أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - دانيال بايبس - إيران العلمانية وتركيا الإسلامية














المزيد.....

إيران العلمانية وتركيا الإسلامية


دانيال بايبس

الحوار المتمدن-العدد: 3202 - 2010 / 12 / 1 - 23:44
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


Washington Times
٣٠ نوفمبر ٢٠١٠


في بداية القرن السادس عشر كانت الدولة العثمانية في صراع مرير مع الدولة الصفوية للسيطرة على الشرق الأوسط. كان يومها السلطان سليم منشغل بكتابة الشعر باللغة الفارسية، والتي كانت يومها تتبوأ مركزاً حضارياً عالياً. أما إسماعيل الأول ألصفوي فكان منهمك بكتابة الشعر بلغة أجداده، التركية.

مع المعلومة التاريخية أعلاه في الذهن، نرى إيران و تركيا اليوم في صراع من نوع أخر. هاهي تركيا العلمانية تتجه إسلامياً، وإيران الإسلامية تطرق أبواب العلمانية. الشعب التركي يسعى الى حياة مشابهة لحياة الشعب الإيراني، بينما شعب إيران يطلب حياة الأتراك بالمقابل. كلا البلدين واسع المساحة، كثير السكان، ومتطور نسبياً مقارنة ببقية البلاد الإسلامية. لديهما تاريخ مركزي الموقع ويتحكمان استراتيجياً في ما يحدث اليوم وغداً في الشرق الأوسط. كتبت في 1994 إن تركيا و إيران يتسابقان في اتجاه معاكس، وإن مصير أي منهما له تأثيره على الشرق الأوسط والعالم الإسلامي برمته. أما الآن دعنا نلقي نظرة سريعة على تطور ألبلدين.

تركيا: أوشك أتاتورك على محو الإسلام بين 1923 – 1938. الإسلاميون لم يسلّموا بالهزيمة، وفي عام 1970 شاركوا في أول ائتلاف حكومي وترأسوا الحكومة في 1996 – 1997. نالوا ثلث الأصوات و ثلثي المقاعد البرلمانية في 2002. أداروا البلد بحكمة ومهارة وفازوا ب 50 بالمائة من الأصوات في 2007، وبعدها كشفوا عن قبضتهم وبدأوا تغريم من يعارضهم إعلاميا واللجوء إلى نظريات المؤامرة للحد من نفوذ العسكر. حصلوا على 58% من الأصوات في أيلول الماضي، والمؤشرات تقول إن الفوز سيكون من نصيبهم في حزيران 2011. بعدها الجميع في إنتظار وضع الأسس التشريعية لنهوض دولة إسلامية وتثبيت الشريعة قانونيا،ً وبالتالي بناء دولة مشابهة لدولة خميني في إيران.

إيران: على العكس من فعل أتاتورك، هيمن الإسلام سياسياً مع وصول الخميني إلى السلطة وسيطرته على دفة الحكم بين 1979 – 1989. تغيرت الأوضاع بعد ذلك وبدأ الصراع بين التيارات المتعددة، وتدهور الاقتصاد وإنفصلت الجماهير عن السلطة، وتوقع الجميع إنهيار النظام. لكن ذلك لم يحدث مع توسع الحرس الجمهوري و وصول مخضرمي الحرب وعلى رأسهم أحمدي نجاد. ضاعف ذلك من ضيق الجماهير وبدأت أمراض تعاطي المخدرات و تجارة أفلام الخلاعة وتفشي الدعارة . أدى كل ذلك إلى تطلع الناس إلى دولة علمانية بعد إن ضاقوا ذرعاً بإسلامية السلطة.

السباق بين البلدين غريب الإتجاه، والإسلاميون يحكمون في كلا البلدين. إن إيران بحكم مشاريعها النووية وتحالفاتها الإقليمية وتطرفها إيديولوجياً، أكثر خطراً من تركيا. تراها اليوم تتحكم في أسعار النفط ولها المقدرة على تحدي أمريكا عسكرياً. لكن إن خلعت إيران الثوب الإسلامي وتوجهت علمانياً، فإن لديها القابلية على قيادة العالم الإسلامي من الظلام المطبق عليها إلى إسلام معتدل خالي من التطرف وحسن الجوار إقليميا. أما تركيا فعلى العكس من إيران، تراها تسير ببطء بإتجاه قيام دولة إسلامية لا تقل خطورة من إيران اليوم، وربما سيكون إسم رجب طيب أردوغان على كل لسان وأكثر من اسم الخميني وبن لادن.

إن حركة عجلة التاريخ غريبة ومثيرة في آن الوقت: خطر اليوم هو أمل المستقبل، ومعتدل اليوم هو خطر الغد. دعونا نتأمل وننتظر الغد ومفاجأته.


http://ar.danielpipes.org/article/9129
المصنف الإنجليزي الأصلي: Islamist Turkey vs. Secular Iran?
ترجمة: د. سداد جواد ألتميمي



#دانيال_بايبس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حزب الحرية الألماني يدخل حلبة الشجار
- صحوة أمريكا أمام الحركة الإسلامية
- آخر الصادرات البريطانية: الإرهاب الإسلامي
- تركيا في قبرص مقابل إسرائيل في غزة
- الإمبراطورية عدو اليسار الجديد
- هيمنة الإسلاميين على الإسلام الأوربي
- العلمانية التركية في مأزق
- لم الوقوف بجانب وايلدرز
- الإقتصاد الإسلامي: ما الذي يعنيه؟


المزيد.....




- من الحرب العالمية الثانية.. العثور على بقايا 7 من المحاربين ...
- ظهور الرهينة الإسرائيلي-الأمريكي غولدبرغ بولين في فيديو جديد ...
- بايدن بوقع قانون المساعدة العسكرية لأوكرانيا وإسرائيل ويتعهد ...
- -قبل عملية رفح-.. موقع عبري يتحدث عن سماح إسرائيل لوفدين دول ...
- إسرائيل تعلن تصفية -نصف- قادة حزب الله وتشن عملية هجومية في ...
- ماذا يدخن سوناك؟.. مجلة بريطانية تهاجم رئيس الوزراء وسط فوضى ...
- وزير الخارجية الأوكراني يقارن بين إنجازات روسيا والغرب في مج ...
- الحوثيون يؤكدون فشل تحالف البحر الأحمر
- النيجر تعرب عن رغبتها في شراء أسلحة من روسيا
- كيف يؤثر فقدان الوزن على الشعر والبشرة؟


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - دانيال بايبس - إيران العلمانية وتركيا الإسلامية