أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - بلقيس حميد حسن - الخروج من الظلام.. ودفاعا عن العقل














المزيد.....

الخروج من الظلام.. ودفاعا عن العقل


بلقيس حميد حسن

الحوار المتمدن-العدد: 3201 - 2010 / 11 / 30 - 23:53
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


حينما يتابع المرء احوال العالم العربي والاسلامي, يجد ان مشاكلنا جميعها او اغلبها سببها محنتنا الرئيسة, وهي تمسكنا بفلسفة واحدة, قديمة لا غير,فلسفة حياة ورثناها وحفظناها, واعدناها وقدسناها, وعشقناها ولانريد تغييرها, فلسفة لاتقبل الحوار, صارت تسير كل شؤون حياتنا وتتدخل بأبسط فعالياتنا, وتعرقل استعمالنا العقل, بل تجمده عند حدود الالفية الاولى, فتجعلنا آخر الاقوام. تفسد علينا متع الحياة, تقتل المحبة, وتشرذمنا طوائف واقوام وكتل متناحرة. تنشر بيننا العداوات, ونقبلها ونتمسك بها.
يرفع بعض حملتها سيوف الذبح على اخوانهم في الانسانية, ونتجاهل كل جرائمها. تغسل ادمغتنا ونحتضنها باكين حبا لها, وتمسكا بها حتى لو قتلتنا جميعا, فالى اين نحن نسير؟
متى نتحرر من شر هذه الفلسفة التي أودت بنا وجعلتنا في احط السلم البشري فأتعستنا ولا زالت تزيدنا قهرا وتمزيقا وتفريقا ووحشية..
حينما اقرأ في كتب التأريخ عن اقوام وأمم وحضارات سادت ثم بادت, اتمنى ان اعيش قرنا اخر من الزمن لأرى كيف سنصبح نحن العرب ان بقينا على مانحن عليه الان, على مانحن عليه اي متشبثين بأقوال وافكار اناس عاشوا في مجتمعات بدائية لا تمت بالصلة الى مجتمعات اليوم باي شكل من الاشكال, أناس سيطروا على عقولنا وصاروا يحركونها كما شاء الزمن البدائي, وتقاليد المجتمع البدائي, حتى صرنا عبيدا لهم حيث سيطروا على عواطفنا فاتبعناهم بعداواتهم وانتهجنا نهجهم رغم اكثر من الف عام من التطور البشري في العالم. فلم يعد ينفعنا ان نناقش الفرق بين المذاهب, وما اذا كانت خطبة الصحابي الفلاني أفضل من خطبة سواه في موضوع غزوة من الغزوات, ولم يعد ينفعنا ان نناقش الحلال والحرام في ابسط تصرفات الزوجين الخاصة في الفراش, ولم تعد تشفع لنا الحضارة اضاعة الوقت بالنقاش على الفضائيات ولساعات طويلة كيفية حلاقة الذقن في الزمن الاسلامي او ماذا كان الناس يرتدون لنقلدهم. اننا نستسيغ مع الأسف عدم استعمال عقولنا بما ينفعنا في عالم العلم والالكترونيات والابتكارات الحديثة, لنبقى على اهتمامات القرون الوسطى وكأننا عميان لا نرى مايجري من حولنا..
حتى متى تسيرنا عقول وسلوك اناس عاشوا وماتوا قبل قرون؟
انني هنا لا أدعي ان ما انتجته البشرية من فلسفة وفكر قديم جميعه غير نافع, انما نحن تركنا كل فلسفة اخرى وكل رأي يختلف مع ما قدسناه من فلسفة وافكار جعلناها تتسيد على حياتنا وتحرمنا من الوصول الى مصاف الأمم المتحضرة التي استنفذت فائدة وفاعلية فلسفة الانسان الاولى والفكر القديم لتنطلق الى تحريك العقل نحو عوالم ارحب واكثر فائدة في عالم اليوم, لتركز على فلسفة تضيء العقل بحرية التفكير والابتكار, وتبتكر سلوكيات تنير لها دروب الحاضر والمستقبل..
هانحن بتنا نتراجع على كل الاصعدة ولنضع نصب اعيننا مانحن عليه واقعيا:
اقتصاديا.. يزداد الفقراء والمشردون في العالم العربي والاسلامي, ويزداد اعداد اللاجئين الى دول العالم الاخر بحثا عن الامان او عن لقمة العيش, والنتيجة واحدة هو الهجرة القسرية التي لا يوجد خيار سواها.
اجتماعيا.. تزداد حالات التفكك الاجتماعي بين الناس وتزداد الاعتداءات على بعضنا البعض, ان كان في الشوارع او البيوت التي تزداد عنفا ام على صعيد تكون طبقة آخذة بازدياد في العالم العربي والاسلامي اسمها ابناء الشوارع, والمتتبع للمشاكل والوضع الاجتماعي العربي يجد العجب, فقد بات الاعتداء علي امرأة في الشارع أمرا عاديا تخشى منه بعض النسوة, وذلك بسبب تردي الاخلاق والقيم وازدياد الركض وراء المال, والمتاجرة بكل شيء واولها جسد الانسان, والمتتبع لمسألة المتاجرة بالرقيق الابيض او المتاجرة بالاعضاء يذهل من السقوط والانحدار في مجتمعاتنا العربية والاسلامية, مما يجعل المرء يخشى على نفسه من ان يقوم بعملية جراحية خوفا من سرقة عضو من اعضاء جسمه كأن يكون كلية مثلا كما حصل للكثيرين دون علمهم..
ثقافيا.. تزداد في العالم العربي والاسلامي نسبة الامية خاصة بين صفوف النساء اللواتي صار خروجهن الى الشارع مشكلة بحد ذاتها في بعض الدول العربية, ويزداد تقييم الادب والفن لا اساس الجودة انما على اساس العلاقات والفائدة المادية من هذا وذاك, فهبط ذوق الانسان العربي لان هناك من يتاجر بالفن والادب والثقافة حتى ضاعت المقاييس وبات الرديء يطرد الجيد ويهمشه, وهكذا مجتمع تتردى فيه كل المعايير الثقافية الحقيقية ستتردى فيه كل المباديء الانسانية وسينهار حتما مهما طال الزمن, كما اننا لاننتظر من الرديء ان ينتج في المستقبل ماهو جيد, فالمنطق يقول ان الرديء يولد الرديء طالما لازلنا نتشبث بأسباب تردينا وتخلفنا, وطالما اعتبرنا تغيير فلسفتنا امرا مستحيلا, ولطالما ثبتنا في عقولنا وعقول الاجيال الجديدة بأننا خير أمة اخرجت للناس, ولطالما حاربنا مبدأ النقد الفلسفي وكفرنا حملته وابحنا قتلهم..
ان اولى اسباب انهيارنا اسباب ذاتية, فلسفية, اي نحن سببها وليس مانقوله صباح مساء في اعلامنا وكتبنا المدرسية مما نتشدق به من ان الاعداء من خارج حدود بلداننا هم اسباب تخلفنا الرئيس, لو كنا نريد الحياة حقا لانتفضنا ضد عقولنا العتيقة اولا, ولو فعلنا ذلك لرأينا الحقائق كما هي, ولعرفنا كيف نضع الاولويات لحل مشاكلنا بشكل منطقي لأننا نكون بذلك قد استعملنا العقل بمواجهة كل الاخطار الخارجية, ولكونا انسانا قادرا على الاندماج بحضارة اليوم, فالعقل الذي يتخلص من أوهام القرون الاولى قادر على تغيير حياتنا نحو الأحسن مثلما غير حيوات غيرنا من الشعوب, فالعقل البشري واحد في تكوينه, والعقل وحده قادر- ان شئنا- على تغيير كل شيء في حياتنا نحو الرفاه والأمان والحضارة الحديثة..
25-11-2010
www.balkishassan.com



#بلقيس_حميد_حسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفنان منذر حلمي, خفيف الظل حتى برحيله
- تقاسم السلطة, هل تتناسب مع الديمقراطية؟
- شهداء سيدة النجاة
- عذرا أبا جنان, عرفت برحيلك متأخرة
- إهمال المسؤولين, وفواجع الجسور في سوق الشيوخ
- المثقفون ووضع المرأة في العراق
- أخطاء فضائية العراقية في تكريس الطائفية
- -هناك في الأعالي, في كردستان-
- لاحجة للحكومة مهما كانت التبريرات
- ومازال الغناء العراقي دمويا
- هل استطاع الاعلام العربي التأثير على الغرب؟
- السعودية تذبح المتهمين بلامحامي؟ فأين العدالة؟
- من مستلزمات الحضارة الحلقة الخامسة/ الضمان الاجتماعي حق للمح ...
- هل ان الصامت عن الحق يصلح للقيادة سيادة الرئيس؟
- الدراما العربية, جودة يقتلها العنف
- حَرروا الله من فتاواكم
- خُذِلنا
- شكرا أمل بورتر, فالزمن أكد نبوة الأميرة البابلية ...
- آه, ياوطني المغدور
- يذهبون, ويبقى الحوار المتمدن


المزيد.....




- حامل ومعها 3 أطفال.. انقاذ تلميذة اختطفتها جماعة بوكو حرام ق ...
- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن استهداف موقع اسرائيلي حيوي ...
- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن استهداف قاعدة -عوفدا- الجو ...
- معرض روسي مصري في دار الإفتاء المصرية
- -مستمرون في عملياتنا-.. -المقاومة الإسلامية في العراق- تعلن ...
- تونس: إلغاء الاحتفال السنوي لليهود في جربة بسبب الحرب في غزة ...
- اليهود الإيرانيون في إسرائيل.. مشاعر مختلطة وسط التوتر
- تونس تلغي الاحتفال السنوي لليهود لهذا العام
- تونس: إلغاء الاحتفالات اليهودية بجزيرة جربة بسبب الحرب على غ ...
- المسلمون.. الغائب الأكبر في الانتخابات الهندية


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - بلقيس حميد حسن - الخروج من الظلام.. ودفاعا عن العقل