أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رشاد الشيباني - يارب .. اموت انا ويعيش بابا














المزيد.....

يارب .. اموت انا ويعيش بابا


رشاد الشيباني

الحوار المتمدن-العدد: 3203 - 2010 / 12 / 2 - 12:15
المحور: الادب والفن
    


هذه حكاية ام مع ابنتها...وهذا مادار بينهم .. تقول الام:
استيقضت مبكرا مثل عادتي.. بالرغم ان اليوم يوم اجازتي..
صغيرتي ريم كذلك .. اعتادت على الاستيقاض مبكرا
كنت اجلس على مكتبي مشغولة باوراقي وكتبي ..
* ماما ماذا تكتبين ؟
** اكتب رسالة الى الله.
*هل تسمحين لي يا امي بقرائتها
** لا يا حبيبتي هذا رسائلي الخاصة ولا احب احد يقرئها..
خرجت ريم من مكتبي وهي حزينة ولكنها اعتادت على ذلك، كان رفضي لها مستمرا ..
مر عدة اسابيع على الموضوع،ذهبت الى غرفة ريم لأول مرة ترتبك ريم لدخولي..
يا ترى لماذا هي مرتبكة
** ريم حبيبتي ماذا تفعلين
* زاد ارتباكها وقالت لا شي ماما ، انها اوراقي الخاصة ..
ترى ما الذي تكتبه طفلة في التاسعة من عمرها وتخشى ان اراه ..
*اكتب رسالة الى الله كما تفعلين ..
قطعت كلامها فجأة وقالت ::ولكن هل يتحقق ما نكتبه يا ماما
طبعا يا ابنتي فالله يعلم كل شي..
لم تسمح لي بقراءة ما كتبت ..
فخرجت من غرفتها واتجهت الى راشد كي اقرأ له الجريدة كالعادة،
كنت اقرأ الجريدة وذهني شارد مع ابنتي ،، فلحظ راشد شرودي ظن انه بسبب حزني ..
فحاول ان يقنعني بأن اجلب اليه ممرضة.. كي يخفف علي العبء
يا الهي لم اكن اريده يفكر ..و اوضحت له سبب حزني ..
ذهبت ريم الى المدرسة وعندما عادت كان الطبيب في المنزل فهرعت لترى والدها المقعد
.. جلست بقربه تواسيه وتسليه بمداعباتها ولمساتها الحنونة.
وضح لي الطبيب سوء حالة راشد وانصرف.. تناسيت ان ريم ما زالت طفلة ،،
وبدون رحمة صارحتها اكد لي الطبيب ان قلب والدها الكبير الذي يحمل لها الحب الكبير بدأ يضعف كثيرا وأنه لن يعيش اكثر من 3 اسابيع
*انهارت ريم ،، وضلت تبكي وتردد:: لماذا يحصل كل هذا الى بابا
** ادعي له يا ريم بالشفاء،، وتذكري ياريم ان تتحلي بالشجاعة..
ولا تنسي رحمة الله ،، انه القادر على كل شي فأنت ابنته الكبيرة والوحيدة..
انصتت ريم الى امها ونيت حزنها،، واداست على المها وتشجعت وقالت ::
* لن يموت ابي
في كل صباح تقبل ريم خد ابيها الدافئ،، ولكنها اليوم عندما قبلته نظرت اليه بحنان وتوسل
وقالت :: ليتك يوما مثل صديقاتي ..
غمره حزن شديد فحاول اخفاءه وقال ::
انشاء الله سياتي يوما واوصلك يا ريم
وهو واثق أن اعاقته لن تكمل فرحة ابنته..
اوصلت ريم الى المدرسة ،، وعندما عدت للبيت ..
غمرني الفضول لارى الرسائل الخاصة التي تكتبها ريم الى الله..بحثت في مكتبتها فلم اجد شيء
وبعد بحث طويل .. بلا جدوى.. ترى اين هي
ترى هل مزقتها بعد كتبابتها!!
ربما يكون هنا .. لطالما احبت ريم هذا لصندوق.. طلبته مني مرارا وتكرارا
فأفرغت ما فيه وأعطيته لها .. يالهي انه يحوي رسائل كثيرة .. وكلها الى الله
* يالله يالله يارب يموت كلب جارنا سعيد لأنه يخوفني !!
*يا رب قطتنا تلد قطط كثيرة وتعوضها عن الذين ماتوا @!!
* يا رب ينجح ابن خالتي لأني احبه !!
* يا رب تكبر ازهار بتنا بسرعة،، لأقطف كل يوم زهرة واعطيها الى معلمتي!!!!
والكثير من الرسائل البريئة .
ومن اطرف الرسائل التي متبتها ::
*يا رب يا رب كبر عقل خادمتنا لأنها اذت امي...
يا ألهي كل الرسائل مستجابة .. لقد مات كلب جارنا منذ اكثر من اسبوع !!
قطتنا اصبح الكثير من القطط... ونجح احمد بتفوق !! وكبرت ازهارنا وريم تأخذ زهرة كل يوم الى معلمتها...
** يا الهي لماذا لم تدعو ا ريم ليشفى ابيها من عاههته!!!
شردت كثيرا ياليتها تدعوا له ...
ولم يقطع هذا الشرود غير رنين اهاتف المزعج.. ردت الخادمة نادتني
مدام: المدرسة
** المدرسة ماذا فعلت ريم!!
اخبرتي ان ريم وقعت من الطابق الرابع .. وهي في طريقها منزل معلمتها الغائبة لتعطيها الزهرة
..وهي تطل من الشرفة وقعت الزهرة وو قعت ريم!!!!
كانت الصدمة قوية جدا لم اتحملها لا انا ولا راشد ومن شدة صدمته اصيب بشلل في لسانه !!!
ومن يومها وهو لا يستطيع الكلام !!
لماذا ماتت ريم .. لم اكن استطيع استيعاب فكرة وفاة ابنتي الحبيبه ...
كنت اخدع نفسي كل يوم بالذهاب الى مدرسة ريم كأني اوصلها
كنت افعل كل شي كانت ابنتي حبيبتي تحبه..
في صباح يوم الجمعة اتتني الخادمة فزعة ..
تقول ان هناك صوت يصدر من غرفة ريم ...
** اصر راشد ان اذهب الى غرفة ريم .. وأرى ماذا يحدث...
وضعت المفتاح في الباب وانقبض قلبي ... فلم اتمالك نفسي ..
جلست ابكي وابكي ورميت نفسي على سريرها كان يهتز
طالما قالت ان سريرها يهتز ونسيت ان اجلب النجار
ولكن مالذي يصدر الصوت ... نعم انه صوت سقوط الوحة المزينة بآيات الكرسي
التي كانت ريم تحرص قرائتها يوميا وحفضها ....
وحين رفعت اللوحة كي تعلقها وجدت ورقة بحجم اللوحة ..
يا الهي انها احد الرسائل ..
يا ترى ،، ماالذي مكتوب في هذه الرسالة خصوصا !!!
ولماذا خلف الآية الكريمة ...
انها احدى الرسائل التي كتبتها لى الله ....
كان مكتوب فيها ...

* يا رب يا رب يا رب أموت أنا ويعيش بابا



#رشاد_الشيباني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل العيب في الاسلام ام في المسلمين؟
- مارأيكم ان كانت المرضعة مريام فارس او دارين حدشيتي؟
- وطني .. رحل المكان
- هل قتل الرئيس نفسه؟
- كبر بينا الجرح والحال غير الحال
- يا أهل العراق .ياأهل .....
- أدم وابليس
- اقوى ملوك الارض في بلاد الرافدين
- لاتقتلوا الكلام ولاتكسروا الاقلام
- العراقيون يطيحون بالوجوه الكبيرة
- ملكة جمال العراق عام 1947
- العراق ..كبش الفداء
- اربيل.. اقدم مدينة مأهولة في العالم
- السومريون في اوروك
- نزيف العقول العراقية
- تحالفات وهمية!
- لن نصدقكم ابدا
- من يصون الوطن؟
- تلك امة قد خلت!
- ايها العراقيون لاتنتخبوا ...


المزيد.....




- في شهر الاحتفاء بثقافة الضاد.. الكتاب العربي يزهر في كندا
- -يوم أعطاني غابرييل غارسيا ماركيز قائمة بخط يده لكلاسيكيات ا ...
- “أفلام العرض الأول” عبر تردد قناة Osm cinema 2024 القمر الصن ...
- “أقوى أفلام هوليوود” استقبل الآن تردد قناة mbc2 المجاني على ...
- افتتاح أنشطة عام -ستراسبورغ عاصمة عالمية للكتاب-
- بايدن: العالم سيفقد قائده إذا غادرت الولايات المتحدة المسرح ...
- سامسونج تقدّم معرض -التوازن المستحدث- ضمن فعاليات أسبوع ميلا ...
- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-
- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رشاد الشيباني - يارب .. اموت انا ويعيش بابا