ومتلحفاً باسم "الدين"، والأخرى الاستشراقية، وعلى أرضية الحالة العربية المزرية، والتي سبق استخدامها حروباً ضد قوى الحداثة والتيارات القومية الوطنية والتقدمية في المنطقة العربية، خاضتها تحت راية الأصولية الغيبية الدينية والمذهبية الإقصائية، تحت راية "تديين السياسة وتسييس الدين" ومعها مختلف نظم الدكتاتوريات التيوتارليتارية العربية "البيروقراطية والثيوقراطية" (ص 19).
المعالجة اليسارية لأسباب انهيار المنظومة الاشتراكية استندت إلى قاعدة تقييم أحادية الجانب، أما التنصل أو جلد الذات، ولم تكن عملية متكاملة بل عملية ميكانيكية؛ بمعنى أنها لم تحلل الواقع وتقدم البرنامج البديل، وبرأينا هنا تكمن أزمة اليسار، في العالم والبلاد العربية حسب درجة التطور أو التخلف التاريخي الثقافي والاجتماعي والاقتصادي، والتنوع الكبير في العوامل الموضوعية والذاتية، وبمعزل عن برامج قوى اليسار المختلفة في مرحلة ما بعد الحرب الباردة، يمكن تقسيم اليسار من حيث الممارسة الواقعية "إلا في حالات محددة"، أما ملحقاً بآليات مختلفة بالنظام الرأسمالي المعولم (أحزاب، منظمات مجتمع مدني، وسائل إعلام ... الخ) تحت شعار "التلاقي مع أفكار الديمقراطية وحقوق الإنسان والعلمانية ... الخ، أما ملحقاً باليمين الديني تحت شعار "مقاومة الإمبريالية والصهيونية"، وكلا الفهمين بدا قاصراً، ولم يستطع اليسار سوى بعموميات برنامجية أحياناً عن تقديم البديل الحقيقي دون أن يترافق ذلك مع ممارسات عملانية.
القصور ليس نابعاً من تخلف فكري، رؤية محدودة، إنما فرضتها جملة من الظروف الموضوعية، دون إهمال بعض جوانب القصور الذاتي، وأهم هذه الظروف، وهي ليست تبريراً على أي حال ...
هو قوة الطغمة المالية والسلطوية للنظام الرأسمالي وأعوانه المحليين، بما في ذلك القوة المالية الهائلة والاستخدام المهين ذو التأثير الفطري للأديان، إلا أنه أيضاً من أسباب هذا القصور، هو عدم الفهم العميق للتنوع الطبقي والاجتماعي، واتساع القاعدة الشعبية للكتلة التاريخية ذات المصلحة بالتغيير وتعدد أو بالأدق تنوع مصالحها دون أن يعني ذلك تضاربها على الأقل في المدى الزمني المنظور. إن قصور اليسار "إلا في حالات محددة" عن فهم هذه الحقيقة أدى إلى رفع شعارات برنامجية تهرب من الواقع إلى حد مطالبة هذه القاعدة الواسعة وتنوعها الطبقي وتعدد مصالحها في بلد أو آخر ... في مرحلة أو أخرى، إلى العمل تحت راية برنامج واحد، بما في ذلك الدعوة إلى وحدة اندماجية بين مكونات هذا اليسار. إنه الفهم والتحليل القاصر لحركة التناقضات والتعارضات الاجتماعية المرحلية في هذا المجتمع أو ذاك.
بالخلاصة؛ إن قوى اليسار بتلاوينها المختلفة مطالبة بالفهم العميق لمصالح كل مكون من مكونات الكتلة التاريخية ، وإيجاد البرامج المتنوعة لكل مرحلة من مراحل عملية التغيير، لأن لكل مرحلة كتلتها التاريخية الخاصة.
في هذا السياق إن التحالفات في إطار الكتلة التاريخية يجب أن تكون تحالفات مجتمعية (من فوق إلى تحت ومن تحت إلى فوق) وليس تحالفات فوقية بين قوى سياسية، وهذا ما يميز الكتلة التاريخية عن التحالفات. المطلوب هو بناء جبهة يسارية موحدة للكتلة التاريخية في كل بلد من القوى والأحزاب ذات المصلحة بالعدالة الاجتماعية الشاملة تكون ركيزة لائتلاف ديمقراطي واسع، علماً أن لكل ائتلاف برنامجه الخاص في إطار قانون التراكمات الكمية وتحولها إلى تراكمات كيفية.
(•) نايف حواتمة "اليسار ورؤيا النهوض الكبير ـ نقد وتوقعات" صدر حتى اللحظة في عشر طبعات في العديد من دول العالم العربي بمشرقه ومغربه، كما صدر في الطبعة الحادية عشر باللغة الألمانية، ويتهيأ للصدور بطبعات باللغات الإنكليزية والفرنسية والإسبانية.



#محمد_بهلول (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الديمقراطية تدعو إلى إستراتيجية بديلة ... لماذا الآن ؟!
- نقاش هادئ لأفكار عزام الأحمد
- تجميد المفاوضات: تكتيك أم خيار ...
- استشرافاً من كتاب حواتمة -اليسار ورؤيا النهوض الكبير-
- قراءة في كتاب -وثيقة الوفاق الوطني- 27/6/2006
- خيار الدولة الواحدة والهروب إلى الأمام
- المفاوضات وبؤس الخيار الواحد
- حماس ابتدأت التوظيف فماذا عن الولايات المتحدة وإسرائيل ؟! .. ...
- الديمقراطية: انتخابات أم تلبية مصالح الأغلبية ؟! ...
- أي اتفاق ينتظر الفلسطينيون هذا الشهر ؟! ...
- المصلحة العربية الموحدة ... والمصالح الأمريكية
- لقاء نيويورك الثلاتيفشل أم نجاح لسياسة أوباما الخارجية ؟! .. ...
- فصائل منظمة التحرير ردّت ... فأين ردّ حماس
- تحوّل المصريين من راعٍ إلى وسيط
- اليمين الديني حليف أم نقيض لليمين المالي والنظام المالي الرأ ...
- ما يجري في غزة..حمسنة مجتمع لا أسلمته
- اليسار بين نمو الظروف الموضوعية للتغيير وبطء العوامل الذاتية
- ملاحظات نواب حماس في الضفة الفلسطينية على بعض عناوين الحوار ...
- عباس والوعود الأميركية


المزيد.....




- دبي بأحدث صور للفيضانات مع استمرار الجهود لليوم الرابع بعد ا ...
- الكويت.. فيديو مداهمة مزرعة ماريغوانا بعملية أمنية لمكافحة ا ...
- عفو عام في عيد استقلال زيمبابوي بإطلاق سراح آلاف السجناء بين ...
- -هآرتس-: الجيش الإسرائيلي يبني موقعين استيطانيين عند ممر نتس ...
- الدفاع الصينية تؤكد أهمية الدعم المعلوماتي للجيش لتحقيق الان ...
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /20.04.2024/ ...
- ??مباشر: إيران تتوعد بالرد على -أقصى مستوى- إذا تصرفت إسرائي ...
- صحيفة: سياسيو حماس يفكرون في الخروج من قطر
- السعودية.. أحدث صور -الأمير النائم- بعد غيبوبة 20 عاما
- الإمارات.. فيديو أسلوب استماع محمد بن زايد لفتاة تونسية خلال ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمد بهلول - مع حواتمة في كتابه الأخير -اليسار العربي ... رؤيا النهوض الكبير-(•)